وثيقة
فيصل الاول والقضية الكردية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
في ارشيفي التاريخي ، وجدت ومنذ 40 سنة مضت ، وثيقة بريطانية برقم 367 تسلسل 31 وهي عبارة عن مذكرة موجهة من المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس الى الملك فيصل الاول ملك العراق الاسبق 1921-1933 وددت اليوم ان اطلعكم عليها خدمة لتاريخنا .وفي المذكرة نستشف ان الانكليز كانوا يهتمون بالقضية الكردية وبحقوق الاكراد ولكن ضمن عراق موحد مع الرغبة في التساهل بمنحهم ما أسموه نوعا من الاستقلال الاداري ضمن العراق المتحد .كما نستشف من المذكرة ان الملك فيصل الاول كان قلقا من الوضع في كردستان خاصة في ظل انتشار الدعايات التركية والحركات العسكرية التركية على حدود ولاية الموصل الشمالية في ضوء مطالبتهم أي الاتراك بضم ولاية الموصل الى تركيا .لذلك أراد ان يعرف موقف بريطانيا - وكانت انذاك هي الدولة المنتدبة على العراق - ووجه في هذا الصدد أربعة اسئلة الى المندوب السامي الذي رجع الى مصادره في لندن ، وقدم للملك فيصل الاجابات على اسئلته .كما تؤكد الوثيقة رغبة الكورد القوية آنذاك في ان يظلوا مع العراق .
دار الوكالة البريطانية
بغداد في 20 كانون الاول سنة 1921
صاحب العظمة جلالة الملك فيصل المعظم
ياصاحب الجلالة
تذكرون جلالتكم ما جرى لي ، وللميجر يونك في يوم 24 تشرين الاول من الحديث التمهيدي في مسألة كردستان مع جلالتكم بحضور الكولونيل كورنواليس . وقد بينتم جلالتكم بإسهاب ارائكم البديهية في الامر غير انكم وجدتم من الصعب الوصول الى نتائج نهائية من غير الاجابة على اربعة اسئلة تفضلتم بتوجيهها الينا .
اما السؤالان الاولان -وهما المتعلقان بالمسؤولية العسكرية -فقد اجبت عليهما بقدر الامكان بالخطة التي تم الاتفاق عليها وينتظر تصديقها نهائيا من حكومة جلالة الملك في اي لحظة .وقد قسمت المسؤولية الابتدائية بموجبها الى منطقتين تشمل احداهما البلاد الواقعة غربي نهر دجلة وتشمل الاخرى البلاد الواقعة شرقي ذلك النهر .
اما السؤالان الاخران فكانا كما يأتي :
س3 - الان وقد عبرت بعض الطوائف الكردية عن تفضيلها الانضمام الى العراق ، فهل تنوي بريطانيا العظمى اجبار هذه الطوائف على البقاء منفصلة ، واذا كان كذلك فإلى الي أمد ؟
س4 ماهو شكل الحكومة التي تقترح بريطانيا تأسيسها في حالة وقوع الانفصال وماهي الغاية القصوى المنشودة ؟
وقد بلغت رغائب جلالتكم الى وزير الخارجية لاجل الاجابة على تلك النقاط ، وعليه قد اذن لي لابلغكم مايأتي جوابا على ذلك .
اما عن السؤال الثالث فإن حكومة جلالة الملك ليس في نيتها اجبار اهالي اي منطقة كردية على الانفصال عن العراق ولكنها تعتبر انه عندما تقرر بصفة نهائية الخطة السياسية الواجب اتباعها فيما يتعلق بكردستان ينبغي اعطاء فرصة لجميع المناطق الكردية لكي تنظر في مركزها من جديد مع النظر الى تلك الخطة .
واما عن السؤل الرابع في حالة ما اذا اختارت احدى المناطق الكردية الانفصال ؛ فإن حكومة جلالة الملك تقترح تأسيس نوع من الاستقلال الاداري المركزي تحت المراقبة البريطانية يرمي الى إحباط نشر الدعوة التركية ، والعمل على اتحاد كردستان في آخر الامر مع الاقاليم العربية ليُكَون في ذلك عراق متحد .
ولي الثقة بأن هذه الاجوبة ستكون ذات فائدة لجلالتكم .
المندوب السامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق