قصة التمثيل الديبلوماسي البريطاني في العراق الحديث
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
(1 )
(1 )
كثيرا ما يدور السؤال عن طبيعة ، وبدايات النفوذ السياسي البريطاني في الولايات العراقية العثمانية : بغداد والموصل والبصرة .وقد وردت الكثير من المعلومات عن ذلك في الكتب التي تناولت تاريخ العلاقات العراقية –البريطانية ولكن بصورة مختصرة احيانا وغامضة احيانا اخرى ودون التفريق بين مؤسسات التمثيل الديبلوماسي البريطاني .فالامر يحتاج الى خبرة ومعرفة تفصيلية بالامر ولدي بعض الكتب والرسائل التي تناولت هذه القصة ؛ لكن الجميل في الامر ان يتصدى دبلوماسي عراقي هو الاستاذ نجدت فتحي صفوت ( نسأل الله له الرحمة ) ليكتب في مجلة التضامن(اللندنية ) وعبر العدد 137 الصادر بتاريخ 23-11-1985 والعدد الصادر 7-13-12-1985 تفاصيل التمثيل الدبلوماسي البريطاني في العراق والتمثيل الدبلوماسي العراقي في بريطانيا . ويقينا ان الاستاذ نجدت فتحي صفوت وهو الديبلوماسي والمؤرخ عند التوثيق والكتابة يعود الى الوثائق . فضلا عن خبرته وما شهده من احداث .
اليوم سوف نقف عند ما كتبه عن نشأة وتطور التمثيل الديبلوماسي البريطاني في العراق خلال العهد العثماني ؛ فقد ابتدأ هذا التمثيل في القرن الثامن عشر حينما كانت ولايات العراق الثلاث : الموصل وبغداد والبصرة اجزاءا من الدولة العثمانية وكانت لبريطانيا خلال العهد العثماني ثلاثة قنصليات في بغداد والبصرة وبغداد وكان القنصل البريطاني يتمتع فضلا عن صفته هذه وهي القنصل بصفة اخرى هي (المقيم السياسي ) .
كما كان لبريطانيا وكلاء تجاريون في بغداد والبصرة . وإحتلت البصرة مكانة أثيرة لديهم واستمر ذلك حتى اواخر القرن الثامن عشر وكانت الوكالة التجارية البريطانية اول مؤسسة رفعت الى قنصلية .وقد استصدر السفير البريطاني في الاستانة (هنري نيفل ) في سنة 1764 (فرمانا ) اي قرارا من السلطان بالموافقة على تعيين (روبرت غاردن ) ممثل (شركة الهند الشرقية ) قنصلا في البصرة ومنحه الامتيازات والحصانات الممنوحة عادة لقناصل الدول الاجنبية وكان روبرت غاردن اول ممثل رسمي للحكومة البريطانية في العراق .
اما في بغداد فقد كان هناك وكالة لكنها لم تكن دائمية يقوم بها شخص ارمني في سنة 1755 ثم انكليزي بعد ذلك بشرة اعوام اي في سنة 1765 .
كانت بريطانيا تعول على "المقيم السياسي " فهو الذي يرعى مع موظفيه المصالح السياسية والاقتصادية البريطانية في بغداد ومدن الخليج العربي بما فيها البصرة وبغداد حتى ان اللورد كيرزن وزير الخارجية البريطاني صرح سنة 1892 في مجلس اللوردات :" ان بغداد تقع ضمن موانئ الخليج ويجب ان تدخل ضمن اهتمامات السياسة البريطانية" .
لذلك حرص الانكليز ان تكون لهم مقيميات منذ سنة 1797 وحتى 1810 في كل من بغداد والبصرة وفي سنة 1810 اصبحت " المقيمية " في بغداد "الوكالة السياسية البريطانية الرئيسية في العراق وصارت وكالة البصرة تابعة لها واعلنت الحكومة البريطانية انها تعير العراق التركي كما كانت تسمي ولايات البصرة وبغداد والموصل وفيما بعد بلاد مابين النهرين اهتماما شديدا وكما هو معروف فإن ذلك جاء بسبب مخططات نابليون في فرنسا وسعيه للهجوم على الهند عن طريق مصر والبحر الاحمر .
وهكذا اصبحت بريطانيا –كما يقول الاستاذ الدكتور عبد العزيز نوار في كتابه عن "المصالح البريطانية في أنهار العراق " تهتم بطريقي العراق ومصر واحتدم الصراع بين البريطانيين والفرنسيين للاستحواذ على المنطقة .
كان (هارفورد جونز بريدجز ) اول مقيم سياسي بريطاني في العراق وقد عين سنة 1798 وهي السنة التي غزا فيها نابليون بونابرت مصر أصبحت لهذا المقيم علاقات وثيقة مع الوالي العثماني سليمان باشا الكبير .
وفي ربيع سنة 1808 عين كلوديوس جيمس ريج مقيما جديدا وقد قضى في العراق ثلاثة عشرة سنة وتمتع بنفوذ طاغ في بغداد بفضل علاقاته الطيبة بالوالي العثماني وعندما تولى داؤود باشا ولاية بغداد سنة 1817 وكان آخر حكام المماليك احتفظ ريج بعلاقاته معه لكن داؤود باشا سرعان ما ادرك خطورة الدور الذي يقوم به المقيم السياسي البريطاني كلوديوس جيمس ريج فحاضلرت قواته المقيمية ودار قتال عنيف بين القوات العثمانية وحرس المقيمية وانتهى الامر بطرد ريج ومغادرته بغداد وتعيين روبرت تايلر مكانه .
ظل المقيم السياسي البريطاني يتمتع بمانة متميزة في بغداد العثمانية حتى بداية الحرب العالمية الاولى وكانت الحكومة البرطانية تحرص على اظهار المقيم السياسي واحاطته بكل مظاهر الابهة والفخفخة وكان للمقيمين منذ عهد ريج حراس مسلحون يبلغ عددهم بضع مئات وكانت لهم قيافتهم المزركشة وخيولهم المطهمة .
كما كان للمقيمية زورق مسلح اسمه (كزميت ) يرسو الى جوار المقيمية التي تقع بنايتها على نهر دجلة وكان اهل بغداد يميزون هذا الزورق ويسمونه ( مركب كوميت ) .
وكانت زيارة المقيم السياسي البريطاني لسراي الوالي العثماني مناسبة مهمة حيث يشاهد الناس المقيم وهو يسلك الطرقات من مقر المقيمية ببزته الرسمية المزركشة وهو راكب على صهوة حصانه ويحيط به موكب من الحراس والخدم والاتباع وهكذا كان يظهر للناس في جميع غدواته وروحاته في بغداد وضواحيها وكل ذلك من اجل اظهار النفوذ والعظمة وكثيرا ما كانت الناس تحتشد على جانبي الطريق لترى هذا الموكب واستمر ذلك حتى وقوع الحرب العالمية الاولى ووقوف الدولة العثمانية مع المانيا في الحرب ضد بريطانيا وقيام بريطانيا بإرسال حملتها المعروفة واحتلال البصرة 1914 ثم احتلال بغداد 1917 واحتلال الموصل 1918 وهكذا قطفت بريطانيا ثمار جهود مقيميها السياسيين ووكلائها التجاريين ومن تعاون مع الانكليز من السكان المحليين في فرض سيطرتها على كل بلاد مابين النهرين :العراق .
(2)
(2)
في مقالة سابقة تحدثنا عن قصة التمثيل
الدبلوماسي البريطاني في العراق العثماني . واليوم نقف مع قصة التمثيل الدبلوماسي
البريطاني في العراق الملكي أي منذ سنة 1921 ، حين تشكلت الدولة العراقية الحديثة
وحتى سقوط النظام الملكي الهاشمي صبيحة يوم 14 تموز 1958 عندما قام الجيش بثورته
المجيدة ، وأقام جمهورية العراق . وكما سبق ان ذكرنا ان الدبلوماسي العراقي الراحل
الاستاذ تجدت فتحي صفوت قد كتب عن هذه القصة في مجلة "التضامن "
اللندنية وفي العدد الصادر في 7-13-12-1985 .
وعندما نروي قصة التمثيل الدبلوماسي العراقي
في العهد الملكي ، لابد ان نُذكر الاحبة من القراء الى ان العراق وقع تحت الاحتلال
البريطاني بين 1914-1918 ؛ فالبصرة أُحتلت سنة 1914 وبغداد 1917 والموصل 1918 .. وهكذا
بلغ النفوذ البريطاني في العراقي ذروته وهاهم الانكليز قد دخلوا بغداد في 11 اذار
1917 محتلين وإن هم ادعوا انهم جاؤوا ليحرروا العراقيين من العثمانيين ، ويعيدوا
الى بغداد ألقها لكنهم اوغلوا في تدمير العراق ، وساموا اهله الظلم وسوء الادارة
الى درجة ان العراقيين ثاروا ثورتهم الكبرى سنة 1920 .
كانت القوات العسكرية البريطانية تتضمن ( ضباطا
سياسيين ) كانوا يعملون في المخابرات البريطانية ، وهم من كان يختلط بالسكان وكان
بصحبة ( الجنرال ستانلي مود ) قائد القوات البريطانية التي دخلت بغداد ( السير
بيرسي كوكس ) بصفته ضابط سياسي ولم يعد للمقيميمية ولا للقنصلية البريطانية في
بغداد مكان اذ ان البلاد كلها وقعت تحت
الاحتلال العسكري والحكم المباشر .
شرعت القوات البريطانية بأقامة (ادارة مدنية
عامة ) تروي قصتها المس بل السكرتيرة
الشرقية للمندوب السامي البريطاني فيما بعد وقد عين السير بيرسي كوكس (حاكما
سياسيا عاما ) للعراق وبذلك يعد كوكس اول ممثل لبريطانيا في العراق بعد الحرب
العالمية الاولى .
وفي سنة 1918 نقل بيرسي كوكس الى طهران فأصبح
نائبه الكولونيل (آرنولد ويلسن ) وكيلا للحاكم المدني العام .وقد عرف ارنولد ويلسن
بإنتماءه للمدرسة الهندية البريطانية التي كانت تذهب بإتجاه الاستمرار في حكم
العراق حكما عسكريا مباشرا ودون ان تتاح لسكانه فرصة حكم انفسهم بإنفسهم .
وفي 25 نيسان سنة 1920 عهدت عصبة الامم الى
بريطانيا بالانتداب على العراق بإعتبار ان اهله غير قادرين على حكم انفسهم بإنفسهم
أو انهم بحاجة الى وصاية دولية لكن العراقيين ثاروا ثورتهم الكبرى سنة 1920 فإضطر
الانكليز على ان يغيروا سياستهم ويصرفوا النظر عن سياسة الحكم المباشر ويفكروا في
اقامة حكومة محلية وقد اعيد بيرسي كوكس الى العراق بصفة (مندوب سامي ) تمهيدا
لتأسيس حكومة عراقية تدار - كما قالت المس بل - بأيد عراقية وأدمغة بريطانية .
في تشرين الاول سنة 1920 عاد السير بيرسي
كوكس الى بغداد ، وبدأ اللقاءات مع قادة الحركة الوطنية واخذ يمهد لتلبية مطلب العراقيين بأن يكون أحد
ابناء الشريف حسين ملكا على العراق ومع ان العراقيين كانوا يحبذون ان يكون الامير عبد الله بن الحسين ملكا الا ان
الانكليز فضلوا الامير فيصل واجتمع في القاهرة عدد من الدبلوماسيين البريطانيين
ومعهم بعض العراقيين ومنهم جعفر العسكلري وساسون حسقيل وتم اختيار فيصل واستحصلت
مبايعة العراقيين له وتوج في 21 اب سنة 1921
ملكا على العراق وعقدت معاهدة 1922 لتنظيم العلاقات بين العراق وبريطانيا .
تقاعد السير بيرسي كوكس وعاد الى بلاده وخلفه
السير (هنري دوبس ) الذي شغل منصب (المندوب السامي البريطاني ) ست سنوات عقدت
خلالها معاهدات جديدة مع بريطانيا كلها غززت الوجود البريطاني ومنها معاهدة 1924
ومعاهدة 1927 ومعاهدة 1930 . وبموجب معاهدة 1930 اعترفت بريطانيا في 30 حزيران
1930 بالعراق دولة مستقلة وكان نوري
السعيد عند ذاك رئيسا للوزراء وفي 1933 قُبل العراق عضوا في عصبة الامم كدولة
مستقلة وعندئذ تغيرت صفة المندوب السامي البريطاني الى سفير . وقد نصت المراسلات
بين العراقيين والبريطانيين على ان يمنح السفير البريطاني امتياز التقدم على ممثلي
باقي الدول كما يكون ممثل العراق في بريطانيا بدرجة (وزير مفوض ) .
ان من القضايا المهمة في قصة التمثيل
الدبلوماسي البريطاني في العراق ان الحكومة البريطانية لم ترشح سفيرا جديدا لها في
العراق كما تقتضي ذلك قواعد البروتوكول بل غيرت صفة المندوب السامي وكما هو معروف
فإن المندوب السامي يتبع وزارة المستعمرات في حين ان السفير يتبع وزارة الخارجية
وقد شعرت الحكومة العراقية بما فعله الانكليز الا انها لم تكن قادرة على ان تفعل
شيئا فرضخت للامر ورحبت بالسفير البريطاني (السير فرانسيس همفريز ) الذي بقي سفيرا
لبلاده في العراق حتى نهاية اذار سنة 1935 .
استقال السير فرانسيس همفريز من منصبه لكبر
سنه وعاد الى بلاده سنة 1935 فعينت الحكومة البريطانية محله ( السير ارجيبولد كلارك كير )
، والذي نقل من ستوكهولم حيث كان هناك وزيرا مفوضا .وفي عهد هذا السفير وقع انقلاب
سنة 1936 بقيادة الفريق الركن بكر صدقي وبعد ثلاث سنوات من العمل في بغداد نقل الى
الصين سفيرا ثم الى موسكو ونال درجة اللوردات فأصبح اسمه اللورد إنفرجايل .
عين ( السير
موريس بيترسون ) سفيرا لبريطانيا
في العراق وبقي بين سنتي 1938-1939 وله مذكرات منشورة بعنوان (على جانبي
الستار ) فيها فصل عن عمله في بغداد وقد ترجم الفصل الاستاذ نجدت فتحي صفوت .وفي نيسان
1939 نقل السير موريس بيترسون وخلفه (السير بازل نيوتن ) .ثم عين بعده (السير
كيناهان كورنواليس ) بعده وخلال فترة سفارته حدثت ثورة 1941والحرب
العراقية –البريطانية وقد بقي سفيرا حتى اوائل سنة 1945 وبعده جاء (السير فرانسيس وليم ستونهيور بيرد )
وبقي في بغداد حتى اوائل سنة 1948 وخلفه ( السير هنري ماك في 4 شباط 1948 ثم
(السير جون تراوتبك ) الذي بقي سفيرا في بغداد حتى سنة 1955 .
وكان آخر السفراء البريطانيين في العراق في
العهد الملكي ( السير مايكل رايت ) والذي انتهت مهمته كسفير لبلاده عند قيام ثورة
14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق .
إن قراءة ملفات السفراء الانكليز في العهد الملكي تكشف حقيقة مهمة وهي
ان السفير البريطاني في بغداد ، كان من السفراء المتميزين بين اقرانهم
الدبلوماسيين الاجانب .. وكانت الحكومة البريطانية تختارهم من بين افضل سفراءها
واكثرهم تجربة .لكن مما كان يؤشر على عملهم في بغداد انهم أو اكثريتهم كانوا
يحاولون التدخل في شؤون العراق وكثيرا ما كانوا يصطدمون بالسياسيين العراقيين وقد لفت تصرفهم هذا وسلوكهم مسلك
المندوب السامي السفير الاميركي ( ولدمار غولمان ) الذي قال في كتابه الموسوم
:" العراق في عهد الجنرال نوري " وهو مترجم الى العربية :" ان
العراقيين كانوا يتذمرون من طريقة تصرف السفير البريطاني الذي كان تصرفه اشبه
بتصرف المندوب السامي في عهد الانتداب منه بتصرف سفير معتمد لدى دولة ذات سيادة
...كان السفير البريطاني يتدخل في الشؤون الداخلية بالضغط على الملك وعلى ولي
العهد وعلى نوري السعيد " .
ويبدو ان ذكريات سنوات احتلال بريطانيا الطويلة في العراق ، ونفوذهم
القديم وما اتاحته المعاهدات مع العراق من امتيازات هي وراء سلوك السفراء
البريطانيين هذا المسلك الغريب .
(3)
في مقالتين سابقتين تحدثنا عن قصة التمثيل
الدبلوماسي البريطاني في العراق خلال العهدين العثماني والملكي . واليوم نتحدث عن قصة
التمثيل الدبلوماسي البريطاني في العهد الجمهوري . ومن حسن الحظ ان يتصدى الدبلوماسي والمؤرخ
الراحل الاستاذ نجدت فتحي صفوت لتوثيق ذلك عبر مقالته في مجلة "التضامن
اللندية " وفي العدد الصادر في 7-13-12-1985 .
وكما هو معروف ؛ فإن ثورة 14 تموز 1958 وضعت
حدا للنفوذ البريطاني في العراق ، والممتد منذ القرن الثامن عشر او لنقل بدأت
بتغيير ملامح هذا النفوذ ، وتبديل محركاته ؛ فبعد الثورة مباشرة واجه السفير
البيرطاني مشاكل أمنية تدخل الجيش على اثرها الىى نقل السفير وعائلته الى فندق
بغداد ، وفرض حراسة مشددة على السفارة البريطانية التي تعرضت لهجوم الجماهير الغاضبة
على ما فعلته بريطانيا في العراق .
وبعد ان طمأن قادة الثورة بريطانيا والدول الاخرى ان الثورة
قامت من اجل الشعب وانها لاتستهدف مصالح بريطانيا ولاغيرها من الدول اعترفت
بريطانيا بالنظام الجمهوري ، وبقيت السفارة البريطانية من دون سفير قرابة ستة اشهر
أي منذ ان انتهت مهمة ( السير مايكل رايت ) بقيام الثورة وفي كانون الاول سنة 1958
عين ( السير همفري ترافليان ) سفيرا لبريطانيا في العراق . وقد وصل السير
همفري ترفليان بغداد وبدأ عمله في ظل ظروف صعبة مرت بها العلاقات العراقية –البريطانية
.وكان من اوليات عمله التعرف على ذهنية قادة الثورة وسلوكهم إزاء حلف بغداد
والعلاقات مع الغرب والموقف من الكتلة الاسترلينية ، ومن قضية النفط وما شاكل ذلك
من قضايا الخبراء والاتفاقيات والمعاهدات المعقودة بين العراق وبريطانيا .
ظل ( السير همفري ترافليان ) في العراق حتى
اواخر سنة 1961 وخلفه (السير روجر إلن ) الذي عين في تشرين الثاني سنة 1961وبقي سفيرا حتى سنة
1965 .
ومما يذكره الاستاذ نجدت فتحي صفوت ان السفير
همفري تريفليان له كتاب بعنوان :"الشرق الاوسط في ثورة " ، وانه خص
العراق بنحو ثمانين صفحة سرد فيها ذكرياته غن العراق وعن رأيه بالزعيم عبد الكريم
قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963. وقد توفي ترافليان بعد نال لقب لورد في 8 شباط
سنة 1985 وترك مؤلفات عدة منشورة في الدبلوماسية فضلا عن مذكراته .
عين
(السير ريتشارد بومونت ) سفيرا
لبريطانيا في العراق خلفا للسير همفري ترافليان . وقد سبق
له ان عمل في السفارة البريطانية بصفة مستشار . وكان يعد من الخبراء بالشؤون
العربية وقد اصبح بعد تقاعده وتركه العمل الدبلوماسي رئيسا لغرفة التجارة العربية –البريطانية
.وخلال فترة سفارة بومونت حدثت حرب حزيران 1967 وقطع العراق علاقاته مع بريطانيا
بسبب موقفها المؤيد لاسرائيل ، ولم تستأنف العلاقات الا في مايس –ايار سنة
1968 .ففي هذا التاريخ عين (تريفور ايفانز
) ولم يكن يحمل لقب سير الذي كان يحمله السفراء البريطانيون السابقون ، وكان
ايفانز هذا متخصصا بالشؤون العربية عمل سفيرا لبلاده في الجزائر ودمشق. ولما عاد من بغداد وانتهت مهمة سفارته عين
استاذا في جامعة درهام .
بعد تريفور ايفانس جاء (بالفور بول) ، وكان
يجيد اللغة العربية .عين سنة 1969 . وفي عهده قطعت العلاقات بين العراق وبريطانيا
ثانية بسبب موقف بريطانيا من قضية استيلاء ايران على الجزر العربية الثلاث طب
الكبرى وطمب الصغرى وابو موسى . وقد نقل
بالفور بول الى سلطنة عمان وعند تقاعده عين استاذا في جامعة إكستر .
في ايلول سنة 1974 عادت العلاقات بين العراق
وبريطانيا وعين (جون الكساندر غراهام ) سفيرا لبريطانيا في بغداد ، وكان يعمل
سكرتيرا خاصا لوزير الخارجية البريطانية ، واعقبه
في نيسان 1977 ( جون سترلينغ ) وكان من قبل يعمل سكرتيرا ثانيا في السفارة
العراقية ببغداد .
وبعده عين ( ستيفن لوفتس اغرتن ) في ايلول 1980 سفيرا لبريطانيا في العراق. وقد
سبق له ايضا العمل في السفارة البريطانية ببغداد .
وفي تشرين الاول 1982 قدم السفير الجديد
السير (جون كامبل موبرلي ) أوراق اعتماده
سفيرا جديدا لبريطانيا في العراق .
اما السفير الحالي في العراق 2016 وعند كتابة هذه السطور ، فهو (فرانك بيكر
) والذي جاء بعد (سايمون كولز ) الذي
كان سنة 2013 سفيرا لبلاده في العراق .وكما هو معروف فإن بريطانيا تحالفت مع
الولايات المتحدة الاميركية عسكريا وسياسيا لغزو العراق سنة 2003 وكان الى جانب
السفير بول بريمر مدير سلطة الائتلاف المؤقتة السفير البريطاني جون غرانتستوك .وقد
لعب السفير البريطاني أدوارا خبيثة في تدمير العراق وافقاره وهو مما نلاحظه اليوم
للاسف الشديد مع ان 13 سنة مرت على الاحتلال والحال من سيئ الى اسؤأ وهكذا هو شأن
الغرب ودوله ومنذ قرن سبق لايريد لهذه المنطقة ان تنهض ، ولاتريد لشعوب هذه
المنطقة - ومنها العراق - الخير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق