السبت، 31 أكتوبر 2020

فضيحة ووترغيت وأثرها في السياسة الداخلية الامريكية 1972-1974 ................في رسالة ماجستير


 فضيحة ووترغيت وأثرها في السياسة الداخلية الامريكية 1972-1974 ................في رسالة ماجستير

بين يدي الان رسالة الماجستير التي قدمها الاخ العزيز الاستاذ عمر المختار علاء جاسم محمد الحربي الى مجلس كلية الاداب - جامعة بغداد سنة 2017 باشراف الاستاذ الدكتور حسن علي سبتي الفتلاوي وانا اشكره على هديته وهو ابن اخي الكبير اعاده الله الينا سالما غانما المؤرخ المغيب الاستاذ الدكتور علاء جاسم محمد الحربي .
والرسالة تتناول موضوعا بكرا ومهما وهو محاولة طيبة من تلاميذ المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة لولوج ميدان البحث التاريخي في الشأن الداخلي الامريكي وفي قضية عويصة كانت لها تأثيراتها في السياسة الامريكية المعاصرة .كلمات الاهداء لنسخة الرسالة اعتز بها وقد جعلتني اقف عندها وهي موجهة لي وللحدباء المدينة العظيمة ولشهداءها وهي تصارع المحن والنكبات وطبيعي هذه الكلمات الجميلة لها وقعها لدي ولدى كل موصلي شكرا لك عمر المختار وبوركت وانتظر حصولك على شهادة الدكتوراه قريبا .
الرسالة تتألف من مقدمة وخاتمة وثلاثة فصول هي على التوالي : التكوين السياسي للرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون واثره في سلوكه السياسي - سلوك ريتشارد نيكسون السياسي وظهر فضيحة ووترغيت - التبعات السياسية والاجتماعية للفضيحة وانعكاساتها على الادارة الامريكية .
درس الباحث الموضوع دراسة منهجية تاريخية تحليلية واعتمد كما كبيرا من المصادر الانكليزية ووصل الى نتائج مهمة ربطها بما قدمته القيادات الامريكية وما وظفته عبر سنين من سلوكيات كان قسما منها خارج السياقات الدستورية المألوفة والرئيس الامريكي المعزول نيكسون لم يكن اول رئيس يخرق القواعد الدستورية لكنه وصل الى درجة الانتحار السياسي وللاسف فان الرئيس اعتمد طرقا ملتوية واعتمد على عدد من الصحفيين الذين لم يكونوا على قدر كبير من المسؤولية واستغل علاقاته مع عدد من المتنفذين نت رجال اعمال ومستثمرين اكثر مما اعتمد على قدراته وذكائه وواجه عناصر كانت له بالمرصاد وكان من المفروض ان ينتبه لهم واستغل بط التعامل الاستخباري معه وعدت ووترغيت والتسلل الى مقر اللجنة الوطنية للحزب الدمقراطي في مبنى ووترغيت والقاء القبض على المتسللين في 17 حزيران 1972 وخروج الامر من تحت سيطرته وادانته ودور الصحفي بوبوود في نشر اخبار الفضيحة كل ذلك ادى به الى السقوط وظهور فكرة محاكمته فاضطر الى الاستقالة وهو اول رئيس امريكي يستقيل بسبب فضيحة سياسية من العيار الثقيل ويقينا ان فضيحة ووترغيت اماطت اللثام عن الكثير من السلوكيات غير القانونية للقيادات السياسية او لنقل بعض القيادات السياسية الامريكية التي ما انفكت تمارس اساليبها الملتوية من اجل الكرسي .
جهد الباحث رائع ... ويقينا ان الاستاذ المشرف كان له دور في وصول الرسالة الى نتائج بحثية قيمة تمنياتي للاخ والصديق الحبيب الاستاذ عمر المختار علاء جاسم الحربي بالتوفيق والتقدم الدائم ..............الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل ...الموصل 3-10-2020

احتفالات اربيل بذكرى المولد النبوي الشريف 1442-2020



 


احتفالات اربيل بذكرى المولد النبوي الشريف 12 ربيع الاول 1442


ورحم الله الاخ والصديق الدكتور خليل ابراهيم صالح السامرائي
الاستاذ في قسم التاريخ بكلية التربية للعلوم الانسانية -جامعة الموصل
كتب بحثا ممتازا اكد فيه ان مدينة اربيل اول مدينة احتفلت في العالم الاسلامي بالمولد النبوي في القرن 13 الميلادي
وشكرا للاخ مراد كردستاني على الصورة التي تبين احتفال اربيل بالمولد النبوي https://twitter.com/.../status/1321809386130624513/photo/1

يوم جديد مبارك من ايام الله ....................صباح الخير .........ابراهيم العلاف


 واليوم هو 31 من تشرين الاول - اكتوبر 2020 يوم مبارك من ايام الله فكل ايام الله مباركة وكل يوم يعيشه الانسان هو من النعم وهو اليوم الاخير من شهر تشرين الاول وغدا الاول من نوفمبر - تشرين الثاني وسنة 2020 بدأنا نعد تنازليا لانتهائها والعمل هو وحده ما يجب ان يكون سيد الموقف والبحث عن ما يفيد الناس هو رسالة لابد ان نؤديها وخير الناس من نفع الناس واقول لكل الاحبة من الاصدقاء والمتابعين صباحكم عافية وخير وبركة واهلا بكم ونعود لنتواصل على الكلمة الطيبة الصادقة ......ابراهيم العلاف

( محافظة نينوى .. قرى وأقضية ونواح وقصبات).................كتاب جديد للدكتور ابراهيم العلاف


 ( محافظة نينوى .. قرى وأقضية ونواح وقصبات).............كتابي الجديد .............الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل - العراق 31-10-2020

الجمعة، 30 أكتوبر 2020

تقديم كتاب ( أوراق الاستاذ سعيد الديوه جي المؤرخ الموصلي الكبير ) ....................ابراهيم خليل العلاف

 

              






المرحوم شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي في مكتبته
طلب مني اخي وصديقي الاستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي أن اكتب تقديما لكتابه عن والده والموسوم ( أوراق سعيد الديوه جي) فكتبت هذا التقديم .والكتاب لم يصدر بعدُ 30-10-2020                                     

                                               


                                     بسم الله الرحمن الرحيم


 

                                                       تقديم

                                  بقلم : الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف

                            استاذ التاريخ الحديث  المتمرس – جامعة الموصل

 

من حسن الصدف ، أن يقترن صدور هذا الكتاب ( أوراق سعيد الديوه جي) مع تأسيس (رابطة كتاب تاريخ الموصل وتراثها ) في الموصل ، هذه الرابطة التي تهدف الى ترسيخ الوعي بأهمية ارث الموصل وتراثها ومعالمها ورموزها .

وكان سعيد الديوه جي 1912- 2000 شيخ المؤرخين الموصليين  أول مؤرخ اهتمت الرابطة به ، ومنحته عضويتها الشرفية واصدرت قرارا بذلك  ونشرته . وحيثيات هذا التكريم لم تأت من فراغ  ، وانما هناك من الكتب والمصادر والدراسات والمقالات التي الفها الاستاذ سعيد الديوه جي ما تجعله يقف في الصف الاول من المؤرخين الموصليين المعاصرين .

منذ خمسين سنة ، وأنا اعرف الاستاذ سعيد الديوه جي معرفة  شخصية دقيقة ...أهداني عددا من كتبه ، وكنت ازوره في داره  بحي الثورة في الموصل ، واعلنت أمام تجمع للمؤرخين والاثاريين والادباء والكتاب في الموصل وبعد ان استضفناه لإلقاء محاضرة في اللجنة الاستشارية للثقافة والفنون في محافظة نينوى انه الرئيس الفخري لجمعية المؤرخين والاثاريين –فرع نينوى وكنت رئيسا لها وقد فرح بذلك كثيرا ، وكنا نأخذ بمقترحاته ونستشيره في كثير من قضايا الجمعية .

وقد لايعرف كثيرون انني عملت معه في لجنة الرماح في محافظة نينوى لاختيار وانتقاء اسماء الشوارع والجسور والساحات والاماكن والمحلات في الموصل وقد حضرنا سوية اجتماعات هذه اللجنة .

وكم كنت سعيدا ان اصطحبه معي لحضور العديد من الفعاليات الثقافية في قاعة المتحف القديم ، وكان مسرورا ،  وهو يرافقني وقد شجعني هذا وانا رئيس قسم التاريخ سنة  1994 ان اقترح على مجلس قسم التاريخ  ومجلس كلية التربية ومجلس جامعة الموصل منحه شهادة الدكتوراه الفخرية في التاريخ تقديرا لما قدمه في مجالي البحث والدرس التاريخيين . وقد حصلت الموافقات على ذلك وكنا نتهاتف حول الموضوع لكن عميدا لإحدى الكليات أحبط الموضوع كله لغاية في نفسه او لأي سبب آخر ، وتوفي شيخنا دون ان يعرف السبب وكم كنت حزينا لان ما اقترحته لم يبلغ مراحله النهائية مع الاسف الشديد .

سعيد الديوه جي لم يكن مؤرخا يأخذ من هذا الكتاب ومن هذا الكتاب ، بل كان مؤرخا ميدانيا ..عندما اراد ان يكتب عن (جوامع الموصل) زار الكثير من المساجد والجوامع القديمة وتفحص ريازتها ومخططاتها العمارية ووقف عند ما فيها من كتابات وزخارف ومقرنصات وافاريز واواوين وسبيلخانات واساطين وخزانات كتب .ثم عاد الى الاصول من المصادر ، وقارنها ببعضها ثم حصل على كثير من الرسومات والصور وهكذا فعل وهو يكتب عن خانات وقيصريات وقصور ومقاهي ومجالس واسواق ودروب وعوجات  الموصل .

اينما التفتَ ترى الديوه جي .. اذهب الى قره سراي او سراي المملكة أو اذهب القلعة الرئيسة باشطابيا او اذهب الى مدرسة الخياط او اذهب الى قهوة الثوب او اذهب الى جامع الباشا ترى امامك سعيد الديوه جي قد كتب ، ووثق ، وحقق ، ونشر .

من هنا ، وحين كنت اتحدث مع الاخ والصديق الاستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي ولده وهو يتواصل مع مشروع نشر الجديد عن ارث وتراث الديوه جي كنت  دائما اقول له انني اطمح ان ارى ما لم ينشر للديوه جي وهو كثير ....اوراقه الخاصة ....رسائله الشخصية ... ملاحظاته ...حواراته ..لقاءاته مع المستشرقين واحاديثه معهم ... توجيهاته الى طلبة الدراسات العليا ليس في مجال التاريخ بل في مجالات كثيرة ومنها العمارة ، والاجتماع ، والسياسة ، والاقتصاد ...كنت أعرف أنه يوثق ، وكنت أعرف انه يدون وكنت اعرف انه يؤرشف كنت ارى عنده وثائق ليست عند غيره ، لهذا كنت متلهفا ان تظهر ولبى الاخ الاستاذ الدكتور أبي ( حفظه الله ) طلبي ، فقام بجمع  معظم ما وجده في خزانة والده المليئة بالكنوز التاريخية والمعرفية .

وكان لابد لأخي الاستاذ  الدكتور أبي سعيد الديوه جي ان يقدم للكتاب بما يفيد انه كان الى جانبه في نشاطه التوثيقي لفترات زمنية ، فكتب عن حياة والده او لنقل عن بعض جوانب حياة الاستاذ سعيد الديوه جي وهذا ضروري وضروري جدا حتى نضع الاحداث في سياقاتها التاريخية .

قسم مما وجده ، لم يسبق ان رأى النور ، وقسم مما ضمه الكتاب وقائع شهدها في حياته مع والده ، وقسم منها وجده بين الاوراق المتناثرة والتي تعود الى اكثر من نصف قرن ، وقسم منها يعود الى والد الاستاذ الديوه جي الشيخ احمد والى عمه الشيخ عثمان الديوه جي ، وقسم منها  ليس الا وثائق ومراسلات افراد من اسرة ال الديوه جي مع شخصيات موصلية  وغير موصلية كان لها شأن ودور امثال السويدي وقاسم المفتي وأحمد الفخري والنقشبندي وغيرهم، موثقة بنصوص لم تنشر .. ومما وجده ايضا مقابلات وحوارات صحفية ومع اعلاميين وكتابا معروفين ،  وقسم منها ما  يتعلق بحياة سعيد الديوه جي  في محلته  محلة باب المسجد ، ومجلسه  مجلس ال الديوه جي الذي كان  يحضره العديد من الادباء والشعراء والأصدقاء ،  وقسم منها وصف لمكتبه الديوه جي وما كانت تضمه من مؤلفات ووثائق ومخطوطات .

والشيء الجميل الذي ضمه هذا الكتاب ان الاستاذ سعيد الديوه جي كان حريصا على تدوين ملاحظاته عندما يلتقي بأي شخص عنده اهتمامات تاريخية وتراثية وخاصة ممن كانوا يزورونه في مجلسه وداره ويمكننا ان نسرد اسماء  الكثيرين من هؤلاء منهم   الشيوخ والاساتذة رشيد الخطيب، محمد الكتبي، مفتي العمادية، الدكتور إبراهيم العلاف، الدكتور عادل البكري، الشيخ جلال الحنفي،  جون فييه ، الدكتور حسين  علي محفوط، سعدي يوسف ، أزهر العبيدي، يوسف ذنون عبد الله ، علي حامد  الراوي، الشيخ محمد علي العدواني ، السيد سابق، الدكتور أحمد قاسم الجمعة، الاستاذ  عبد الواحد الرمضاني، الدكتور ذنون  يونس الطائي، الفنان نجيب يونس وغيرهم من الذين شهد ولده الاستاذ الدكتور أبي  قسما من لقاءاتهم معه أو وجد محاضرها  بين المدونات، وكم انا سعيد وفرح ومغتبط وانا ارى الاخ الاستاذ الدكتور أبي يكتب :" أنه كان  للاستاذ الدكتور إبراهيم العلاف الدور الواضح في تزويدي بمعلومات نادرة وصورا ووثائق متميزة تخص جوانبا في سيرة وحياة الاستاذ سعيد الديوه جي " .

من حسن حظ الاجيال القادمة وهي تقرأ هذا الكتاب انها ستجد تفاصيل لم تراها في مصدر آخر عن كيفية تأسيس متحف الموصل والذي تولى الاستاذ سعيد الديوه جي تأسيسه وادارته ردحا من الزمن،  وقد كانت لهذا المتحف مكتبة فريدة ومهمة وغنية بالمصادر والمراجع لا نجد نسخا منها في اية مكتبة في العالم .

وايضا نجد في هذا الكتاب ما كتبه الاستاذ سعيد الديوه جي عن دوره في تأسيس كلية المحاسبة وادارة الاعمال .

ومن الطريف ان نقرأ ايضا في الكتاب ما سجله الاستاذ سعيد الديوه جي عن الرحالة والصحفي والاذاعي المعروف يونس بحري ، وعن الاعدادية الشرقية وعن ملاحظية   دار المعارف وعن اسهاماته في بعض ندوات جامعة الموصل .

وفي الكتاب نجد اخبارا ووثائق عن مقالات كتبها ونشرتها صحف ومجلات عراقية وعربية وعن بعض ما كان يكتبه في جريدة (فتى العراق ) الموصلية باسمه الحقيقي وبأسماء مستعارة .

وهناك تفاصيل عن رحلاته وسفراته الى اماكن عديدة في العالم منها السعودية ، ومصر ، وتونس ، وبريطانيا ، وتركيا ،وليبيا وسوريا ..ويقينا ان تلك الرحلات كانت تتضمن لقاءات علمية منها مثلا مع  الشيخ محمد طاهر الكردي في مكة ومع  الاستاذ أحمد حسن الزيات في القاهرة .

ويتضمن الكتاب بعضا مما سطرته اقلام عدد من تلاميذ سعيد الديوه جي ومنهم الدكتور ابراهيم العلاف ، والاستاذ حميد المطبعي ، والاستاذ قصي حسين ال فرج وغيرهم .

 

ولابد لي ان انوه بان الكتاب يحتوي على مراسلات  الاستاذ سعيد الديوه جي مع عدد من الكتاب والباحثين والاساتذة الكبار امثال  الاستاذ عبد الحق فاضل ، والاستاذ إسرائيل أبو ذيب ، والاستاذ  كوركيس عواد والدكتور بهنام أبو الصوف والدكتور حسين علي محفوظ وغيرهم  ويقينا ان تلك المراسلات علمية ولهذا فهي تعد مصادرا  مهمة من مصادر التاريخ الثقافي العراقي المعاصر .

وكثيرون لايعرفون ان ظروف الأمس لم تكن مثل ظروف اليوم في مجال توفر التقنيات على مستوى الطبع ، والكتابة ، والاستنساخ  ، والتصوير ؛ فالكتاب يتضمن نماذج مما كان يستنسخه الاستاذ سعيد الديوه جي من الكتب،  والمخطوطات ، والمصادر وبخط يده ومنذ الاربعينات من القرن الماضي .ومما تضمنته هذه النقولات والاستنساخات   معلومات عن (الاثار النبوية الشريفة )،  ، و( مساجد الموصل) ، و(العرب والكورد ) ، و(من تراث الموصليين ) ، و(وثائق وارشيفات نادرة ) .

واخيرا ، فالكتاب فيه مجموعات ، وأشعار،  ونوادر سماها استاذنا العلامة سعيد الديوه جي ( مجموعة الديوه جي ) ،  وفيها تطرق الى بعض قصائد الاستاذ محمد الديوه جي .كما ان هناك مقال فريد بعنوان (صحابة دفنوا في مدينة الموصل) .

ولم ينس الاخ الاستاذ أبي ان يضمن كتاب والده هذا ما وجده مما كتبه والده استاذنا العزيز عن حالات تم التجاوز فيها على بعض ما كان يكتب وخاصة كتابيه ( الموصل في العهد الاتابكي ) و( اشعار الرقيص ) .

وفي الكتاب ثمة توثيقات عن زوار ، وباحثين وطلبة قاموا بزيارة الاستاذ سعيد الديوه جي سواء في داره او في متحف الموصل عندما كان يديره .وفي الكتاب صور نادرة لم تنشر من قبل .

أقول وانا اقدم الكتاب ان ما في مكتبة وخزانة وارشيف سعيد الديوه جي يعد بمثابة كنز ، ومنبع ، ومعين نستقي ونفيد منه في دراساتنا واحياءنا لجوانب من تاريخ الموصل هذه المدينة العريقة التي كانت معشوقة الديوه جي ومعشوقتنا على حد سواء .

وفي الختام أتقدم بالشكر والتقدير لأخي وصديقي الاستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس جامعة الموصل السابق على جهوده الطيبة المباركة التي يبذلها منذ عدة سنوات لاعادة نشر تاريخ وارث والده شيخنا الكريم سعيد الديوجي وهذا دليل على حرصه ووفاءه وصبره أمد الله بعمره ومتعه بالعافية والبركة والخير الوفير .

 

 

الدراسات العثمانية في العراق خلال ال100 سنة الماضية بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف

غلاف كتابي (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916 وطبع سنة 1983 في دار ابن الاثير للطباعة والنشر - جامعة الموصل -الموصل - العراق


الدراسات العثمانية في العراق خلال ال 100 سنة الماضية
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث – جامعة الموصل
شهدت السنوات ال100 الماضية، اهتماما ملحوظا بالدراسات العثمانية ليس في العراق حسب، بل في إرجاء الوطن العربي كله، وذلك لما يمثله العصر العثماني الممتد من النصف الأول من القرن السادس عشر حتى مطلع القرن العشرين، من أهمية كبيرة في فهم التكوين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي للمجتمع العربي المعاصر.
لقد تجسد الاهتمام بالعصر العثماني في ظهور بحوث ودراسات عديدة تناولت تاريخ العرب الحديث منذ بدء التوسع العثماني في سنة 1516، حتى أواخر الحرب العالمية الأولى سنة 1918. كما عقدت ندوات ومؤتمرات علمية على صعيدي الوطن العربي والعالم، لمعالجة جوانب مختلفة من هذا التاريخ. وقد صدرت مجلات ودوريات تهتم بالدراسات العثمانية، وتأسست مراكز اضطلعت بمهمة تشجيع البحث في العصر العثماني بعهوده الثلاثة . وبرز اهتمام كبير بالوثائق العثمانية والمحلية المنتشرة في أماكن عديدة، وهي كما هو معروف، مهمة للمؤرخ الذي يروم ألقاء الضوء على بعض القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتصلة بحياة الإنسان أبان ارتباط الوطن العربي بالدولة العثمانية. وأخيرا فان العصر العثماني، وخاصة مايتعلق بتاريخ الوطن العربي أبان هذا العصر ، كان موضوعا لكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تقدم بها طلبة عراقيون وعرب وأجانب . والمهم في كل هذا أن وعيا بأهمية العصر العثماني قد نما ورغبة كبيرة لدى الباحثين والدارسين قد اتسعت ، لتناول هذه الحقبة الدقيقة من التاريخ الإنساني ومن شأن هذه الحركة أن تسهم في تعميق فهمنا لتاريخنا المعاصر.
وبقدر ما يتعلق الأمر بالعراق، تستطيع تلمس أثار نظرتين مختلفتين إلى الدولة العثمانية في الكتابات المتوفرة عن العصر العثماني. فالنظرة الأولى ترى أن العثمانيين مسؤولون عما لحق بالعرب من فقر وتخلف وظلم وجمود وعزلة. أما النظرة الثانية، فتقوم على أساس أن تاريخ العثمانيين تعرض لأسباب مختلفة، منها سياسة ومنها أيدلوجية، إلى كثير من حملات التشهير من مصادر متعددة ، ولا بد من أعادة النظر في هذا التاريخ وأنصافه أو دراسته بموضوعية ودقة والتمييز بين عهديه الأول والثاني ، والفترة الأخيرة من العهد الثالث، أي فترة حكم الاتحاديين الممتدة من 1908 إلى 1918 والتي تميزت بسيادة نظرتهم المتعصبة ضد العرب وغيرهم من العناصر غير التركية.
يمكن تصنيف الكتابات العراقية عن العصر العثماني إلى صنفين رئيسيين، هما: كتابان الرواد من غير المتخصصين بعلم التاريخ ودراسات المؤرخين الاكاديمين. ففيما يتصل بالصنف الأوليأتي الأب انستاس الكر ملي في مقدمة من ألف كتابا عن التاريخ العراقي العام وفيه هاجم العصر العثماني وعدة من العصور المظلمة في تاريخ العراق. ويبدو أن قيام الكرملي سنة 1919 بتأليف كتاب: خلاصة تاريخ العراق منذ نشوته إلى يومنا هذا كان بإيعاز من السلطات البريطانية المحتلة للعراق، والهدف هو أظهار العثمانيين بمظهر المسؤول عن تخلف وفقر العراق، والإيحاء بان الانكليز هم الذين سيقومون بتخليص العراق من الظلم والتخلف وفي سنة 1923 كرس المطران، سليمان صائغ الموصلي جانبا من كتابه "تاريخ الموصل" وهو بثلاثة أجزاء طبعها في القاهرة، لنتناول أحداث الموصل في العصر العثماني،مع متابعة للحياة العلمية والفكرية فيها أبان هذا العصر، ولم يختلف تقويم صانع الدولة العثمانية وحكمها في العراق، عن تقويم سلفه الكرملي.
وفي سنة 1926 أصدر درويش المقدادي وهو مفكر وتربوي فلسطيني عاش في العراق ودرس في المدارس العراقية منذ العشرينات، كتابا مدرسيا بعنوان:" تاريخ الأمة العربية" ، قسم فيه عصور الغزاة المظلمة التي عاشها العرب إلى ثلاثة مراحل، ومن هذه المراحل ، المرحلة الثانية التي بدامع السيطرة العثمانية سنة 1516 وتنتهي بغزو فرنسا لمصر سنة 1798، وقد أطلق على هذه المرحلة مصطلح مرحلة الغفلة وهي تقع بين مرحلة النكبة وتبدأ مع سقوط بغداد سنة 1258 إلى سنة 1517، ومرحلة اليقظة التي تبدأ من غزو فرنسا لمصر وإثارتها لمشاعر العرب القومية، حتى سنة 1918 حين استكمل الغرب تقسيم خارطة الوطن العربي وبدأ بتحويله إلى مستعمرات تابعة له.
وكرس محمود شكري الالوسي(ت1924) جهده لترجمة جماعة من أدباء عصره وشعراته ومعظمهم ينتمي إلى الأسر العلمية المعروفة ببغداد آنذاك، كال الالوسي وال السويدي وال الطبقجلي وال الصواف وال الادهمي. وقد طبع القسم الأول من الكتاب بعنوان: "المسك الادغر في تراجم علماء القرنين الثاني عشر والثالث عشر" ، ببغداد 1930.
وخلال السنوات 1938و1940 صدرت مجموعة من الكتب المدرسية التي تتناولو تاريخ الشرق الأدنى الحديث وهو المصطلح الذي كان يطلق على تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني .. ومن هذه الكتب: كتاب. خالد الهاشمي" تاريخ الشرق الأدنى الحديث"( بغداد، 1938) وكتاب عبد المطلب الأمين بالعنوان ذاته( بغداد، 1940).
وحين صدر كتاب ستيفن همسلي لونكريك وهو احد الضباط السياسيين الذين رافقوا الحملة البريطانية إلى العراق سنة 1914 في لندن بعنوان:" أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث"، أقدم الأستاذ جعفر خياط سنة 1941 على ترجمة الكتاب بعد أن اظهر أسفه، لان ينبري لكتابة تاريخ العراق رجل أجنبي، وبلغة أجنبية، ومع أن الكتاب يعبر عن وجهة نظر بريطانية في العصر العثماني، ألا انه بحق كتاب عام وشامل لتاريخ العراق الحديث، اعتمد فيه مؤلفه على مجاميع كبيرة من المصادر والمخطوطات العربية والتركية والمغاربية، هذا فضلا عن كتب الرحلات المختلفة ، وليس غريبا القول أن عددا من الباحثين العراقيين، أبرزهم يعقوب سركيس، ساعدوه في تأليف الكتاب وزودوه بالعديد منا لمصادر وسهلوا عليه فهم كثير من غوامض تاريخ العراق وتعقيداته.
ولعوامل عديدة، يتعلق بعضها، بتنامي الوعي القومي العربي، وتطور الحركة الوطنية وظهور الأفكار الديمقراطية وبروز دور المثقفين العراقيين، فقد بدأت ملامح حركة جديدة في كتابه التاريخ في العراق، تأخذ منحى وطنيا يقوم على تسجيل وقائع التاريخ وعرضها بشكل مجرد تنقصه المنهجية التاريخية العلمية لكنه لايخلومن رؤية متميزة ويمكن في هذا الصدد الإشارة بشكل واضح إلى ماكتبه عباس العزاوي، وخاصة كتابه: تاريخ العراق بين احتلالين، الذي صدريين سنتي 1939و 1956 بثمانية أجزاء ، ومع انه اعتمد طريقه الحوليات، واقتصر على تناول البعد السياسي من العملية التاريخية في أكثر الأحيان ، لكن الرجل سرعان مااقدم على سد بعض الثغرات في كتابه، فاصدر مؤلفات عديدة من عشائر العراق في أربعة أجزاء(1937)-1956) وتاريخ النقود العراقية( بغداد، 1958) وتاريخ الضرائب العراقية ( بغداد 1959). هذا فضلا عن كتب ودراسات أخرى له عن طوائف العراق والأدب في العراق والعلماء والحركة العلمية والتاريخية في العراق (8) وبصورة عامة ، فان مؤلفات الأستاذ الرائد عباس العزاوي تشكل مجموعة قيمة من المعطيات المتعلقة بتاريخ العراق الحديث، آذ أنها هيأت مادة خام للباحثين وطلبة الدراسات العليا ، وتناولوها بالبحث والتحليل.
ومنذ أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات، قام يعقوب سركيس وهو باحث مختص " بكتابة سلسلة من المقالات والدراسات القيمة عن فترات مختلفة من تاريخ العراق العثماني وجغرافيته وخططه وأثاره في مجالات عديدة ثم جمعت في كتاب يحمل عنوان: مباحث عراقية في الجغرافية والتاريخ والآثار وخطط بغداد الخ. وقد صدر الكتاب بثلاثة أجزاء في بغداد بين سنتي 1948و 1981.
أما الباحث احمد الصوفي 1897- 1982، فقد أرخ لجوانب أخرى من تاريخ العراق والموصل في العهد العثماني، فأصدر كتنابه: المماليك في العراق( الموصل، 1952) والمحاكم والنظم الإدارية في الموصل بين سنتي 1524و 1918 وتاريخ بلدية الموصلج1الموصل 1970) وألف الباحث صديق الدملوجي 1880-1958 كتابا عن مدحت باشا ونشره ببغداد سنة 1952 في حين اهتم الأستاذ عبد الرزاق الهلالي بالتعليم فاصدر ببغداد سنة 1959 كتابه تاريخ التعليم في العراق في العهد العثماني وكتب محمد الخال عن الأمارة الافراسيابية في البصرة، ونشر كتابه في بغداد سنة 1961 أما حامد الباري فارج للبصرة في العصر العثماني من خلال كتابه: البصرة في الفترة المظلمة(ج1، بغداد 1970) وفي سنة 1972 نشر في ابر لمحمد رؤؤف طه الشيخلي كتاب بجزئين يحمل عنوان، مراحل الحياة في الفترة المظلمة وما بعدها. واسهم د. محمد بديع شريف في تأليف كتاب دراسات تاريخية في النهضة العربية الحديثة مع احمد عزة عبد الكريم وآخرين وطبع الكتاب بالقاهرة سنة 1978.
واتصلت بحركة التأليف هذه ، حركة أخرى لتحقيق وترجمة ونشر بعض الأصول الخطية التي تتناول تاريخ العراق العثماني. وفي هذا المجال يمكن الإشارة إلى قيام خلف شوقي أمين الداوودي سنة 1924 بتحقيق ونشر كتاب فتح الله بن علوان ألكعبي( كوني بعد سنة 1679م) الموسوم: زاد المسافر ولهفه المقيم والحاضر فيما جرى لحسين باشا بن افراسياب حاكم البصرة. وترجم محمد نجيب ارم نازي عن التركية ونشر كتاب سليمان فائق ( توفي 1896) الموسوم. تاريخ المماليك الكولة منذ في بغداد سنة 1961، ولا يمكن تجاهل جهود موسى كاظم نورس في وتحقيق وترجمة ونشر بعض الكتب عن التركية منها كتاب: تاريخ بغداد أو مرآة الزوراء في تاريخ الزوراء لسليمان فائق( بغداد، 1962) وكتاب رسول حاوي الكركوكلي دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء( بيروت، 1963) وكتاب مرتضى بن علي نظمي زاده( توفي سنة 1723 الموسوم كلشن خلفا( النجف، 1971) ونشر علي البصري في بغداد سنة 1962 كتاب ابن الغملاسي: ولاة البصرة ومتسلموها من تأسيس البصرة حتى نهاية الحكم العثماني.
وحقق يوسف عز الدين كتاب احمد نور الأنصاري، النصرة في أخبار البصرة ونشره ببغداد سنة 1969 كذلك قام د. صفاء خلوصي بتحقيق ونشر جزء من كتاب حديقة الزوراء في سيرة الوزراء لعديد الرحمن السويدي(ت 1786) في حين تفرغ الأستاذ محمد بهجت الأثري سنة 1981، لتحقيق ونشر مايتعلق بحملات نادر شاه على العراق في الكتاب المذكور ونشر ذلك ضمن كتابه : ذرائع العصبيات العنصرية في أثار الحروب وحملات نادر شاه على العراق في رواية شاهد عيان ( بغداد، 1981)، لكن الكتاب لا يزال ينتظر من ينشره كاملا.
ولسعيد الديوه جي ( 1912) فضل تحقيق ونشر عدد من الكتب تذكر منها: منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء لياسين العمري ( توفي 1816) ومنهل الأولياء ومشرب الأصفياء من سادات الموصل الحدباء جزءان لمحمد أمين العمري ( توفي 1788) وقد نشر الكتاب الأول في الموصل سنة 1953 في حين نشر الكتاب الثاني في الموصل كذلك سنة 1967.
وقام محمد صديق الجليلي( 1902-1980) بتحقيق كتب أخرى لبعض المؤرخين الموصليين من العصر العثماني. فعلى سبيل المثال حقق كتاب ياسين العمري غرائب الأثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر ونشره في الموصل سنة 1940، وحقق ديوان حسن عبد الباقي الموصلي ونشره مع دراسة تفصيلية عن حصار الموصل سنة 1743. وقد نشر الكتاب في الموصل سنة 1966. وحقق عبد الله الجبوري وجمال الدين الآلوسي مخطوطة علي علاء الدين الآلوسي (ت 1922) الموسومة الدر المنتشر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر وقد طبع الكتاب ببغداد سنة 1964. وهنا قد يكون من المناسب التنويه بجهود بعض المؤرخين الاكاديمين الآخرين في تحقيق ونشر كتب مهمة في تاريخ العراق العثماني نذكر كمنهم د. عماد عبد السلام رؤوف في تحقيقه لكتاب زبده الآثار الجلية في الحوادث الأرضية لياسين العمري تاريخ حوادث بغداد والبصرة 1772- 1778م لعبد الرحمن بن عبد الله السويدي ومطالع السعود بطيب أخبار الوالي داوود لعثمان بن سند كما أقدم د. سيار كوكب الجميل على تحقيق كتاب الدر المكنون في المآثر الماضية من القرون لياسين العمري وذلك في ثلاثة أجزاء دراسة نقدية حصل فيها على الدكتوراه من جامعة سانت اندروز سنة 1983 وما يزال الكتاب مع الدراسة النقدية مخطوطة .
وثمة حركة أخرى لابد من الإشارة اليها، وهي تتعلق بترجمة بعض كتب الرحلات إلى اللغة العربية . ومن كتب الرحلات التي ترجمت وتعد مصدرا من مصادر تاريخ العراق خلال العصر العثماني رحلة الرحالة الهولندي ليونهارت راوولف ببغداد سنة 1573 ورحلة تكسيرا إلى العراق سنة 1604 ورحلة ديلاقال الذي مر بالعراق مرتين الأولى سنة 1616 و الثانية 1625 ورحلة باتيست تافرنيية : العراق في القرن السابع عشر وكتاب جاكسون مشاهدات بريطاني عن العراق سنة 1767 وكتاب دومنيكو لانزا الموصل في الجيل الثامن عشر وكتاب كرستن نيبور رحلة نيبور إلى العراق ورحلة ربح في العراق عام 1820 ورحلة جيمس ببلي فريزر إلى العراق سنة 1834.
كما أقدم بعض الباحثين العراقيين على ترجمة ما توفر من كتب ألفها قناصل ودبلوماسيين أجانب عملوا في العراق أبان العصر العثماني . نذكر منها على سبيل المثال كتاب بير دي فوصيل الحياة في العراق منذ قرن 1814- 1914 وترجمة عن الفرنسية د. أكرم فاضل ونشر ببغداد سنة 1968 . وكتاب الكسندر اداموف: ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها وترجمه عن الروسية بجزئين د. هاشم صالح التكريتي وطبع الجزء الأول في البصرة سنة 1982 في حين طبع الجزء الثاني في البصرة كذلك سنة 1989.
ولبعض الباحثين العراقيين أيضا جهود ملحوظة في ترجمة كتب أخرى متعلقة بالعصر العثماني نذكر منها بهذا الصدد ترجمة علي حيدر ألركابي لكتاب يقظة العرب لجورج انطونيوس عن الانكليزية ( دمشق 1946) وقيام د. صالح احمد العلي بترجمة كتاب ارنست رامزور الموسوم تركيا الفتاة وثورة 1908 ( بيروت1960) وقيام د. هاشم صالح التكريتي بترجمة كتاب ياخيمو فتش عن الروسية الموسوم الحرب التركية الايطالية 1911- 1912، ( بنغازي 1970) وقيام د. عبد الجبار ناجي بترجمة كتاب صالح أوزيران عن الانكليزية الموسوم الأتراك العثمانيون والبرتغاليون في الخليج العربي ( البصرة، 1979) وقيام د. خليل علي مراد بترجمة كتاب إسماعيل حقي أوزون جار شلي عن التركية أمراء مكة في العهد العثماني ( البصرة، 1989) وأخيرا قيام د. خليل علي مراد ود. علي شاكر علي بترجمة كتاب منطقة الموصل كركوك في الأرشيف العثماني 1525- 1919 الذي صدر عن أرشيف الدولة التابع لرئاسة الوزراء في تركيا وطبع في أنقرة سنة 1993.
وخلال السنوات الواقعة بين 1964- 1967 عمل في قسم التاريخ بكلية التربية- جامعة بغداد أستاذ ومؤرخ مصري متخصص بتاريخ العراق الحديث هو د. عبد العزيز سليمان نوار وقد أسهم هذا الرجل في دفع حركة الدراسات التاريخية العثمانية سواء من خلال تدريسه لمادة تاريخ الشرق الأدنى الحديث أو تشجيعه الطلبة للاهتمام بتاريخ العراق الحديث، أو في إصداره مجموعة من الكتب والدراسات منها داوود باشا والي بغداد وتاريخ العراق الحديث من نهاية حكم داوود باشا إلى نهاية حكم مدحت باشا والمصالح البريطانية في إنهاء العراق 1600- 1914 والعلاقات العراقية الإيرانية: دراسة في دبلوماسية المؤتمرات، مؤتمر ارضروم 1843- 1844. وأهمية كتابات نوار ترجع إلى استخدامها لمنهج العلمي الأكاديمي في تناوله لتاريخ العراق الحديث، وفي عدم اقتصار كتاباته على الجانب السياسي ، وإنما تجاوزه ليشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي إبراز الصراعات الدولية والقوى السياسية التي كان لها دور بارز في تاريخ العراق أبان تلك الفترة المهمة وقد تم ذلك كله دون التفريط في دعم التوجه القومي العربي بالدراسة التاريخية الرصينة وهي مسألة ميزت الدراسات التاريخية في الوطن العربي أبان الستينات.
أن الإضافات المتميزة لحركة التاريخ العثماني في العراق والتي شهدتها مرحلة الستينات وما قبلها لم تأت من فراغ ، وإنما كانت لها بينتها الصالحة التي نمت فيها. فكتابات المؤرخين العراقيين الذين سبق لهم أن تلقوا تدريبا مبرمجا على المنهج التاريخي في الجامعات الأجنبية وعادوا إلى وطنهم، قد عكست جدية ورصانة المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة. ويتضح هذا من الوقوف على ما أسهم به المؤرخون الأكاديميون العراقيون من دراسات وكتب تناولت جوانب
مختلفة في تاريخ العراق والوطن العربي الحديث. ومما يلحظ أن الباحثين العراقيين، لأسباب علمية ووطنية، اهتموا منذ وقت مبكر بتاريخ التغلغل الاستعماري والصراع الدولي الذي شهده العراق والخليج العربي، أكثر مما اهتموا بالجوانب الأخرى (23)، فعلى سبيل المثال يأتي د. زكي صالح في مقدمة الباحثين الرواد الذين قدموا دراسات تاريخية مهمة ، فقد حصل على الدكتوراه من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1941 عن رسالته الموسومة: منشأ النفوذ البريطاني في بلاد مابين النهرين وقد طبعت بلغتها الانكليزية في بغداد سنة 1957 بعنوان: بلاد مابين النهرين: العراق1600- 1914 دراسة في الشؤون الخارجية البريطانية. ثم أعيد نشر الكتاب بالعربية ببغداد سنة 1968 بعنوان : بريطاني والعراق حتى سنة 1914: دراسة في التاريخ الدولي التوسع الاستعماري ثم اصدر في القاهرة سنة 1966 المجمل في تاريخ العراق الدولي في العهد العثماني.
ثم تبعه في هذا التوجه تلميذه د. محمود علي الداود الذي حصل على الدكتوراه من جامعة لندن سنة 1957 عن رسالته: العلاقات البريطانية مع الخليج العربي المدة في 1890-1902 ونشرها في القاهرة بعد ترجمتها إلى العربية سنة 1961 بعنوان : تاريخ العلاقات الدولية في الخليج العربي 1890-1914.
وفي سنة 1963 أنجز د. عبد الأمير محمد أمين رسالته للدكتوراه في جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة والموسومة المصالح البريطانية في الخليج العربي 1747- 1778 وقد ترجمها إلى العربية هاشم كاظم لازم وتولي مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة نشرها سنة 1977.
ثم توالت الدراسات الأكاديمية بعد ذلك في خارج العراق " فانجزز د. طارق نافع الحمداني رسالته للدكتوراه في جامعة مانجستر ببريطاني سنة 1980 عن الإدارة السياسية و التاريخ الاقتصادي لولاية البصرة 1534 _1638 (24)وفي سنة 1985 وقدم د.محمد العزاوي رسالته للدكتوراه في جامعة ( اكس اون بروفانس) بفرنسا عن التنافس الفرنسي البريطاني حول الخليج العربي 1793-1862(25).
كما نال التاريخ الاجتماعي والفكري كذلك اهتماما من لدن بعض العراقيين الذين درسوا في لجامعات الأوربية والأمريكية. نذكر من هذه الرسائل على سبيل المثال ثلاثة. الأولى لعبد القادر احمد اليوسف وقدمت إلى جامعة (ايوا) بالولايات المتحدة سنة 1954 بعنوان : دراسة في الحركة اللبرالية( التحرر) في العراق 1908-1924 (26) والثانية لعبد الوهاب عباس القيسي التي قدمها لجامعة ( مشيفان) في الولايات المتحدة كذلك سنة1958 بعنوان تأثير التحديث على المجتمع العراقي خلال العصر العثماني: دراسة للتطور الفكري في العراق 1869- 1917(26) والثالثة لعبد اللطيف ناصر الحميدان التي قدمها لجامعة ( مانجستر) في بريطانيا سنة 1975 بعنوان: التاريخ السياسي والاجتماعي لإقليم بغداد والبصرة 1688-1749 (28) ومن المؤسف أن هذه الرسائل لا تزال حتى ألان بعيدة عن متناول أيدي القراء العرب ، لعدم ترجمتها.
وفي الجامعات المصرية قدمت رسائل عديدة في مجال التاريخ العثماني من باحثين عراقيين فعلى سبيل المثال قدم د. مصطفى عبد القادر النجار رسالتين للماجستير والدكتوراه إلى جامعة عين شمس ، الأولى سنة 1969 ونشرت في القاهرة سنة 1971 بعنوان: التاريخ السياسي لإمارة عربستان 1897- 1925، والثانية سنة 1973 بعنوان العلاقات السياسية للعراق مع القوى المجاورة في شط العرب والخليج العربي 1913-1939 وقد نشرت في البصرة سنة 1975 بعنوان: التاريخ السياسي لعلاقات العراق الدولية بالخليج العربي.
وفي سنة 1973 انجردد. عماد عبد السلام رؤوف رسالته للماجستير إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة عن ولاية الموصل في عهد إل ألجليلي 1726- 1834، ثم طبعت في النجف الاشرف سنة 1975 بعنوان الموصل في العهد العثماني: فترة الحكم المحلي 1726- 1834. وقدم إلى الجامعة ذاتها سنة 6/19 رسالته للدكتوراه بعنوان: الحياة الاجتماعية في العراق أبان عهد المماليك 1749- 1831 وفي سنة 1975 نشر فيصل الارحيم في الموصل رسالته للماجستير التي سبق له أن قدمها لجامعة عين شمس سنة 1969 بعنوان تطور العراق تحت حكم الاتحاديين 1908- 1914. كما قدم د. عبد ربه سكران الوائلي رسالة للماجستير في كلية الآداب، جامعة القاهرة سنة 1979 عن تاريخ الأمارة الابانية الكردية 1784- 1751 في السليمانية بالعراق ، أما رسالته للدكتوراه فقد قدمت جمعة ذاتها سنة 1987 بعنوان: أكراد العراق( 1885- 1914).
ولم يتفرغ سوى عدد قليل من الطلبة العراقيين للدراسة في تركيا، ومن الذين استفادوا من الوثائق العثمانية استفادة مباشرة، د. مهدي جواد حبيب البستاني الذي حصل على الدكتوراه من جامعة استانبول سنة 1979 عن رسالته الموسومة: حكم المماليك في بغداد مع ولاية على رضا باشا. ولاتزال هذه الرسالة بلغتها التركية (29) وقد أسهم البستاني في تأصيل الدراسات العثمانية وقدم سلسلة من البحوث الرصينة التي اعتمدت الوثائق العثمانية المحفوظة في أرشيف رئاسة الوزراء باستانبول. ومن بحوثه الصراع العثماني الفارسي وأثره في العراق حتى أواخر القرن التاسع عشر والوعي القومي العربي في العراق خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر .
ثم جاء تأسيس الدراسات العليا في جامعة بغداد سنة 1961 ، ليشكل حدثا مهما في تطور الدراسات التاريخية في العراق. وقد نتج عن ذلك تخريج عدد كبير من الباحثين، كانت وما تزال لهم، مساهمة في المسيرة الجامعية العربية. وكان للرسائل التي قدموها لنيل الماجستير والدكتوراه، اثر في تنشيط المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة وإعطائها ملامحها وقسماتها البارزة، وخاصة في مجال التشديد على المنهج التاريخي والعودة إلى الأصول سواء كانت عراقية أو عربية أو أجنبية ، ومن ثم عرض المادة العلمية ونقدها وتحليلها بما يساعد على وضع الحدث التاريخي في مكانه المناسب . وبالرغم من الجهود التي بذلت لتشجيع الدراسات التاريخية، كانت بعض المشكلات من القوة، بحيث اضطرت المسؤولين عن قسم التاريخ بكلية الآداب- جامعة بغداد إلى وقف دراسة الدكتوراه في التاريخ الحديث ، بعد فترة وجيزة من فتحها ، على الرغم من توفر الملاك التدريسي المتخصص، ولعل في مقدمة المشكلات: قلة المصادر ، وارتباك أسس القبول، وعدم توفر بعض الظروف المناسبة للباحثين. لكن جهودا محمودة بذلت كان لها أثرها الطيب في أعادة فتح الدراسات العليا في التاريخ الحديث في أوائل السبعينات، فكان أن بدأ جيل من الباحثين يقدمون رسائلهم للماجستير والدكتوراه، ويتبوأ معظمهم اليوم المسؤولية العلمية والإدارية في قيادة حركة كتابة التاريخ في العراق . وفي مقدمة الذين كتبوا عن العصر العثماني: نياز محمد شكريج في رسالته للماجستير سنة1971 بعنوان: الفتح العثماني وانتشار الإسلام ونشأة المؤسسات الإسلامية في البوسنة والهرسك بيوغسلافيا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. وحسين محمد القهواني الاذي أنجز رسالته للماجستير سنة 1975 بعنوان : العراق بين الاحتلالين العثمانيين الأول والثاني 1534- 1638. وإبراهيم خليل احمد الذي قدم رسالته للماجستير سنة 1975 عن : ولاية الموصل: دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922، وعلي شاكر على الذي كتب رسالته للماجستير بعنوان: تاريخ العراق في العهد العثماني 1638- 1750. وخليل علي مراد الذي كتب رسالته للماجستير عن تاريخ العراق الإداري والاقتصادي في العهد في العهد العثماني الثاني 1638-1750-1975 وجاسم محمد حسن العدول الذي كتب رسالته للماجستير 1976 بعنوان: العراق في العهد الحميدي 1876-1909 وصالح محمد العابد الذي كتب رسالته للماجستير عن دور: القواسم في الخليج العربي في 1747-1820 ونشرت ببغداد سنة 1976 ورسالته للدكتوراه حول موقف بريطانيا من النشاط الفرنسي في الخليج العربي 1798 1900 ونشرت ببغداد سنة 1979 واهتم محمد احمد محمود بتاريخ العشائر ليكتب رسالته للماجستير سنة 1980 بعنوان: أحوال العشائر العراقية العربية وعلاقتها بالحكومة العثمانية 1871 -1918. وقدم عبد المجيد العاني رسالته للماجستير سنة 1984 حول السياسة البريطانية تجاه الكويت 1896- 1915 في حين قدم جاسم محمد هادي رسالته للماجستير سنة 1985 عن : أحوال العراق الاقتصادية والاجتماعية 1831-1869. وكتب جبار يحيى عبيد رسالته عن : التاريخ السياسي لأمارة حائل 1825-1921، سنة 1989. وقدم محمد سليمان رسالته للماجستير سنة 1989 بعنوان: العراق في عهد مدحت باشا 1869-1872 . وقدم صباح مهدي رميض الأموي رسالته للماجستير عن : أمارة عسير ( 1876-1932) سنة 1979.
وأنجز إبراهيم خليل احمد أول رسالة للدكتوراه عن التعليم في العراق، ونشرت في كتاب بعنوان: تطور التعليم الوطني في العراق 1869- 1932 سنة 1982. وكتب شكري محمود نديم رسالته للدكتوراه عن : أحوال العراق في عهد المشروطية الثانية 1908- 1918 سنة 1988.
وسرعان ما اتسعت الدراسات العليا في التاريخ الحديث للعراق والوطن العربي في العهد العثماني لتشمل جامعات عراقية أخرى. ففي الجامعة المستنصرية قدمت مثلا إلى معهد الدراسات القومية والاشتراكية رسائل عديدة منها مثلا رسالة نمير طه للماجستير عن : بدايات التحديث في العراق 1869- 1914 سنة 1984. ورسالة احمد حسن العلي للماجستير عن مفهوم الاستقلال في فكر الأحزاب والجمعيات العربية 1908-1919 سنة 1988.
وفي قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الموصل قدمت رسائل عديدة عن العصر العثماني منها رسالة عصمت برهان الدين للماجستير وبعنوان: دور النواب العرب في مجلس المبعوثان 1908-1914، سنة 1988 ورسالة غانم محمد علي للماجستير كذلك عن النظام المالي العثماني 1839- 1914 سنة 1989 ورسالة ذنون يونس الطائي للماجستير بعنوان : الحركة الإصلاحية في الموصل من أواخر العهد العثماني حتى 1921سنة 1990. ورسالة علي شاكر علي للدكتوراه الموصل في القرن السادس عشر: دراسة في أوضاعها السياسية والاقتصادية سنة 1993. ورسالة نمير طه ياسين للدكتوراه عن الأصناف والتنظيمات المهنية في الموصل منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى 1958 سنة 1993 ورسالة ياسين شهاب للماجستير عن : ولاية بغداد ودراسة في أوضاعها السياسية والاقتصادية ( 1994).
وفي قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة البصرة قدمت رسائل للماجستير عن التاريخ الحديث وخاصة في عهوده العثمانية. ومن هذه الرسائل: رسالة حسن علي عبيد القطراني عن : الزبير في العهد العثماني 1571-1914 ( 1988) ورسالة وداد خضير الشتيوي عن موقف الدولة العثمانيةمن ال سعود 1891- 1914(1989) ورسالة مؤيد عاصي سلمان عن : العلاقات القطرية- البريطانية 1868- 1916 ( 1989) ورسالة طاهر يوسف عكاب عن: العلاقات العمانية-الإيرانية 1806- 1868 سنة (1989). ورسالة إبراهيم محمد ساحت الزبيدي عن: طريق الفرات الحراوي: البصرة – حلب في العصر الحديث سنة 1990 ورسالة عبد الحميد كاظم حمادي عن: البحرين 1820 1880 سنة 1990 ورسالة عبد الحميد كاظم حمادي عن : البحرين 1820-1880 سنة ( 1990) ورسالة علي هادي عباس المسعودي عن : الحلة في العهد العثماني المتأخر 1869-1914 سنة 1990 ورسالة خولة اليوسف عن : البصرة في العهد الحميدي 1876-1908، وكل هذة الرسائل قدمت للحصول على درجة الماجستير. كما قدمت بعض الرسائل إلى مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة منها رسالة الماجستير التي أعدها عبد الحكيم عجيل السعدون سنة 19989 بعنوان البصرة ي النصف الثاني من القرن الثامن عشر 1750-1800.
وجاءت الحرب العراقية- الإيرانية ( 1980-1988) لتسهم في دفع حركة الدراسات العثمانية في العراق وذلك من خلال إلقائها على المؤرخين العراقيين . مسؤولية دراسة دوافع تلك الحرب وصلتها بظروف ( الصراع الثماني- الإيراني) (33) وقد نتج عن ذلك أن قدمت دراسات وبحوث وكتب عديدة تذكر منها على سبيل المثال كتابي: الصراع العراقي- الفارسي(34) والحدود الشرقية للوطن الربي : دراسة تاريخية .
وكما شهدت السنوات الثلاثون الماضية صدور كتب كثيرة عن العصر العثماني أصدرها مؤرخون عراقيون معروفون ، فأن حركة التأليف هذة تسرعت أبان أخمس شر سنة الأخيرة وبدأنا نرى في المكتبة العراقية أعمالا اتسمت بالجدة والرصانة العلمية . ومن ابرز هذة الأعمال كتاب د. علاء كاظم نورس الأول بعنوان : حكم المماليك في العراق 1750- 1831 بغداد 1975 وكتابه الثاني بعنوان : العرق في العهد العثماني : دراسة في العلاقات السياسية 1700- 1800 ( بغداد 1979) . كما أصدر د. إبراهيم خليل احمد كآبين اولهما عن : تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516- 1916 ( الموصل، 1982) وثانيهما بعنوان : نشأة الصحافة العربية في الموصل 1885- 1926 ( الموصل، 1985)1926 ( الموصل ، 1985) . وصدر عن مركز دراسات الخليج العربي كتاب د. حسين محمد القهواني حول دور البصرة التجاري في الخليج العربي 1869- 1914 ( 1980) وأصدر د. سيار كوكب الجميل كتابين هما : حصار الموصل: الصراع الإقليمي واندحار نادر شاه: صفحة لامعة في تكوين العراق الحديث ( الموصل 1990) وتكوين العرب الحديث (الموصل، 1991). كما ألف د . عماد عبد السلام رؤؤف كتابه عن : التاريخ والمؤرخون العراقيون في العصر العثماني ونشره ببغداد سنة 1983. ولم يقتصر الأمر على الكتب ، بل نشر الباحثون العراقيون سلسلة واسعة من البحوث العلمية عن العصر العثماني. ففي السنوات الماضية على سبيل المثال نشرت المجلات العراقية والعربية بحوثا تناولت طبيعة الحكم العثماني وأساليب تغلغل الرأسمال الأجنبي في الدولة العثمانية ، وحركة الإصلاح الثمانية .و ظاهرة الكيانات المحلية والجامعة الإسلامية، ومشكلة الأراضي والمحاكم والقضاء في العصر العثماني والصراع الدولي حول العراق والخليج العربي وموقف الدولة العثمانية ، ومن ابرز هؤلاء الأساتذة عبد الأمير محمد أمين، ومحمود علي الداوود ، ومصطفى عبد القادر النجار .وعماد عبد السلام رؤوف، وعلاء موسى كاظم نورس، وصالح العابد، وعبد الوهاب القيسي، وإبراهيم خليل احمد، وعماد احمد ألجواهري ، وحسين القهواني، ونوري عبد الحميد العاني وسيار كوكب الجميل، وخليل علي مراد، وجاسم محمد حسن العدول، وعلي شاكر علي ، ومهدي البستاني وطارق نافع الحمداني وصادق ياسين الحلو ونمير طه ياسين.
ويتضح من متابعة ماانجزه الباحثون العراقيون المتهمون بالعهود العثمانية. أن دراساتهم لم تقتصر على الجوانب السياسية بل اتسعت لتشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية. فثمة بحوث حول مصادر التاريخ العثماني كالسالنامات ودفاتر الطابو والصحف وسجلات المحاكم الشرعية وبحوث أخرى عن العشائر والتعليم وتاريخ المدن وسكك الحديد والبلديات و الملاحة النهرية والنفط والأراضي والصحة.
واسهم عدد من الباحثين المتخصصين بعلم الاقتصاد وعلم الاجتماع في أنجاز كتب وبحوث تناولت أوضاع العراق الاقتصادية والاجتماعية أبان العصر العثماني. وهنا لابد من الإشادة بجهود كل من د. محمد سلمان حسن ، ود. علي الوردي. فلقد اهتم الأول بتقديم دراسات حول : التطور الاقتصادي للعراق، منذ أواخر العصر العثماني واسهم في تحليله وانعكاساته على بنية السكان الاجتماعية . ومن ابرز كتبه: التطور الاقتصادي في العراق1( بيروت،لا،ت) أما الباحث الثاني فقد كتب موسوعة مهمة بعنوان: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث صدرت بعدة أجزاء فالجزء الأول منها صدر ببغداد سنة 1969، أما الجزء الرابع الذي يتوقف عند سنة 1918 ، فقد صدر سنة 1974.
لقد ظهرت الحاجة في العاق خلال السنوات الماضية إلى الاهتمام بالوثائق العثمانية والمحلية لذلك تأسست بضعة مراكز للتوثيق في بغداد وبض مراكز المحافظات مهمتها العناية بجمع الوثائق المتعلقة بتاريخ العراق وتسهيل وضعها بين أيدي الباحثين. ومن أهم هذة المراكز: دار الكتب والوثائق التابع لوزارة الثقافة والأعلام ( المركز الوطني احفظ الوثائق سابقا) ، ومركز وثائق الموصل( جامعة الموصل) ومركز وثائق الكوفة( جامعة الكوفة) ، كما تأسس سنة 1985 مركز للدراسات في جامعة الموصل ومن مهامه الاهتمام بالوثائق وتقديم دراسات وبحوث وإصدار كتب وعقد ندوات ومؤتمرات تعني بالعلاقات مع تركيا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
ويقتضي الواجب العلمي هنا أن نشير إلى العمل العلمي الذي أنجزه نخبة من المؤرخين العراقيين ، وذلك بتكليف دعم من جامعة الموصل، والمتمثل بإصدار موسوعة الموصل الحضارية سنة 1992 بخمسة أجزاء، كرس الجزء الرابع منها لتناول تاريخ الموصل الحديث بين سنتي 1516و 1918.
ومن بحوث هذا الجزء " الموصل بين السيطرة العثمانية وقيام الحكم ألجليلي" علاقة الموصل بالولايات العثمانية الأخرى" و" الموصل خلال الحكم ألجليلي" " الموصل وولادة بغداد من المماليك " الموصل في العهد ألحميدي" " الموصل في العهد الاتحادي " الموصل والحركة العربية القومية في مطلع القرن العشرين" كما ضم حوثا أخرى تناولت نظم الإدارة والجيش والحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . فثمة بحوث عن " التشكيلات العسكرية والمحاكم والقضاء والحياة الفكرية في الموصل أبان العهد والنشر والصحافة في الموصل وتجارة الموصل في العصر العثماني.
أن الدراسات العراقية عن العصر العثماني، تتميز بجديتها وحرصها على الالتزام بالمنهج العلمي" كما أنها لا تقتصر على تناول التاريخ السياسي، بل تهتم بالتاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وهي –فوق هذا وذاك - دراسات حديثة وفنية بالقياس إلى الدراسات الأخرى التي تناولت فترات سابقة عن العهد العثماني" لذلك فأنها أسهمت في رفد المكتبة التاريخية العربية بأعمال عديدة وألقت أضوء كاشفة على هذا العصر المهم وساعدت في تخليصه من تهمة الظلام " والركود التي روجت عنه ردحا من الزمن . والأمل كبير في أن يواصل مثلوا المدرسة التاريخية في العراق جهودهم في مجال سد الثغرات والنواقص التي تعتري بعض جوانب حركة التاريخ العثماني ، وتقديم أفضل الدراسات التاريخية عنها ، وكذلك في تخطي بعض العقبات من قبيل تبعثر الوثائق وتناثرها وقلة المتخصصين باللغة التركية، وأخيرا السعي لجمع المخطوطات المتعلقة بالعصر العثماني والعمل على نشرها والعمل على نشرها ووضعه في متناول الباحثين والقراء عموما.


 

أول انقلاب عسكري بالمنطقة العربية.. الفريق بكر صدقي يطيح بحكومة العراق قبل 84 عاما .............. أحمد الدباغ - الجزيرة نت


أول انقلاب عسكري بالمنطقة العربية.. الفريق بكر صدقي يطيح بحكومة العراق قبل 84 عاما

أحمد الدباغ-الجزيرة نت
لم يكن حدثا عابرا في تاريخ العراق، بل كان إيذانا ببدء سلسلة من الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية برمتها، ففي 29 أكتوبر/تشرين الأول 1936 قاد الفريق بكر صدقي أول انقلاب عسكري في تاريخ العراق والمنطقة العربية؛ ليطيح بحكومة ياسين الهاشمي. ودشن الانقلاب حالةً من عدم الاستقرار السياسي، وبدأ العسكر التدخل الفعلي في الحياة السياسية.
لم يأت انقلاب صدقي من فراغ؛ إذ إن الفترة التي أعقبت وفاة الملك فيصل الأول عام 1933 وتولي ابنه الملك غازي الحكم، كانت مشحونة بالخلافات بين الأحزاب والقادة العسكريين المنقسمين بين جهات تؤيد الاستقلال التام عن بريطانيا وأخرى تراعي مصالحها وبين تيارات يسارية وعروبية.
يقول أستاذ تاريخ العراق السياسي المعاصر الدكتور مؤيد الونداوي إن الملك غازي لم يكن يمتلك الإمكانات نفسها التي تمتع بها والده من احترام وتقدير من السياسيين والعسكريين، وبقدرة مميزة على حفظ البلاد من التوترات.
وأشار الوندواي في حديثه للجزيرة نت إلى أن الملك غازي كان يفتقر إلى "الكاريزما" والقدرة على العمل السياسي الفعّال، وبالتالي لم يكن حاسما في فض الخلاف والنزاع بين الساسة، بمن فيهم العسكر.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل الدكتور محمود عزو، فقد أشار إلى أن الطبقة السياسية والعسكرية في العراق التي أعقبت تأسيس المملكة العراقية كانت من نتاج الدولة العثمانية، إلا أنه وبسبب ضعف الملك غازي فإنها وجدت فرصة مواتية للتدخل في شؤون الحكم لمصالحها الشخصية.
عزو : الطبقة السياسية والعسكرية في العراق التي أعقبت تأسيس المملكة كانت نتاج الدولة العثمانية (الجزيرة نت)
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى عزو أن جميع السياسيين والعسكريين كانوا بعيدين عن التداول السلمي للسلطة، ورأوا في الملك غازي أقل من أن يأمرهم ويتحكم فيهم، وهم الذين أسسوا الجيش ومؤسسات الدولة، لذلك شهدت تلك الفترة تشكيل العديد من الحكومات التي لم تمكث كثيرا.
ويؤيد هذا الطرح عبد الرزاق الحسني في كتابه "تاريخ العراق السياسي الحديث" (الطبعة السابعة 2008)، حيث يشير إلى أنه ومنذ وفاة الملك فيصل الأول لم تكن الحكومات مستقرة، ففي غضون 3 سنوات بين عامي 1933 و1936 شُكلت في العراق 6 وزارات.
ويضيف أنه ومنذ تولي ياسين الهاشمي الوزارة، كانت الدسائس تحاك في بغداد لإفساد خطة الهاشمي وصحبه، كما أن اثنين من وزرائه كانا يتظاهران بالولاء له، وفي الخفاء يشجعان العناصر المعادية ويؤلبان الرأي العام على الحكومة.
وبالتالي -ووفق الحسني- فإن حكومة الهاشمي المشكلة في مايو/أيار 1935 لم تستمر سوى 18 شهرا، وشهدت 8 ثورات في مختلف مناطق البلاد، وعمدت السلطات حينها إلى استخدام القوة في إخمادها، فضلا عن استعانة حكومة الهاشمي ذاتها بأنصارها من مختلف المناطق العراقية الذين دخلوا العاصمة بغداد بأسلحتهم لتأييد الحكومة.
ياسين الهاشمي واجه الكثير من المصاعب من مناوئين له وطامعين في السلطة .
كان ياسين الهاشمي قائدا عسكريا في الجيش العثماني، ومن أبرز من عاصر الملك فيصل الأول بعد تأسيس المملكة العراقية، وأسس في عهد الملك غازي حزب الإخاء الوطني الذي أوصله لرئاسة الحكومة.
واجه الهاشمي الكثير من المصاعب من مناوئين له وطامعين في السلطة، وهو ما يشير إليه المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل الدكتور إبراهيم العلاف، حيث إن فترة الثلاثينيات من القرن الماضي كشفت عن ظهور اتجاهين سياسيين داخل الجيش العراقي.
العلاف أوضح للجزيرة نت أن الاتجاه الأول كان يدعو إلى أن يكون العراق للعراقيين، وهو ما اتسق مع فكر الأحزاب اليسارية التي كان بكر صدقي من داعميها. أما الثاني فدعا إلى الوحدة العربية، وكان ياسين الهاشمي داعما له.
ويعلق العلاف "انطلاقا من موقعه كقائد للفرقة الثانية في الجيش قاد بكر صدقي مع قائد الفرقة الأولى عبد اللطيف نوري القوات نحو العاصمة بغداد انطلاقا من لواء ديالى بعد قطع خطوط الاتصال، ووصلت القوات إلى مشارف بغداد في السابعة والنصف صباحا، وبعدها بساعة واحدة ألقت 3 طائرات حربية الآلاف من المنشورات المطالبة بإقالة الهاشمي".
ويمضي العلاف في سرد وقائع ذلك اليوم، بالإشارة إلى أن حكمت سليمان (تولى الوزارة بعد الهاشمي) حمل صبيحة الانقلاب كتابا إلى الملك غازي موقعا من بكر صدقي وعبد اللطيف نوري وسلمه إلى رئيس الديوان الملكي رستم حيدر تضمن تهديدا بقصف بغداد إذا لم يوافق الملك على الانقلاب الذي لا يستهدف العائلة المالكة، بل الوزارة فقط.
اعلان
أما الونداوي فيضيف أن تهديد بكر صدقي للملك وإمهاله 3 ساعات لإقالة الوزارة وما رافقه من قصف القوة الجوية مقر حكومة ياسين الهاشمي في منطقة القشلة ببغداد، دفع الهاشمي إلى تقديم استقالته للملك، الذي لم يتردد بدوره في قبولها، بعد أن أدرك أن صدقي عازم على دخول بغداد بأي ثمن، وبعد أن أقدم على إعدام مؤسس الجيش العراقي ووزير الدفاع جعفر العسكري.
العلاف اعتبر أن فترة الثلاثينيات من القرن الماضي شهدت ظهور اتجاهين داخل الجيش العراقي (الجزيرة نت)
نجاح الانقلاب
أسئلة عدة تطرح عن الداعمين لبكر صدقي وكيفية نجاح انقلابه بسهولة، وهو ما يعزوه الونداوي إلى أن صدقي تلقى دعما كبيرا من زملاء الهاشمي في حزب الإخاء الوطني، وبالتحديد حكمت سليمان، إذ كان من أشد الناقمين على الهاشمي لعدم تسلمه منصب وزير الداخلية في الحكومة، رغم أنه من الحزب نفسه، فضلا عن استغلال صدقي سفر قائد أركان الجيش طه الهاشمي (شقيق رئيس الحكومة) إلى بريطانيا آنذاك.
أما المؤرخ إبراهيم العلاف فيرى -من جانبه- أن ثمة عوامل ساعدت على الانقلاب، ومنها شخصية الفريق الركن بكر صدقي العسكرية، ونجاحه في قمع الثورات وتحركات العشائر في منطقة الفرات الأوسط خلال عامي 1933 و1934.
وكشف العلاف عن حادثة مهمة أسهمت -حسب رأيه- في تشجيع الملك غازي على دعم الانقلاب، ففي السادس من يونيو/حزيران 1936 أصدر ياسين الهاشمي المرسوم رقم 75، الذي عرف "بمرسوم العائلة المالكة" لضبط تصرفات العائلة المالكة وتقييد تحركاتها، بعد أن هربت الأميرة عزة (شقيقة الملك غازي) وتزوجت بخادم يوناني، مشيرا إلى أن الملك غازي كان ينظر للسماء صبيحة الانقلاب ينتظر شيئا، فكانت الطائرات الحربية ما ينتظره.
مقتل بكر صدقي
بعد الانقلاب تولى حكمت سليمان الوزارة، ودبت بعدها الخلافات بين حلفاء الانقلاب، وهو ما يعزوه الونداوي إلى الاتهامات التي وُجهت إليه وإلى بكر صدقي أيضا، بسبب تفردهما باتخاذ القرارات والسلطة، لتتحرك بعدها الكتلة القومية في الجيش لتغتال بكر صدقي خلال مروره بالقاعدة الجوية في الموصل في 11 أغسطس/آب 1937؛ ويُقدّم يومها حكمت سليمان استقالته من الحكومة.
ومنذ انقلاب بكر صدقي بدأت سلسلة الانقلابات الدموية في العراق والبلاد العربية، ولا تزال آثارها حاضرة حتى الآن.

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

( بُشْراكِ مَكَّةَ ) شعر : د. حسين يوسف الزويد


 ( بُشْراكِ مَكَّةَ )

شعر : د. حسين يوسف الزويد
بُشْــــراكِ مَكَّةَ إنَّهُ الميــلادُ
و على أديمِكِ فَجْرُهُ الوقّادُ
فَجْرٌ بِهِ بُــشْرى الخلائقِ كُلِّها
مِنْ عرشِ باريها بدا الميعادُ
فَجْرٌ بِـهِ مُسْتَبْشِرٌ جبريلُ و ال
مَـــلأُ الملائِكُ هُتَّفٌ نُشّادُ
و تـهاوَتِ الأوثانُ فــي دَرَكاتِها
فلغيرِ رَبِّـكَ لا تَـرَى سُجَّادُ
و تهالكَتْ نارُ المجوسِ و قد أتى
ميلادُ احمدَ ما بنوا أو شادوا
مِنْ عُصْبَةٍ هي مِنْ خيارِ أُصولِها
و هوَ الخيارُ مِنَ الخيارِ يُزادُ
أكـْــرِمْ بِــهِ نَسَبَاً فَنِعْمَ المُرّتقى
مِنْ آلِ عدنانٍ أتى الاجدادُ
و اتى (بحيرا) شاهداً فيما رأى:
شـجرٌ و أحجارٌ لَـهُ سُجَّادُ
قد جِئْتَ بالتوحيدِ مِنْ ربِّ الهدى
و على يديكَ تعالَتْ الأجنادُ
ربُّ البـريـةِ يَـصْطفيكَ مـحـبـةً
و العروةُ الوثقى لِمَنْ يَنْقادُ
لِتَشُقَّ ديجورَ الظلامِ و تنجلـي
شـمـسٌ لـِ (طـه)نـورُها وَقّادُ
فَـصـدَعَـتَ بالحـقِّ المبينِ مُنادياً
أنْ لا إلـــه لَهُ الـــورى عُبّادُ
إلّا الـمـهـيـمـنُ فاطـرُ الأرضَ الـذي
رفعَ السـماءَ، و مـا لَهُنَّ عِمادُ
أسرى بِكَ الرحمنُ في غَسَقِ الدُّجى
و المسجدُ الأقصى هو الميعادُ
و عَرجْتَ مُرْتفعاً إلى السبْعِ العُلى
شـاءَ الإلهُ فـجـاءَكَ الإمــدادُ
و بِسِدْرَةٍ للـمـنـتـهـى كـانَ اللٓقـا
بِأقَلِّ مِنْ قوسين لا يزدادُ
ضـاقَتْ بِهِ ذرعاً قُرَيْشُ لِجَهْلِها
و تكابَرَتْ ينتابُها الإجحاذُ
لكنَّهُ الإيمانُ و النصرُ الذي
جعل الأكابِرَ تَنْحني و تُقَادُ
هُوَ وَعْدُ رَبِّكَ للرسولِ بِأنْ يَرَى
فتحاً مـبيناً هٓا هُوَ الميعادُ
نصرً بِهِ صَدَقَ الإلهُ وعودَهُ
و أعَزَّ جُنْدَاً فالإلهُ جَـــوادُ
هِيَ دعوةٌ للسلْمِ كُنْتَ لواءَها
بِدِخولِ مَكَّةَ أُكْرِمَ الأســيادُ
يا سَيِّدَ الثَّقَلَيْنِ يا نورَ الهدى
أنْتَ المُشَفَّعُ يــــــومَها مِجْوادُ
يا سيدي يا خيرَ مَنْ وَطْىءَ الَّثرى
نفسي فِداكَ و مُهْجَتي الأولادُ
أنْتَ المُخَلِّصُ و النجاة لِمُذْنِبٍ
كِلْتَيْ يَدَيهِ تُطَوِّقُ الأصــــفادُ
مولايَ أدعو بالصلاةِ على الذي
جـــاءَ (المدينةَ) هاديـاً يَرْتادُ
خُتٌمَتْ بــدعوتِهِ النبــوءةُ كلُّها
و المنهَجُ الإســلامُ فَهْوَ سَدَادُ
و أُتِمَّتِ النعماءُ و اكْتَمَلَ الهدى
و علـى النبيِّ صـــــلاتُنا تَزْدادُ

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...