السبت، 16 أبريل 2016

يوم في حياة الملك فيصل الاول ملك العراق الاسبق 1921-1933 *



يوم في حياة الملك فيصل الاول ملك العراق الاسبق 1921-1933 *

كان يستيقظ ليؤدي صلاة الفجر ويستحم ويتزين ويتناول الفطور وهو بسيط في مأكله فيقتصر في فطوره على الشاي والجبن والفاكهة ويغادر القصر متوجها الى البلاط الملكي الساعة السابعة بمعنة انه يحضر مكتبه قبل سائر الموظفين .يأخذ في مطلع النهار في درس قضايا البلاد وسير الحكومة ولايقتصر على الايضاحات التي يرفعها اليه وزراؤه او رجال الدولة وكبار الموظفين من ذوي الاختصاص ولكنه يبلغ به الالحاف في الجهد احيانا الى ان يتناول بنفسه ملفة القضية او المشروع ويقرأها ويتفحص محتوياتها وينقب عن كل شيء يمس الموضوع .
وهو يتابع بجد لايعرف الكلل ماتنشره الصحف اليومية منها وغيرها مبتدئا بصحف العراق ثم الصحف العربية التي يعني بألا يفوته منها شيء .كما يقف على محصل ماتنشره صحف الغرب من قصاصات الجرائد الاوربية والاميركية التي تقدم اليه بنظام خاص ،تضاف اليها خلاصات من صحف البلاد الشرقية التركية والايرانية والباكستانية وما شاكل .
ويستقبل الملك في البلاط زائريه من رجاله الرسميين وقاصديه من وجوه الشعب وافراده وكان قد اوعز بأن يفتح باب القصر لكل ذي حاجة او شكاة او رأي .ولم يكن ليغمض طرفة عين عن اي شخص ذي كفاية ،او الم به حادث يجب ان يسعف فيه او ينصف فكان سهره هذا مظهرا من مظاهر رعايته للناس .
ولم يكن ليتناول طعامه منفردا ابدا بل كان ينتهزها فرصة فيوعز بأن يشاطره في ذلك واحد او اكثر من رجال الحكومة او الشعب ليبحث معه بعض الموضوعات المهمة ،مقلبا وجوه النظر في كل امر وكذلك كان يفعل هذا عند تناول الشاي في سويعات العصر .
وهكذا كان الملك فيصل الاول نسأل الله له الرحمة يستغل اثنتي عشرة ساعة في اليوم .

________________________________________
*مديرية الدعاية العامة ببغداد ، فيصل بن الحسين في خطبه واقواله ، مطبعة الحكومة ، بغداد 1945 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...