الخميس، 3 يونيو 2021

( مقهى المغنى العربي) ..............المجموعة القصصية للقاص محمد سامي عبد الكريم



( مقهى المغنى العربي) ..............المجموعة القصصية للقاص محمد سامي عبد الكريم

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس جامعة الموصل

في المشهد القصصي العراقي في الموصل في ايامنا هذه ، يبرز اسم رئيس المهندسين الاقدم الاستاذ محمد سامي عبد الكريم ، واحدا من أبرز كتاب القصة القصيرة ؛ فبعد مجموعته القصصية (أحلى السنين) ، صدرت مجموعته القصصية الاخرى ( مقهى المغنى العربي) ..وله تحت الطبع مجموعة قصصية بعنوان ( المفتش) .
وقد كتبتُ عن منجزه القصصي الابداعي ( أحلى السنين) ، وبين يدي الان مجموعته القصصية ( مقهى المغنى العربي) ، وقد وصلتني نسخة مهداة منه مع عبارات جميلة ، وانيقة كجمال روحة ، واناقته ، وكياسته ، وسمو خلقه ، فشكرا له .
الاخ الاستاذ محمد سامي عبد الكريم خريج كلية الهندسة - جامعة الموصل تخصص هندسة كهربائية 1978 .. عمل في مواقع هندسية عديدة ، وقد تقاعد سنة 2017 لكنه يكتب وينشر منذ سنوات ، وكنت اتابع كتاباته الادبية وخاصة في مجال القصة القصيرة ، فأجد ان لديه قدرات فنية ؛ فهو متمكن من ادوات فنه وتقنيات عمله لذلك ابدع في كتابة القصة القصيرة المستوحاة من واقع مدينته الموصل وحياتها اليومية المليئة بالصور القصصية الواقعية ، وهكذا كانت قصص مجموعته( أحلى السنين) ، وهكذا هي قصص مجموعته ( مقهى المغنى العربي) .
ومما يميزه في كتابة القصة القصيرة ، أنه يحرص على نقل أحداث عاشها ، أو سمعها ، أو عاصرها ، ويحولها الى قصة قصيرة لها مغزى ، ومعنى فضلا عن انه يساعد القارئ على ان يخرج بعبرة وعظة وحكمة بعد ان ينتهي من قراءة هذه القصة القصيرة أو تلك .
المجموعة هذه تضم (20) قصة ، وقد صدرت عن (دار نون للطباعة والنشر والتوزيع ) في الموصل 2021 ، وانا شخصيا أحسست ، وانا اقرأ قصص المجموعة أنه نجح في أن يضعنا في صورة واجواء مدينته الموصل ، فهو من اهلها ، ومن مواليد سنة 1954 درس في مدارسها ، وتخرج في جامعتها ، وعمل في دوائرها ، وانهمك في حياتها ، وعرف أسرارها ، وخبر معالمها ومنها مقهى ابو داؤد (مقهى المغنى العربي ) في شارع غازي ولي عنها مقالة منشورة ، ومن لايعرف ابا داؤد ، ومن لايعرف مقهاه وروادها الذين كانوا يتذوقون المغنى العربي الاصيل .
وينقلنا القاص محمد سامي عبد الكريم الى اجواء مهرجان ابي تمام في الموصل 1971 ، وحركة الشاعر اليمني عبد الله البردوني في مسح فمه وقد شرب الماء بكم قميصه (بتعمد مقصود) وهو يقول (ماذا جرى ...يا ابا تمام تسألني ***عفوا سأروي ..ولا تسأل ..وما السبب ) ، وما اطلقه بعض (السخفاء) من تصرفات مخجلة .
وفي قصة (تعبان على نفسه ) ينقل لنا صورة نموذج (المثقف الفقاعة ) أو لنقل مع الفنان الكبير عادل امام (الشاعر الحلزونة ) وكم يعاني مجتمعنا وصالاتنا الثقافية من هكذا فقاعات وحلزونات تحسب المجد " تمرا آكليه" فتبدأ بأن تضع امام اسمها القاب والقاب مما يخجل ويدهش .
وهكذا تمضي المجموعة بقصصها كلها صور واقعية لشخوص وأحداث واقعية القى عليها اضواء بحيث بدت وكأنها ظواهر جديرة بالمعالجة ، وهذا هو دور المثقف وهذه هي رسالته التنويرية في المجتمع .
ارى ان مجموعة (مقهى المغنى العربي ) هي بمثابة (مرآة) وضعها القاص لنرى فيها عيوبنا ومشاكساتنا وخروجنا على المألوف فنبدأ بتهذيب انفسنا ، ونرعوي ، ونعود الى الطريق الصحيح طريق الصدق والاستقامة .
بوركت أخي القاص أبا احمد ، وبورك جهدك ، وبوركت اضافاتك لسجل القصة العراقية القصيرة ، والى مزيد من الالق والابداع والتوفيق .
3-6-2021

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زقورة عقرقوف من المعابد العراقية في العصور القديمة

زقورة عقرقوف من المعابد العراقية في العصور القديمة وهذه صورة للزقورة وفيها مكان للمعابد العراقية وترتفع بالانسان المتعبد الى الاعلى حيث السم...