الجمعة، 11 يونيو 2021

عُرفُجة بن هُرثُمةَ البارقي .. رجل الحرب والادارة والعمران في الموصل

                                                         القائد العربي المسلم عرفجة بن هرثمة البارقي 


عُرفُجة بن هُرثُمةَ البارقي .. رجل الحرب والادارة والعمران في الموصل
- ابراهيم العلاف
ولاادري لماذا وجدتُ اسمه في بعض المصادر والمدونات (هرثمة ) وليس (عرفجة ) مع ان اسمه الصحيح هو ( عرفجة بن هرثمة البارقي) وهو اول من اختط الموصل واسكنها العرب ومصرها ويعزز هذا المصادر الاسلامية ومنها كتاب (البلدان) تأليف محمد بن محمد بن ابي بكر السمرقندي والموصل دخلت الاسلام صلحا وكان القائد العام للقوات الفاتحة هو القائد الصحابي الكبير عبد الله بن المعتم في عهد الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب سنة 16 هجرية -637 ميلادية .
كان عبد الله بن المعتم على رأس الجيش ، وكان ربعي بن الافكل العنزي على مقدمته ، وعلى رأس قوات الفرسان عرفجة بن هرثمة البارقي وتعداد القوات كان قرابة خمسة الاف مقاتل واتبع القائد عبد الله بن المعتم عنصر المباغتة في فتح الموصل وتحريرها من التسلط البيزنطي .
وبعد الفتح ، عُدت الموصل أحد ثغور الكوفة الاربعة اداريا واول من تولى ادارة الموصل ربعي بن الافكل العنزي ، وعمل الى جانبه في الادارة الاقتصادية -الخراج عُرفجة بن هُرثمة البارقي .
وفي سنة 22 هجرية -642 ميلادية ولى الخليفة عمر رضي الله عنه هُرثمة على ولاية الموصل واستمرت ولايته حتى سنة 34 هجرية -654 ميلادية حين ولى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه حكيم بن سلامة الحزامي ولاية الموصل .
عرفجة بن هرثمة البارقي حكم الموصل قرابة (18) سنة . وهي - كما يقول الاستاذ الدكتور هاشم الملاح في بحثه عن تحرير الموصل في ( موسوعة الموصل الحضارية ) - فترة تتيح لصاحبها المجال ، والخبرة لتحقيق الكثير من الاعمال والانجازات في شتى المجالات الادارية والعمرانية والاقتصادية والثقافية ؛ لهذا اقترن أمر اعادة تخطيط مدينة الموصل وتعميرها بأسم هذا الوالي القدير . وقد ذكر البلاذري ذلك وقال كان في الموصل (الحصن [قليعات ] ، وبيع النصارى ومنازل لهم قليلة عند تلك البيع وكانت هناك محلة اليهود ) ، وقد انزل عرفجة بن هرثمة العرب منازلهم واختط لهم المحلات ثم وسع المسجد الجامع (بناه عتبة بن فرقد السلمي ، وكان - كما يقول الاستاذ سعيد الديوه جي في كتابه (تاريخ الموصل ) - محبا للاصلاح وبني الى جانب المسجد الجامع دار الامارة ، وعين منازل لبعض العرب النازحين الى الموصل ، وفي سنة 22 هجرية -642 ميلادية سار الى اذربيجان وفتحها وتولى أمرها ) .
وعن المسجد الجامع الذي وسعه عرفجة بن هرثمة البارقي تحدثت وقلت ان الناس تسميه جامع المصفي في رأس الكور ، وفيه منارة بسيطة ومدينة الموصل طبعا كانت موجودة منذ الاف السنين وقد ارتبط جانب من تاريخها بالاشوريين وعاصمتهم مدينة نينوى قبالة مدينة الموصل ويفصل بينهما نهر دجلة ، وكان الاراميون يسمونها حصن عبرايا او الحصن العبوري او حصن بيث عربايا وكان فيها قبائل عربية تسكنها قبل الفتح منها تغلب وغسان وخزرج وثقيف .
عرفجة بن هرثمة بن عبد العزى بن زهير بن ثعلبة البارقي (30 ق.هـ - 34 هـ / 592م - 654م) ، صحابي جليل ، وأمير كبير ، وقائد عسكري، ووال حازم ، وسياسي متمكن ، ورجل دولة عربي مسلم من الطراز الاول . برز ما بين سنة 11 هجرية - 632 ميلادية وسنة 34 هجرية ـ-654ميلادية بخوضه الكثير من المعارك ، والغزوات والحملات العسكرية على الإمبراطوريَّة الفارسيَّة الساسانيَّة في إيران والعراق، وكانت جلَّ حروبه وأغلبها على الدولة الفارسية في العراق.
اشارت انسكلوبيديا ويكيبيديا (الالكترونية )، وموسوعة المعرفة https://www.marefa.org وعدد من المصادر والمراجع التاريخية المهمة الى ان هرثمة بن عرفجة البارقي كان من دهاة العرب، كان من ذوي الرأي والمكيدة في الحرب، والنجدة. ومن أجلاء الصحابة الأبطال، ولقد كان أمير لواء من الألوية الإحدى عشرة التي عقدها الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه لقتال المرتدّين في مناطق شبه الجزيرة العربية، وهو أول قائد عربي في الإسلام ركب السفن غازيًا بلد فارس وجرَّأَ العرب من بعده على ركوب البحار.
وهو أحد الأمراء القادة في معارك البويب، والبصرة، والأبلة، والسواد، والقادسية.وكان في وفد الحكماء القادة الذي فاوض رستم، وبعد فتح المدائن قاد هرثمة ( جيش الفرسان) ، وكان هو نفسه فارسا مغوارا في فتح تكريت والموصل، وولي خراج الموصل ونينوى بعد فتحها صلحًا. وما لبث أن أعاده عمر بن الخطاب مع عتبة بن غزوان إلى جنوب العراق وأمرهما بتمصير البصرة وتوطين المقاتلة العرب، ثم بعثه عتبة بن غزوان ضمن قادة البصرة لفك الحصار الساسانيَّ عن قوات العلاء الحضرمي في فارس، كما أُرسل بأمر عمر إلى محاربة الهرمزان، فزحف مع جيش البصرة إلى الأهواز، فشهد وقائعها. وتقدم إلى تستر، وهزم الهرمزان.
ولاه عمر بن الخطاب أميرًا على ولاية الموصل سنة 22 هجرية -642 ميلادية ، وبقي عرفجة والياً على الموصل في خلافة عثمان حتى وفاته سنة 34 هجرية -654 ميلادية حين تولاها حكيم بن سلامة الحُزامي وبعده الاشتر بن مالك بن الحارث النخعي .
كان محبًا عرفجة بن هرثمة البارقي محبا للعمران، عُمِّرت الموصل في أيامه، وجعلها خططا لقبائل العرب، ووسع بها المسجد الجامع وكثرت الدور فيها، ثم أَتى شرق دجلة وبَنَى مدينة الحديثة، فحصنها وعسكر ثغورها، وقام بتوطين آلاف الجند، فاستقر أمنها. وهو الذي جند الموصل وقام بتوطين أربعة آلاف من الأزد وطيئ وكندة وعبد قيس في الموصل ويُشار إلى أنه كان محبوباً من أبناء الموصل وقد ازدهرت الموصل في عهده واستمرت بالتوسع وازدادت هجرة القبائل العربية اليها من الكوفة والبصرة .
رحم الله عُرفُجة بن هُرثُمة البارقي .. لقد كان بحق رجلا من رجال الحرب والادارة والعمران وقمين بنا ان نذكره في الموصل ونقيم له تمثالا ونطلق اسمه على اجمل الشوارع والساحات .



ان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...