سياسيون بلا مهمات تاريخية
ابراهيم العلاف
شافى الله موسوعة العراق الاستاذ حميد المطبعي ، فقد كتب مرة في جريدة الزمان (اللندنية ) 16-2-2012 عن روح الديكتاتورية، وغياب الوعي ، وتناقص عدد رواد اليقظة الفكرية تدريجيا ، ورحيل التنويريين واحدا بعد الاخر ، وحل محلهم سياسيون بلا مهمات تاريخية ، وما حل بالبلد من انحدار في الوعي ، وبروز الصراع الفئوي ، وتفاقم المحنة ، وانعدام حرية البلد ، بل وتلاشي حلم الحرية ...كل ذلك أعقب الاحتلال الاميركي البغيض ، وسقوط النظام السابق في 9 نيسان سنة 2003 .
نعم لقد طفت على المسرح السياسي ، ظواهر سياسية فوضوية ، وتشكلت أحزاب وكتل هيكلية بلا جمهور ، ونشأت أمراض اجتماعية ، وسادت المحسوبيات والمنسوبيات . ونجم عن كل ذلك ما نشاهده من احتقان طائفي وعرقي ، وضياع الهوية الاسلامية العربية في اتون صراعات سخيفة ما انزل الله بها من سلطان .
ان العلة الحقيقية هي في تسيد عدد محمود من قادة الكتل على مقدرات العراق السياسية والاقتصادية وصفقهم الباب أمام من يريد ان يجد له موطئ قدم في مدينتهم الغبراء التي حصنهم فيها الاميركان الغزاة البغاة . ويقينا أنهم غدوا طبقة سياسية منتفعة ليس من السهل ازاحتها الا بالقوة .ومما يؤلم ان هذه الطبقة جندت اعدادا كبيرة من رجال الدين والمثقفين والصحفيين واصبحت لهم قنوات فضائية ومكاتب واقطاعيات .كان ثمة سلطان واحد ، والان اصبح هناك الاف السلاطين ومثلما قال الشاعر بعد سقوط السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1909
كان عبد الحميدِ بالامس فردا ***فغدا اليوم ألف عبد الحميد
وهاهي الطبقة السياسية الحاكمة ، وقد غدا كل واحد فيها ديكتاتورا يمجده من حوله ...هذه الطبقة مصابة بالعمى السياسي ، فلا تقدر ان ترى ما الذي يمكن ان يقدم لهذا الشعب المظلوم المسكين : لاخدمات ، ولا اعمار ، ولا مستحقات ، ولانهضة بل شراء الاسلحة وتكديسها واستخدامها في قتل اهلهم بذرائع وحجج جاهزة .
العقاب الالهي وحتمية التاريخ لهم بالمرصاد :"أيحسب أن ماله أخلده ؟ كلا لينبذن في الحطمة " .
ابراهيم العلاف
شافى الله موسوعة العراق الاستاذ حميد المطبعي ، فقد كتب مرة في جريدة الزمان (اللندنية ) 16-2-2012 عن روح الديكتاتورية، وغياب الوعي ، وتناقص عدد رواد اليقظة الفكرية تدريجيا ، ورحيل التنويريين واحدا بعد الاخر ، وحل محلهم سياسيون بلا مهمات تاريخية ، وما حل بالبلد من انحدار في الوعي ، وبروز الصراع الفئوي ، وتفاقم المحنة ، وانعدام حرية البلد ، بل وتلاشي حلم الحرية ...كل ذلك أعقب الاحتلال الاميركي البغيض ، وسقوط النظام السابق في 9 نيسان سنة 2003 .
نعم لقد طفت على المسرح السياسي ، ظواهر سياسية فوضوية ، وتشكلت أحزاب وكتل هيكلية بلا جمهور ، ونشأت أمراض اجتماعية ، وسادت المحسوبيات والمنسوبيات . ونجم عن كل ذلك ما نشاهده من احتقان طائفي وعرقي ، وضياع الهوية الاسلامية العربية في اتون صراعات سخيفة ما انزل الله بها من سلطان .
ان العلة الحقيقية هي في تسيد عدد محمود من قادة الكتل على مقدرات العراق السياسية والاقتصادية وصفقهم الباب أمام من يريد ان يجد له موطئ قدم في مدينتهم الغبراء التي حصنهم فيها الاميركان الغزاة البغاة . ويقينا أنهم غدوا طبقة سياسية منتفعة ليس من السهل ازاحتها الا بالقوة .ومما يؤلم ان هذه الطبقة جندت اعدادا كبيرة من رجال الدين والمثقفين والصحفيين واصبحت لهم قنوات فضائية ومكاتب واقطاعيات .كان ثمة سلطان واحد ، والان اصبح هناك الاف السلاطين ومثلما قال الشاعر بعد سقوط السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1909
كان عبد الحميدِ بالامس فردا ***فغدا اليوم ألف عبد الحميد
وهاهي الطبقة السياسية الحاكمة ، وقد غدا كل واحد فيها ديكتاتورا يمجده من حوله ...هذه الطبقة مصابة بالعمى السياسي ، فلا تقدر ان ترى ما الذي يمكن ان يقدم لهذا الشعب المظلوم المسكين : لاخدمات ، ولا اعمار ، ولا مستحقات ، ولانهضة بل شراء الاسلحة وتكديسها واستخدامها في قتل اهلهم بذرائع وحجج جاهزة .
العقاب الالهي وحتمية التاريخ لهم بالمرصاد :"أيحسب أن ماله أخلده ؟ كلا لينبذن في الحطمة " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق