التين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين
- ابراهيم العلاف
رب العزة والجلال ، حين أقسم بالتين والزيتون ، وطور سينين ، وهذا البلد الأمين ، وفي الاية الكريمة من سورة التين بسم الله الرحمن الرحيم : "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ " فانه كان يقصد مهبط الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام .
وفي تفسير ابن كثير ، اشارة لذلك . وقد اشار الاستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي في كتابه (التعبير القرآني) الى ذلك عندما قال انها أماكن ثلاثة بعث الله سبحانه وتعالى في كل منها نبيا مرسلا من أُولي العزم أصحاب الشرائع الكبار ؛ فالمكان الاول هو (فلسطين) وقلبها مدينة القدس وبيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى بن مريم عليه السلام ، والمكان الثاني هو (طور سينين) أي صحراء سيناء وفيها الجبل الذي كلمه عليه النبي موسى عليه السلام وارسله الى فرعون ملك مصر وقومه والثالث (مكة المكرمة) أم القرى البلد الامين الذي من دخله كان آمنا ، وهو الذي ارسل فيه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
ويقينا ان الله سبحانه وتعالى ، أقسم بهذه الامكنة الثلاثة العظيمة لأهميتها الدينية ، والعقائدية ، والتاريخية في حياة الانسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم ، وطلب منه ان يعبد الله ، ويقيم الحضارات ، ويبني المدن ، ويُعمر الارض ويزرعها ، وينشر فيها قيم العمل والعدالة والخير بمعنى حمله أمانة ، وأمانة ثقيلة .
ومما اعطاه الله للانسان ؛ (المنهج) الذي بموجبه يعيش ويعمل . بسم الله الرحمن الرحيم ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) ، وكل ذلك يجري وفق سنن واحكام وقوانين يسير عليها الانسان في الارض ، ويصنع تاريخه ، ويؤدي رسالته التي تعهد بأدائها باعتباره (خليفة الله في الارض) .. بسم الله الرحمن الرحيم :" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً " صدق رب العزة والجلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق