الخميس، 10 يونيو 2021

ما الذي يحتاجه العالم بعد كورونا ؟ بقلم : الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي


 

           ما الذي يحتاجه العالم بعد كورونا ؟

بقلم : الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي
جامعة الموصل /كلية التربية للعلوم الانسانية
قسم التاريخ

مع انتشار فايروس كورونا المسبب لمرض ( كوفيد – 19 )في وهان احدى مدن جمهورية الصين الشعبية ،وتحوله الى وباء عالمي او جائحة عالمية ، كان على العالم اخذ التدابير والحيطة والحذر من هذا الوباء قبل وصوله اليهم ومن ضمنها العراق حيث تم تسجيل اول اصابة في 25 شباط في محافظة النجف الاشرف، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الصحي ضعف الموارد والفساد والاهمال لفترة طويلة تمتد لقبل عام 2003، وكذلك الحال بالنسبة للعالم حتى ان رئيس الولايات المتحدة الامريكية ترامب بنفسه قال " اننا ورثنا قطاع صحي متهرئ"، فهناك نقص هائل في عدد المستشفيات، وحتى الموجود منها يعاني من نقص في المعدات والمستلزمات الطبية وعدد الاسرة حيث ينتظر المرضى المحتاجين لجراحة عاجلة لأشهر طويلة ليصل الدور لهم، مع نقص هائل في عدد الاطباء الاختصاص والاجهزة الطبية، مما يعرض حياة الناس الى الخطر نتيجة خروج مستشفيات عن الخدمة كما حصل في محافظة المثنى عندما حصل حريق هائل في احدى مستشفياتها، خصوصا وان النظام الصحي في العراق يعتمد على اساس الخدمات منخفضة الكلفة التي تقدمها الدولة للمواطنين، اي ان مؤسساتنا الصحية في العراق غير مستعدة لأزمة كبيرة كالتي تواجه العالم وي ازمة كورونا، مع اعتصامات مستمرة من فترة طويلة وحكومة لتصريف الاعمال فقط ووضع سياسي مرتبك، الا انه مع هذا كله والحق يقال تم على وجه السرعة والعجالة تشكيل خلية أزمة برئاسة وزير الصحة العراقي وعضوية جهات ذات علاقة (مؤسسات امنية وخدمية)، اتخذت عدة قرارات مهمة من اجل السيطرة على الوضع الصحي ومنع انتشار الوباء، ومنها منع السفر الى عدة دول انتشر فيها الوباء ومنع التبادل التجاري معها، كذلك اعلان منع التجول في المدن العراقية.
ومن الصعوبات التي واجهتها المؤسسة الصحية في العراق هي المعلومات المغلوطة بمخاطر المرض والاشاعات والتي قللت من خطورة الوضع المرض مما ادى الى عدم استجابة البعض لما توجه به خلية الازمة، ومع التزام الناس البقاء في المنازل والذي اثر بشكل سلبي على الكسبة واصحاب الدخل اليومي، حيث وجدو انفسهم بدون قوت يومي يسد حاجتهم، كل هذه الصعوبات واجهت مجتمعنا والمجتمعات كافة والتي تضررت بسبب قرار منع التجوال الذي تم تطبيقه في العراق والعالم، مع انخفاض في اسعار النفط عالميا وتأثير ذلك على الحالة المعاشية لأغلب الناس.
وهنا بدورنا كمثقفين واكاديميين لابد لنا من طرح عدد من الاسئلة ومن اهمها :
- هل الكورونا مؤامرة سياسية ام خطأ بشري مقصود ام غضب الهي

- من الخاسر من هذا الوباء السياسة ام العلم ام الدين

- من كان انجح في الحياة العملية النظام الرأسمالي ام النظام الشيوعي
كل هذه التساؤلات واكثر نطرحها من اجل جعل عجلة الحياة تدور من جديد، وما لذي يحتاجه العالم بعد كورونا.
والجواب هو ان العالم كله سيتغير نحو الافضل لانه سوف يتجه نحو التعاون
والتكاتف فسياسة الانعزال لا تجدي نفعا ولابد من العمل الجاد والتفاهم الدولي واشاعة المصارحة بين القادة والمفكرين في كل العالم والسعي باتجاه التقليل من الحروب، ووضع سياسات جديدة تخدم الاقتصاد والسياسة وقطاع النفط والسياحة والتجارة .
وعلى زعماء العالم ان يستعينوا بالعلماء والمفكرين والاكاديميين والمؤرخين من اجل وضع استراتيجية تعالج العالم صحيا واقتصاديا واجتماعيا، واتوجه نحو مزيد من البحوث في مجالات صحة الانسان وسعادته.
وهذه الجائحة اقصد جائحة كورونا لا بد وان تعمل على تيقظ الافكار والنظر
في ايجاد ما يساعد على التقليل من الفقر، والتقليل من الجهل والتقليل من
المرض .
وعندما نقول ان العالم اصبح قرية كونية فأننا نقصد العمل من اجل رفاهية هذه القرية ليس بالقول واثارة التنافس والصراعات بل بالعمل والسعي وايجاد الحلول لوقف عدد من الحروب العبثية والتي من اسباب نشوبها هي اطماع اقليمية ودولية غير مبررة وغير ذات فائدة ومنها الحرب في سوريا واليمن وليبيا .
ان على بعض الدول ومن اهمها ايران وتركيا ان اعادة تأسيس امبراطوريات تاريخية قد مضى وانتهى، وان يعودوا الى دراسة التاريخ جيدا ويتوقفوا عن التدخل في شؤون الدول الاخرى ،وكذلك الحال بالنسبة لروسيا وامريكيا وعدم نقل صراعاتهم الى دول اخرى، وعلى زعماء الدول العربية ان يجتمعوا ويعملوا سوية من اجل بلدانهم وامتهم العربية، ويجب على العالم ان يتغير نحو الافضل بسياسات اقتصادية افضل واجتماعية ارقى وتعليمية وتربوية اجدى من اجل امتنا وبلدنا الحبيب العراق، ويجب على زعماء الكتل السياسية ان يدركوا ان ما فعلوه منذ 2003 دمر البلاد والعباد واورث البلد المرض والفقر والجهل وعليهم ان يعوا مسؤولياتهم وعلى رؤساء الكتل النظر الى مصالح الشعب وان يلتفتوا الى التنمية ووضع استراتيجيات لكافة نواحي الحياة والتي تجعل من عراقنا الحبيب وطنا قويا ودرس كورونا كان درسا قاسيا لجميع الدول من دون استثناء.
وعلى الولايات المتحدة الامريكية ان تلتزم بعدد من الامور اهمها دعم الهيئات الصحية العالمية تجاه الامراض المعدية والسعي للملمة جراح الاقتصاد العالمي، كما يجب ان يكون لدينا حكومة فعالة وبعيدة النظر من اجل التغلب على العقبات الغير مسبوقة في الحجم والنطاق العالمي، كما يجب على الحكومات ان تنال ثقة الشعب، وان على الامم ان تتماسك في اوقات الازمات، وضبط النفس في جميع الجوانب الداخلية والدبلوماسية الدولية، ويجب تحديد الاولويات لأننا نعيش فترة تاريخية حرجة توجب علينا ادارة الازمة ادارة ناجحة تجنبنا وتجنب العالم الفشل ومن اجل بناء مستقبل زاهر، لان فشلنا وفشل الاخرين في احتواء الازمة يمكن ان يحرق العالم ويدمره.
التوصيات:
- يجب على الحكومة والجهات المسؤولة زيادة الانفاق على القطاع الصحي في العراق، ودعم العلاج الصحي ذات النفقة المنخفضة، لأنه الخيار الوحيد لشريحة كبيرة من الناس

- اعادة ودعم تأهيل الكوادر الطبية بالاعتماد على الطرق الحديثة ومواكبة التطور العلمي من خلال البعثات العلمية واستيراد الاجهزة الطبية الحديثة والمتطورة عالميا

- العمل على توفير معدات الوقاية الفاعلة للكوادر الطبية وتوفير الاجهزة اللازمة للعمل على تأهيل المصابين

- توفير اجهزة فحص كورونا في جميع المحافظات.

- اعطاء موقف يومي عن الحالات المصابة بوباء كورونا وتعديل الخطط في ضوء ما يستجد من احداث.

- مراعاة الحالة النفسية للمواطنين من جراء حظر التجوال

- دعوة المواطنين الى تحمل جزء من المسؤولية والتعاون من الجهات الامنية والصحية والخدمية من تقليل ضرر هذا الوباء ومواجهته .

- العمل على دعم شريحة الطلبة من خلال اعتماد تطبيقات اكثر تداولا في التعلم، مع توفير انترنيت مجاني ليتيح للطلبة الالتزام بالمحاضرات .

- التنسيق والتعاون بين منظمات المجتمع المدني العاملة على القطاع الصحي لزيادة جهوزيتها وتطوير خبراتها .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...