في السنوات الاخيرة من القرن الماضي بدأت تتبلور ملامح مدرسة جديدة في التاريخ تنشغل بمعرفة الحقيقة لابحقيقة المعرفة كما فعل الفلاسفة ..ومن اجل الوصول الى ذلك كان لابد من إحداث تغيير في طبيعة الدراسة التاريخية وكان لابد من استحداث منهج جديد لدراسة التاريخ .واذا كان المؤرخون حتى منتصف القرن 20 قد حققوا درجة عالية من النظرة الشمولية الى التاريخ وقلبوا النظرة في جوانبه المتعددة :السياسية والاقتصادية والاجتماعية وذلك من خلال منهج مايسمى منهج علم التاريخ ، فإن مدرسة التاريخ الجديد اخذت تدعو الى نظرة تعتمد على تطبيق مناهج العلوم الاجتماعية وبعبارة اخرى انهم اي رواد مدرسة التاريخ الجديد رفضوا فكرة (التاريخ السياسي ) و(التاريخ الاجتماعي ) و(التاريخ الاقتصادي ) و(التاريخ الثقافي ) واخذوا يدعون الى دراسة ما أسموه (السياسة التاريخية ) و(الاقتصاد التاريخي )و(الاجتماع التاريخي ) و(علم النفس التاريخي ) .
وهكذا شهد البحث التاريخي اكبر ثورة عرفها في تاريخه اذ تحول المؤرخون من طريقة وصف الموضوعات وعرض الاحداث السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية الى معالجة المشاكل التي كانت وقفا على علماء الاجتماع من قبل واخذوا يستحدثون تخصصات جديدة من قبيل الديموغرافية التاريخية والاحصاء التاريخي وعلم النفس التاريخي ، واتجهوا اكثر فأكثر الى دراسة موضوعات منها على سبيل المثال الخلفيات الاجتماعية وتكوين الاسرة والتغير في نسب الولادات والوفيات وغير ذلك من موضوعات وجزئيات الحياة اليومية التي سبق للمؤرخين التقليديين اهمالها .ان معنى هذا كله ان التاريخ صار مرتبطا بواقع الانسان ومشاكله اليومية وتحركاته وهكذا نجح التاريخ في ان يكون كالعلوم الاجتماعية الاخرى مسايرا للثورة المعرفية المعاصرة والافادة من مناهجها وادواتها واساليبها *
***************************************
*من بحث الدكتور ابراهيم العلاف الموسوم :"حاجتنا في العراق الى تاريخ جديد " قدم الى ندوة ترصين البحث التاريخي في العراق نظمها قسم التاريخ بكلية الاداب -جامعة بغداد 3-4 نيسان 1993
وهكذا شهد البحث التاريخي اكبر ثورة عرفها في تاريخه اذ تحول المؤرخون من طريقة وصف الموضوعات وعرض الاحداث السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية الى معالجة المشاكل التي كانت وقفا على علماء الاجتماع من قبل واخذوا يستحدثون تخصصات جديدة من قبيل الديموغرافية التاريخية والاحصاء التاريخي وعلم النفس التاريخي ، واتجهوا اكثر فأكثر الى دراسة موضوعات منها على سبيل المثال الخلفيات الاجتماعية وتكوين الاسرة والتغير في نسب الولادات والوفيات وغير ذلك من موضوعات وجزئيات الحياة اليومية التي سبق للمؤرخين التقليديين اهمالها .ان معنى هذا كله ان التاريخ صار مرتبطا بواقع الانسان ومشاكله اليومية وتحركاته وهكذا نجح التاريخ في ان يكون كالعلوم الاجتماعية الاخرى مسايرا للثورة المعرفية المعاصرة والافادة من مناهجها وادواتها واساليبها *
***************************************
*من بحث الدكتور ابراهيم العلاف الموسوم :"حاجتنا في العراق الى تاريخ جديد " قدم الى ندوة ترصين البحث التاريخي في العراق نظمها قسم التاريخ بكلية الاداب -جامعة بغداد 3-4 نيسان 1993
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق