( مقهى المغنى العربي) ..............المجموعة القصصية للقاص محمد سامي عبد الكريم
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس جامعة الموصل
في المشهد القصصي العراقي في الموصل في ايامنا هذه ، يبرز اسم رئيس المهندسين الاقدم الاستاذ محمد سامي عبد الكريم ، واحدا من أبرز كتاب القصة القصيرة ؛ فبعد مجموعته القصصية (أحلى السنين) ، صدرت مجموعته القصصية الاخرى ( مقهى المغنى العربي) ..وله تحت الطبع مجموعة قصصية بعنوان ( المفتش) .
وقد كتبتُ عن منجزه القصصي الابداعي ( أحلى السنين) ، وبين يدي الان مجموعته القصصية ( مقهى المغنى العربي) ، وقد وصلتني نسخة مهداة منه مع عبارات جميلة ، وانيقة كجمال روحة ، واناقته ، وكياسته ، وسمو خلقه ، فشكرا له .
الاخ الاستاذ محمد سامي عبد الكريم خريج كلية الهندسة - جامعة الموصل تخصص هندسة كهربائية 1978 .. عمل في مواقع هندسية عديدة ، وقد تقاعد سنة 2017 لكنه يكتب وينشر منذ سنوات ، وكنت اتابع كتاباته الادبية وخاصة في مجال القصة القصيرة ، فأجد ان لديه قدرات فنية ؛ فهو متمكن من ادوات فنه وتقنيات عمله لذلك ابدع في كتابة القصة القصيرة المستوحاة من واقع مدينته الموصل وحياتها اليومية المليئة بالصور القصصية الواقعية ، وهكذا كانت قصص مجموعته( أحلى السنين) ، وهكذا هي قصص مجموعته ( مقهى المغنى العربي) .
ومما يميزه في كتابة القصة القصيرة ، أنه يحرص على نقل أحداث عاشها ، أو سمعها ، أو عاصرها ، ويحولها الى قصة قصيرة لها مغزى ، ومعنى فضلا عن انه يساعد القارئ على ان يخرج بعبرة وعظة وحكمة بعد ان ينتهي من قراءة هذه القصة القصيرة أو تلك .
المجموعة هذه تضم (20) قصة ، وقد صدرت عن (دار نون للطباعة والنشر والتوزيع ) في الموصل 2021 ، وانا شخصيا أحسست ، وانا اقرأ قصص المجموعة أنه نجح في أن يضعنا في صورة واجواء مدينته الموصل ، فهو من اهلها ، ومن مواليد سنة 1954 درس في مدارسها ، وتخرج في جامعتها ، وعمل في دوائرها ، وانهمك في حياتها ، وعرف أسرارها ، وخبر معالمها ومنها مقهى ابو داؤد (مقهى المغنى العربي ) في شارع غازي ولي عنها مقالة منشورة ، ومن لايعرف ابا داؤد ، ومن لايعرف مقهاه وروادها الذين كانوا يتذوقون المغنى العربي الاصيل .
وينقلنا القاص محمد سامي عبد الكريم الى اجواء مهرجان ابي تمام في الموصل 1971 ، وحركة الشاعر اليمني عبد الله البردوني في مسح فمه وقد شرب الماء بكم قميصه (بتعمد مقصود) وهو يقول (ماذا جرى ...يا ابا تمام تسألني ***عفوا سأروي ..ولا تسأل ..وما السبب ) ، وما اطلقه بعض (السخفاء) من تصرفات مخجلة .
وفي قصة (تعبان على نفسه ) ينقل لنا صورة نموذج (المثقف الفقاعة ) أو لنقل مع الفنان الكبير عادل امام (الشاعر الحلزونة ) وكم يعاني مجتمعنا وصالاتنا الثقافية من هكذا فقاعات وحلزونات تحسب المجد " تمرا آكليه" فتبدأ بأن تضع امام اسمها القاب والقاب مما يخجل ويدهش .
وهكذا تمضي المجموعة بقصصها كلها صور واقعية لشخوص وأحداث واقعية القى عليها اضواء بحيث بدت وكأنها ظواهر جديرة بالمعالجة ، وهذا هو دور المثقف وهذه هي رسالته التنويرية في المجتمع .
ارى ان مجموعة (مقهى المغنى العربي ) هي بمثابة (مرآة) وضعها القاص لنرى فيها عيوبنا ومشاكساتنا وخروجنا على المألوف فنبدأ بتهذيب انفسنا ، ونرعوي ، ونعود الى الطريق الصحيح طريق الصدق والاستقامة .
بوركت أخي القاص أبا احمد ، وبورك جهدك ، وبوركت اضافاتك لسجل القصة العراقية القصيرة ، والى مزيد من الالق والابداع والتوفيق .
3-6-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق