صفحة من تاريخ العراق في العهد الملكي الهاشمي :وزارة نور الدين محمود
في كتابه الكبير(مقدمة في دراسة العراق العاصر ) والذي صدر ببغداد سنة 1953 كتب استاذي المؤرخ الاستاذ الدكتور زكي صالح عن وزارة نور الدين محمود وهو اي مؤرخنا الكبير شاهد عيان :" ولقد اصبح وضع الطلاب قلقا منذ بداية تشرين الثاني -نوفمبر 1952 فكانت هناك اضرابات عن الدراسة وفي 22 تشرين الثاني بدأ الاضراب العام ، واستفحلت المظاهرات ؛ فأدى الحال الى الاصطدام بالشرطة، ووقوع عدد من القتلى والجرحى من كلا الطرفين .
وقام المتظاهرون بإحراق مكتب الاستعلامات الاميركي .كما احرقوا مطبعة الاوقات العراقية وكذلك مخفر شرطة باب الشيخ .
وكان في مساء اليوم نفسه أن استقالت وزارة مصطفى العمري واعتذر جميل المدفعي عن ان يكون رئيسا للوزراء في هكذا وضع ؛ فعهد الوصي عبد الاله الى رئيس اركان الجيش الفريق الركن نور الدين محمود(1899-1981) بتشكيل الوزارة وتشكلت مساء الثالث والعشرين من الشهر ذاته واعلنت الاحكام العرفية ، وأخذ رئيس الوزراء على عاتقه ايضا وزارة الدفاع ووكالة وزارة الداخلية .
وفي اليوم التالي هيمنت وحدات من الجيش بكامل سلاحها على مختلف مناطق العاصمة بغداد فخضعت الحركة للقوة وحلت الاحزاب وفي اواخر عهد وزارة نور الدين محمود سمح بإجراء الانتخابات لمجلس النواب على ان تشترك فيها بعض الاحزاب الموالية للسلطة وهي حزب الاتحاد الدستوري وحزب الامة الاشتراكي وحزب الجبهة الشعبية . وفاز 80‘% من النواب بالتزكية ، واستقالت وزارة نور الدين محمود بعد ان اتمت دورها في قمع الحركة الوطنية وفاز 77 من حزب نوري السعيد :حزب الاتحاد الدستوري من أصل 138 بعضوية البرلمان ، وتألفت وزارة جميل المدفعي والتي قدمت استقالتها على اثر تسلم الملك فيصل الثاني سلطاته الدستورية في الثاني من ايار 1953 .
وشكل جميل المدفعي وزارة اخرى كانت - كما يقول الاستاذ الدكتور زكي صالح - في بعض الاوصاف الاساسية استمرارا لحكومة الفريق نور الدين محمود ؛ فالاحكام العرفية كانت لاتزال موجودة ، والاحزاب السياسية الوطنية ومنها حزبي الاستقلال والوطني الديموقراطي معطلة ، وممنوعة من العمل مع تعطيل جرائدها واخضاع الصحافة اجمالا الى الرقابة .
اما فيما يتعلق بالطلاب فقد أمرت الحكومة بتعطيل جميع المدارس والكليات بدعوى حفظ الامن والنظام ، واستمر التعطيل زهاء تسعة اسابيع (23 تشرين الثاني 1952 -1 شباط -فبراير 1953 ) وابتداءا من صيف 1953 فُرض على الطلاب قانون خدمة الاحتياط العسكري واخذ الطلاب المكلفون الى( معسكر ضبط ) في سرسنك وكان عددهم زهاء 2700 طالبا من مختلف الكليات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق