الدكتور ابراهيم العلاف يقدم لكتاب : الوضع القانوني والمسؤولية الانسانية في مواجهة الوباء كوفيد 19 نموذجاً تأليف: إيناس عبد الهادي الربيعي معهد المعلمين للدراسات العليا
تقديم
بقلم أ د.
ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس جامعة الموصل
كم انا سعيد
وفرح، وانا البي طلب الاخت الدكتورة إيناس عبد المهدي مهدي الربيعي الباحثة
المتخصصة في القانون الدولي، وعضوة اتحاد كتاب الانترنت العراقيين وهي تطلب مني أن
أقدم لكتابها القيم الموسوم : (الوضع القانوني والمسؤولية الانسانية في مواجهة
الوباء فايروس كورونا كوفيد 19 ). هذا الفايروس الذي إكتسح العالم من أقصاه الى
أقصاه ، وترك حالة من الرعب لم تشهد له البشرية مثيلاً.
وأهمية ما كتبته
الأخت الدكتورة إيناس عبد المهدي مهدي الربيعي تأتي من خلال معالجتها لهذا
الفايروس القاتل من وجهة نظر قانونية - انسانية - أخلاقية . ومن المؤكد, فإن
البشرية ، واجهت عبر تاريخها الطويل، وفي كثير من الازمان أمراضا ، وأوبئة أودت
بالملايين من البشر
ومما يلفت النظر
أن التقدم الصحي والتكنولوجي، لم يمنع من انتشار هذه الأمراض والأوبئة, التي لها
تأثيراتها المدمرة لكثير من المجتمعات, ومن حسن الحظ انني ومنذ الثمانينات من
القرن الماضي وضعت دراسة قدمتها لمركز التميمي للدراسات والابحاث في تونس عن
الامراض والاوبئة في العراق وتأثيراتها ومنذ سنة 1258 وحتى سنة 1918 ، وتحدثت فيها
عن ما واجهه المجتمع العراقي من امراض خطيرة تمثلت بالطاعون، والجذام، والتدرن
الرئوي (السل)، والتهاب ذات السحايا، والكوليرا (الهيضة)، التيفوئيد، والانفلونزا
التي جاءتنا مع المحتلين الانكليز سنة 1914 -1918 .
انتشار الامراض،
ومنها هذا المرض الخطير الذي يسببه فايروس كورونا كوفيد 19، بدأت تباشيره في الصين
منذ كانون الثاني 2019 ، واستمر ينتشر في العالم كله يعمل على شل حركة الانسان
الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويتطلب العمل من أجل تكييف النشاطات والتدابير
ضمن ظروف انتشار المرض. ومن دون شك فإن المجتمعات الفقيرة ، والناس الفقراء هم
اكثر اكتواءَ بتأثيرات المرض. وهو يؤثر على تدفق السلع والخدمات ويؤثر على حركة
النقل والتجارة والسياحة .. ويقينا ان بعض الدول لم تكن مهيئة لمواجهة هكذا طارئ
لذلك تترتب على الدول الغنية والمتقدمة التزامات أخلاقية لمساعدة هذه الدول على
احتواء اثار هذا الفايروس المدمر .
الأخت الباحثة
الاستاذة إيناس استطاعت في هذه الكتاب ان تبرز المعايير الاخلاقية والالتزامات
الدولية التي ينبغي اتباعها تجاه العديد من الدول غير القادرة على المواجهة خاصة،
وأن العالم اليوم وبعد الثورة المعلوماتية وتطور وسائل التواصل الاجتماعية اصبح
قرية كونية صغيرة .
وحتى داخل الدول،
هناك ضوابط ومتطلبات قانونية تدعو أصحاب القرار ومن نسميهم (أولي الأمر) الى ان
يأخذوا دورهم، ويقوموا بواجباتهم تجاه شعبهم لتقليل مخاطر المرض والتخطيط الفاعل
لمواجهة ما سوف ينجم عن انتشار الفايروس من خلل اجتماعي، واضطراب سياسي، واقتصادي،
واجتماعي وهذا لا يكون الا بالتخطيط .
والباحثة لم
تألوا جهداً في تبيان حجم المسؤولية القانونية، والاخلاقية للحكومات في تأمين
الخدمات الطبية، وتوفير المستلزمات لمعالجة المصابين، وحفظ الصحة العامة وتوفير
الجو المناسب للأفراد لكي يكونوا في مأمن من المرض، وما بعده .. وهذا يتطلب أن
يكون البلد على صلة بكل بلدان العالم وخاصة المتقدم، ومنظمة الصحة العالمية للعمل
الجاد وفق الالتزامات الدولية المعروفة .
وانا أراجع فهرست
الكتاب، واطلع على ما قدمته الاخت المؤلفة وجدت أنها توسعت، وتناولت كل ما له
علاقة بموضوع الكتاب فوقفت عند الاوبئة والطوارئ الدولية على انها تهديد محتمل
وخطر متعمد، وسبل نقل العدوى بين الحق في الصحة والمسؤولية الجنائية، والسيناريو
الأسوأ في أزمة القرن، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وحظر التجوال كأحد مقاصد الشريعة
والقانون لحفظ النفس، وأسلحة الخفاء (الاسلحة البيولوجية كرادع استراتيجي)، واخفاء
الحقائق وأثر ذلك في انتشار الاوبئة والامراض، وماذا بعد الازمة، واللاجئين
والتهديد الجديد، وكيف عمد المسؤولين لممارسة اعمالهم لإدارة الازمة بعد العدوى
(جنود التكنلوجيا) والمسؤولية الدولية عن اخفاء معلومات تهم البشرية، والمشاركة
الواعية في البحوث العلمية، والحق في الصحة، والاثر العالمي للازمة، والاعلام
رسالة بين الامانة وتهديد الامن المجتمعي، وخيار لظرف طارئ، والتعليم الالكتروني
وقانون العفو بين الحاجة والضرورة، والاتحاد الاوربي تحدي البقاء، وهل التزمت
الصين بالمواثيق الدولية لمنع هلاك البشرية، وسرقات في زمن الكوارث (خطف الفن)
والجيش الابيض، والمواجهة الخفية (الطب في زمن الكوارث)، وأخيراً المرجعية
والتكافل الاجتماعي.
موضوعات غاية في
الاهمية تناولها الكتاب، وانا فرح بتصدي الأخت الباحثة لهذا الموضوعات ومفاصلها،
وآثارها برؤية قانونية، وأخلاقية، وانسانية .
بقي عليَّ أن
أقول ان الباحثة المؤلفة معروفة بدأبها، وتميزها، فهي تحمل شهادة الماجستير في
القانون العام وتخصصها الدقيق القانون الدولي من كلية الحقوق – جامعة النهرين
ببغداد وعنوان رسالتها للماجستير: (القيمة القانونية للخرائط في منازعات الحدود),
كلية الحقوق - جامعة النهرين, قسم القانون العام, الماجستير, بإشراف الدكتور حيدر
ادهم عبد الهادي, 2016 .
مارست المحاماة،
وهي خبيرة قضائية لدى محاكم الكرخ، وحالياً موظفة في وزارة العدل العراقية في
القسم القانوني - دائرة كتاب العدول المقر. وهي حاصلة على لقب سفير سلام لعام 2015
بالمشاركة في مشروع سفراء السلام من اجل التعايش السلمي, واحتاج الى الكثير من
الصفحات لتدوين سيرتها، لكن اقول ان لديها بحوثا كثيرة منشورة في حقل تخصصها تزيد
عن ال ( 80) بحثاً، ولها مشاركات في برامج تدريبية، وندوات، ومؤتمرات في نظم
التقاضي ، وفض وتسوية المنازعات الدولية – مكافحة الجريمة المعلوماتية – عقود
التجارة الدولية.
اطروحتها
للدكتوراه التي تعمل عليها، وسوف تناقشها قريبا ان شاء الله وهي بعنوان (دور
القضاء الدولي في تطوير قواعد حماية البيئة البحرية) , الدكتوراه القانون العام,
معهد العلمين للدراسات العليا, بإشراف الدكتور حيدر ادهم عبد الهادي) .
ومن كتبها
المنشورة ( القيمة القانونية للخرائط في منازعات الحدود, 2020) .
تمنياتي للأخت
الدكتورة إيناس عبد المهدي مهدي الربيعي بالموفقية والعز والخير والتوفيق والتقدم
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق