الأحد، 29 يوليو 2018

إنضمام الاخ الاستاذ عبد الله حسين العبساوي الى إتحاد كتاب الانترنت العراقيين




بسم الله الرحمن الرحيم 
إنضمام الاخ الاستاذ عبد الله حسين العبساوي الى إتحاد كتاب الانترنت العراقيين 
قرار
بموجب النظام الداخلي للاتحاد ، وبعد الاطلاع على الطلب المقدم من قبل الأخ الاستاذ عبد الله حسين العبساوي ، وبعد التدقيق في ملفاته ، وجدنا أنه مؤهل لاكتساب العضوية في إتحاد كتاب الأنترنت العراقيين ، وبالتسلسل رقم ( 548 ) مع التقدير.
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين
د. باسم محمد حبيب
نائب رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
ورئيس لجنة القبول
الاحد 29 تموز 2018

وفاة المؤرخ العراقي الاستاذ الدكتور حسام الدين السامرائي

                                                                  الاستاذ الدكتور حسام الدين قوام الدين السامرائي 

وفاة المؤرخ العراقي الاستاذ الدكتور حسام الدين السامرائي 
أنعي اليكم الاخ الاستاذ الدكتور حسام الدين قوام الدين حسن السامرائي المؤرخ العراقي الكبير فقد علمتُ قبل قليل بوفاته صباح هذا اليوم ٢٠١٨/٧/٢٩ في الشارقة - دولة الامارات العربية المتحدة حيث يعيش منذ سنوات طويلة . عمل استاذا للتاريخ الاسلامي (التاريخ الاقتصادي ) في كلية الاداب -جامعة بغداد وترأس القسم لسنوات . كما عمل استاذا للدراسات العليا في جامعة ام القرى ..له مقالات في التاريخ والفكر الاسلاميين متوفرة في شبكة المعلومات العالمية ( الانترنت ) وله مؤلفات واسهام في موسوعة ( نضرة النعيم في مكارم اخلاق الرسول الكريم ) حقق كتبا منها كتاب ( نهاية الرتبة في طلب الحسبة ) ونشره ببغداد 1968 . ومن كتبه (تطور الضرائب الزراعية في الدولة الاسلامية ) نشره المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية -عمان 1988 .. أشرف على عدد كبير من طلبة الدراسات العليا  وخاصة في موضوعات (نظام الحسبة في العراق حتى عصر المأمون ) و(النفقات وادارتها في الدولة العباسية ) و(موارد بيت المال في العراق خلال العصر العباسي )ونظام البريد في الدولة العباسية حتى منتصف القرن 15 للهجرة ) .تغمده الله برحمته وانا لله وانا اليه راجعون .........ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل

الجمعة، 27 يوليو 2018

مخطوط ( الموصل منذ أقدم العصور حتى اليوم ) للدكتور عبد الجبار الجومرد



 مخطوط (  الموصل منذ أقدم العصور حتى اليوم )  للدكتور عبد الجبار الجومرد
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ  التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
تيسرت لي الفرصة للاطلاع على كتاب مهم ألفه المرحوم الاستاذ الدكتور عبد الجبار الجومرد ، والموسوم :" الموصل منذ اقدم العصور حتى اليوم " ، وذلك بفضل نجله الزميل الاستاذ الدكتور جزيل .  وابتداء لابد أن أشير الى أن هذا الكتاب لايزال مخطوطا ، وقد وجدته - بعد قراءته  - انه يٌعد من أفضل وأوسع ماكتب عن " تاريخ الموصل " ،  وقد يكون هذا المقال مناسبة للحث على طبعه ، ووضعه بين ايدي الباحثين والمهتمين والقراء وطلبة الدراسات العليا .
يتألف  الكتاب من ( 20) فصلا ، وقد قدم الدكتور عبد الجبار الجومرد للكتاب بتعريف جاء فيه :" تاريخ مدينة الموصل ،قصة من أروع ماكتب الزمن فصولا طوالا ومن أمتعها خيرا ، وأغناها حدثا ، وأغزرها فجأءة وتناقضا ..فهي من أعرق مدن الشرق الاوسط ، وأكثرها  قدما عاشت أكثر من ثلاث الاف سنة ذاقت خلالها حلو العيش  ومره ، وسعادة الحياة  وبؤسها " .
ويقف الدكتور الجومرد عند الغرض الذي من أجله وضع كتابه .. فقال :"ان ذلك يجيئ خدمة لمن يهمه معرفة أمر الموصل ، وحقيقة تاريخها كمدينة اثرية ثمينة ساهمت في موكب الانسانية على مخلف العصور وقدمت في أيام عزها  ، نماذج رائعة من ابناءها في ميادين العلم  ، والادب ، والفن ،  والفروسية وبعثت في مواهبهم أشعة نحو طرق الحضارة  قديمها  وحديثها وصمدت أمام نكبات الزمن حتى اليوم " .
إن من أبرز عناوين فصول الكتاب  :
·       الموصل في دول ماقبل الميلاد.
·       الموصل بعد الميلاد وقبل الاسلام 226-628 هجرية .
·       جغرافية الموصل ونواحيها .
·       الموصل في صدر الاسلام .
·       الموصل في الدور العباسي الاول
·       الموصل في الدور العباسي الثاني
·       امارة بني حمدان في الموصل 293-381هجرية (905-991 م )
·       امارة بني عقيل في الموصل
·       الحكم السلجوقي المباشر للموصل
·       الامارة الاتابكية الزنكية (فترة حكم المجاهدين عماد الدين ونور الدين ) .
·       الامارة البدرية (فترة حكم السلطان بدر الدين لؤلؤ ).
·       الموصل في عهد المغول الايلخانيين .
·       الموصل في عهد المغول الجلائريين .
·       الموصل في عهودها المظلمة (فترة حكم امارتي الخروف الاسود والخروف الابيض ) .
·       الموصل في عهدها العثماني الاول 940 -1049 هجرية -1533-1638 م .
·       الموصل في عهدها العثماني الثاني 1049-1143 هجرية -1638-1731 ميلادية .
·       حصار نادرشاه للموصل 1743.
·       ظروف النصف الثاني من القرن التاسع عشر 1834-1900 م.
·       نظرة في العهد الحميدي (فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 م) .
·       الموصل في العهد الملكي الهاشمي 1921-1958 .
·       تحدث الدكتور عبد الجبار الجومرد في الورقة (35 ) عن كلمة (جومرد ) وقال إن اصلها (جوامرد ) وهو لقب كان يعطى للبارزين في نظام الفتوة المعروف عند العباسيين ، وكل حرف في هذه الكلمة يدل على معنى ؛ فالجيم مثلا من الجود والميم من المروءة ، وقد ذكر هذا الاسم في "معجم الادباء " للحموي  في ترجمة (ابي بكر محمد بن احمد بن جوامرد ) المتوفي في أوائل القرن السادس للهجرة الثاني عشر للميلاد .واضاف :ان اول جد لعائلة الجومرد يدعى (علي امام بن جومرد ) وان اسرة جومرد انتقلت على اثر سقوط بغداد على يد المغول سنة 656هجرية -1258 ميلادية الى الجبال ونزلت قلعة جولمرك مركز منطقة جبال حكاري التي أصبحت إمارة عباسية من جانب البهدينانية والشمدنيانية العباسيين .
وفي الورقة (40 ) عنوان يقول : نماذج من علماء الموصل وأدباؤها ..وتحت هذا العنوان مباحث عن عدد من العلماء الاجلاء الذين كان لهم دورهم في الحياة العلمية والفكرية ومن هؤلاء :
·        الشيخ محمد افندي الرضواني
·       الحاج احمد الجوادي
·       الحاج عبد الله النعمة
·       عثمان افندي الديوه جي
·       الملا عثمان الموصلي
·       الشيخ محمد الصوفي
·       السيد احمد الفخري
·       الحاج محمد شبت الجومرد
·       الشيخ يوسف الرمضاني
·       سليمان بن مراد الجليلي
·       الحاج مصطفى البكري
·       الشيخ محمد ضياء الدين الشعار
·       السيد محمد حبيب العبيدي
·       فائق الدبوني
·       الشيخ محمد نوري الفخري
·       محمود الملاح
·       الدكتور داؤد الجلبي
·       محمد رؤوف الغلامي
·       محمد صديق الدملوجي
·       اسماعيل حقي فرج
·       فاضل الصيدلي
·       امجد العمري
·       الانبا شموئيل جميل
·       سليمان صائغ
·       محمد رشيد الخطيب
والاعلام الثمانية الاخيرين ذكرهم الدكتور عبد الجبار الجومرد  ولكن دون ان يترجم لهم كما فعل مع الاعلام الذين سبقوهم .
في الفصل السادس عشر كتب  الدكتور الجومرد عن الاسر والعوائل الموصلية ، وفيه تحدث عن أسرة علي افندي بن مراد العمري ، واسرة ال فخر الدين العلوي ، واسرة الخرقاوي ، واسرة الغلامي واسرة ياسين افندي المفتي ، واسرة ال شويخ ، واسرة ال عبد الجليل (الجليليون ) .
وفي الكتاب مباحث عن الاوضاع الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ؛ فهناك مباحث عن :
·       المجتمع الموصلي في صدر الاسلام .
·       الوضع الاقتصادي للموصل في العهد الاموي
·       الموصل وبيعة الملك فيصل
·       بلدية الموصل
·       طرق الموصل
·       الاقليات المستوطنة في أطراف الموصل
·       قضاة الموصل
·       من علماء النصرانية
·       المجتمع الموصلي المتطور
·       حالة الموصل العمرانية
ومن الطريف أن نشير الى ماورد في الورقة (26 ) عند الحديث عن حالة الموصل الاجتماعية في اواخر العهد العثماني .. ومستهل القرن العشرين إذ جاء فيها بعد أن تطرق الى حركة الاصلاحات العثمانية وانعكاساتها :" وهكذا أخذ المجتمع الموصلي المحافظ يرى نفسه لاول مرة في دوامة من الاوضاع المتناقضة بين القديم والحديث، وبين التزمت والانطلاق ، وكأنه في مقدمة غامضة لمستقبل إجتماعي جديد ينتظره ! " .
وعندما يتحدث في الورقة (61 ) من الفصل ال(20 ) عن نوري السعيد وحكمه يقول :" وهكذا دام حكم نوري السعيد ...وحدث في عهده ما حدث من أمور يطول بحثها ، وكلها آلام ومآس جعلت شخص نوري السعيد ورفيقه الوصي عبد الاله من أبغض الشخصيات السياسية لدى الشعب العراقي آنذاك وبعده " .
واخيرا ألا يستحق كتاب "تاريخ الموصل : للاستاذ الدكتور عبد الجبار الجومرد الكاتب ، والمؤرخ ، والشاعر،  والصحفي ، والاكاديمي  ، والسياسي ، والدبلوماسي  وأول وزير للخارجية في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 ..ألا يستحق النشر ؟!.

*منشورة في جريدة "الحدباء" الموصلية العدد 920 الاثنين 3 مايس سنة 1999 . 

يزيدية الموصل






























يزيدية الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث الحديث المتمرس –جامعة الموصل
اليزيدية ، جزء مهم من النسيج الاجتماعي العراقي والموصلي ..عاشوا ويعيشون مع إخوتهم وأهليهم منذ الاف السنين .واجهوا ما واجهه الموصليون من مشاكل  وتحديات عبر القرون ولهم مع الجميع ذكريات لايمكن محوها ولايمكن لآحد تجاهلها وعندما اريد ان اتحدث عن يزيدية  الموصل اقول انني ومنذ خمسين سنة كتبت عنهم في  اكثر من مكان ومن ذلك انني تحدثت عنهم في بحثي عن الحياة الاجتماعية في ولاية الموصل والذي سبق ان القيته في مؤتمر الولايات العربية في العهد العثماني الذي انعقد في تونس سنة 1982 .
وانا اتحدث عن يزيدية الموصل امامي الكثير من المصادر والمراجع عنهم ، فلقد حظي اليزيدية بالكثير من الاهتمام منذ سنين بعيدة كتبوا هم عن انفسهم . كتب عنهم اسماعيل جول في كتابه ( اليزيدية قديما وحديثا ) ووضع الاستاذ أمين فرحان جيجو قاموسا عربيا يزيديا سنة 2013 واهداني مشكورا نسخة منه .كما أهداني ايضا كتابه الذي نشره ببغداد سنة 2012 بعنوان ( الديانة الايزيدية بين السائل والمجيب ) .
وكتب عنهم كتاب مرموقون امثال الاستاذ صديق الدملوجي والاستاذ هاشم البنا والاستاذ عبد الرزاق الحسني والاستاذ سعيد الديوجي  والدكتور عبد العزيز نوار المؤرخ المصري المعروف .

استطيع ان اقول ان كل من كتب عن التاريخ الاجتماعي للعراق وحتى السياسي كتب عن اليزيدية وتاريخهم اصبح واضحا ويشكل مفصلا مهما من مفاصل تاريخ العراق الحديث والمعاصر .
الذي يهمني هنا قوله : ان اليزيدية ك (قومية ) وك (دين ) مرتبطون بالارث التاريخي العراقي القديم ، وبعبارة أدق بالحضارات الرافدينية العريقة ،  ومنها الحضارة السومرية والحضارة البابلية ، والحضارة الاشورية ، ويظهر هذا واضحا في لغتهم التي يقول عنها الاستاذ امين فرحان جيجو ان جذورها تمتد الى عائلة اللغات العراقية القديمة ، وان فيها مفردات كثيرة تدل على اتصالها الوثيق " بأسلافنا العظماء في سومر وبابل واشور . ومن حسن الحظ ، وبالرغم من المأسي والويلات التي تعرض لها اليزيديون ، فإنهم ظلوا متمسكين بلغة آبائهم واجدادهم والقاموس الذي وضعه والذي اشرت اليه الان ويقع في (454 ) صفحة دليل على ذلك .
هذا فضلا عن  أن اليزيدية يعتبرون  النبي ابراهيم عليه السلام نبيهم الاسمى ويعتبرون  النبي نوح عليه السلام ثاني أب للبشرية من بعد آدم عليه السلام ، وهم يقولون أن أدم أبو البشر يجمعنا عضويا وأبو الانبياء ابراهيم يجمعنا روحيا .
أعود لأقول ان لليزيدية في الموصل ، وفي كل مكان كتابين  مقدسين الاول  إسمه ( كتاب الجلوة )   . والثاني إسمه ( مصحف رش ) وهما معروفان ويتداولهما  اليزيدية مع ان هناك من يتحدث عن التكتم حولهما  ، ولعل من اسباب التكتم السابق حوله الخوف من السلطة الحاكمة . فضلا عن انهم كانوا يقولون ان العبادة هي شيء خاص بين الله ، وعبده وليس بالضرورة ان يعلم احد بذلك . كتاب (الجلوة ) لعدي بن مسافر يتألف من مقدمة  وخمسة فصول وهو كتاب فيه الكثير من الحكم والمواعظ من قبيل قول الله سبحانه وتعالى "حاضر أنا سريعا للذين يثقوا بي ويدعونني حين الحاجة " .
أما مصحف رش فقد كتب بعد وفاة عدي بن مسافر بنحو مائتي سنة ويبتدأ بعبارة " في البدء خلق الله الدرة البيضاء "  اي الكون وخلق الله ملكا هو (عزازيل  طاوس ملك  ) وجَعَلَهُ رئيسا على الملائكة وخلق ادم وحواء وخلق اشجارا مثمرة وجبالا لأجل زينة الارض .
عاش بين اليزيدية كتابٌ كثيرون عربا واجانب وكتبوا عنهم ومن هؤلاء المؤرخ الموصلي الكبير صديق الدملوجي عاش بينهم كموظف حكومي قرابة عشرين سنة ان كان ذلك في الشيخان او في سنجار والف عنهم كتابه اليزيدية .اما الاستاذ هاشم البنا فقد زارهم وعاش بينهم والف كتابه عنهم  سنة 1964 بعنوان (اليزيدون ) حتى ان الشيخ سعيد بن الشيخ خضر حرر في سنجار  في اليوم الاول من كانون الثاني سنة 1963 كتابا قال فيه ان السيد هاشم البناء زارهم بهدف  تأيف كتاب عن اليزيدية وقال :" لقد تصفحنا الكتاب قبل نشره واجرينا عليه التصحيحات الكثيرة وازلنا الشوائب والادران التي الصقها بعض المستشرقين والكتاب من ذوي الغايات غير الحميدة لذا فقد اصبح كتابه هذا هو اقرب الكتب الى الحقيقة الصحيحة عن ديانتنا اليزيدية ونسأل الله ان يوفقه ويوفقنا للخير العام في ظل جمهوريتنا الحبيبة " .
النقطة الاخرى التي اريد ان اؤكدها ان كلمة اليزيدية مأخوذة من لفظة (يزد) وهي كلمة يزيدية مشتقة من الكلمة الفارسية (يزدان ) ويزدان تعني ( الله ) عزوجل .ولليزيدية امارات ومنها امارة في باعذره وهي قرية موصلية وهناك دور للشيخ سعيد (ابو دخيل ) ودور للشيخ معاوية ( ابو فرعون ) واليزيدية في الموصل يتركزون في منطقتين رئيسيتين هما  قضاء (سنجار ) و قضاء ( الشيخان ) والتي تسمى ايضا ( عين سفني ) .
هناك من يربط بين اليزيدية والمتصوفة فالشيخ عدي بن مسافر  الهركي الاموي  وهو نفسه الذي يسميه الناس الشيخ  عادي رجل  متصوف زاهد منقطع  ولد ونشأ في بيت فار من اعمال بعلبك بالشام وبعد ان بلغ مبلغ الرجال عكف على التعمق في الدراسات الدينية ووهب نفسه لاصلاح ما فسد من امر العباد ولم يستقر في الشام وانما غادرها  الى كردستان العراق   وكان هذا في النصف الثاني من القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي كما يقول الدكتور عبد العزيز نوار في مقاله عن اليزيدية في مجلة الهلال عدد يناير –كانون الثاني 1965 .
عاش  عدي بن مسافر في الاماكن المنعزلة ثم انزوى بين اقوام بسطاء اعتقدوا بما كان يقوله وانقادوا لاراءه ومعتقداته  وكان الشيخ عدي يسعى الى تهذيب القوم الذين عاش بينهم وكان يبشرهم بالحسنة والبركة والموعظة وكان اجداد هؤلاء القوم من الزرداشتية الذين كانوا يرون ان ثمة الهين في الكون اله للنور والخير واله للظلام والشر وهما ( اهورا مزدا ) و (اهريمن ) .ومن الطريف ان الكاتب المصري الكبير الاستاذ احمد تيمور باشا الف كتابا عن اليزيدية  بعنوان ( اليزيدية ومنشأ نحلتهم ) .
وقد جاء في كتاب (شرفنامه ) للامير شرف خان ابن شمس الدين البدليسي والذي نشر في القاهرة سنة 1930 باللغة الفارسية وترجم الى اللغة العربية من قبل الاستاذ الملا جميل الروزبياني وطبع ببغداد سنة 1953،  ان اليزيدية من مريدي الشيخ عدي بن مسافر ، وهو من التابعين وانهم أي اليزيدية يعتقدون بأن الشيخ عدي الذي دفن في جبل لالش من أعمال الموصل قد تعهد بصومهم ، وصلاتهم وانه سيقودهم في آخر الزمان الى الجنة ..." .وللشيخ عادي كتب مؤلفة ورسائل منها كتابه ( بهجة الاسرار ) ، وكتابه ( رسالة في آداب النفس ) وكثيرا ما كان الشيخ عدي في رسالته يؤكد على ضرورة اقتران القول بالعمل ويوصي اتباعه بالتوفيق بين الاقوال والاعمال  والسلوك .
 ومن خلفاء الشيخ عدي ابو البركات صخر بن صخر وحسن ابن ابي المفاخر عدي تاج العارفين . وثمة مرقد للشيخ عدي الهكاري في جبل مقلوب عند وادي لالش في عين سفني كثيرا ما زرته في السنوات الماضية ويزوره اليزيدية والمسلمون  ويتبركون به وكان الى جواره مدرسة  وثمة زخارف  على المرمر تعلوها صورتان لطاووسين متقابلين يتوسطهما اسدان متقابلان مرسومان على رخامة ثلاثية الشكل وعلى المدخل عبارات باللغة العربية فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
خالق السماء والارض
اخفض هذا المنزل
محل شيخ عادي الهكاري
شيخ اليزيدية  695 (1296م )
وعلى الجدار عبارة تقول : سعى بتجديد هذا المرقد علي بك بن حسين بك امير الشيخان 1324 هجرية- 1907 ميلادية .
لااريد الدخول في معتقدات اليزيدية ، فذلك يحتاج الى وقت طويل لكني اقول ان  هذه المعتقدات تؤكد ان الله  عز وجل هو من ابدع الكون والسموات بغير عمد وانه انشأ النور واوجد الشمس والقمر والكواكب والنجوم وخلق جميع الملائكة واولهم طاووس ملك رئيس الملائكة المسمى عندهم بعزازيل وبعد ذلك خلق الملائكة السبعة الاخرين وشاء الله ان يخلق آدم وقال للملائكة انه سيخلق من ادم ملة البشر على الارض ومنهم ملة طاووس ملك أي اليزيدية وتجلى الله على جبل لالش في الارض المقدسة  وخلق  الله العناصر الاربعة وهي الماء والهواء والنار والتراب وخلق آدم وادخله الفردوس واباح له فيها كل شيء فيما عدا شجرة الحنطة ، وخلق حواء وطلب منهما عدم الاقتراب من شجرة الحنطة فأغواهما طاووس ملك فأخرجهما الله من الجنة الى الارض  وثمة تفاصيل لامجال لذكرها في هذه العجالة تتناول العلاقة بين بني آدم  وطاووس ملك والعلاقة بين اليزيدية وباقي البشر .
ومن حسن الحظ ان كثيرين من الباحثين  منهم  عراقيين ومنهم عرب ومنهم اجانب تحدثوا عن معتقدات  اليزيدية بالتفصيل وال من نشر ترجمة بلغة اوربية  هي الانكليزية لكتابي اليزيدية المقدسين هو الاستاذ براون  E.G.BRONNE  سنة 1895 . وفي سنة  1909 ترجم الاستاذ عيسى يوسف الكتابين (الجلوة ومصحف رش ) الى العربية ونشر الاب انستاس الكرملي نصا للكتابين باللغة الكردية سنة 1911 .
اريد ان اقول انه ليست لدينا احصائية دقيقة عن عدد  يزيدية الموصل في سنجار وعين سفني وبعشيقة وبحزاني وفي كل القرى اليزيدية التي تزيد عن 1000 قرية واليزيدية من حيث التنظيم الاجتماعي طبقات  محددة تحديدا واضحا حرم فيها الانتقال من طبقة الى اخرى فهناك المير  او الامير الذي يأتي عن طريق الانتخاب والامير معصوم من الخطأ ولايحاسب على اعماله وهذا لم يكن يعني الاستبداد في الحكم فقد اثبت الامراء انهم ذوي ضمائر حية وبذل بعضهم دماءه دفاعا عن عقيدته ورعيته . ويلي الامير في المرتبة بابا شيخ  وبابا شيخ يتحتم عليه ان يكون زاهدا وهناك  بعده الشيخ والبير والفقير والقوال ( وهم الذين يرتلون الاناشيد والملاحم الحماسية والدينية ويدربون الاولاد عليها وعلى ضرب الدف والعزف على الناي وهذه الات اسسية جدا في احتفالاتهم الدينية والقوالون لايتزوجون الا من داخل طبقتهم ) وهناك طبقة الكوجك او الكواجك وهم من يخدمون مرقد الشيخ عدي بن مسافر ويستأجرون السنجق (طاووس ملك ) من امير اليزيدية مقابل مبلغ يدفعونه له ثم يأخذون السنجق ويطوفون به في قرى اليزيدية ومن حوله القوالون ينشدون الملاحم الدينية وهناك المريد والملائية وعندهم عبادة الصوم :صوم العامة وصوم الخاصة وعندهم الصلاة ومنها صلاة الاشراق وصلاة الفجر وصلاة الاموات ولهم دعاء ما بعد الصلاة وعندهم الحج الى مرقد الشيخ عدي في مواسم خاصة من السنة وعندهم عيد الجماعية وعندهم الزكاة ويؤمنون بتناسخ الارواحويتبركون بزيارة المراقد ومنها زيارة طاووس ملك اي طاووس الملائكة واليزيدية قبائل وفيهم الامراء ومن عشائرهم الدنادية والشيخان والمهركان والسيفانة والكيبارية والداسنية والهبابات والخالتي والفقراء والشهوان والسموقة والهسكان والرشكان والهكارية وحتاري والجفرية والبكران.
ومن اعيادهم عيد  رأس السنة  وعيد بلندة  وعيد المحيي وعيد مربعانية الشتاء وعيد خضر الياس وعيد مربعانية الصيف وعيد القربان وعيد الجماعية والقاباغ .وفي عيد الجماعية يدخلون جبل لالش ويغتسلون في عين يسمونها زمزم .
ومن اعيادهم التي يشاركهم فيها الجميع (الطوافة )وعندهم طوافات كثيرة والطوافة هي ان يطوفون بمراقدهم للتعبد والطواف منها الطواف حول مرقد الشيخ عادي والطواف حول مرقد الشيخ محمد والطواف حول مرقد الشيخ حسن فردرش وعندهم عيد حضور السنجق حيث يستقبله اليزيدية بالفرح والابتهاج ويقولون ان روح الله تحل في القرية التي يحل فيها السنجق .
ومن قرى اليزيدية بردحلي وكهبل وبارة وباشوكوبكرانوجدالة وديلوخان وجفرية وعين فتحي وكرسيوقزل كند وكري عرب وجدالة وعين غزال ومهركان ومتارةوبوزان وخربة صالح وقصر يزدين وجكان وغيرها كثير .
اخيرا احد الاخوان سألني عن  (الكريف ) واقول ان للمسلمين من الموصليين مكانة محترمة ، ومتميزة عند اليزيديين ،  فالكريف  أو ( المكليف أو الكليف وتعني  من يكفله )  يعد بمثابة الاخ  والكريف تعني في جانب من جوانبها ( الخوة ) ،  فاليزيديون يختنون  اطفالهم كالمسلمين ويجب ان يكون الطفل في حضن رجل مسلم عند الختان وعندما تسقط نقطة دم على ثوب المسلم من جراء اختتان هذا الطفل فإنه يصبح كريفا  وابنا واخا  ويحمي احدهم الاخر ويكون بين الاثنين اشتراك في الدم وفي تحمل اي شيء في المستقبل .
بقي ان اقول ان التاريخ السياسي ليزيدية الموصل يحفل بالكثير من الاحداث التي تحمل فيها اليزيدية عنت الحكام واستبدادهم وتدخلاتهم في شؤونهم وابتدأ هذا في العهد العثماني يوم كانت ولاية الموصل من ولايات الدولة العثمانية وقد ارسل العثمانيون الكثير من الحملات العسكرية وقمعوا احتجاجات اليزيدية كما ان العثمانييين حاولوا تحويل اليزيدية الى الاسلام وارسلوا الوعاظ والدعاة وخاصة في القرن التاسع عشر وبنوا المدارس لهذا الغرض لكن ذلك كله فشل وبعد قيام الدولة العراقية الحديثة قام اليزيديون بالكثير من الاحتجاجات حول اوضاعهم ورفضهم الخدمة العسكرية وقد قمعت حركاتهم تلك بالقوة .

لكن هذا لم يمنع اليزيدية من الانخراط في الجيش وفي الاحزاب السياسية العراقية وفي النشاطات ولهم صحف ومجلات وادباء ومثقفين كثر واساتذة واكاديميون احتفظ بكثير من الصداقات معهم وللاسف خلال سيطرة داعش على محافظة نينوى منذ العاشر من حزيران 2014 تعرض اليزيدية لأبشع حالة من الاضطهاد والسبي وبعد التحرير عاد الكثير منهم   الى قراهم ومدنهم واخذوا  يمارسون نشاطهم ويعمروا ما دمر حالهم حال اخوانهم في مدينة الموصل وباقي اجزاء محافظة نينوى .

يحيى شاهين الممثل المصري الكبير ..........................في العراق

  يحيى شاهين الممثل المصري الكبير ..........................في العراق -ابراهيم العلاف في يوم 18 من آذار - مارس سنة 1994 أي في مثل هذا اليوم...