منطقة بادينان 1925-1970 ........................في كتاب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
في اربيل زرت الاكاديمية الكوردية ( المجمع العلمي الكردي) واستقبلني الاخ الاستاذ الدكتور عبد الفتاح علي البوتاني رئيس الاكاديمية الكردية وهو تلميذي عمل معي واشرفت على رسالته للماجستير واطروحته للدكتوراه واهداني عددا من الكتب التي نشرتها الاكاديمية وكلها قيمة وذات فائدة وتعد مصادرا للباحثين وطلبة الدراسات العليا ومنها هذا الكتاب الموسوم ( منطقة بادينان 1925-1970 دراسة في الوقائع والتطورات السياسية ) اربيل 2017 وهو بجزئين والجزء الاول ضخم يقع في (634) صفحة النص يقع في (300) صفحة وبقية الصفحات تضم وثائق وملاحق غاية في الاهمية واغلبها غير منشور قبل ذلك لا بل معروف حتى بين الاوساط العلمية ومنها مثلا تقارير عن النشاطات الشيوعية في زاخو وفي الشيخان وعن حركة الشيخ احمد البارزاني وعن طلب منح اوسمة الرافدين لشيوخ السورجية وعن اتحاد طلبة دهوك وعن دور النواب الكرد سنة 1930 حول الحقوق القومية الكردية .
نعود الى نص الكتاب وكما قلت يؤلف 300 صفحة من الكتاب وهو غني بالمعلومات عن بادينان وعن الحياة السياسية والحزبية فيها بين سنتي 1925-1958 وعن التطورات السياسية الداخلية في العراق واقليم كردستان العراق واثرها على منطقة بادينان 1925-1958 ففيما يتعلق بالفقرة الاولى وتمثل الفصل الاول وقف المؤلفعند جمعيات واحزاب كردية ونشاطاتها في مدن وقصبات وبلدات منطقة بادينان منها نشاطات جمعية (ظهير الكورد ) و( جمعية زرادشت ) و(جمعية الاستقلال- خويبون ) و(جمعية الامل هيوا ) و( لجنة الحرية آزادي ) و( جمعية خه بات- النضال ) في دهوك والحزب الشيوعي العراقي والحزب الديموقراطي الكردستاني - البارتي وجمعية انبعاث الكورد وجماعة الاخوان المسلمين وحزب التحرير الاسلامي وحزب البعث وحزب طاشناق .
وفي الفقرة الثانية اي الفصل الثاني من الجزء الاول من الكتاب نرى المؤلف يتناول ماحدث من تطورات سياسية في بغداد وانعكاسات ذلك في منطقة بادينان ابتداء من معاهدة 1930 وانقلاب بكر صدقي ووثبة كانون الثاني 1948 والعدوان الثلاثي على مصر 1956 وحلف بغداد والاتحاد الهاشمي 1958 ثم وقف المؤلف عند التطورات السياسية الداخلية في اقليم كوردستان ومنها حركة الشيخ احمد البارزاني ، وحركة الاثوريين واسرة شيوخ بارزان في منفاهم في الموصل ، وحركة خليل خوشه وي واغتيال المبشر الامريكي كامبرلاند والملا مصطفى البارزاني في الموصل وموقف منطقة بادينان من حركة 1943-1945 ونواب منطقة بادينان في مجلس النواب العراقي 1925-1958 .
وطبيعي الجميع يعرف ان منطقة بادينا او بهدينان في جغرافية كوردستان العراق تشمل منطقة واسعة في شمال العراق واهم مدنها زاخو ودهوك والعمادية وعقرة والشيخان وبردره ش ولهذه المنطقة تاريخ وتاريخ ثر وعليها كتب ومن الذين كتبوا عنها كتبا مهمة صديق الدملوجي وانور المائي .
المؤلف يناقش كل هذه الاحداث بعلمية ويقلب الاحداث من وجهات نظر متعددة لكنه يبرز النضال والنشاط الكوردي من اجل القضية ووالكتاب - بحق- وثائقي تناول قضايا ومسائل واشكالات تاريخية قسم منها كان غامضا وغير معروف وغير منشور وكل ما تناوله يدعم القضية الكردية ويكشف جوانبا من نضال الاكراد القومي ضمن وحدة العراق ولم ينس ان يشير الى وحدة الكفاح القومي العربي والكردي من خلال تناوله لعدد من الرموز الكردية النضالية ومنهم الشهيد صالح اليوسفي .
في الجزء الثاني من الكتاب (منطقة بادينان 1925-1970) يتواصل المؤلف مع الموضوع فيتناول التطورات السياسية الداخلية في العراق ومن ضمنه اقليم كردستان العراق واثرها على منطقة بادينان من 14 تموز 1958 الى 8 من شباط سنة 1963 ويتناول حركة الشواف المسلحة في الموصل ومحاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم واجازة الحزب الديموقراطي الكردستاني وثورة 11 ايلول 1961 ووقائع واحداث الثورة في بادينان وابرز المعارك والتطورات السياسية حتى 11 اذار 1970 ومنها انقلاب 8 شباط 1963 والمفاوضات مع القيادة الكردية واستئناف القتال وانقلاب 18 تشرين الثاني 1963 والاضراب السياسي في كوردستان واتفاقية 29 حزيران 1966 وانقلاب 17 تموز 1968 واستئناف القتال والمفاوضات واعلان الحكم الذاتي لكردستان وايضا في الجزء الثاني هناك ملف وثائقي ضخم جدا يعد من مصادر تاريخ الحركة الكردية يضم قرابة 300 صفحة من مجموع صفحات الجزء الثاني الذي يقع في (806) صفحة .
ابارك للاخ العزيز الاستاذ الدكتور عبد الفتاح البوتاني جهده العلمي هذا ويعد اضافة قيمة للمكتبة العراقية الكوردية ويجب ان اشير الى ان الدكتور عدنان عودة عباس هو من قدم للكتاب بمبحث جميل عنوانه ( لكي لاننسى :ذاكرة التاريخ ومرآة احداثه بين المكاشفة وعبرها مسارات في كتاب جديد للاستاذ الدكتور عبد الفتاح علي البوتاني) ، فاليه الشكر ايضا وشكرا للاكاديمية الكردية على مجهوداتها في طبع الكتاب ونشره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق