تقوَيم الكاتب !
بقلم : الدكتور صفاء خلوصي
من الصعب جدا أن يقَوم الكاتب نفسه ،فما اكثر الكتاب الذين أخطأوا في تقديم آثارهم الادبية ، وخير مثل نضربه في هذا المجال هو الشاعر والكاتب الالماني الكبير (غوته ) .فقد أكد غير مرة أن خير ما سيخلده هو كتاب له عن (النباتات ) يضم جملة ملاحظات شخصية ناسيا أو متناسيا ان الاثر الذي سيخلده حقا هو مسرحية فاوست وكتابه (آلام فرتر ) الذي ترجمه الفقيد أحمد حسن الزيات .
أما الكتاب الذي خصه بالخلود فقد أصبح أثرا بعد عين ولم يعد يذكره أحد .
وحتى معاصرو الكاتب يعسر عليهم ان يقوموه على حقيقته ، وإنما التقويم الحقيقي يأتي بعد مرور أجيال ، فبين الكتاب لانجد من يعد نفسه أكتب معاصريه وبين الشعراء -كما قال الدكتور عبد الرزاق محي الدين - ذات مرة ليس هناك من لايعد نفسه أشعر من في الارض في قرارة نفسه ، وإنما الحكم لا للاصدقاء والخصوم المعاصرين ، بل للتاريخ بعد موت الاصدقاء والخصوم على حد سواء .
_____________________________________________________________
* من رسائل الدكتور صفاء خلوصي الى الاستاذ حميد المطبعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق