الاثنين، 29 أبريل 2024

الصحافة المصرية في مائة عام ...................في كتاب



الصحافة المصرية في مائة عام ...................في كتاب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل -العراق
ومما تضمه مكتبتي الشخصية ، كتاب جميل صدر عن سلسلة (المكتبة الثقافية) رقم (14) نشرته (دار القلم في القاهرة) 1964 . وهذه السلسة كانت تصدر عن وزارة الثقافة والارشاد القومي والمرحوم الاستاذ الدكتور عبد اللطيف حمزة كان احد ابرز اساتذة تاريخ الصحافة .
وقد قسم هذا الكتاب الصغير بحجمه وهو بحجم الكف ، الكبير في مضمونه ، الى اربع فترات سمى كل فترة منها طورا لكنه اكد ان حياة الصحافة المصرية سلسلة متصلة الحلقات متداخلة بحيث يصعب الفصل بينها فصلا صحيحا بالايام والسنوات .والصحافة المصرية بدأت رسمية ثم لم تلبث ان اصبحت شعبية .
والطور الاول في تاريخ الصحافة المصرية ، هو طور النشأة ابتدأ بالسنة 1828 حين صدرت جريدة ( الوقائع المصرية ) في الثالث من كانون الاول - ديسمبر 1828 (15 رجب سنة 1244) .وانتهى الطور سنة 1876.
في هذا الطور كانت هناك (الجريدة العسكرية)و(مجلة روضة المدارس ) وصحيفة (وادي النيل) وصحيفة (نزهةالافكار) وصحيفة (روضة الاخبار).
الطور الثاني من اطوار الصحافة المصرية هو طور الشباب وينحصر من سنة 1877 الى سنة 1882 وفيه صدرت مجموعة من الصحف منها جريدة (الاهرام ) ،وجريدة (الوطن ) التي صدرت سنة 1877 لمحررها ميخائيل افندي عبد السيد وصحيفة ( التبكيت والتنكيت)وجريدة (الاستاذ) ومجلة ( ابو نظارة زرقاء) .
وجاء الطور الثالث من اطوار الصحافة المصرية ، وهو طور الكفاح ضد الاحتلال البريطاني ، والطور يبدأ من سنة 1882 وينتهي بقيام الثورة المصرية الكبرى سنة 1919 .وفي هذا الطور صدرت صحيفة (المقطم) وصحيفة (المؤيد) وصحيفة (المنار ) وصحيفة (اللواء ) وصحيفة (الجريدة) وصحيفة ( العلم) وصحيفة ( الشعب) وصحيفة (السفور) وهي امتدادلصحيفة (الجريدة )ىالتي كان يحررها احمد لطفي السيد وتلاميذه
واخيرا الطور الرابع من أطوار الصحافة المصرية وهو الذي سماه المؤلف ( طور استكمال الحرية والدستور ويقع بين سنتي 1919 و1928 ) وفيه صدرت صحيفة (الاخبار ) وصحيفة (السياسة) و(السياسة الاسبوعية ) وصحيفة (البلاغ) ، وجلة (المقتطف) 1885 ومجلة (الهلال) صدرت سنة 1892 وصاحبها جرجي زيدان ثم مجلة ( البان ) وقد تيسرت لكاتب هذه السطور الفرصة للاشراف على اطروحة دكتوراه في جامعة الموصل سنة 2001 قدمها المرحوم الدكتور جدعان الجبوري بعنوان ( مجلة الهلال ودورها في الحياة الثقافية العربية 1892-1992)
الصحافة المصرية ، تعد من مصادر دراسة تاريخ مصر الحديث .كانت تهتم بالثقافة ، والسياسة ، والاقتصاد والفن ، وكان لبعض الرجالات دور في نهضة الصحافة منهم السيد جمال الدين الافغاني اثناء وجوده في مصر فهو من مهد الاذهان للثورة ، وهو من غرس في التربة المصرية بذور الحرية .في صحف (المؤيد ) و(اللواء) و(الجريدة) ظهر كل هذا .
وبين 1919و1928 ، اهتم الرأي العام المصري بقضيتين هما قضية الحرية والاستقلال ، وقضية الحياة النيابية وعناية الصحفيين كانت بالمقال وتطور فن المقال ؛ فهو اداة ، وسلاح مهم من اسلحة الكفاح من اجل الوطن وقضاياه .
وفي الطور الرابع ، بلغت الصحافة المصرية مرحلة النضج واستطاعت انتكون صوتا مميزا من اصوات الشعب ودعوته الى حرية واستقلاله وكرامته .
كان الصحفيون المصريون خلال تاريخهم هذا ، يدركون واجباتهم أيما ادراك .. دافعت الصحافة عن الشعب المصري في كل مجالات الحياة ؛ احبطت مساعي المحتلين الانكليز لزرع الفتنة ، والتفرقة الدينية بين المصريين اقباط ومسلمين ، ودافعت عن الاسلام الذي اتهمه عملاء الانكليز بأنه لايتفق مع الحضارة الحديثة ، ودعت الى الاهتمام بالتعليم ، والثقافة ، وترسيخ الوعي ، وترصين القيم الاخلاقية ، والاهتمام بالثقافة العلمية ، والاحساس بالشخصية المصرية وحمايتها وكما هو واضح كانت الصحافة المصرية - بحق وحقيق- أداة مهمة من اداة الحركة الوطنية

 

فتح القسطنطينية ...................في كتاب


 



فتح القسطنطينية ...................في كتاب
-ابراهيم العلاف
مما هو متوفر في مكتبتي الشخصية ، كتاب صغير بحجمه لكنه كبير بمضمونه ، صدر عن الهيئة المصرية للتأليف والنشر - دار الكاتب العربي - سلسلة المكتبة الثقافية العدد (228) 1969 .
والكتاب بعنوان ( فتح القسطنطينية) تأليف الدكتور عبد السلام عبد العزيز فهمي ، وكان الكتاب يباع ب(3) قروش فقط ، والكتاب بحجم كف اليد ويوضع في الجيب . ومن الطريف القول ان ( المكتبة الثقافية ) كما جاء في ترويستها (جامعة حرة تستهدف تقديم خلاصات الفكر القومي والانساني بحيث تجعل المعرفة متعة تعمق الشعور بالحياة والكتاب في منظورها سلاح يساعد على الانتصار في معركة الحياة وكان الدكتور شكري محمد عياد هو من يشرف على المكتبة الثقافية . كان هذا في (عصر عبد الناصر) حيث الثقافة والكتاب مثل الهواء والماء .
الكتاب وقف عند الاتراك العثمانيين ، وقال ان فتح مدينة القسطنطينية بيزنطة أو استانبول (اسطنبول ) ، كان من الاحداث العالمية الكبرى .كان ايذانا بإنتهاء العصور الوسطى ، وبداية للعصور الحديثة ، واضاف ان المسلمين ومنذ زمن بعيد ادركوا خطورة المدينة فحاولوا الاستيلاء عليها وحاصروها مرات عدة ولكن بسبب مناعة موقعها ، وقوة قلاعها استطاعت الصمود وكانت معقلا للمسيحية تحميها من القوة العربية الاسلامية النامية التي خرجت من شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي والقوة العربية اخذت تغزو املاك الفرس والروم في آن واحد ، واستطاعت ان تستولي من الدولة البيزنطية على فلسطين ، والشام ، ومصر ، وشمال افريقيا ، وحرمت هذه الدولة بذلك من مناطق واسعة كانت تمدها بالمال والزاد والرجال.
يقول المؤرخ النمساوي فون هامر ان القسطنطينية قبل ان يفتحها السلطان محمد الفاتح حوصرت (29) مرة
وكان اول من حاصرها معاوية بن ابي سفيان سنة 654 ميلادية وممن حاصرها سليمان بن عبدالملك الذي كلف اخيه مسلمة بقيادة الجيوش وفي 15 اب - اغسطس 717 ميلادية -98 هجرية وقفت الجيوش البرية امام اسوارها ووصل الاسطول العربي الى مياهها في اول ايلول - سبتمر 717 م لكن ظروفا كثيرة حالت دون النجاح فرفع الحصار .
يقول المؤلف ان العثمانيين اكملوا المسيرة ، فبعدما استقروا في آسيا الصغرى ، واقاموا بها دولتهم خلفا لدولة سلاجقة الروم ، وجاوروا الدولة البيزنطية تطلعوا نحو العاصمة العتيدة ( القسطنطينية ) ، وحوصرت الى ان جاء السلطان محمد الفاتح ليحقق الحلم .
السلطان محمد الفاتح كان قويا ومثقفا يتقن عدة لغات منها فضلا عن التركية لغته الام العربية والفارسية واليونانيةواللاتينية وكان مولعا بدراسة التاريخ ومغرما بقراءة سير العظماء والابطال وكان مثله الاعلى الاسكندر المقدوني رأي فيه قوة النفس وصجة العزم وسرعة التنفيذ وكان ذكيا وذو نظر ثاقب بعيدا عن اللهو يتذوق الشعر والموسيقى والرسم وكان بسيطا في حياته .. لم يكن له ندماء ولا محظيات وعاش بعيدا عن حياة الاختلاط المبتذل وكان محبا للتميز والتفوق .وصفه المؤرخون انه قمحي اللون متوسط الطول متين العضلات كثير الثقة بنفسه يحسن ركوب الخيل واستعمال السلاح .كان طموحا يحسن معالجة الامور كثير اليقظة له قدرة على التأثير في المجيطين به .
الكتاب يتألف من ثلاثة فصول هي على التوالي : حالة الدولة الرومانية قبل فتح القسطنطينية - فتح القسطنطينية ومعارك فتحها والخطط العسكرية واخيرا القسطنطينية عاصمة للدولة العثمانية 1453.
طبعا المؤلف ، تحدث عن صدى استيلاء العثمانيين على القسطنطينية -استانبول -اسلامبول في العالم ، وقال كان لذلك الحدث "دوي عظيم في جميع انحاء العالم ...دول الغرب صعقت وانتاب الناس في دول الغرب " الفزع والالم وتجسد لهم خطر العثمانيين المسلمين وتهديدهم لاوربا .في الشرق عم الفرح والابتهاج واذيعت انباء الفتح من فوق المنابر واقيمت صلوات الشكر يقول المؤرخ المصري الكبير ابن اياس صاحب كتاب ( بدائع الزهور) :" فلما بلغ ذلك دقت البشائر بالقلعة ونودي في القاهرة بالزينة ثم ان السلطان عين برسباي امير خور ثاني رسولا الى ابن عثمان يهنئه بهذا الفتح ووصف المؤرخ المصري ابن تغري بردي في كتابه (حوادث الدهور) شعور الناس وحالهم في القاهرة بعد ان وصل اليهم قاصد السلطان الفاتح ورفقته في الثالث والعشرين من شوال سنة 857 هجرية - 27 تشرين الاول - اكتوبر سنة 1453 ميلادية بنبأ فتح القسطنطينية ومعهم الهدايا ، واسيران من عظماء الروم قال :" قلت ولله الحمد ، والمنة على هذا الفتح العظيم ...ودقت البشائر لذلك ، وزينت القاهرة ..." .
اقول ان السلطان محمد الفاتح وهو ابن السلطان مراد الثاني 1446-1451 وامه (هوما خاتون) ، ولد سنة 1432 وتولى الحكم سنة 1441 وعمره ( 19) سنة وعندما توفي سنة 1451 كان عمره ( 49 ) سنة بمعنى انه حكم (30 ) سنة ادرك عندما تولى الحكم بعد وفاة والده اهمية القسطنطينية ، وجعل ذلك في سلم اولوياته واهتماماته لهذا بنى (قلعة روملي) على مضيق البوسفور على الضفة المقابلة لقلعة الاناضول وبذلك سيطر على المضيق تماما ، ثم ضرب حصارا على القسطنطينية في 6 نيسان - ابريل سنة 1453 ميلادية واستمر الحصار ( 53) يوما الى ان سقطت القسطنطينية يوم 29 مايس - ايار - مايو سنة 1453 ولهذا اطلق عليه محمد الفاتح ، وبعدها زحف نحو شرق البحر الاسود لضرب أخر دولة بيزنطية ، وهي امبراطورية الروم في طرابزون واستطاع فتحها سنة 1461 وضم البوسنة 1463 وسيطر على جميع صربيا واستعاد مدينة اثينا مرة ثانية سنة 1458 م وفي عهده اضحت الدولة العثمانية في عدادالدول العظمى في العالم واصيب الغرب بالهلع فكانالسلطان محمد الفاتح يروم السيطرة على روما الغربية ويقال ان رقعة الدولة العثمانية في عهده اتسعت الى 2214000 كيلومتر مربع وانه فتح 200 مدينة في الشرق والغرب وقيل ايضا ان طبيبه يعقوب باشا وكان يهوديا دس له السم فتوفي في 3 ايار سنة 1481 اثناء زحفه نحو الشرق وخلفه ولده السلطان بايزيد الثاني 1481 -1512.رحم الله السلطان محمد الفاتح وطيب ثراه.

الأحد، 28 أبريل 2024

باص جامعة النور السياحي في الموصل 20 نيسان 2024


 

صورة بانورامية لنافورة برج خليفة - دبي -دولة الامارات العربية المتحدة


 ومساؤكم خير وبركة واهلا بكم ونعود للتواصل

وهذه صورة بانورامية لنافورة برج خليفة - دبي -دولة الامارات العربية المتحدة
وصلتني الان شكرا حبيبي ابو ابراهيم .................................ابراهيم العلاف

خور دُبي - دولة الامارات العربية المتحدة


 

صورة بانورامية جميلة وحية ل (خور دُبي)
شكرا حبيبي الدكتور ابو ابراهيم
28 مننيسان 2024..............................................ابراهيم العلاف


الحوكمة الرشيدة وإدارة المؤسسات الدستورية في الدولة العراقية ...................كتاب


 


الحوكمة الرشيدة وإدارة المؤسسات الدستورية في الدولة العراقية ...................كتاب
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وعصرنا هذا هو ( عصر الحكومة الرشيدة) ، ومع انها أي (الحوكمة) اسلوب راق في الحكم إلا اننا ما زالنا بعيدين عنها لعوامل كثيرة منها بنيوية ، ومنها شكلية روتينية .
وحسنا فعل الاخ الاستاذ المساعد الدكتور مروان سالم العلي ، حين أصدر ، وعدد من زملاءه ، كتابا جديدا بعنوان ( الحوكمة الرشيدة وادارة المؤسسات الدستورية في الدولة العراقية في ضوء المتغيرات الدولية ) .
والكتاب الذي وضعه بيدي الاخ الدكتور العلي ، مشكورا صدر عن شركة دار الاكاديميون للنشر والتوزيع بالعاصمة الاردنية -عمان 2022 . والزملاء الذين اسهموا في تأليف الكتاب ؛ هم الاستاذ الدكتور عماد خليل ابراهيم المختار ، والاستاذ المساعد الدكتور محمد ميسر فتحي ، والمدرس المساعد ياسين ميسر فتحي والمدرسة المساعدة ساجدة فرحان حسين، والمدرس رافع شريف ذنون وقد قدم للكتاب الاخ الاستاذ الدكتور محمود سالم السامرائي .
والكتاب ؛ بإخراجه الجميل ، ومضمونه المفيد ، يُعد إضافة طيبة لما هو متوفر لدينا من مصادر في هذا المجال ، واتذكر اننا في مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل سبق ان اصدرنا كتابا عن الحوكمة للاستاذ الدكتور ذاكر العراقي .
ومهما يكن ، وبدون الدخول في تفاصيل مفهوم الحوكمة الرشيدة وهي اسلوب حديث ، ومتقدم ، ورشيد في ادارة الحكومات يستهدف مراعاة معايير الشفافية، واقرار سيادة القانون ، والمحاسبة ، والنزاهة ، ومراعاة المصلحة العامة لتحقيق العدالة ، والرفاهية ، والمساواة ، أقول ان موضوعات البحوث التي ضمها الكتاب لاصحابها المشاركين في تأليف الكتاب مهمة جدا لصانع القرار ، وللمسؤولين في الدولة والمجتمع .
وقد انهمك المؤلفون في دراسة اساليب ادارة العراق في مرحلة ما بعد النزاع من خلال دراسة منظومة الامم المتحدة في توفير الامن ، وسيادة القانون ، وتحقيق التنمية المستدامة ، واستراتيجية الحوكمة الرشيدة ودورها في مكافحة الفساد المالي ، والاداري ، وركائز الحوكمة وتأثيرها في تعزيز التنمية في العراق ، والحوكمة المصرفية ، واخيرا حوكمة المؤسسات الدستورية .
جهود طيبة ، ومبادرة مباركة ، وادعو طلبة العلوم السياسية في الجامعات العراقية الرمية والاهلية والجامعات العربية والعالمية الى اعتمادالكتاب كمصدر في فهم موضوع الحوكمة الادارية ، والقانونية ، والمالية ، والاقتصادية .
بوركت الجهود الطيبة للمؤلفين الاعزاء .

شيخ الخطاطين الكويتيين الاستاذ مصطفي بن نخي 1940-2008 في الذكرى ال (16) لرحيله






 


شيخ الخطاطين الكويتيين الاستاذ مصطفي بن نخي 1940-2008 في الذكرى ال (16) لرحيله
- ابراهيم العلاف
وقد لايعرف كثيرون ، انه وراء الكتابة على العملة الكويتية ، وهو من خط الكثير مما كانت تنشره وزارة الاعلام الكويتية ، وهو من كان وراء الخطوط في بعض المساجد والجوامع في الكويت وفي قصور الامراء والديوان الاميري وقصر دسمان ، ومسجد الامام الحسن عليه السلام ورضي الله عنه ، لهذا فهو معروف ب(شيخ الخطاطين الكويتيين ) الاستاذ مصطفى بن نخي رحمه الله وطيب ثراه
الكاتبة زينب ابو سيدو كتبت عنه مقالة في جريدة ( الانباء ) الكويتية عدد 1-5-2011 .. كما وردت عنه في ( انسكلوبيديا ويكيبيديا) ، بضعة كلمات لاتزيد عن سطرين .
على كل حال الرجل توفي في مثل هذا اليوم قبل (16) سنة توفي يوم 28 من نيسان 2008 وقرأت في بعض المصادر انه توفي يوم 27 من نيسان 2024 . كان فنانا بارعا اتقن خط جميع انواع الخطوط العربية .ولد سنة 1940ودرس في معهد تحسين الخطوط بالقاهرة سنة 1966، وكان استاذه في الخط الخطاط المرحوم الاستاذ محمدحسني الدمشقي وهو والد المطربةالكبيرة نجاة الصغيرة والممثلة البارعة سعاد حسني رحمهما الله ، وكان الاستاذ محمد حسني يعده خليفته لهذا عندما عاد الى الكويت سار على نهجه خاصة عندما كان استاذ في معهد تحسين الخطوط بالكويت التابع لوزارة التربية . كان من تلاميذه الخطاط حسين السري الهاشمي من دولة الامارات العربية المتحدة، والخطاطان الماهران علي بحروه ، وعيسى ارتي وغيرهم،.أدار الاستاذ مصطفى بن نخي ( شركة دار الخط والزخرفة ) و( شركة دار الفن لحفر المعادن) ، والشركتان متخصصتان بالدعاية والاعلان. عندما توفي أبنّه كثيرون منهم الخطاط علي الدشتي الذي اكد بأنه ترك لنا آثارا فنية رائعة كأخلاقه ، وجميلة كروحه.كان انسانا نبيلا متواضعا احبه كل من حوله ، والتف حوله تلاميذه .اما الفنان التشكيلي ورئيس الاتحاد الكويتي للاعلان الاستاذ عبدالكريم العنزي فقال عنه ان شيخ الخطاطين مصطفى بن نخي بالإضافة لكونه أحد أعمدة الخط العربي في الكويت وله شهرة واسعة في الكويت والوطن العربي .

السبت، 27 أبريل 2024

وما اجملها من تحية ............السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                             في متحف تراث الموصل -الموصل

وما اجملها من تحية ............السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصباحكم خير ..................وصباحكم سعادة ...............وصباحكم عمل ، واجتهاد وإضافة وتجديد ومن تساوى يوماه فهو مغبون .........بمعنى انك لابد ان تأتي كل يوم بجديد ولاتكرر نفسك ..كن متجددا ؛ فالتغيير سنة الحياة وديمومة التقدم الى الامام ...............صباحكم تقدم وتنوير ...............ابراهيم العلاف
*لقطة من (متحف تراث الموصل في قصر المرحوم الدكتور أُسامة الارحيم قبالة قصر الحكم الاتابكي-قره سراي في الموصل القديمة )28-4-2024

 



الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991 المخرج العراقي الرائد

الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991 الثاني من اليسار          
                                                                                الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991
 


الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991 المخرج العراقي الرائد
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

يلقبونه ب(المعلم) .. كان من أبرز رواد الاخراج المسرحي ، والتلفزيوني ، والسينمائي في العراق . ومع انه جرب في الاخراج رؤى ومدارس مختلفة إ، لا انني اراه مخرجا واقعيا تقدميا يميل الى اليسار ، وهو من ادخل المسرح العالمي الى العراق .
كتب عنه الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب ، وقرأت ما كتب في اكثر من موقع ، ومن ذلك ما وجدته في جريدة (الصباح ) العراقية عدد 3 من شباط 2021 ، وفيه اكد على ان ( المعلم) ، هذا كان يعتقد بأن لا حركة مسرحية مستمرة في العراق من دون انتاج محلي .والاستاذ ابراهيم جلال - برأي الدكتور عبد الصاحب - لم يلتزم بإسلوب اخراجي واحد بل كان يعالج كل مسرحية بما يلائمها .
كان الاستاذ ابراهيم جلال صديقا للاستاذ الدكتور فاضل حسين استاذي المشرف على اطروحتي للدكتوراه قبل اربعة عقود ، ومرة سأله عن اكتشافه للممثلة ليلى محمد وكان ذلك امامي في مهاتفة تلفونية بينهما .
الاستاذ ابراهيم جلال ، درس الاخراج في الولايات المتحدة الامريكية ، وفي ( معهد جوود مان ثيتر ) بشيكاغو .
اخرج اعمالا مثيرة من قبيل (الطوفان) ، و(فوانيس) ، و(مقامات ابي الورد) ، و(ست دراهم ) ، و(اغنية التم ) ، و(البيك والسايق ) ، و(دائرة الفحم البغدادية) ، و(رحلة في الصحون الطائرة) ، و(دزدمونة ) ، و(الملحمة الشعبية ) ، و(كاليغولا ) و(شهداء الوطنية) ، و(الشيخ والغانية ) ، وهي آخر مسرحية اخرجها وبعض هذه الاعمال لمؤلفين غربيين كبارا لكنه استطاع ان يُطّوع كل تلك المسرحيات لتلاءم الوضع العراقي . شارك في افلام مهمة من قبيل (القاهرة - بغداد - عليا وعصام - ليلى في العراق ، وكرم داخل العراق وخارجه .
هو من أسس الفرقة الشعبية للتمثيل، وشارك يوسف العاني في تأسيس (فرقة المسرح الفني الحديث) . ترأس قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة ببغداد 1950 ، وعمل اكثر من مرة نقيبا للفنانين
رحم الله الاستاذ ابراهيم جلال وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم .

مظفر حسين جميل 1918-2001وكتابه ( سياسة العراق التجارية )







مظفر حسين جميل 1918-2001وكتابه ( سياسة العراق التجارية )

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
واليوم سألني عنه احد طلبةالدراسات العليا في التاريخ الحديث ، واراد معرفة فيما اذا كان منتميا لحزب ، وما اتجاهه السياسي فأجبته انني ومنذ اكثر من خمسين سنة اطلعت على كتابه الموسوم ( سياسة العراق التجارية ) واتذكر لحد الان انه قد طبع في مطبعة نهضة مصر بالفجالة -القاهرة - جمهورية مصر العربية سنة 1949 ، وانه كان أحد المصادر الرئيسية في تاريخ العراق الاقتصادي .ومن حسن الحظ انني وجدت الكتاب اليوم موجودا على شبكة الانترنت ويمكن تحميله والرابط هو التالي :
وكما ترون صورة غلافه الى جانب هذه السطور وهي نسخة اهداها المؤلف للمؤرخ العراقي الكبير المرحوم الاستاذ محمد توفيق حسين ال افغان الموصلي سنة 1950 .
والمرحوم الاستاذ مظفر حسين جميل لايمت للسياسي العراقي المعروف واحد زعماء الحزب الوطني الديموقراطي الاستاذ حسين جميل بصلة ؛ فوالد الدكتور مظفر كان ايضا محاميا واسمه حسين جميل والدكتور مظفر حسين جميل درس في جامعة القاهرة وهو بغدادي يعني من مواليد العاصمة العراقية بغداد سنة 1918 توفي سنة 2001 عن عمر يناهز ال (83) سنة .
في انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية نبذة موجزة عنه وكما في الرابط التالي
https://ar.wikipedia.org ومما جاء فيها ان الدكتور مظفر حسين جميل محام واقتصادي وصناعي عراقي 1918-2001 تولى منصب وزير المالية في حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم من 15 تشرين الثاني - نوفمبر سنة 1960 الى 8 من شباط - فبراير 1963 الى انقلاب 1963 واسقاط نظام حكم الزعيم الذي ابتدأ من 14 تموز - يوليو 1958 الى 8 شباط 1963 وقد اعتقل بعد الانقلاب لفترة ثم اطلق سراحه والدكتور مظفر حسين جميل في اتجاهه السياسي كان يميل الى اليسار مع انه لم يكن حزبيا اي لم ينتم الى اي حزب كان وطنيا تقدميا .دخل كلية الحقوق بجامعة بغداد وتخرج سنة 1941 وبعدها مارس المحاماة لكنه سافر الى القاهرة ودخل جامعة الازهر وحصل على دبلوم في الشريعة الاسلامية ثم حصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة القاهرة، وقد عاد الى بلده وعمل بالتدريس في كليتي الحقوق والتجارة والاقتصاد.
شغل مناصب عديدة قبل استيزاره للمالية فقد عمل مديرا للاحصاء والمباحث الفنية في البنك المركزي العراقي ثم نائبا لمحافظ البنك المركزي، ونائبا لحاكم لبنك الإعمار الدولي وبعدها تم اختياره وزيرا للمالية كما سبق ان قدمنا وقد اعتقل لكن افرج عنه وبعد ذلك توجه للعمل في القطاع الخاص فأسس (شركة الرافدين لإنتاج المبردات والمدافئ الغازية ) وحصل على 11 براءة اختراع صناعي والعديد من الشهادات التقديرية للتمييز الصناعي من وزارة الصناعة . كان انسانا مهنيا متمكنا من تخصصه معروفا بالعفة والاخلاص لبلده توفي سنة 2001 وطبيعي للرجل مقالات منشورة في بعض الصحف والمجلات تحتاج الى رصدها وجمعها ويمكن العودة الى ملفته التقاعدية للحصول على معلومات تفصيلية عنه وعن سيرته ومناصبه .
فيما يتعلق بكتابه (سياسة العراق التجارية ) فقدقدم له بحديث عن التجارة الخارجية بمفهومها الواسع وبإعتبارها تدخلا للدولة في شؤون التجارة الخارجية وقد بغ تدخل الدولة في شؤون التجارة الخارجية ذروته تحت ظل ( الماركانتلزم ) بينالقرنين 16 و18 ذلك ان الكيانات الاقتصادية الرئيسية المتنافسة كانت في اشد الحاجة الى الدعم وحين اقتضت الحروب المتوالية الزيد من الذهب بينما اشتد ساعد تلك الكيانات الرئيسية وسادت اسباب السلام في القرن 19 وراجت مفاهيم المذهب الحر وتضاءل شأن مبدأ الحماية ثم جاء القرن العشرون وتميز بمحاولة الدول العظمى الاثراء على حساب بعضها الاخر .
ووقف عن سياسة العراق التجارية بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة وقدم لها بفترة ما قبل الحرب العظمى 1914-1918 وفترة الاحتلال والانتداب وتكوين الدولة الحديثة وتم كل ذلك من خلال تناوله للتعرفةالكمركية وسيادة التشريعات التجارية ووجود المشورة البريطانية وفقدان الاستقلال النقدي واستنزاف القدرة الشرائية وبعد 1932 ودخول العراق عصبة الامم دولة مستقلة تحول الالتزام بسياسة الباب المفتوح الى الالتزام المؤقت بمعاملة دول عصبة الامم وفق مبدأ الدول الاولى بالرعاية وطرأت متغيرات على التشريعات الكمركية والنظام النقدي وظهرت ثمرات الاصلاح الاقتصادي الذي اضطلعت به الدولة العراقية الحديثة وتناول الكتاب الوضع الاقتصادي والسياسة التجارية خلال الحرب العالمية الثانية ووضع القيودعلى الانتاج والنقل والاستهلاك ومراعاة مساعي المصالح الدولية لتحقيق ما عرف بالحرية التجارية والنقدية .
كان كتاب الدكتور مظفر حسين جميل وهو مثقل بالاحصائيات والجداول ، ولسنوات لاحقة دليل عمل ومؤشر علمي في وضع سياسة تجارية مفيدة للعراق وحتى وقوع ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق .


 

زهير أبراهيم رسام 1939-2012 من رواد الكتابة للاطفال في العراق


 



زهير أبراهيم رسام 1939-2012 من رواد الكتابة للاطفال في العراق
- ابراهيم العلاف
والاستاذ زهير ابراهيم رسام ، فنان ، واديب ، ومرب ،وكاتب . توفي في مثل هذا اليوم سنة 2012 . والمرحوم الاستاذ زهير ابراهيم رسام من رواد الكتابة للاطفال في العراق شأنه شأن رفيق دربه الاستاذ طلال حسن امد الله بعمره ومتعه بالبركة والذي نعاه وكتب عنه ومما قاله :" لن أقول وداعاً يا زهير رسام.. رحل صديقي ، رحل رفيقي ، رحل أخي ..زهير رسام ، الذي تربطنا معاً وشائج عديدة منها ، أننا ولدنا في الموصل ، وفي السنة ذاتها 1939 ، وأننا معنا ، وبحب عميق ، كتبنا أدب الأطفال ، وفي نفس الصحف والمجلات تقريباً داخل العراق وخارجه .
الاستاذ زهير ابراهيم رسام ، من مواليد مدينة الموصل سنة 1939 ، نشأ واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها، سافر الى بغداد والتحق بقسم اللغة العربية بكلية التربية وتخرج فيها سنة 1961 .عين مدرسا للغة العربية وقضى في التدريس قرابة (33) سنة بعدها اتجه للكتابة التخصصية بأدب الاطفال .
بدأ زهير رسام الكتابة للأطفال في أواخر سنة 1979 ، ونشر قصصه الأولى في الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها : مجلتي ، المزمار ، تموز ، مرحباً يا أطفال ـ في العراق ، مجلة أسامة ـ سوريا ، العربي الصغير ـ الكويت ، والوسام والحاتم الأردنيتين وملحق تموز والثورة ومجلة (النبراس) الموصلية وجريدة الحدباء ونينوى في الموصل ، وطريق الشعب ، وشمس الصباح ، ومجلة الفرات ، ومجلة حبيبي ومجلة (صديقي) التي كانت اخر ماتولى رئاستها ، ومجلة ( اسامة) السورية.
ومن كتاباته :
1 ـ الشجرة الطيبة ـ دار ثقافة الأطفال
2 ـ الأرنب الحالم ـ دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1997
3 ـ الحديقة الأجمل ـ اتحاد الكتاب العرب ـ 2001
4 ـ حينما غنى الكناري ـ دار ثقافة الأطفال 2010
5 ـ الأصدقاء الطيبون ـ دار صديقي للأطفال ـ بغداد
6 ـ العش الجديد ـ دار ثقافة الأطفال ـ 2008
7 ـ السنجاب الطيب ـ دار صديقي للأطفال ـ بغداد
غادرنا الاستاذ زهير ابراهيم رسام ، وهو في اوج تدفقه وعطاءه .كان يحب الكتابة للاطفال ويحلو له ان يستذكر ايامه وكتاباته في (مجلتي والمزمار) .وقد حظيت كتابته للاطفال بإهتمام الباحثين وطلبة الدراسات العليا في مجال ادب الاطفال فتم ذكره في عدة رسائل للماجستير واطروحات للدكتوراه .وقد كرم اكثر من عشر مرات وما يزال ذكره موجودا بين المهتمين بأدب الاطفال ، وقد ذكره الاستاذ الدكتور عمر الطالب في موسوعته (موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين ) والتي نشرها مركز دراسات الموصل بجامعة الموصل سنة 2008 ، وقال عنه : " كاتب عراقي ولد في مدينة الموصل1939، وفيها نشأ وانهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، ثم انتقل الى بغداد لاكمال دراسته الجامعية فيها. تخرج في كلية التربية-فرع اداب اللغة العربية 1960 -1961، ونال شهادة البكالوريوس، وعمل في التدريس مدة طويلة. اخذ ينشر في السبعينات من القرن الماضي قصص الاطفال في مجلتي والمزمار، كما نشر في جريدة الحدباء ومجلة النبراس الموصليتين. ونشر في ملحق تموز وملحق الثورة في بغداد- كما نشر في مجلات عربية منها العربي الصغير الكويتية، وفي مجلة وسام ومجلة الحاتم الاردنية وقد تخصص في كتابة ادب الاطفال، خاصة في القصة والسيناريو. وله ستة كتب نشرتها له وزارة الثقافة والاعلام العراقية-دائرة ثقافة الاطفال:
1-الشجرة المثمرة سنة 1978 قصة واحدة.
2-اين ذهبت الشمس 1984 مجموعة قصصية.
3-الفلاح والطائر الابيض 1992 مجموعة حكايات شعبية ذات اجواء موصلية. 4-الغيمة المرحة1995 مجموعة قصصية.
5-نجمة تحب الصباح1996 مجموعة قصصية.
6-الارنب الحالم1997 مجموعة قصصية. وهناك اربعة كتب اخرى تحت الطبع اشترتها منه دار ثقافة الاطفال، ولكنها لم تنشر الى حد الان. كما اذاعت له اذاعة بغداد قسم برامج الاطفال-الكثير من قصصه، وكذلك نشر له التلفاز العراقي قسم من قصصه-قسم برامج الاطفال.
وقد كتب عنه بعض النقاد والدارسين في المجلات والصحف المحلية ومما قالوه انه " كاتب عراقي يتميز اسلوبه بشفافية وشاعرية، وذو خيال خصب يسحب الطفل ببساطة الى عالمه الخاص، عالم الطبيعة وعالم الخير والمحبة والتسامح وقصصه هادفة ممتعة بعيدة عن المباشرة احب الطفل وقدم له عطاءً جميلاً ممتعاً من قصص وحكايات وسناريوهات ... " .
نال زهير رسام الجائزة الثانية في القطر في مسابقة القصة سنة 1994، كما نال جائزة الابداع وهي اعلى جائزة في القطر 1998 عن مجموعته القصصية (الارنب الحالم).
رحم الله زهيرا .
كل التفاعلات:
Ruru Yanni

ضرار القدو 1935-1998 النحات والفنان التشكيلي الموصلي الكبير


 


ضرار القدو 1935-1998 النحات والفنان التشكيلي الموصلي الكبير
- ابراهيم العلاف
من الفنانين التشكيليين العراقيين الرواد في الموصل من مواليد الموصل سنة 1935 توفي رحمة الله عليه في 13 كانون الاول 1998 وهو في اوج عطاءه .
خريج معهد الفنون الجميلة ببغداد سنة 1957 دبلوم اكاديمية سان جياكومو في ايطاليا عمل مدرسا للفن في دار المعلمين ومعيدا في جامعة الموصل 17 عاما وهو من مؤسسي متحف الفنون التشكيلية بجامعة الموصل مع نجيب يونس وراكان دبدوب وفي سنة 1979 تولى ادارة معهد الفنون الجميلة واسهم في اكثر من اربعين معرضا فنيا داخل العراق وخارجه وله عدد من المقالات في مجلات منها مجلة ( الجامعة ) ومجلة (آفاق عربية ) ومجلة (الرواق) واسهم في معارض جماعة نينوى للفن الحديث وفي مهرجان مار ايشوعياب ومعارض الربيع ومعارض جامعة الموصل .
وفي هذه الصورة مع واحدة من لوحاته كانت تربطني به صداقة وثيقة .كان انسانا كيسا متواضعا نبيلا معطاءَ رحمه الله برحمته الواسعة وجزاه خيرا ولابد ان نتذكره دوما .... 2020

الأربعاء، 24 أبريل 2024

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها


 


حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها 
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ليس القصد من الحديث في هذا الموضوع نكأ الجراح ،أو لوم الآخرين، أو النبش بالماضي.. وإنما القصد هو أخذ العبرة والاستفادة من الدرس . وملخص هذا الدرس أن العراق لم يستفد يوما من التناحر والصراع الدموي.. وهو في كل الأحوال بحاجة إلى لم الشعث ،وتوحيد الصفوف، وشد الأحزمة للبناء وإعادة تأسيس الدولة وتحقيق متطلبات السيادة وتأمين الحرية للعراقيين كل العراقيين فهم يستحقون الكثير من الخير والسعادة والرفاهية .وعلى هذا الأساس أقول أن حركة الشواف المسلحة التي وقعت في الموصل سنة 1959 ويسميها الناس ثورة الموصل أو ثورة الشواف أو حركة الشواف وهناك من اطلق عليها مؤامرة الشواف لم تكن ثورة الضباط العسكريين بقيادة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر جحفل اللواء الخامس فحسب، بل كانت حركة القوى الوطنية، والقومية ،والإسلامية في الموصل وبالأحرى كانت ثورة جماهير الموصل كلها والتي عرف عنها تمسكها بعروبتها وبدينها الإسلامي وبمبادئها الاصيلة .
ويقينا أن أهالي الموصل كانوا قد شعروا بتفرد الزعيم (العميد )الركن عبد الكريم قاسم، وكان آنذاك يشغل منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية، وابتعاده عن أهداف ثورة 14تموز 1958، وتفريطه بزملائه من قادة وضباط قادة الثورة، وفسحه المجال لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي،والمقاومة الشعبية والاتحادات والنقابات ووسائل الأعلام المؤيدة لهم ، آنذاك، لإبعاد العراق عن محيطه العربي، ومعاداة الأحزاب والقوى القومية وترسيخ فكرة الجهورية العراقية الخالدة أي قطع الطريق أمام كل محاولة للوحدة أو الاتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة( مصر وسوريا ) والتي كان قيامها في شباط 1958 ، يمثل استجابة لحلم العرب في الوحدة العربية
.
لقد أطلق الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ،العنان للشيوعيين (لكسر شوكة القوى القومية) على حد تعبير جريدة (اتحاد الشعب) في عددها الصادر يوم 28شباط 1959. وحين قرر الحزب الشيوعي ، ومنظمة أنصار السلام التي سيطر عليها الشيوعيين عقد مؤتمرهم مؤتمر السلام كما سموه لم يجدوا غير الموصل مدينة يعقدون فيها هذا المؤتمر ، فبدأت وفودهم تصل المدينة منذ مطلع آذار-مارس 1959، وصاروا يسيرون في شوارع الموصل ويعبثون بأمنها ، ويتهددون ، ويتوعدون بالقضاء على ممثلي التيار القومي- الإسلامي.
وكان من المقرر أن يعقد المؤتمر في 6 اذار 1959 استكمالاً لمؤتمر سابق عقدوه في الموصل كذلك في كانون الثاني 1959 وعرف ب ( مؤتمر مار كوركيس ) ، والذي حضرته وفود وممثلون عن الأحزاب الشيوعية في بعض بلدان العالم . فضلا عن أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وأعضاء اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الموصل.
وقد كان من ابرز نتائج ذلك المؤتمر وضع الخطط الكفيلة بالقضاء على القوى القومية في الموصل ، والتي رفعت شعار المعارضة لحكم قاسم ،ولفرديته المطلقة، ولسيطرة الشيوعيين على مقدرات الدولة ومؤسساتها.
ومما أكد ذلك ما جاء في كتاب حكمت الهيثم (اسم مستعار ) والموسوم : (مذكرات شيوعي عراقي ) والمنشور في القاهرة سنة 1960 من أن خالد بكداش السكرتير العام للحزب الشيوعي السوري، حضر المؤتمر وألقى كلمة قال فيها : (( جئنا اليوم لنتفق على الكيفية التي نزيح بها الفئات الرجعية المتآمرة من أمامنا ... )) .
أما سكرتير حزب توده الإيراني سليم رضا فقال : " أن ( 850 ) عضوا مسلحا من أعضاء حزبنا على أتم الاستعداد لخوض المعركة ... . "
حدثت خلال الأشهر الواقعة بين كانون الثاني- يناير وآذار-مارس 1959 مصادمات بين القوى القومية والإسلامية من جهة، والشيوعيين ومن والاهم من جهة أخرى.
وبدت الموصل وكأنها جبهتين : جبهة قومية تنادي بشعار (الوحدة العربية ) وبدعم نضال العرب وبعودة وجه تموز العروبي، وجبهة تنادي بشعار ( الاتحاد الفدرالي والصداقة السوفيتية والجمهورية العراقية الخالدة ) .
وقد وجد الصراع طريقه إلى ( النقابات ) ومنها على سبيل المثال نقابة المعلمين ،فخلال انتخابات النقابة التي جرت في 23 كانون الثاني –يناير 1959 خاض التيار القومي –الديني في الموصل الانتخابات تحت اسم موحد وهو : (القائمة الجمهورية )التي كان يمثلها محمد غانم العناز، وعز الدين السردار، وهشام الطالب ونذير حنون ورياض رشاد ألبنا عن البعث وكان يمثل الاتجاه الإسلامي غانم حمودات، وعبد الحافظ سليمان،واحمد الكبيسي (الاخوان المسلمين ).
أما المستقلين فمعظمهم من ذوي الاتجاه القومي العربي ومنهم يوسف ذنون، وحسين الفخري ،ومحمد علي ذنون، وسالم محضر باشي .
في حين كانت (القائمة الديمقراطية ) تمثل الفئات والعناصر ذات التوجه الشيوعي وبعض عناصر الحزب الوطني الديمقراطي .
وكان لكل جبهة وسائلها في الصراع من ( مقاه) و( مكتبات ) و ( نوادي ) ؛ فللقوميين مكتبة بإسم (العروبة) وللشيوعيين مكتبة بإسم ( المهداوي) (نسبة إلى العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة المعروفة ب(محكمة الشعب )، وهكذا أخذت الأمور تسير من سيء إلى اسوأ خاصة ، بعد أن تم الإصرار على إخضاع الموصل بقوة وعنف .
وقد قام العقيد الركن عبد الوهاب الشواف بالاتصال بالعناصر الوطنية والقومية التي شكلت تجمعا قوميا - إسلاميا ضم القوميين بمختلف أجنحتهم من ناصريين ، وحركيين ، وبعثييين وممثلين عن التيار الإسلامي وعلماء الدين وممثلي عدد من الأحزاب العلنية مثل حزب الاستقلال. وقد سمي ذلك التجمع ب (التجمع القومي – الديني ) .
وجرت اجتماعات هذا التجمع في دور بعض من كان يمثل تلك التيارات أمثال المحامي سعد الله الحسيني .. ويمكن الإشارة إلى أن من ابرز ممثلي التجمع القومي- الإسلامي فضلاً عن سعد الله الحسيني ،عبد الباري الطالب، وغانم حمودات، وهاشم عبد السلام، وقاسم المفتي، وفخري الخيرو.
وقد اتصل قادة التجمع ب ( تنظيم الضباط الأحرار في الموصل ) والذي أعيد تشكيله بعد فترة قصيرة من نجاح ثورة 14 تموز 1958 وجرى الاتفاق على تنسيق الجهود للوقوف ضد الشيوعيين .
في 22 شباط 1959 أقام الطلبة القوميون في ( المجموعة الثقافية) ، وكانت تضم دار المعلمين ، وثانويات الزراعة والصناعة والتجارة - احتفالاً كبيرا لمناسبة الذكرى الثانية لقيام الجمهورية العربية المتحدة ، وكانت بحق مناسبة استفاد منها القوميون لتأكيد أهدافهم ونشاطاتهم المناؤئة لسياسة قاسم الخارجية التي نأت بالعراق عن شقيقته الجمهورية العربية المتحدة وقد تحدث في ذلك الاحتفال عدد من الطلبة والمدرسين ولعل من أبرز الذين تحدثوا : قحطان محجوب، ونديم احمد الياسين، ورافع دحام التكريتي.
ولم يقتصر الأمر على طلبة المجموعة الثقافية فقد أقام طلبة الثانوية الشرقية احتفالاً مماثلا تحدث فيه بعض الطلبة أمثال عصام عايد، وعباس علي شريف، وأسامة الياور، وعماد الحسيني، وطالب احمد.
وقد تأزم الوضع إلى درجة كبيرة ، وتطور الخلاف الفكري إلى اشتباكات بالأيدي بين الطلبة ، وجرح عدد من الطلبة وفصل وابعد عدد من المدرسين القوميين وجاءت لجنة تحقيقية من بغداد برئاسة الدكتور صديق الاتروشي ( من وزارة التربية ) وقررت نقل مدرسين من المجموعة إلى مدن الجنوب عقوبة لهم بتهمة التحريض ضد الحكومة .
وقد عبرت تلك الاحتفالات عن قوة التوجه الوطني والقومي في الموصل الأمر الذي جعل الشيوعيين يصرون على تفجير الموقف بالموصل بغية تحقيق أهدافهم في وضع حد لنشاطات القوميين والإسلاميين .
حاول العقيد الركن الشواف، تفادي المواجهة، وذهب الى بغداد واطلع الزعيم الركن عبد الكريم قاسم على حقيقة الموقف، لكن الزعيم أصر على عقد المؤتمر ، وإزاء الفوضى التي حدثت اثر انتشار عناصر أنصار السلام الذين وصلوا الموصل وتحديهم لأهلها الذين أغلقوا بوجوههم المطاعم والحوانيت، انعقد المؤتمر وألقيت الخطب المضادة للتوجهات الوطنية والقومية .
ولم يكتف المؤتمرون بذلك بل اخذوا يطوفون في الشوارع ويرددون الشعارات المناوئة لأهل الموصل وللتوجه القومي ..وحدثت مصادمات في بعض محلات المدينة ،وحاول القوميون والإسلاميون التعبير عن استنكارهم لما يجري فردت العناصر الشيوعية ومن التف حولها من تجمعات أنصار السلام بإضرام النار في المكتبات والمقاهي القومية .
وعلى اثر ذلك اضطرت القيادة العسكرية في المدينة إلى وضع حد لهذه الفوضى ،فأصدرت أمرا بمنع التجوال ولكن الأمن لم يعد إلى حاله، عندئذ أقدم العقيد الركن عبد الوهاب الشواف صباح الأحد 8 من آذار 1959 على إعلان العصيان على بغداد مطالبا قاسم بالتنحي عن السلطة ودعوة مجلس السيادة القائم آنذاك لممارسة سلطاته الدستورية .
ومما جاء في البيان الأول الذي أذيع في وقت متأخر من صباح الأحد الثامن من آذار 1959 ووقعه العقيد الركن عبد الوهاب الشواف على انه ( قائد الثورة ) إن الزعيم " خان ثورة 14 تموز، وعاث بمبادئها وأهدافها ،ونكث بالعهد وغدر بإخوانه الضباط الأحرار ونكل بهم،وابعد أعضاء مجلس الثورة الأشاوس ليحل محلهم زمرة انتهازية ... لاتملك من رصيد التأييد الشعبي غير التضليل والهتافات والمظاهرات ... وأطلق للإذاعة والصحف عنان الفوضى لتخاصم جميع الدول وتشنها حربا عدوانية على الجمهورية العربية المتحدة التي جازفت بكيانها من اجل إنجاح ثورتنا ودعم كيان جمهوريتنا واستهتر بدستور جمهوريتنا المؤقت وسلب مجلس السيادة ...كل مسؤولياته الدستورية ... " .لكن قاسم اندفع ، وأرسل الطائرات لقصف مقر قيادة الشواف وقصف المدينة فحدث التراجع ، واختل التوازن وفشلت الثورة بعد استشهاد الشواف ، واستغل الشيوعيون الوضع وبدأوا صفحة دموية حيث قتلوا ، وسحلوا عددا من المواطنين وذهب ضحية هذه العملية أكثر من (102) مواطنا .
وقدم قادة الثورة وضباطها ، وعدد من الضباط الأحرار إلى المحكمة العسكرية العليا الخاصة ، وصدرت أحكام الإعدام ضدهم فاعدموا رحمهم الله، ومنهم الشهيد ناظم الطبقجلي والشهيد رفعت الحاج سري والشهيد نافع داؤد والشهيد احمد شهاب.
توسع الدكتور هاشم عبد الرزاق صالح الطائي في أطروحته الموسومة : (( ثورة الموصل 1959: دراسة تاريخية ) والتي قدمها إلى مجلس كلية الآداب –جامعة الموصل 1999في دراسة الأحداث، فأشار إلى أوضاع الموصل قبيل الحركة وأثناءها وبعدها ، ووقف عند تصاعد حدة الصراعات السياسية والتخطيط للحركة وتبلور فكرتها وإخفاقها وأسباب ذلك ثم صدى الحركة عربيا وإقليميا ودوليا وقال إن الشيوعيين شكلوا محاكم صورية في بناية مديرية الشرطة بالموصل أطلق عليها فيما بعد بالمحكمة القصابية نسبة إلى رئيسها عبد الرحمن القصاب(1927 -2007) العضو البارز في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الموصل .
وكان من أعضاء المحكمة عادل سفر ، وشاكر أللهيبي، واستخدمت المقاومة الشعبية أداة لتنفيذ أحكامها ويذكر مدير شرطة الموصل آنذاك ياسين درويش في شهادته أمام المجلس العرفي العسكري الأول والذي شكل في معسكر الوشاش ببغداد سنة 1960 لمحاكمة المتهمين بحوادث الموصل 1959 : " في صباح يوم 10 آذار 1959 احتل مهدي حميد غرفة نائب مدير الشرطة ومعه عبد الرحمن القصاب، وعمر الياس، وعدنان جلميران ، وبعض المقاومين الشعبيين وبعض الاهلين ومن ثم بادرت تلك المجموعة بجلب الأشخاص وإجراء المحاكمات الكيفية . ومما يجلب الانتباه أن العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة بارك تلك المحاكم " وقال : " إن غضب الشعب إذا وصل منتهاه يكون التنفيذ السحل في الشوارع ،ولايمكن لأحد أن يحاسب الشعب مطلقا بل نقول مرحى وألف مرحى ... !! " .
ولاننكر أن بعض حوادث القتل ، كانت بدوافع ثأرية ،وتصفية حسابات ،ونتيجة أحقاد اجتماعية ناتجة عن وجود خلافات بين بعض الأسر الموصلية، أو بسبب التفاوت الاقتصادي والاجتماعي الذي كان سائدا آنذاك في المجتمع الموصلي .
كتب الكثير عن الحركة : أسبابها ، ونتائجها وقيل بأنها كانت بحق ردة فعل وطنية وقومية وإسلامية ضد توجهات عبد الكريم قاسم وانفراده بالحكم معتمدا على مساندة ومحالفة الشيوعيين ..وقيل أنها كانت مؤلفة من صفحتين تنفذ الأولى في الموصل،وتنفذ الثانية في مبنى وزارة الدفاع ببغداد حيث يعقد مجلس الوزراء اجتماعاته وتضمنت الصفحة الثانية قيام نخبة من الضباط بإحاطة المكان وإرغام قاسم على التنازل عن سلطاته. ولأسباب عديدة لم تنفذ سوى الصفحة الأولى فانتكست الثورة. كما قيل أن الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) هي التي دفعت العقيد الركن عبد الوهاب الشواف للقيام بالثورة.
ومهما يكن من أمر ؛ فان فهم حركة الشواف 1959 لايمكن أن يكون إلا في النظر إليها على أنها: (صفحة من صفحات الصراع بين الحركة القومية العربية والحركة الشيوعية ) ذلك الصراع الذي شهده العراق، وبعضا من الدول العربية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لذلك فحركة الموصل حركة وطنية صرفة ،لكن ذلك لايعني أنها لم تكن ذات بعد قومي.. فلقد طلب قادتها العون من الجمهورية العربية المتحدة لأنها كانت ،آنذاك ، قاعدة لحركة التحرر العربية.
ولايتسع هذا الحيز لمتابعة هذا الأمر لكن لابد من الإشارة إلى أن وسائل أعلام حكومة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم (1958_1963) في بغداد رددت مقولة مفادها "إن ماحدث في الموصل يعد ( مؤامرة) قامت بها الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا)، وان الرئيس جمال عبد الناصر قد وافق على نقل الأسلحة من سوريا إلى ( المتآمرين ) في الموصل" .
أن فهم حركة الموصل 1959، ،لايمكن أن يكون إلا في النظر إليها على أنها صفحة من صفحات الصراع بين الحركة القومية العربية والحركة الشيوعية ذلك الصراع الذي تميزت به سنوات الخمسينات والستينات من القرن الماضي. لذلك فحركة الموصل حركة وطنية صرفة بمعنى أنها عمل داخلي صرف ولم يكن لأي عامل عربي أو أجنبي تأثير مباشر فيها لكن هذا لايعني أنها لم تكن ذات بعد قومي عربي. لقد طلب قادة الحركة العون من سلطات الجمهورية العربية المتحدة لأنها كانت قاعدة للثورة العربية آنذاك.
يؤكد معظم الذين كتبوا عن حركة الموصل، ومنهم أستاذي الدكتور فاضل حسين في كتابه. "وسقوط النظام الملكي في العراق"، على أن الحركة تمثل رد الفعل القومي ضد انفراد عبد الكريم قاسم بالحكم معتمدا على مساندة الشيوعيين .
مع العلم أن الضباط الأحرار من القوميين حاولوا تقويم تفرد قاسم وابتعاده عن أهداف ثورة 14 تموز 1958 وبدأوا يعملون من جديد وكان عملهم ينصب على مواجهة تفرد عبد الكريم قاسم وإعادة العراق إلى محيطه العربي .. وان من هؤلاء الضباط العقيد الركن عبد الوهاب الشواف أمر جحفل اللواء الخامس في الموصل إلا أنهم لم يوفقوا .
وثمة وثائق تشير إلى أن حركة الشواف تنطوي على صفحتين الأولى تنفذ في الموصل ،وتتمثل بإعلان العصيان على الحكومة المركزية. والثانية تنفذ في بغداد مباشر وفي مبنى وزارة الدفاع حيث يعقد مجلس الوزراء اجتماعه ويقوم أثناء الاجتماع مجموعة من الضباط بإحاطة مكان الاجتماع وإرغام قاسم على التنازل عن سلطاته واعتقاله. وقد نفذت الصفحة الأولى فقط . ولسنا الآن بصدد الكلام عن أسباب فشل الثورة ، لكن لابد من التأكيد على أن الرئيس جمال عبد الناصر استجاب لطلب العون والمساعدة ،ولعب الملحق العسكري المصري في بغداد العقيد عبد المجيد فريد ومساعديه محمد المصري والعقيد طلعت صدقي ومحمد كبول دورا رئيسا باتصالهم بالضباط الأحرار في بغداد وعلى رأسهم العقيد رفعت الحاج سري واتصالهم كذلك بضابط ركن الشواف الرائد الركن محمود عزيز في الموصل، وأسفرت هذه الاتصالات عن سفر عزيز إلى سوريا عدة مرات واجتماعه بمسؤول المكتب الثاني (المخابرات ) عبد الحميد السراج. ويروي الأستاذ محمود الدرة على الصفحة 108 من كتابه : " ثورة الموصل 1959: فصل في تاريخ العراق المعاصر" قصة هذه الاجتماعات وسفر محمود عزيز إلى سوريا يوم 3 آذار 1959 أي قبل قيام الثورة بخمسة أيام ليتلقى الوعد الأكيد من السراج بتجهيز الثائرين بمحطة إذاعة، و(300) متطوع من المغاوير، وبأسلحة خفيفة، وبسرب من الطائرات أذا اقتضى الأمر لحماية قاعدة الحركة : الموصل من أي هجوم جوي يأتي من بغداد ولم تصل سوى الإذاعة وكان جهازا بدائيا يعمل على الموجة القصيرة تعطل بعد لحظات من بدء إعلان الحركة . ولأسباب عديدة لم تنفذ سوى صفحة الموصل فانتكست الثورة وفشلت.
لكن من الأمور التي لايمكن تجاهلها أن حركة الموصل ، وإعدام قادتها عجل في سقوط نظام حكم عبد الكريم قاسم وفسح المجال لسلسلة من الأحداث التاريخية التي شهدها العراق بعد ذلك ، والتي لابد من استخلاص الدروس والعبر منها وأبرزها أن وحدة العراقيين ،وتكاتفهم ، وتعاطفهم مع بعضهم البعض ، وتمسكهم بثوابتهم الوطنية والقومية ،وحبهم لوطنهم والدفاع عن حياضه، ومواجهة التحديات الأجنبية ، هي ما يجب العمل من أجله والسعي لترسيخه حاضرا ومستقبلا .

الصحافة المصرية في مائة عام ...................في كتاب

الصحافة المصرية في مائة عام ...................في كتاب ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل -العراق ومما ...