الجمعة، 8 أبريل 2016

مجلس الاعيان يسقط حكومات في العراق بينما مجلس النواب فشل في اسقاط أي حكومة




مجلس الاعيان يسقط حكومات في العراق بينما مجلس النواب فشل في اسقاط أي حكومة 

كان البرلمان العراقي في العهد الملكي 1921-1958 يتألف من مجلسين هما :النواب والاعيان .كان مجلس النواب يأتي عن طريق الانتخاب، لكن مجلس الاعيان يأتي عن طريق اختيار من قبل الملك .مجلس النواب كان هو الذي يرسم السياسة العامة للدولة اما مجلس النواب فليس له اي دور في توجيه السياسة العامة . وبعد دخول العراق عصبة الامم سنة 1933 ووفاة الملك فيصل الاول 1933 زاد نفوذ بعض اعضاء مجلس الاعيان ومعظمهم من رؤساء الوزارات السابقون ومن هؤلاء رشيد عالي الكيلاني - كما يقول الاستاذ عبد القادر البراك في مقال له في جريدة الاتحاد (البغدادية ) 10 تموز1988 - فقد استطاع الكيلاني وبالتعاون مع ياسين الهاشمي اسقاط وزارة علي جودت الايوبي من خلال قيادة اضراب مجلس الاعيان وكتب المضربون ردا على العريضة الجوابية لخطاب العرش الذي افتتحت به الوزارة عهدها في الحكم فكان اعنف واشد رد في تاريخ عرائض الرد على خطاب العرش .ومما دعم المعارضة الانتفاضات العشائرية التي كان يقودها اعوانهم من الشيوخ وقد كلف الملك غازي ياسين الهاشمي لتأليف وزارته الثانية سنة 1935 .وكانت سيطرة الاعيان على توجيه الحكم من أسوأ ما تعرضت له الحياة النيابية في العهد الملكي .وثمة امثلة على ذلك .
ففي سنة 1946 استفحل خطر الاعيان عندما تصوروا ان بريطانيا جادة في تشجيع النشاط الحزبي فأسندت الوزارة الى توفيق السويدي ومعاونة عدد من نواب المعارضة له في الحكم وبالمقدمة منهم سعد صالح .ومن هنا تعاون نوري السعيد وصالح جبر وارشد العمري ومصطفى العمري والشيخ احمد الداؤود وبعض الشيوخ وقد اعلن هؤلاء الاعيان الاضراب ورفض التشريعات التي أبرمها مجلس النواب بخصوص اتاحة الحياة الحزبية واضراب الاعيان شل الحياة السياسية وشل عمل وزارة توفيق السويدي وقد رفض السويدي الاستقالة الا بعد تعديل قانون الانتخابات وجعلها على درجتين وكان هذا الشرط الاساس لقبوله تأليف الوزارة
حاول الوصي على العرش الامير عبد الاله حمل الاعيان على فك اضرابهم وتشريع القانون المطلوب الا ان الاعيان المضربين عن العمل جابهوا الوصي بأنهم يعتبرون قوله وعدا غير قابل للنقض وكان هذا من أجرأ الطلبات في تلك الايام .
هاجم عدد من نواب المعارضة ومنهم ذيبان الغبان وحسين جميل وعبد الرزاق الشيخلي الاعيان المضربين ، وكان اعنف من هاجم الاعيان ذيبان الغبان الذي تحدى بعض رؤساء الوزارات كتوفيق السويدي الذي قال عنه انه لم يأت عن طريق الانتخاب وانما كان عن طريق التعيين في مجلس الاعيان ولعل ابرز ماقاله :" ان البيعة تمت للملك على اساس قيام حكم نيابي منتخب لا ان تكون الهيمنة فيه لاعيان تعينهم السلطة من بين اعوانها لتجعل منهم وزراء دائميين " وهو بذلك يشير الى ان اعضاء مجلس النواب اغلبهم من الذين لايستطيعون خوض المعارك الانتخابية وهكذا استطاع اضراب الاعيان عن العمل على اسقاط وزارتي الايوبي ونوري السعيد وبذلك سرقوا من النواب -كما قال الاستاذ البراك - اهم مايملكون وهو الحق في استجواب الوزارات وحجب الثقة عن اي وزير او اي وزارة وان كان مجلس النواب لم يستطع خلال العهد الملكي كله 1921-1958 اسقاط وزارة واحدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خبراء إستقدمهم العراق خلال العهد الملكي 1921-1958 والسنوات الاولى من العهد الجمهوري لحل بعض المشاكل المالية والصحية والمالية والاقتصادية والتربوية*

  خبراء إستقدمهم العراق خلال العهد الملكي 1921-1958 والسنوات الاولى من العهد الجمهوري لحل بعض المشاكل المالية والصحية والمالية والاقتصادية و...