اليوم هو يوم 9-4-2016 ..... وفي مثل هذا اليوم 9-4-2003 احتلت القوات الاميركية الغازية العاصمة العراقية :بغداد وقد دأبتُ على توثيق وتدوين الاحداث في دفاتر زادت على ال10 دفاتر من فئة ال 100 ورقة وقد تتيسر الفرصة لنشر ما دونت وبطريقة الحوليات أي يوما بيوم وساعة بساعة ...في ذلك اليوم كتبت مايلي :" ظهر يوم 9-4-2003 وكالات الانباء بدأت تتحدث عن انهيار النظام في بغداد ،وظهور حالات من السلب والنهب وتحطيم تمثال الرئيس العراقي الاسبق أمام فندق (فلسطين ميرديان ) اي ساحة الفردوس او كما كان يسميها الصحفيون ميدان الفردوس ... وعند العصر اتسعت الاحداث والمقاومة للمحتلين لاتزال موجودة وشرسة وتتركز في شمالي بغداد وفي المساء زادت القوات الاميركية انتشارها في شوارع بغداد وباتت المستشفيات تكتظ بالجرحى وقد بسطت السلطات المحتلة سيطرتها على العاصمة التي شهدت دمارا شديدا وقد انقطعت الكهرباء منذ أيام كما انقطع الماء وساد الخوف وانتشرت الجريمة والفوضى واعمال السلب والنهب .وقد صرح ناطق اميركي ان من المبكر القول ان الحرب انتهت فالمقاومة مستمرة والاشتباكات مستمرة والقصف ازداد على تكريت واللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف تقول ان هناك قتلى وجرحى في شوارع بغداد لم ينتشلها أحد واللجنة تشعر بحزن بالغ لعدم قدرتها على تقديم مساعدتها للمحتاجين ووزير خارجية فرنسا أكد على (وحدة العراق ) في لقائه مع جاك سترو والوزير الروسي أطلع نظيره الصيني على الاتصالات التي تقوم بها بلاده حول العراق وان " على الامم المتحدة ان تلعب دورا لوقف الكارثة الانسانية في العراق " .أما كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة فحذر من دمار التراث والاثار العراقية وارسل رسالة الى عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية بذلك واشار الى ان اليونسكو تحاول حماية اثار العراق وتراثه بأعتباره تراثا انسانيا وطالب المحتلين بالسعي للمحافظة على هذا التراث .وفي الساعة العاشرة الا الثلث من مساء 9-4-2003 اذاعت قناة التلفزيون في الموصل بيانا اعلنت فيه منع التجول في مدينة الموصل من العاشرة ليلا حتى الثامنة صباحا وظلت تذيع اغان وطنية واتضح ان ذلك جاء لتسهيل مرور عدد من مسؤولي النظام السابق ومنهم شقيقي الرئيس الاسبق الى سوريا وقالت اذاعة (سوا ) الاميركية نقلا عن مراسلها في تل ابيب خليل العسلي :"ان الحدود الشرقية اصبحت امنة " و"ان التطورات في بغداد تصب في صالح اسرائيل "و"سيكون لذلك تأثير على القضية الفلسطينية " وقال وزير الدفاع الاسرائيلي :"على الجانب الفلسطيني أن يأخذ العبرة مما حدث في بغداد " ورحب مستشار المانيا شرويدر بما اسماه "مؤشرات النصر الاميركي في العراق والمهم ان تتسلم الامم المتحدة مسؤولية زمام الامور في بغداد .وعلى المانيا ان تقدم مساعدات انسانية للعراق وفي الساعة الواحدة الا ربع مساء 9-4-2003 اعلن الدكتور محمد الدوري مندوب العراق في الامم المتحد "أن اللعبة انتهت " The Game is Over وعلق مراسل الBBC :"ان هذا أول اقرار رسمي عراقي بأنهيار النظام في بغداد " .كما تواردت بعض الانباء عن ان قافلة السفير الروسي وجماعته في بغداد كانوا يحملون "الملف السري للمخابرات العراقية " .وقد أكد احد المعلقين الروس على ذلك قائلا :" ان لاأحدا يستطيع ان يطلع على هذا الملف الا بعد مرور 50 سنة من الان لان القانون الروسي يقضي بذلك وفي ليلة 9-10 نيسان 2003 قال كمال خرازي وزير الخارجية الايراني ان الحرب على وشك الانتهاء ،وان ايران تنتظر لكي تعرف من سيتولى الحكم في بغداد حتى تقرر موقفها من ذلك ".............هذا جانب مما دونته عن يوم 9-4-2003 ....ما أصعبه .... وما أدماه ........ا.د.ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق