الخميس، 27 فبراير 2020

ابراهيم العلاف من وجهة نظر الدكتور فيصل صالح القصيري

                                                                الدكتور فيصل صالح القصيري 
                                                           الدكتور ابراهيم خليل العلاف

ابراهيم العلاف  من وجهة نظر الدكتور فيصل صالح القصيري 
***************************************************

كتب الدكتور فيصل صالح القصيري الكاتب والناقد الكبير بحق الدكتور ابراهيم العلاف يقول :

"  أستأذنا الدكتور ابراهيم العلاف علم الاعلام ، وشيخ الشيوخ ، وأُستاذ الاسأتيذ ويعرف هذا الجميع من شعراء وكتاب وفنانين واعلاميين واكأديميين وأراه لا يترك صغيرة أو كبيرة من أحداث أو مناسبات أو ذكريات فيها نفع للناس وخدمة لهم واضافة الى معلوماتهم إلا كتب عنها بالتفصيل وأعطاها حقها من الايضاح . وهو مخلص لمدينته الموصل ولرموزها البشرية والمكانية وللعراق وللامة رجل يمتلك ذاكرة فذة ، ووفية ، وغزيرة بالذكريات والمعلومات أنه - وهذه كلمة حق وانصاف - عالم ومفكر وموسوعي ومؤرشف يُعزز مايكتبه بالصورة والتاريخ الدقيق ، والمكان ، والمناسبة وغير ذلك مما تتطلبه الدقة ، والعلمية ، والموضوعية ، والرصانة ، والامانة ، والحيادية ، والانصاف بضمير حي وعقل راجح وقلم له اسلوبه الخاص والمتفرد في الكتابة ،
حيا الله استاذنا الكبير والغالي الدكتور ابراهيم العلاف ومَن َعليه بالصحة ، والعافية ، والفرح ، والبهجة ، والألق والبهاء " .



الدكتور عقيل الناصري




الدكتور عقيل الناصري

أتابعه منذ عقود . واقرأ له ، ويقرأ لي .. أحترم خياراته ويحترم خياراتي الفكرية فكلانا يساريان وكلانا تقدميان وكلانا مشغولان بقضايا المجتمع العراقي المعاصر وكلانا من جيل واحد هو من مواليد الناصرية 1944 وانا من مواليد الموصل 1945 نؤمن بفكرتي التقدم والحرية ونؤكد على اهمية الدور الذي يجب ان يقوم به الشباب . الاخ الدكتور عقيل الناصري كاتب وباحث ومؤرخ ومناضل اهتم بموضوعات مهمة من قبيل الجيش والسلطة وحقوق الانسان والتحول الاجتماعي والضباط الاحرار والطبقة العاملة والمؤثرات الفكرية واتابع مقالاته في موقعه الفرعي في الحوار المتمدن .تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ببغداد 1967 وكانت قريبة من كليتنا كلية التربية وانا كنت في قسم التاريخ .ألف أكثر من خمسة كتب منها كتابه (الجيش والسلطة في العراق الملكي ) كما عمل باحثا في معهد الاستشراق بموسكو واماكن اخرى له مئات البحوث والدراسات والمحاضرات تحياتي له واعتزازي به .......ابراهيم العلاف

مثري العاني






مثري العاني
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
منذ 40 سنة وأنا اقرأ للأستاذ مثري العاني. وقد كانت بداية اهتمامي هي بما يكتبه في مجلة "الثقافة" (البغدادية) لصاحبها الدكتور صلاح خالص.
وأتذكر بأن أول مقال أعجبت به كان عن الأستاذ والمربي يحيى ق الشيخ عبد الواحد. وقد نشر المقال سنة 1969 ومنذ ذلك الوقت تربطني بالأستاذ مثري العاني صداقة وثيقة قائمة على الاحترام وتبادل الآراء بشأن حركة النشر في عراقنا العزيز.
مثري طه محمد العاني من مواليد مدينة الموصل سنة 1940 درس في مدارسها الابتدائية (القحطانية) والمتوسطة (الحدباء) والإعدادية (المركزية)، وفصل أكثر من مرة بسبب توجهاته اليسارية. عشق الكتاب، ومارس الكتابة وعرف بين أصدقائه بقدرته على اختيار الجيد والمفيد من الكتب التي كثيرا ما كان يسعى من اجل الحصول عليها إن كان ذلك من شارع النجفي في الموصل أو شارع المتنبي في بغداد أو من معارض الكتب العراقية والعربية والأجنبية المنتشرة هنا وهناك.
جال معه شريف هزاع شريف في مجلة موصليات (العدد 24) التي يصدرها مركز دراسات الموصل، جولة واسعة فوقف عند تقاليده في الكتابة والنشر وامتدحه قائلا بأنه كاتب متخصص بالمسرح العراقي وهو كذلك فعلا.
نشر أكثر من 200 مقال ودراسة وبحث في المسرح والتراث والنقد لذلك اختير من الأوساط التراثية العربية ليكون خبيرا في التراث الشعبي العراقي عامة والموصلي خاصة. وله كتابات عديدة في هذا الميدان في مجلة "التراث الشعبي" (العراقية) العتيدة وفي غيرها من المجلات التراثية العربية.
يفخر اليوم بأنه كان في يوم من الأيام قائدا طلابيا، وأسهم في انتفاضة 1956 التي انفجرت اثر العدوان الثلاثي الاثيم على مصر. وقد شارك أقرانه في المظاهرات الشعبية التي اندلعت في الإعدادية المركزية في يوم تشريني، وأتذكر بأنني كنت طالبا في مدرسة أبي تمام الابتدائية فانهمرت الدموع من أعين الطلاب، وجاء المعلم ليطمئننا بأن الأمر ليس فيه خطر فلقد أطلقت الشرطة وكانت تسمى شرطة نوري السعيد القنابل المسيلة للدموع لفض اعتصام طلاب الإعدادية المركزية القريبة من مدرستنا فجاءت الرياح لتنقل آثار تلك القنابل إلينا.
وعلى اثر تلك التظاهرات انتخبه زملاؤه، وبعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق، أول سكرتير لاتحاد الطلبة في الموصل. كما صار عضوا في المجلس المركزي. في 1959 عين كاتبا في نقابة المعلمين فرع الموصل وترك الدراسة بسبب الصراعات السياسية والظروف الاقتصادية. وتعرض للاعتقال وغادر الموصل إلى بغداد وتفرغ للعمل السياسي، واستمر الأمر هكذا حتى سقوط نظام حكم الزعيم الركن عبدالكريم قاسم رئيس الوزراء في 8 فبراير/شباط 1963. وخلال الفترة 1963-1968 تعرض للمضايقات من السلطة الحاكمة، وأحيل للمحاكمة في المجلس العرفي العسكري الثاني في كركوك وحكم عليه بالسجن ستة أشهر لكن سرعان ما اعفي عنه ولكن الملاحقة الأمنية له ظلت مستمرة.
من الطريف أن يتحدث حسب الله يحيى وكان من المثقفين اليساريين المرتبطين بالحزب الشيوعي عن بدايات معرفته بمثري العاني في سنة 1964 عندما التقاه في زنزانة واحدة بمركز شرطة باب الشط بالموصل في مقال قال فيه: "في الوقت الذي انصرفت فيه أربع عوائل لدفن أبنائها الذين أعدموا فجر يوم 24 أغسطس/آب 1964، وهم: وعد الله يحيى النجار، ومحمود التمي، وطارق الشهواني، وهاشم جعب، كنت أقبع في سرداب التوقيف الذي بمركز شرطة باب الشط في الموصل. هناك في الموقف استقبلني بحفاوة رجل بهي الطلعة وقد عرفت فيما بعد أن اسمه: مثري العاني .كنت حذراً من وجودي بين الموقوفين، فقد كانت عائلة العاني في الموصل تصطف في موقع مناويء لما نحمله من أفكار ورؤى (عائلة قومية عربية). لكن هذا (المثري) كان ثرياً بطيبة غير معهودة.. فقد عني بي وقدم لي الطعام والمنام في سجن يفرط نزلاؤه بأصغر شيئ ويتنازعون من اجله نزاعا خشنا.
وفي وقت يجتمع فيه القتلة والمجرمون واللصوص والمفسدين في الارض مع أولئك الذين جاءت بهم أفكارهم المضيئة الى هذا المكان المظلم المليء بالتناقضات.
لم أكن اعرف التهمة الموجهة لي، لكنني كنت أحس أن عظامي تتكسر وهناك من يشد أزري ويقدم لي أقراصاً مهدئة وماءاً بارداً .. ويداوي جراحي التي لم يكن بوسعي لمسها ولا رؤيتها .. ذلك أنها أصابت أماكن غير مرئية مني.
كان الوقت صعباً والآتي مكتوم والأسباب مجهولة .. لكن هذا المثري النبيل كان يعرف كل شيء من دون أن يقول لي أي شيء كأنما كان يسعى لأخفاء ما يعلم عن مصابي في إعدام أخي ورفاقه في سجن الموصل فجراً.
كنت أراه يجلس إلى جانبي، يحدق في وجهي وكلما فتحت عيناي وجدته على تماس بي وهو يكتم ألماً بان في وجهه وعبر عن حفاوته ومودته وعطفه...".
عاش مثري العاني سنوات صعبة وحاول العودة إلى الموصل سنة 1968 ليبدأ الدراسة من جديد، وليكمل الإعدادية وتمكن من دخول "إعدادية الشعب المسائية"، وتخرج فيها سنة 1968 وبعدها عين في دائرة الأشغال والإسكان وظل حتى طلبه الإحالة على التقاعد قبل سنوات، ومن المناسب الإشارة إلى ما يحمله زملاؤه في دائرة الأشغال والإسكان له من احترام وتقدير.
اهتم مثري العاني بالمسرح والنشاط المسرحي وألف سنة 1958 " فرقة الحدباء للتمثيل المسرحي" التي قدمت في باكورة نشاطها مسرحية "المفتش العام" لـغوغول الكاتب الروسي الشهير في 30 أبريل/نيسان 1959 وقد شاركه في تأسيس هذه الفرقة عدد من طلبة "متوسطة الحدباء للبنين" في الموصل.
كما عمل في الإخراج المسرحي. وانتمى إلى فرقة مسرح الأحرار سنة 1961. وأسهم في تعريق بعض المسرحيات ومنها على سبيل المثال مسرحية "أغنية على الممر" سنة 1970 وعرضت في الموصل ونالت الجائزة الأولى على غيرها مما قدم من المسرحيات. وكتب العديد من المقالات عن المسرح العراقي ورواده، وكان على صلة طيبة بأساطين المسرح العراقي المعروفين ومنهم: يوسف العاني وجعفر السعدي وبدري حسون فريد، وكانوا يحبونه ويقدرون عمله ويحترمون رأيه. وقد نشر مقالاته ودراساته في مجلات موصلية وعراقية وعربية، ومما اتسمت به مقالاته أنها كانت تعبر عن هموم الناس الفقراء والمتعبين والساخطين على الأوضاع السياسية السائدة.
عشق المسرح، وكتابه، ورواده، وأسهم في كثير من ملتقياته وخاصة في سنوات الثمانينات من القرن الماضي. ويعكف اليوم على توثيق إسهامات عدد من رواد الفكر والثقافة في الموصل. كما انتهى من مشروع كلفته به مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في الكويت سنة 2007، ويقوم على توثيق سير وانجازات 27 شاعرا عراقيا. كما أنه شارك في تحرير "موسوعة أعلام العرب والمسلمين" التي ترعاها المنظمة العربية للثقافة والفنون – تونس بالكتابة عن قرابة 100 شخصية علمية عراقية وعربية وإسلامية.
مثري العاني مثلما هو مهموم بقضايا الناس المسحوقين، فإنه مهتم بالمثقفين وخاصة أولئك الذي قدموا لوطنهم ما يساعد على نهضته وتقدمه.
وينشغل العاني اليوم بثلاثة أمور يرى أنها جديرة بالاهتمام وهي المسرح والتراث الشعبي والتأريخ لمن أسهم في البناء والتقدم وعلى مختلف الأصعدة ومنها الصعيد الثقافي والفكري .
يدعو مثري العاني إلى الاهتمام بالرغيف والكتاب. وكتب مقالا في مجلة "الصوت الآخر" (الاربيلية) قال فيه: "إن تدخل الدولة لتوفير الكتاب واحد من الأهداف الأساسية لها .. رغيف الخبز والكتاب مادتان أساسيتان في حياة جمهرة واسعة جدا وكبيرة جدا تبدأ مع الإنسان منذ بدايات حياته وهو يحبو ولا تنتهي .. لا بد من توفيرهما بأرخص الأسعار".
كما يؤكد على الاهتمام بتربية الأطفال، ويرى أن المسرح وسيلة مهمة في هذا المجال وقد كتب مقالا عن مسرح الطفل قال فيه إنه مثلما يتلقى الطفل المبادئ الأولية للقراءة والحساب والعلوم الأخرى، وزرعها في ذاكرته عبر مختلف المراحل الدراسية، لذا فان من الضروري تربية الطفل على حب المسرح وارتياده والمشاركة فيه والتفاعل معه، لكي نخلق منه إنسانا ذا ذوق رفيع.
كتب عنه الأستاذ الدكتور عمر الطالب في "موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين" فقال بأن ظروفه الاقتصادية حالت دون إكماله الدراسة في كلية الحقوق – جامعة بغداد، وقد انصرف للاهتمام بالكتابة للمسرح، وكتب مسرحيات منها (الصخرة). ولم يقعده مرضه وصعوبة تحركه عن أن يكون اليوم في أوج نشاطه الثقافي والكتابة في مجالات المسرح والتراث الشعبي فضلا عن القراءة الدؤوبة".
رصد الدكتور صباح نوري المرزوك في "معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000" جانبا من إنتاج مثري العاني وخاصة تلك المنشورة في مجلة "التراث الشعبي" ومعظمه يدور حول موضوعات "اثر التراث في المسرح"، و"العاب التسلية عند الأطفال" و"حمام النفاس" و"من عادات العناية بالطفل قديما" و"ألموني = المؤونة في الموصل". كما أصدر قبل سنوات قليلة كتابا عن المسرحيات التي سبق له أن كتبها ونشر الكتاب في الموصل.
ومن كتبه: "الرجال يأكلون أنفسهم" 2005، و"مسرحيات يحيى ق الشيخ عبد الواحد" و"المستدرك على موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين" للدكتور الراحل عمر محمد الطالب. وقد أسهم في تحرير" موسوعة الموصل التراثية" التي أصدرها مركز دراسات الموصل. وأسهم في تحرير كتب منها كتاب بعنوان "بشير مصطفى الشاعر والمعلم والصحفي" وكتاب بعنوان "في التعايش السلمي وفهم الآخر".
مثري العاني إنسان طيب، ونظيف، ومتواضع يحترم الآخرين ويساعدهم في التعبير عن آرائهم حتى لو كانت مخالفة لرأيه. يؤمن بفكرة التقدم، وبقدرة الإنسان على أن يغير محيطه وينبذ العنف والتعصب وهو يدعو إلى التعايش واحترام حقوق الإنسان ويدافع عن التسامح بين البشر ويعطي قيمة للنشاط الفكري الإنساني ويعمل على تيقظ الأفكار وتوسيع قاعدة المؤمنين بضرورة الثقافة لبناء الإنسان.
تحية له وندعو له بمزيد من العطاء الثقافي خدمة لوطنه ولامته وللإنسانية.
__________________________
  سجلتها كحلقة من برنامجي التلفزيوني اليومي (موصليات ) والذي اقدمه من قناة الموصلية 27-2-2020




شاكر سليم الحاج ياسين القصاب ................ ا.د. ابراهيم خليل العلاف

                               شاكر سليم الحاج ياسين القصاب 
                                                  شهادة تخرجه من كلية الحقوق 1925-1926


شاكر سليم الحاج ياسين القصاب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
بين اسرتنا واسرة الحاج سليم الحاج ياسين القصاب ثمة وشيجة ومصاهرة . وفي ارشيفي ، منذ سنوات طويلة (شهادة تخرجه ) في كلية الحقوق تاريخها يعود للسنة الدراسية 1925-1926 ، وفيها (ان شاكر بن سليم الحاج ياسين القصاب البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما قد أدى الفحص المطلوب للتخرج من هذه الكلية ونال درجة إجازة في علم الحقوق ، واثباتا لذلك أُعطي هذه الشهادة في اليوم الثالث من شهر رجب سنة 1345 هجرية المصادف للسابع من شهر كانون الثاني سنة 1927 ميلادية ) .. التوقيع وكيل رئيس كلية الحقوق ) .
والورق المكتوبة عليه الوثيقة خاص ومن نوعية (ثخينة ) وفي ظهر الشهادة قائمة بالدروس التي تلقاها في كلية الحقوق فضلا عن (صورة ورقة الولادة ) ، ومن الدروس التي درسها الحقوق المدنية واحكام الاراضي والوقف واصول الفقه الاسلامي وحقوق الجرائم والعقوبات وقانون العقوبات وحقوق الرومان والتاريخ السياسي والعلوم الاقتصادية والمالية وقانون محاكمات الجرائم وحقوق التجارة البرية والبحرية ومجلة الاحكام الشرعية والحقوق الدستورية والادارية وحقوق الدول العامة والخاصة والصكوك القانونية والتطبيقات العدلية وقوانين المرافعات المدنية ومقايسة القوانين المدنية الاوربية .
شاكر سليم الحاج ياسين القصاب من مواليد مدينة الموصل سنة 1886 .. كتب عنه الاخ اللواء الركن المتقاعد أزهر سعد الله العبيدي مرة في جريدة (فتى العراق ) العدد الصادر في 28 من تموز سنة 2005 ، وقال انه من اسرة طائية حريثية والده سليم الحاج ياسين القصاب كان من وجهاء الموصل وشخصياتها المعروفون بالتدين والكرم .. وكثيرا ما كان يوزع الطعام على الفقراء والمحتاجين وينفق من ماله صدقة وله اولاد هم رشيد ومجيد وشاكر .. وكان شاكر قد امتهن التعليم وخدم في مدرسة القاضية (قاضيكند ) في الموصل لكنه كان يتطلع لإكمال دراسته .وكان وطنيا وعروبيا مؤمنا بالفكرتين الوطنية والقومية العربية وعمل مع رموز الحركة القومية العربية في الموصل امثال محمد رؤوف الغلامي ومكي الشربتي وثابت عبد النور وغيرهم لمقاومة المحتلين الانكليز من خلال الانتماء الى جمعية العلم السرية وجمعية العهد السرية . وله مواقف مشرفة كتب عنها الاستاذ عبد المنعم الغلامي في كتابه الشهير ( اسرار الكفاح الوطني في الموصل ) بجزئيه ومما قاله ان شاكر سليم القصاب كان يتبرع بالمال لمدرسة دار النجاح التي فتحت سنة 1919 شأنه شأن عدد من اثرياء الموصل امثال الحاج امين بك الجليلي والحاج صالح حديد وعبد الله باشعالم العمري والحاج جميل حمودات .
وقد تولى في العشرينات من القرن الماضي جلب المساعدات المالية والعينية من (المعهد العلمي) ببغداد الى مجلس المعارف في الموصل سنة 1923 والذي كان برئاسة متصرف اللواء لواء الموصل وعضوية عدد من وجهاء الموصل امثال مصطفى الصابونجي عضو المجلس البلدي، وعاصم الجلبي مدير معارف الموصل، ومدير المدرسة الاسلامية الشيخ عبد الله النعمة ، والمعتمد المربي والكاتب المعروف الاستاذ عبد المجيد شوقي البكري وكانت مهمة هذا المجلس تأسيس المدارس، وتشجيع الاهالي على ارسال اولادهم الى المدارس للتعلم ، ومكافحة الامية بين الكبار ، ونشر التعليم والثقافة .
كما كان احد الساعين لفتح (النادي الادبي ) في الموصل وكانوا يريدون ان يسموه ( نادي الانتباه العربي ) لكن وزارة الداخلية لم تقبل بهذه التسمية كما قال الاستاذ شاكر الحاج ياسين ال القصاب في رسالته الموجهة الى الاستاذ محمد رؤوف الغلامي بتاريخ 24 من ايلول سنة 1921 وكان في بغداد يحاول التقديم للدراسة في كلية الحقوق واجيز النادي بإسم (النادي الادبي) في 22 من تشرين الاول سنة 1921 و بتوقيع فتح الله سرسم عن مشاور لواء الموصل .وقد تعهد الاعضاء المؤسسين بعدم التدخل في السياسة وكان مقر النادي في عمارة نجيب الجادر بشارع نينوى قرب جامع الخاتون وقد قام بالكثير من النشاطات القفافية والفنية .
.
بعد تخرجه من كلية الحقوق ببغداد وهي من اولى الكليات التي فتحت في العراق .. فتحت سنة 1908 عين مديرا لناحية شرانش ، وبعدها بوظيفة قائمقام قضاء تلعفر ثم قائمقاما لقضاء عقرة 1929-1930 ثم قائمقاما في قضاء ابو صخير سنة 1931 وفي قضاء الكاظمية وبعدها في قضاء قلعة صالح حتى سنة 1938 ومعنى هذا انه خبر العراق وعرفه معرفة دقيقة .. كما عرفه الناس وصارت له صداقات وعلاقات واسعة على مستوى العراق كله .
عمل معاونا لمتصرف العمارة - محافظة ميسان حاليا حتى سنة 1941 وقد عرف بكفائته الادارية ، ونزاهته ، ونظافة كفة ، وتميزه ، واخلاصه ، ومثابرته في العمل والادارة .. ونظرا لتميزه نقل ليكون معاونا لأمين العاصمة بغداد سنة 1941 واستقر مع اسرته ببغداد .. وكان مرجعا لأُسرته ال ياسين القصاب وعميدهم .وفي سنة 1942 احال نفسه على التقاعد .
مارس مهنة المحاماة بعد تقاعده وتوفي سنة 1951 عن عمر ناهز ال (65 ) سنة كانت حافلة بالعطاء ، والعمل لوطنه وامته وقد ترك اربعة ابناء نجباء اعرف اكبرهم الحاج غانم رحمة الله عليه وهو والد زوجة الاخ الاستاذ الدكتور يحيى نوري الجمال الاستاذ الاكاديمي ورئيس قسم الفيزياء بكلية العلوم - جامعة الموصل ووالدة زوجة ولدي الدكتور هشام الدكتورة عمرة التدريسية في كلية طب الاسنان -جامعة الموصل .
وقد عمل الحاج غانم قبل وفاته في تجارة المواد الكهربائية والادوات الاحتياطية .ومن اولاد المرحوم شاكر سليم الحاج ياسين القصاب ايضا الطبيب الدكتور نزار وكانت عيادته قبل وفاته رحمة الله عليه في شارع غازي ببغداد وعمل كذلك مديرا للمختبر المركزي .
ومن اولاد الحاج شاكر ايضا المهندس الحاج منذر وكان موظفا في معمل السكر في الموصل وانتقل بعدها الى بغداد موظفا في الشركة العامة للزيوت النباتية ببغداد . ومن اولاد الحاج شاكر الحاج مأمون الصيدلي العسكري في مستشفى الموصل العسكري وصاحب صيدلية الوحدة في شارع نينوى .
رحم الله من توفي من اسرة ال القصاب الكرام وحفظ الله من بقي معنا على قيد الحياة ووفقهم فقد خدموا العراق واسهموا في بنائه وحقهم علينا ان نذكرهم ونشيد بجهودهم الطيبة .. وقمين بشبابنا وشاباتنا ان يتخذوا منهم قدوة في العمل والجد والاخلاص .

السيد محمد يونس السيد وهب وتاريخ تلعفر ا.د. ابراهيم خليل العلاف





السيد محمد يونس السيد وهب  وتاريخ تلعفر *           

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل


منذ اكثر من اربعة عقود عرفت الكاتب والمؤرخ السيد محمد يونس السيد وهب ، وكنت ازوره في داره بمدينة تلعفر . وكان انسانا نبيلا ، ورجلا فاضلا ، وكاتبا مهتما بتاريخ تلعفر وله علاقات واسعة مع عدد من السياسيين والمؤرخين واساتذة الجامعات والمثقفين .
ووالد السيد محمد يونس السيدوهب المرحوم عبد الله السيد وهب من احد القادة البارزين لحركة المقاومة للمحتلين الانكليز للموصل  وقد ورد جانب من سيرته في وثيقة وجدتها في مكتبة  وزارة الهند في لندن وضمن ما يسمى بمن هو ؟ ومن هو في تلعفر?Who is Who in Tel Afar
ومنذ قرابة 45 سنة كنت اعمل في اعداد رسالتي للماجستير عن ولاية الموصل 1908-1922 واثناء البحث في المركز الوطني لحفظ الوثائق ببغداد (الان دار الكتب والوثائق ) عثرت على وثائق كثيرة في ملفة وزارة الداخلية وبرقم B-20-C ومن هذه الوثائق وثيقة تخص شخصيات تلعفر والوثيقة عبارة عن مذكرة كتبها الميجر بارلو Barlow مساعد الحاكم السياسي في تلعفر باللغة الانكليزية وترجمتها انا وقد قتل عند انطلاق ثورة 1920 في تلعفر يوم 4 حزيران 1920 والتي اتسعت لتصل ذروتها في الرميثة يوم 30 حزيران 1920 . والمذكرة موجهه الى الضابط السياسي في الموصل وتاريخ المذكرة هو 26 نيسان 1920 وقد رأيتها محفوظة في ملفة ( ?Who is Who ) يقول في المذكرة وهو يتحدث عن السيد عبد الله بن السيد وهب بن السيد ابراهيم  وهو والد الاستاذ محمد يونس  انه رئيس عشيرة في تلعفر تعرف بعائلة السيد ومن رؤسائهم السيد سليمان والسيد عبد الله مناؤئ للانكليز لكن الحكومة البريطانية تتسامح معه بسبب ما يملكه من نفوذ في تلعفر وهو عضو في المجلس البلدي وله نفوذ في حي القلعة ونفوذه امتد الى قريتي هارونة وقُبّك وكان تحت إمرته 150 فارسا و200 راجل (مشاة ) وان له علاقات طيبة مع عشيرة شمر .
هذه المذكرة نبهت الى خطورة نفوذ السيد عبد الله السيد وهب كتبت في 26 نيسان 1920 وحركة تلعفر ضد الانكليز اندلعت يوم 4 حزيران 1920 اي كتبت قبل 38 يوما من مقتل الميجر بارلو وعدد من الضباط والجنود الانكليز واحتلال القلعة ورفع العلم العربي الذي رفعه الشريف حسين شريف مكة عندما قام بثورته ضد العثمانيين سنة 1916 .
ومن المؤكد ان المؤرخين والمهتمين سيفيدون من هكذا وثيقة عند كتابتهم للتاريخ الحديث والمعاصر وانوه ان الانكليز ما دخلوا منطقة الا وكتبوا نبذا عن تاريخها ورجالاتها ومواقفها وهو ما كان يعينهم في بسط سيطرتهم

 اعود لاتحدث عن السيد محمد يونس السيد عبد الله السيد وهب  فأقول أن السيد محمد يونس السيد وهب  -  كما يقول الاستاذ السيد عبدالله محمد طاهر الموسوي  في مقالة له -  ينتمي الى عشيرة السادة الموسويين  التي تتمركز في قضاء تلعفر في مركز المدينة القلعة القديمة والجزء الجنوبي من حي القادسية وحي 7 نيسان والجزء الجنوبي من حي المثنى وقرية  هارونة وقرية سجعة(صلوقيو) وقرية قبك التابعة لناحية العياضية وهم يتكلمون اللغتين العربية والتركمانية ويمتلكون الاف الدوانم من الاراضي الزراعية  الصالحة لزراعة  الحنطة والشعير   .وكانت لهم وقفة مجيدة خلال ثورة 1920 الكبرى فهم من اوائل الذين أوقدوا  نيران الثورة ضد المحتلين الانكليز في 4 حزيران سنة 1920 والتي امتدت لتكون شاملة لكل العراق ووصلت ذروتها في الرميثة يوم 30 حزيرن 1920 وكان لها تأثير في تغيير بريطانيا لسياستها ومنها الموافقة على ترشيح الامير فيصل بن الحسين شريف مكة ملكا على العراق وتتويجه في 21 اب سنة 1921 .

لااريد ان ادخل في تفاصيل ما جرى في تلعفر فلقد كتبت عن هذا في كتابي المشترك مع عدد من المؤرخين العراقيين اقصد كتاب (المفصل في تاريخ العراق المعاصر ) ، لكني اقول ان ال السيد وهب ومنهم السيد عبد المطلب والسيد عبد الله تعاونوا مع الضباط الشريفيين الذين جاؤوا من سوريا في مطلع حزيران سنة 1921 ، واسقطوا  مع عدد من ابناء عشائر تلعفر قلعة تلعفر في 4 حزيران 1920 وقتلوا الميجر بارلو معاون الحاكم السياسي والكابتن ستيوارت  وقد نالهم من قصف الطائرات البريطانية ما نالهم من تدمير وتهجير وقتل وكان تجمعهم مع الضباط الشريفيين امثال جميل المدفعي وجميل ال خليل وعبد الحميد الدبوني وممن اجتمع بهم في قرية قبك السيد سليمان اعا السيد وهب وبحضور الشيخ صالح ال خضير رئيس عشيرة الجحيش ومع رؤساء عشائر الكركرية وشمر  وبقية العشائر  التلعفرية في المنطقة وقد توجهوا الى مدينة تلعفر واجتمع الجميع في بيت السيد عبدالله اغا ال سيد وهب التلعفري وبعد ذلك اتفقوا على القيام بالهجوم على  قلعة تلعفر وقتل  من فيها من افراد الجيش البريطاني واثناء الهجوم استشهد  الشيخ صالح ال خضير رئيس عشيرة الجحيش وبعد ساعات جاءت امدادات الجيش البريطاني وبدأت الطائرات البريطانية تقصف تلعفر قصفا شديدا ، وانسحبت العشائر الى خارج تلعفر وسمي  الانسحاب (قاجا  قاج  ) أي اهربوا  . وبعد ذلك  صدر بيان من السلطات البريطانية المحتلة  يقضي بتغريم  رئيس عشيرة السادة السيد عبد الله السيد وهب  بمبلغ  (82   ) الف روبية  قبل الموافقة على عودته وجماعته  الى مساكنهم في داخل تلعفر وفعلا دفع المبلغ من قبل رئيس عشيرة السادة الموسويين السيد عبدالله اغا ال سيد وهب . 

يقول الاستاذ ذنون قره باش في مقالة له :" كان السيد عبدالله  السيد وهب يجري اتصالات مع  الضابط الشريفي عبدالحميد الدبوني الذي كان يمثل معاون الحاكم العسكري آنذاك بالتنسيق مع رؤساء عشائر تلعفر والعشائر العربية الأخرى في المنطقة. إذ عقد الإجتماع السري للثوار في دار السيد عبدالله ونتيجة إيمانهم الجريء لإعلان الثورة ضد المحتل الإنكليزي، في الإجتماع تم الإتفاق بعد أن توحدت المواقف وصدقت النوايا وقرروا بالإجماع على القيام بالثورة في الرابع من حزيران ١٩٢٠م وإن دل هذا على شيء يدل على تماسك وتكاتف وتلاحم عشائر تلعفر وطنيا واجتماعيا " .

كان السيد محمد يونس بن السيد عبد الله السيد وهب  حاضرا في بعض احداث ثورة تلعفر  حتى انه الف كتابا عنها بعنوان :  ( اهمية ثورة تلعفر في ثورة 1920 ) روى فيه الاحداث .

وقد قام السيد عبد الله السيد وهب بإعتباره عضوا ورئيسا  لجمعية الدفاع الوطني بدور مهم في الفاع عن عائدية ولاية الموصل للدولة العراقية ووقف ضد مطالب الاتراك فيها 1925-1926 .وقد قابلته لجنة عصبة الامم وقال لهم بالحرف الواحد اننا لانريد لا الاتراك ولا الانكليز نحن عراقيون ونريد حكومة عربية مستقلة .

وكان السيد محمد يونس السيد وهب عضوا في مجلس ادارة قضاء تلعفر  منذ شهر ايلول سنة 1930  اي بعد وفاة والده السيد عبد الله السيد وهب في 30 تموز سنة 1930  .كما  انتخب نائبا في مجلس النواب العراقي  خلال العهد الملكي ولعدة مرات منها في  الدورة الانتخابية الحادية عشرة من 1كانون الاول 1947 الى 22 شباط 1948 وفي الدورة الانتخابية  الثانية عشرة والتي امتدت من 21 حزيران 1948 الى 29 تشرين الثاني 1948 والدورة السادسة عشرة والتي  انتهت في 9 من حزيران  سنة 1958  .

وقد يكون من المناسب القول ان السيد محمد يونس  كان له ديوان كبير يؤمه عدد من رؤساء العشائر والمثقفين ذلك انه كان بعد  شخصية إجتماعية بارزة معروفة في المنطقة وبالأخص بين سكان مدينة تلعفر وصاحب كلمة مسموعة في عشيرته بالذات، وكثيرا ما كان من يحضر هذا الديوان يسمع احاديث شتى ويتعلم من خلالها  حب البلد وأهله وحسن المعاملة واستقبال الضيوف وأسلوب الكلام وآدابه والاصغاء وخدمة الناس دون مقابل وكان  السيد محمد يونس معروفا  بالتواضع والحكمة والشجاعة والضيافة والكرم .

الاستاذ عبد الوهاب النعيمي رحمه الله القاص والكاتب والصحفي هو  من قدم لكتاب السيد محمد يونس عبد الوهاب الموسوم ( تاريخ تلعفر قديما وحديثا ) والذي طبع في مطبعة الجمهورية بالموصل سنة 1967 قال ان الاستاذ محمد يونس السيد وهب تصدى لتدوين تاريخ تلعفر هذه المدينة الحصينة التي لها تاريخها ولها تقاليدها وعاداتها ولها امتيازاتها ايضا وهي وان تك مدينة صغيرة الا ان الاحداث المتتابعة التي انبثقت منها توحي بأنها شيء مهم يجب ان نكرس جهودنا لحقيقتها . واضاف ان الاستاذ محمد يونس السيد وهب اثبت في كتابه ان اهل تلعفر دافعوا عن العراق ووقفوا ضد العثمانيين وضد الانكليز وما كتبه –يعد بحق – مصادر تاريخية موثوق بها في تفاصيل احداثها وقد خدم –بكتابه –هذا التاريخ وخدم الاجيال الحاضرة والاجيال التي ستأتي .

قد نتفق مع السيد محمد يونس السيد عبد الوهاب في اطروحاته وكتاباته لكننا لابد ان نشيد بجهوده في توثيق الكثير من معالم التاريخ التلعفري الحديث خاصة وانه قد اطلع اثنان من جهابذة التاريخ على ما كتبه وهما السيد عبد الرزاق الحسني والاستاذ كوركيس عواد الذين – كما قال  –  عاونوه في مشروعه البحثي في تلك المرحلة المبكرة من التاريخ العراقي المعاصر .والشيء الجميل في الكتاب انه عاد الى عدد كبير من المصادر والمراجع فضلا عن مشاهداته العيانية .

فقط اريد ان اقول لمن يقرأ ما كتبته انني عرفت السيد محمد يونس السيد عبد الوهاب من اشد الناس حبا لتلعفر ومن اكثر الناس حماسا لتدوين تاريخها وارثها وتوضيح دورها في التاريخ القديم والوسيط والحديث واعده انا رائدا من رواد التاريخ المحلي في العراق .رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم .
_________________________
*سجلتها كحلقة من برنامجي التفزيوني اليومي ( موصليات ) والذي أقدمه على قناة ( الموصلية ) الفضائية يوم 27-2-2020 



مظفر بشير المربي والشاعر والكاتب واللغوي ...........ا.د. ابراهيم خليل العلاف






مظفر بشير   المربي والشاعر والكاتب واللغوي 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
اتحدث لكم اليوم عن رمز آخر من رموز مدينة الموصل إنه الاستاذ مظفر بشير الدملوجي .. عرفناه شاعرا وكاتبا وصحفيا ولغويا من الطراز الاول . خريج دار المعلمين العالية وهي من المؤسسات التربوية الاولى التي شهدها العراق منذ العشرينات فلقد تأسست سنة 1923 وكانت هي وكلية الحقوق التي سبقتها في التأسيس سنة 1908 والكلية الطبية الملكية التي تأسست سنة 1927 نواة لجامعة بغداد .
حصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية من دار المعلمين العالية بمرتبة الشرف سنة 1952 وكان قد دخلها سنة 1949 وحين كتبت دراسة عن دار المعلمين العالية اعتمدت فيها على ذكريات الاستاذ مظفر بشير في الدار .
هو من مواليد محلة الامام عون الدين عليه السلام بمدينة الموصل سنة 1933 أمد الله بعمره ومتعه بالعافية والبركة واسمه الكامل مظفر بشير حسن فتاح الصوفي الدملوجي و(الصوفي)هو كنية الحاج حسن لكثرة ورعه وتقواه .واسم عشيرته الشريفات .
خدم في مدارس العراق مدرسا للغة العربية ..عمل في متوسطة خانقين سنة 1953 كما عمل في ثانوية الكرخ ببغداد سنة 1956 وفي اعدادية الكاظمية سنة 1961 وفي ثانوية الشعب ببغداد 1964 وبعدها احيل على التقاعد سنة 1984 .
عرفته مصححا لغويا في جريدة ( الجمهورية ) البغدادية التي كنت اكتب فيها في السبعينات من القرن الماضي وظل فيها حتى وقوع الاحتلال الاميركي سنة 2003 .
في سنة 2007 قرر ان يعود الى عشه الاول الموصل كأي انسان يحن الى مدينته التي ولد ونشأ فيها وكانت له فيها ملاعب للصبا واتذكر انه اخذ يتردد على جريدة ( فتى العراق ) التي كنت مستشارا لتحريرها وكانت له علاقة طيبة مع رئيس تحريرها المرحوم الاستاذ احمد سامي الجلبي وقد تم الاتفاق ان يكتب مقالاته تحت عنوانه ( كلمة طيبة ) ، واستمر يكتب حتى احتجاب الجريدة وتوقفها بوفاة رئيس تحريرها سنة 2009 . ومن مقالاته في هذا الميدان مقالته الموسومة (من صور القرآن البلاغية ) .ومقالات مماثلة اخرى .
وجدت له مقالات في مجلة (موصليات ) التي يصدرها مركز دراسات الموصل بجامعة الموصل .
الاستاذ مظفر بشير كاتب متميز وشاعر عذب وله من الكتب :
1. كتاب بعنوان ( التاريخ الشعري : لون من الوان البديع )
2. كتاب بعنوان ( في السلامة اللغوية )
3. مجموعة شعرية بعنوان ( الغض النضير في شعر مظفر بشير ) وهو متوفر على النت
4. وله كتابان مخطوطان هما (اقباس من التراث ) و( مدارات ومسارات )
5. ومعظم كتبه هي عبارة عن مقالات ودراسات نشرها في صحف منها جريدة (الجمهورية ) البغدادية و( الزوراء ) البغدادية و( فتى العراق ) الموصلية .
الاستاذ مظفر بشير كان عضوا في ناي الجمهورية الصحفي ببغداد وعضو في نقابة المعلمين وعضو في (الندوة الموفقية ) او ندوة مصابيح الهدى وهو ايضا احد شعراءها وكانت الندوة تضم نخبا من مثقفي الموصل ومنذ سنة 1996 ولي عنها مقال منشور . كما ان الاستاذ مظفر بشير شاعر يكتب الشعر العمودي بإقتدار وبين يدي الكثير من قصائده منها قصيدة بعنوان ( إفتخار ) يحيي فيه الشابين الاعجوبتين الاستاذ ضياء والاستاذ علاء اولاد صديقنا اللواء الركن حازم البرهاوي .
وله قصيدة يؤبن فيها المربي ورجل النهوض الاسلامي الاستاذ غانم حمودات . كما ان له قصيدة يرثي فيها صديقنا الشيخ علي حامد الراوي وله قصيدة يهنئ الدكتور طاهر الدباغ لمناسبة احالته على التقاعد كما ان له قصيدة يستذكر فيها الصديق والاخ الاستاذ احمد سامي الجلبي .ومن قصائده قصيدة رائعة بعنوان (أم الميامين ) وقصيدة رائعة بعنوان : ( سيجمعنا العراق ) يقول فيها :
اذا كنا تفرقنا فئاتِ ** سيجمعنا ماءُ دجلة والفرات
فذا يمحو الرزايا في الثنايا ** ويغسل كل اسباب الشتاتِ
ثم يقول :
سيجمعنا العراق على رباه **وقامات النخيل الباسقات
سيجمعنا العراق برافديه **بماءِ سلسل عذبِ فرات
علق الاستاذ سامي مهدي الشاعر والصحفي الكبير مرة على ماكتبته عن الاستاذ مظفر بشير فقال انه يعتز به كونه كان استاذا له في الثانوية وانه التقاه في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات مسؤولا عن قسم التصحيح في جريدة ( الجمهورية ) .
كتب عن الاستاذ مظفر بشير الاخ الاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني في (موسوعة شعراء الموصل في العصر الحديث 1900-2017 ) وكان لي شرف تقديمها وقال انه نشر الكثير من قصائده في جريدة ( فتى العراق ) وجريدة (السجل ) البغدادية في سنة 1950وان الاستاذ الدكتور صالح الجميلي كتب عنه وان له قصيدة جميلة بعنوان ( أواه بغداد ) قال فيها :
أواه بغداد لو جرحي بسكين ***لكان لي في الملا اس يداويني
لكان جرحي ذو وغور وذو الم *** ولادواء له في الطب يشفيني
اواه بغداد عاد الجرح مندملا *** واعتراني هم كاد يبليني
لو كنت سالمة من كيد مغتصب *** يحتل ارضك حتى كاد يرديني
هذي جروحك قد باتت تؤرقني *** أبيت منها على مثل السكاكين
الى ان يقول :
اواه بغداد لايجدي تأوهنا *** ولا التحسر يغنيها ويغنيني
لكن نظرة ربي سوف تنقذنا *** مما عرانا ينجيها وينجيني
الاخ الاستاذ مظفر بشير أمد الله بعمره ومتعه بالعافية ، شاعر وكاتب ومصحح لغوي ومرب وصحفي ولايزال بالرغم من تجاوزه ال (87 ) يتواصل مع الكتابة تحياتي له واعتزازي به وتمنياتي له بالخير والبركة .
__________________________________
*الاول من اليمين هو الاستاذ مظفر بشير الدملوجي حفظه الله والاول من اليسار الدكتور ابراهيم العلاف والى جانبه المرحوم القاضي الاستاذ ميسر بشير شقيق الاستاذ مظفر بشير وهو عميد عائلة الدملوجي وهو اب للدكتور احمد طبيب المفاصل والدكتور نصير. دكتوراة هندسة كهرباء في التقنية الشمالية والسيد نمير والسيد محمود والصورة التقطت في نيسان 2008 في واحدة من جلسات الندوة الموفقية في الموصل التي كرمته سنة 2008

فندق قصر دجلة في فيصلية الموصل ا.د. ابراهيم خليل العلاف




فندق قصر دجلة في فيصلية الموصل*
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
كما تعرفون احبتي الكرام فإن مدينتنا الموصل مدينة تجارية كانت ولاتزال تقع على مفترق طرق مواصلات تربط الاقسام الوسطى والجنوبية من العراق ببلاد الشام وبلاد الاناضول ولهذا كانت الفنادق هي من المعالم الاساساسية في الموصل منذ قرون وكانت الخانات هي من تقوم مقام الفنادق وكلنا يتذكر ان الفنادق او ما نسميها في الموصل الاوتيل والاوتيل هو من كلمة HOTEL الانكليزية قد ظهرت منذ اوائل القرن العشرين وكنا نرى ان عددا من الاوتيلات كانت موجودة قرب باب السراي وفي شارع الملك فيصل اي شارع العدالة وفي شارع حلب وفي الدواسة .
ثم بنيت في الخمسينات والستينات فنادق حديثة منها مثلا فندق اطلس في الدواسة وفندق اور في شارع الجمهورية وفندق الدار البيضاء في ساحة صقور الحضر وهذا الفندق بني قبل بناء فندقي الموصل ونينوى اوبروي واللذان عانا من الهدم والتخريب بحيث هما الان خارج الخدمة مع انهما من الفنادق الراقية ومن فئة خمس نجوم وبنيا في سنوات الثمانينات من القرن الماضي .
اليوم اريد ان الفت نظركم الى فندق جميل كان في محلة الفيصلية او ما سميت بعد سنة 1958 بمحلة النصر هذا الفندق وصاحبه الحاج قاسم الخياط ، كان جميلا ومن حسن الحظ ان الاخ الحاج عبد الجبار محمد جرجيس الباحث التراثي الموصلي الكبير نشر صورته الجميلة في كتابه ( التحفة البهية في الصور الموصلية )والذي نشره سنة 2018 وهذا الفندق هو (فندق قصر دجلة ) ويقينا ان عددا كبيرا من الموصليين يتذكرونه وهذا الفندق الذي ترون صورته الى جانب هذا الكلام كان مؤلفا من اربع طوابق وفي الطابق الاول كانت هناك دكاكين ومحلات اما الطوابق الاخرى فهي الفندق والفندق قريب من جسر الخوصر ومن الجسر القديم من جهة الجانب الايسر من نهر دجلة وفي الجهة المقابلة لفندق قصر دجلة كانت هناك بناية البنك العقاري .
من الطريف ان نذكر بأن فندق قصر دجلة كان يواجه قاعة سينما دينا وهي سينما صيفية فتحت سنة 1951 وقد بناها الوطني الاقتصادي والوجيه الموصلي مصطفى الصابونجي وكان الى جانبها مقهى صيفيا وللاسف هدمت السينما وهدمت المقهى في السبعينات وتركت ساحة لوقوف السيارات .
فندق قصر دجلة كان يستقبل زبائنه وخاصة من اهلنا من القرى والارياف المجاورة للمدينة وظل يعمل لحين قصفه خلال الاحتلال الاميركي سنة 2003 وقد اهمل واهملت المنطقة بسبب سوء الحالة الامنية ووجود مركز شرطة النصر واتخاذ المركز موقفا للمعتقلين فيما يعرف بالتسفيرات لهذا الفندق اليوم غدا اثرا بعد عين ولم يبق لنا الا ان نذكر به الاجيال ونقول لهم ان فندق قصر دجلة كان له تاريخ لكن هذا التاريخ اندثر والفندق ساد امس وباد اليوم .

___________________________________
*سجلتها حلقة من برنامجي التلفزيوني اليومي (موصليات ) من على قناة ( الموصلية ) يوم 27-2-2020 ...ابراهيم خليل العلاف- الموصل 

الاستاذ الدكتور قحطان الحديثي 1936-2019 ا.د. ابراهيم خليل العلاف



الاستاذ الدكتور قحطان الحديثي 1936-2019

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل


الاستاذ الدكتور قحطان عبد الستار الحديثي مؤرخ عراقي كبير ، وزميل عزيز ، وصديق واخ غال ، وعندما وافاه الاجل سنة 2019 حزنت كثيرا وانا الذي اعرفه منذ نصف قرن واتابع نشاطه وهو من مواليد بغداد سنة 1936 ..حصل على الدكتوراه من كلية الاداب - جامعة بغداد عن اطروحته ( خراسان في العهد الساماني : دراسة في احداثها السياسية والادارية والاقتصادية من سنة 204هجرية -819 ميلادية الى سنة 389 -998 ميلادية ) سنة 1971 .
عمل مديرا للمركز الثقافي والاجتماعي في جامعة البصرة حيث كان استاذا في قسم التاريخ بكلية الاداب هناك ثم رئيسا لقسم التاريخ فيها ، وشغل منصب عميد كلية الاداب - جامعة البصرة وبعدها انتقل الى كلية الاداب بجامعة بغداد ليعمل استاذا ومعاونا للعميد .
اسهم معنا في كثير من مشاريع وزارة الثقافة وهيئة كتابة التاريخ الثقافية والتاريخية وكتب فيها .
ومن مؤلفاته المنشورة كتابه الموسوم ( الدولة العربية في العصور العباسية المتأخرة ) 1987 وكتابه (دراسات في التاريخ الساساني والبيزنطي ) 1986وكتابه ( ايام خرسان ) 1990 وكتاب ( التواريخ المحلية لاقليم خراسان ) 1990 وكتابه ( علماء العراق في القرنين السبع والحادي عشر الهجريين ) 1998 وكتابه (الدويلات الاسلامية في الشرق ) .
كتبت عنه اكثر من مرة .. كما كتب عنه المرحوم الاستاذ حميد المطبعي في موسوعته (موسوعة أعلام وعلماء العراق) .ورصد الاستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك جانبا من كتبه ومقالته في كتابه ( معجم المؤلفين والكتاب العراقيين ) . ومما قاله ان الاستاذ الدكتور قحطان الحديثي اهتم بموضوعات الاوضاع القبلية في البصرة ، وجيش الصفارين ، وحركات الخوارج في خراسان ، وشعر عبد الله بن طاهر ، وطريق خراسان ، والتنظيمات الاقتصادية في خراسان ، ويعقوب بن الليث الصفار مؤسس الدولة الصفارية ، ومدن خراسان عند ابن خلكان .
كان مهتما بخراسان تاريخا ، واوضاعا سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية .كان كأي مؤرخ عراقي ينتمي الى المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ، يلتزم بالمنهج التاريخي ، ويهمش، وينصص ، ويعود للاصول والمراجع المهمة ، ولايلتزم بتفسير محدد بل يأخذ بتعددية التفاسير ، وكان بهذا مؤرخا ثبتا ، وكاتبا فذا ، ومربيا فاضلا ، وانسانا متواضعا .. عرفته شجاعا ، وامينا ، ورصينا في اخلاقه ، وعلمه ، وسلوكه مع طلبته وزملائه، وقد احبه الجميع ، وانا منهم وكانت علاقتي به وثيقة .
اعزي بوفاته أهله ، ومحبيه ، وطلبته ، وزملاءه ... رحمك الله اخي الدكتور قحطان الحديثي ، وجزاك خيرا على ماقدمت .ش

جدي لأمي المرحوم حامد عبد الرحمن الطائي 1882-1967



جدي لأمي المرحوم حامد عبد الرحمن الطائي 1882-1967

هذه صورة جدي لإمي المرحوم حامد عبد الرحمن الطائي السنبسي التقطت له قبيل وفاته سنة 1967 وكان عمره (85) سنة وله من الاولاد خالي المرحوم يونس وخالي المرحوم ادريس وكانا يعملان مصلحين للسيارات (فيترية ) في كراج بباب البيض وهما من اقدم مصلحي السيارات في الموصل . المرحوم جدي لإمي كان يميل للتصوف وله اقوال وحكم يرددها بإستمرارأحفظ الكثير منها وكانت له دكان في الشارع الذي يربط بين محلتي رأس الكور والمكاوي يبيع فيها اللبن والجبن وهو من مواليد سنة 1882 توفي سنة 1967 واسمه الكامل حامد عبد الرحمن زينو هلو ابراهيم خليل محمد نجم هلال وكان لعبد الرحمن والده ثلاثة اولاد هم ذنون واعقب المهندس محمد غانم .وحامد واعقب يونس وادريس ومحمود واعقب احمد وطه وعبد الغني .... رحمهم الله ورحم الله جدي ومثواه الجنة وفي عليين ...........................ابراهيم العلاف

الأربعاء، 26 فبراير 2020

ابراهيم العلاف بين احبته



صورة جميلة في مطعم لمناسبة زواج ابن اخي الاستاذ ثامر ( عمر ) مساء يوم 24-2-2020 
الجالسون من اليسار اخي ذنون ابو اسامة وانا ابراهيم العلاف واخي محمد ابو أشرف والواقفون من اليمين ياسر عبد الحافظ ابن اختي والدكتور هشام ولدي وعبد الرحمن ابن خالي ادريس  حامد عبد الرحمن الطائي ...جعل الله ايامنا كلها سعادة ...........ا.د. ابراهيم خليل العلاف

ابراهيم العلاف واخيه ذنون


ابراهيم العلاف واخيه ذنون 
في مطعم في الموصل  لمناسبة زواج عمر ابن اخي الاستاذ ثامر العلاف 
يوم الاثنين 24-2-2020

أمجد محمد سعيد


أمجد محمد سعيد

وأنا ،وهو نتحدث عبر الماسنجر قبل لحظات . قلتُ له إنك ومنذ اكثر من نصف قرن تحث الخطى وتغذ السير وها قد أقمتَ لكَ ذكرا طيبا بمعنى أنك احتجت الى اكثر من نصف قرن ليشار اليك بالبنان ، فالمجد اخي الاستاذ ابا الاماجد لا يبنى بالفيسبوك وبحضور الندوات والتجمعات الثقافية وانما هو حصيلة عمر طويل . درست وتخرجت في قسم اللغة العربية بكلية التربية -جامعة بغداد قبل 52 سنة وعملت في الصحافة والاعلام والتلفزيون وفي التدريس وفي ادارة الثقافة الجماهيرية واصدرت منذ السبعينات دواوينا وكتبت مقالات والقيت محاضرات واكملت دراسات عليا في معهد البحوث والدراسات العليا في القاهرة ونلت الماجستير وكتبت اطروحة ولاتزال وانت في القاهرة واحدا من شهود الحركة الثقافية العربية وانت تكتب في صفحتك في الفيسبوك وتتواصل مع الاحبة في كل مكان من العالم ...انك امجد محمد سعيد الكاتب والشاعر والاكاديمي والاعلامي تحياتي لك وتمنياتي لك بالبهاء ..ابراهيم العلاف

الاثنين، 24 فبراير 2020

الدمار الأخلاقي لاستمرار الإحتلال* بقلم : الون بن مائير


الدمار الأخلاقي لاستمرار الإحتلال*
بقلم : الون بن مائير 

لطالما أكّدت على أن احتلال إسرائيل للضفة الغربية يتحدى المبدأ الأخلاقي وراء قيام الدولة. وخلافًا لتأكيد رئيس الوزراء نتنياهو ، فإن الإحتلال يحتّ بدلاً من أن يدعم الأمن القومي لإسرائيل ولا يمكن تبريره لأسباب أمنية أو أخلاقية. و”صفقة القرن” التي قدمها ترامب هي بمثابة تكريس للإحتلال الذي سيكون على حساب إسرائيل. وما لم تتبنى إسرائيل طريقًا أخلاقيًا جديدًا وتضع حداً للإحتلال، لا يمكن لأحد منعها من الإنهيار من الداخل فقط لتصبح دولة منبوذة فقدت روحها، متخليًة عن عمد عن أحلام آبائها المؤسسين عن أن تكون لهم دولة يهودية ديمقراطية مستقلة.
هناك أربع نظريات أخلاقية – كانتية ، نفعية ، قائمة على الفضيلة ، ودينية – تُظهر عدم وجود أساس أخلاقي في خطة سلام ترامب. سأناقش في هذه المقالة النظريتين الكانتية والنفعية وفي المقالة التالية سأغطي النظريتين القائمتين على الفضيلة والدين.
النظرية الأخلاقية الأولى هي نظرية الأخلاق الكانتية، وأكبر ممثل لها هو إيمانويل كانت. وفقًا لهذه النظرية ، فإن العواقب لا صلة لها بالصواب الأخلاقي أو خطأ العمل. ما يهم هو ما إذا كان الإجراء قد تم من أجل الواجب أو احتراماً للقانون الأخلاقي.
قدم الفيلسوف كانت العديد من صيغ القانون الأخلاقي التي يشير إليها على أنها ضرورة قاطعة ؛ لأغراضنا ، والأهم من ذلك هو صيغته الأولى والثانية. الأولى هو مبدأ أن الأخلاق تتطلب منا أن نتصرف فقط ضمن تلك الحدود القصوى التي يمكننا تحقيقها. وعلى حد تعبيره ، “تصرف فقط على هذا المبدأ الذي يمكنك من خلاله في الوقت نفسه أن يصبح قانونًا عالميًا.” باختصار ، لا تفعل أبدًا أي شيء لا يستطيع فعله أي شخص آخر في نفس الوقت.
والسؤال هو ما إذا كان الإحتلال الإسرائيلي سياسة يمكن تعميمها وتمرير هذا الاختبار للتفكير الأخلاقي. الجواب واضح وهو لا؛ إن سياسة الإحتلال غير متسقة بعقلانية لأنها تتطلب من إسرائيل أن تحرم نفسها من القواعد الأخلاقية والسياسية التي يعترف بها المجتمع الدولي (والتي تعمل على حماية إسرائيل نفسها).
إسرائيل تعمل من نفسها إستثناءً – وهذه خطيئة كبرى وفقًا لكانت، لأنّ إسرائيل في الواقع تقول: “لا يتعيّن علينا أن نعيش بنفس القواعد مثل أي دولة أخرى.” هذا واضح من حقيقة أن إسرائيل تنكر حق الفلسطينيين في تقرير المصير وتبرر ذلك باسم الأمن القومي، هذا على الرغم من أن تحقيق الأمن المطلق من شأنه أن يجعل الفلسطينيين دائمًا عرضة للخطر.
وفي حين وافقت إسرائيل عدة مرات على حلّ الدولتين ، فإنها تواصل اغتصاب الأراضي الفلسطينية ، منتهكة بذلك الإتفاقيات الدولية التي وقعت عليها إسرائيل (قرار الأمم المتحدة 242 ، اتفاقيات أوسلو). ومن خلال القيام بذلك ، تتحدى إسرائيل بوضوح الصياغة الأولى للواجب القاطع ، وهو ما أوضحه كانت بأنه يتطلب منا احترام اتفاقاتنا وعقودنا. أي أن إسرائيل تتصرف على أساس مبدأ أو سياسة نقض اتفاقياتها لخدمة مصلحتها الذاتية والتي لا يمكن تعميمها دون تناقض لأنه عندئذ لا يمكن الحفاظ على مؤسسة التوصل إلى اتفاقيات دولية ، الأمر الذي من الواضح لا يزعج لا ترامب ولا نتنياهو .
وعلى الرغم من أن العديد من الدول تخرق العقود الدولية ، فإن هذا لا يؤثر على حجة كانت لأنه يعلم جيدًا أن الناس يكذبون ويخدعون ويسرقون. همّه هو مبدأ الأخلاق وما يتطلبه، بغض النظر عما إذا كانت هذه المتطلبات قد تم الوفاء بها في الواقع أم لا. ومن خلال الحفاظ على الإحتلال تنتهك إسرائيل القانون الأخلاقي بينما تتوقع من الفلسطينيين الإلتزام بنفس المعايير.
الصيغة الثانية هي عدم معاملة أي شخص آخر فقط كوسيلة، ولكن دائمًا كغاية في حد ذاته. بمعنى آخر ، ما يقوله كانت هو أنه ككائنات عاقلة حرة يمكنها أن تتصرف وفقًا للأخلاق، كل منا يمتلك قيمة جوهرية مما يعني أنه يجب علينا احترام الكرامة المتأصلة لكل فرد.
وفي حالة الفلسطينيين الذين تحت الإحتلال، تعاملهم إسرائيل كأشياء بدلاً من أشخاص يمكنهم الموافقة بعقلانية على الطريقة التي يعاملون بها. تقوم إسرائيل بإكراه الفلسطينيين جسديًا ونفسيًا بحرمانهم من حقوق الإنسان ، على سبيل المثال ، من خلال الإحتجاز الإداري والغارات الليلية والطرد ، وبالتالي سلبهم كرامتهم وحرمانهم من استقلاليتهم ، وهذا فقط ما تعززه صفقة ترامب.
النظرية الأخلاقية الثانية هي النظرية النفعيّة التي نشأت في شكلها الحديث في إنجلترا مع أعمال جيريمي بينثام وجون ستيوارت ميل. وعلى النقيض من نظرية كانت ، تضع هذه النظرية كل التركيز على عواقب أفعالنا. إنها تنص على أن أي إجراء يكون صحيحًا من الناحية الأخلاقية إذا كان ينتج أكبر قدر من الخير لأكبر عدد من الأشخاص.
يعتمد التقييم الأخلاقي لأي سياسة على ما إذا كانت هذه السياسة تزيد من الفائدة أم لا. تتفق النفعية مع كانت على نقطة أساسية واحدة، وهي أن الأخلاق تحظر استثناء نفسها. ولأسباب واضحة ، تعطي الحكومات أولوية أكبر لشعوبها. لكن هل يزيد الإحتلال من أمن ورفاهية جميع الإسرائيليين؟
وعلى الرغم من حقيقة أن إسرائيل تتخذ إجراءات استثنائية لتعزيز أمنها ، فإن الإحتلال يقوض في الواقع أمن الدولة كما يتضح من المصادمات الدموية المتكررة التي تكثفت منذ الكشف عن خطة السلام والوضع المكلف من الإستعداد الذي يجب أن تحافظ عليه إسرائيل. علاوة على ذلك ، إذا قامت إسرائيل بتوسيع اعتباراتها الأخلاقية إلى أبعد من شعبها لتشمل الفلسطينيين ، فإن سياسة الإحتلال ستبقى فاشلة لأسباب نفعية وحتى بشكل ٍ أكثر حدّة.
من المؤكد أنه في الوقت الذي تلجأ فيه إسرائيل إلى الحجج النفعية لتبرير معاملتها للفلسطينيين ، فإن إسرائيل تكشف في هذه العملية عن المأزق الكلاسيكي للتفكير النفعي. إنها في نهاية المطاف لا توفر حماية واحترام كافيين لحقوق الإنسان، مما سيؤدي مباشرة إلى تآكل مكانة إسرائيل الأخلاقية داخل مجتمع الأمم.
_______________________________
*وشكرا للصديق الدكتور خليل عبد العزيز الذي ارسلها لي عبر الايميل 

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...