جريدة "العاصمة " السورية
ابراهيم العلاف
بعد تشكيل الحكومة العربية في دمشق ومبايعة فيصل بن الحسين ملكا على سوريا 1918 صدرت العديد من الصحف خلال السنة 1918 ول جريدة كانت جريدة "الاستقلال العربي " في 14 تشرين الاول -اكتوبر 1918 وتلتها في التالي جريدة " لسان العرب " وقد بلغ مجموع ما صدر في سوريا من صحف خلال العام 1918 عشر صحف .وفي السابع عشر من شباط -فبراير سنة 1919 صدر العدد الاول من جريدة "العاصمة " وهي "جريدة الحكومة الرسمية تصدر مرتين في الاسبوع وتطبع في مطبعة الحكومة العربية " هكذا جاء في ترويستها .
يقول الدكتور جوزيف الياس في الجزء الثاني من كتابه :"الصحافة السورية في مائة عام 1865-1965 " ان العدد الاول من الجريدة كان يقع في ثمان صفحات من القطع الصغير وقد ازدان بصورة للشريف حسين ومما ورد في افتتاحية العدد الاول :"
أما خطة هذه الجريدة ومسلكها فهو كما ذكرنا نشر قوانين االحكومة وانظمتها ومقرراتها وبلاغاتها وانبائها الرسمية مع ذكر نتف من الاخبار المحلية . وستُعنى في درج تصاوير بعض رجال النهضة العربية مع الالماع الى شيء من تراجمهم ،وتطرق الموضوعات التي تظن ،فيها فائدة اجتماعية أو علمية ..إلخ " .
وبعد الافتتاحية وجدنا في العدد الاول مقال بعنوان :" شرفاء مكة العظام " بقلم الاستاذ عيسى اسكندر المعلوف .وتضمن العدد كذلك أنباء برقية فأخبار داخلية ،فقرارات مجلس الشورى .
في العدد الثاني الصادر في 20 شباط -فبراير 1919 تضمن مقالا بعنوان : "العرب والاستقلال " .
اما العدد الثالث فقد احنوى مقالا بعنوان :" روح الامة " ومن مقالات الجريدة في اعدادها الاخرى :" مدرستان ضروريتان :الى التجار والمزارعين " بقلم الاستاذ فخري البارودي و" قصيدة بعنوان :" البداوة " لفؤاد الخطيب وقصيدة اخرى بعنوان :" دار الامارة " لمصطفى الغلاييني ومقال بعنوان :" نظرة في الادب العربي" ومقال بعنوان "ننهضة المرأة " ومقال بعنوان :" الحكومات العربية المتحدة " .
في العدد الصادر في 3 اذار -مارس 1920 نشرت الجريدة خطبة الملك فيصل في افتتاح المؤتمر السوري وكان المؤتمر السوري برئاسة هاشم الاتاسي
ظلت الجريدة تصدر طوال سنتي 1919-1920 في 8 صفحات .وفي سنة 1920 انحسرت المواد غير الرسمية ولم يبق سوى المقال الافتتاحي وبعد تتويج الملك فيصل ازدادت المواد الرسمية .
كان المسؤول عن الجريدة الصحفي محب الدين الخطيب كما اسهم في تحرير الجريدة عدد من الكتاب والصحفيين وقد كانت الجريدة غالبا ماتندد بالمحتلين وتدافع عن الملك فيصل لكن بعد طرد فيصل وازالة حكمه احتل الفرنسيون دمشق وجاؤوا بمن يواليهم ليحرر في جريدة العاصمة هذه ولم تمض فترة طويلة حتى غدت جريدة رسمية بحتة وفي مطلع سنة 1922 اصبحت الجريدة شهرية بعد ان كانت اسبوعية وصارت سنة 1922 تصدر بشكل مجلة تصدرها أمانة العاصمة باللغتين العربية والفرنسية وكانت صفتها رسمية تشرف عليها سلطات الانتداب وتنشر التعليمات والمراسيم والبلاغات وقد استمرت بالصدور حتى سنة 1932 حيث توقفت لتخلي المجال لجريدة اخرى صدرت بعنوان (الجريدة الرسمية ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق