توفيق السمعاني وجريدة الزمان 1937-1963
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 23:25
المحور: الصحافة والاعلام
لعل من أبرز المظاهر التي ميزت العمل الصحفي في العراق، أن الكثير من الصحفيين الرواد الأوائل كانوا من الموصل، وقد غادروا الموصل إلى بغداد ، ليؤسسوا صحفا صار لها سمعتها الواسعة في عالم الصحافة العراقية والعربية ،ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى داؤود صليوه صاحب جريدة صدى بابل 1910 ، وبولينا حسون صاحبة مجلة ليلى 1923 ، وسليم حسون صاحب جريدة العالم العربي 1924 ، وروفائيل بطي صاحب جريدة البلاد 1929 ،وتوفيق السمعاني صاحب جريدة الزمان1937 .
توفيق بهنام يونان السمعاني من مواليد ناحية بعشيقة بالموصل سنة 1900 ، تلقى علومه الأولى في مدرسة دينية تابعة لأحد الأديرة ثم ذهب إلى بغداد سنة 1922 ،ودرس في إحدى المدارس الأهلية، ثم دخل في كلية الحقوق وبقى فيها لمدة سنتين وتركها ليتجه نحو الصحافة والعمل السياسي حيث رشح عن الموصل وانتخب أكثر من مرة نائبا في البرلمان العراقي (الدورة الانتخابية الثالثة عشرة 24 كانون الثاني 1953 -28 نيسان 1954 )و(الدورة الانتخابية الرابعة عشرة 9 حزيران 1954 -3 آب 1954 )و(الدورة الانتخابية الخامسة عشرة 16 أيلول 1954 -27 آذار 1958 ) (الدورة الانتخابية السادسة عشرة 10 أيار 1958 -9 حزيران 1958 )، وقد عرف بالبراعة في العمل السياسي.
وفي الصحافة أجاد في كتابة الافتتاحيات التي تميزت بالرصانة والاعتدال ، وفي عام 1923م أسهم في إصدار مجلة (الزنبقة)، والتحق بجريدة (البلاد) لصاحبها روفائيل بطي ليعمل فيها محررا لسنوات عدة وحتى عام 1930م . أصبح في سنة 1931 مدير التحرير المسؤول في جريدة (صدى العهد) ،ولما احتجبت تولى إصدار جريدة (الطريق) 1933 ومن ثم جريدة (النداء)1936 ، وتنقل السمعاني بين صحف عديدة ولسنوات طويلة حتى أسس عام 1937م جريدة (الزمان) وكانت كما جاء في ترويستها جريدة يومية سياسية صاحبها توفيق السمعاني، ورئيس تحريرها محمود نديم إسماعيل ليستمر في إصدارها لأكثر من عقدين وقد توقفت عن الصدور في شباط 1963 وعدت هذه الجريدة من الصحف السياسية العراقية الكبيرة والطويلة العمر ، حتى أنها كانت –بحق -مصدرا للأخبار وللحوادث ولجلسات البرلمان العراقي وخاصة في الاربعينيات والخمسينات من القرن الماضي،مما جعلها تعد مصدرا من مصادر دراسة تاريخ العراق المعاصر )الصورة المرفقة تظهر الملك الأسبق للعراق فيصل الثاني 1954-1958 يقرأ جريدة الزمان وهي صورة تاريخية نادرة ) .
انتخب السمعاني نائبا لنقيب الصحفيين العراقيين لدورتين متتاليتين ،وللسنوات من (1961م -1963م)،وفي سنة 1982 توفي في بغداد عن عمر ناهز ال82 عاما ودفن هناك ، وقمين بنا أن نذكره على الرغم من أن لنا على مسيرته الصحفية والنيابية الكثير من الملاحظات، لكن الرجل اجتهد فنال جزاء اجتهاده الذكر منا ومن الأجيال القادمة، خاصة وانه قد قدم خدمة كبيرة للعراق في ميداني الصحافة والسياسة .
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 23:25
المحور: الصحافة والاعلام
لعل من أبرز المظاهر التي ميزت العمل الصحفي في العراق، أن الكثير من الصحفيين الرواد الأوائل كانوا من الموصل، وقد غادروا الموصل إلى بغداد ، ليؤسسوا صحفا صار لها سمعتها الواسعة في عالم الصحافة العراقية والعربية ،ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى داؤود صليوه صاحب جريدة صدى بابل 1910 ، وبولينا حسون صاحبة مجلة ليلى 1923 ، وسليم حسون صاحب جريدة العالم العربي 1924 ، وروفائيل بطي صاحب جريدة البلاد 1929 ،وتوفيق السمعاني صاحب جريدة الزمان1937 .
توفيق بهنام يونان السمعاني من مواليد ناحية بعشيقة بالموصل سنة 1900 ، تلقى علومه الأولى في مدرسة دينية تابعة لأحد الأديرة ثم ذهب إلى بغداد سنة 1922 ،ودرس في إحدى المدارس الأهلية، ثم دخل في كلية الحقوق وبقى فيها لمدة سنتين وتركها ليتجه نحو الصحافة والعمل السياسي حيث رشح عن الموصل وانتخب أكثر من مرة نائبا في البرلمان العراقي (الدورة الانتخابية الثالثة عشرة 24 كانون الثاني 1953 -28 نيسان 1954 )و(الدورة الانتخابية الرابعة عشرة 9 حزيران 1954 -3 آب 1954 )و(الدورة الانتخابية الخامسة عشرة 16 أيلول 1954 -27 آذار 1958 ) (الدورة الانتخابية السادسة عشرة 10 أيار 1958 -9 حزيران 1958 )، وقد عرف بالبراعة في العمل السياسي.
وفي الصحافة أجاد في كتابة الافتتاحيات التي تميزت بالرصانة والاعتدال ، وفي عام 1923م أسهم في إصدار مجلة (الزنبقة)، والتحق بجريدة (البلاد) لصاحبها روفائيل بطي ليعمل فيها محررا لسنوات عدة وحتى عام 1930م . أصبح في سنة 1931 مدير التحرير المسؤول في جريدة (صدى العهد) ،ولما احتجبت تولى إصدار جريدة (الطريق) 1933 ومن ثم جريدة (النداء)1936 ، وتنقل السمعاني بين صحف عديدة ولسنوات طويلة حتى أسس عام 1937م جريدة (الزمان) وكانت كما جاء في ترويستها جريدة يومية سياسية صاحبها توفيق السمعاني، ورئيس تحريرها محمود نديم إسماعيل ليستمر في إصدارها لأكثر من عقدين وقد توقفت عن الصدور في شباط 1963 وعدت هذه الجريدة من الصحف السياسية العراقية الكبيرة والطويلة العمر ، حتى أنها كانت –بحق -مصدرا للأخبار وللحوادث ولجلسات البرلمان العراقي وخاصة في الاربعينيات والخمسينات من القرن الماضي،مما جعلها تعد مصدرا من مصادر دراسة تاريخ العراق المعاصر )الصورة المرفقة تظهر الملك الأسبق للعراق فيصل الثاني 1954-1958 يقرأ جريدة الزمان وهي صورة تاريخية نادرة ) .
انتخب السمعاني نائبا لنقيب الصحفيين العراقيين لدورتين متتاليتين ،وللسنوات من (1961م -1963م)،وفي سنة 1982 توفي في بغداد عن عمر ناهز ال82 عاما ودفن هناك ، وقمين بنا أن نذكره على الرغم من أن لنا على مسيرته الصحفية والنيابية الكثير من الملاحظات، لكن الرجل اجتهد فنال جزاء اجتهاده الذكر منا ومن الأجيال القادمة، خاصة وانه قد قدم خدمة كبيرة للعراق في ميداني الصحافة والسياسة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق