رسالة ماجستير
" الصحافة الحزبية في العراق : دراسة وصفية للفنون الصحـفية في صحـف ( طريق الشـعب، التآخي، البـيان) ، للمدة من 1-5-2003 الى 1-11-2003 " بإشراف :الدكتور هاشم حسن قدمت الى كلية الاعلام –جامعة بغداد 2007
في الوقت الذي تعد فيه التعددية الاعلامية، ضرورة اساسـية وشـرطا فاعلا في إثراء التجرية الصحـفية في البلدان التي تنتعش فيها الديمقراطية، وتسهم بشكل او باخر في بلورة اساليب مهنية واضحة، وصياغة تقاليد صحـفية متجددة تفضي الاحـادية الاعلامية في الخطاب والاسـلوب والتوجه الى انكفاء وانغلاق إعلاميين، لا يؤديان الى جمود مهني حسب، بل الى انحسار وتراجع، يصعب تدارك سلبية اثارة على المادة الاعلامية شكلا ومضمونا
. وفي العراق، فقد افرزت طبيعة نظام الحكم الشمولي وآليات حاكمة طيلة خمسة وثلاثين عاما خلت، مركزية اعلامية صارمة، وابعاد قسري لجميع الاحزاب المعارضة، الامر الذي اضطرها الى ان تصدر صحفها خارج الوطن، فبات خطابها الصحفي بعيدا بالجغرافيا، وربما بالهموم عن المواطن العراقي. لكن... بعد احداث التاسع من نيسان ٢٠٠٣، وزوال النظام السياسي الحاكم في العراق باحتلال امريكي، أضحت الاجواء السياسية والاعلامية في البلاد مناسبة، بالنسبة للاحزاب العراقية سواء القديمة منها او الحديثة التشـكيل، لئن تستأنف او تشرع بنشاطاتها داخليا. فشرعت هذه الاحزاب، وقبل اي شيء اخر، باصدار صحف تمثلها وتنطق باسمها، في محـاولة منها للتعريف بنفسها، وايصال صوتها الى المتلقي العراقي، وذلك في خضم واقـع اتصالي جديد، بـدت ملامحـه مختلفة التوجهات، فشكلت (الصحافة الحزبية) بذلك بعدا جديدا ومضافا، غير شيئا من صورة الصحافة العراقية عموما.
ولوضع هذه التجربة الصحفية تحت مجهر البحث العلمي، وسعيا الى رصد مسار عملها، والوقوف على مستوى ادائها تأتي هذه الدراسة كمحاولة علمية للتنبيه والاشارة الى الطريق المهنية المثلى التي لابد لهذه التجبـة ان تشـهدها لتؤدي بها بالمحصلة الى ايجاد هوية صحفية واضحة. وإستجابة لمتطلبات حجم الدراسة، وعملا باشتراطات البحث العلمي، اكتفت الباحثة بتسليط الضوء على واقـع الفنون الصحفية السائدة في الصحافة الحزبية في العراق، بغية تقديم توصيف دقيق لمدى اقترابها من الاطر الدلالية لعلم الاتصال وفن الصحافة.
تم تقسيم الدراسة الى خمسة فصول: يقدم الفصل الاول: الاطار المنهجي للبحث، ويضم مشكلة البحث ، أهمية البحث، اهداف البحث، مجال البحـث، الدراسات السابقة، منهج البحث، وحدات التحليل وفئاته، والتعريفات الاجرائية. اما الفصل الثاني، فيكشف عن ماهية الارتباط بين الصحافة والسياسة عبر مبحثين، يبحـث الاول في الوظيفة السياسية للصحافة، ويتقصى الثاني عن علاقة الصحافة بالسلطة. في حين يتناول الفصل الثالث: التطور التأريخي للصحافة الحزبـية في العراق في مبحـثين، يبحـث الاول في مسيرة الصحافة الحزبية في العراق ابان العهد الملكي، ويتدارس الثاني مسيرة هذه الصحافة ابان العهد الجمهوري. ويبحث الفصل الرابع: الواقع السياسي والصحفي في لعراق للمدة من ١ آيار ٢٠٠٣ لغاية ١ تشـرين الثاني من العام نفسه، وذلك في مبحثين يتحدد الاول في دراسـة الواقـع السياسـي في العراق ويتناول الثاني الواقع الصحفي فيه. 226 رسائل واطاریح اعلامیة حزیران ٢٠٠٧ العــدد 3 اما الفصل الخامس، فيقدم دراسة وصفية لواقع الفنون الصحفية السائدة في الصحف الحزبية العراقـية (طريق الشعب - التآخي – البيان) .
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات منها :
: 1- وجود اهتمامات مشتركة لنوع الموضوعات التي عالجتها الصحف الحزبـية، طريق الشـعب - التآخي - البيان، من خلال فنونها الصحفية تركزت اغلبها حول جرائم النظام السابق والموضوعات المتعلقة بالحـكومة القـائمة، وذلك لوجود قاسم مشترك يجمعها، وهو موقف احزابها المعارض للنظام السابق، وائتلافها في مجلس الحكم الانتقالي .
2- غياب الخطوط المهنية الفاصلة بين فن صحفي وآخر، في الصحف الحزبية (طريق الشعب، التآخي، البيان) وذلك لضعف اساليب التحرير الصحفي فيها، وتداخل اختصاصات اقسام الصحيفة واقسمها بالارباك والتشويش
. 3- التقليدية والعشوائية والرتابة في اخراج الصحف الحزبية (طرق الشعب، التآخي، البيان) وانسـجامها مع الخطاب الصحفي المؤدلج حزبيا، وعدم اعتماد الاسس والقواعد الاخراجية الحديثة المتعارف عليها مهنيا-
4. انغلاق الصحف الحزبية (طريق الشعب، التآخي، البيان) على حزبيتها في اغلب الاحـيان، وغلبـةالرؤية الاحادية في طرح الموضوعات داخلها ومعالجتها صحفيا، وضعفها في تحقيق الاستقطاب الشعبي نحـوها، مما ادى الى انعدام الصفة الجماهيرية لها، وهذا ما اكدته معدلات توزيعها الضعيفة والمتردية احيانا. اما التوصيات التي تعد انعكاسا للاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة فتمثلت بالآتي
. 1- العمل على تنوع الموضوعات التي تتناولها الصحافة الحزبية من خلال مختلف فنونها الصحـفية، وتعددها على نحو يستجيب لحاجات المجتمع ومشكلاته اضافة الى تنوع اساليب المعالجة الصحفية لهذه الموضوعات سواء داخل الصحيفة نفسها او بينها وبين الصحف الحزبية الاخرى
. 2- إقامة اقسام صحفية متخصصة ، تتوافر على ملاكات عاملة ذات تأهيل علمي ومهني اكثر عمقا وشـمولا، قادرة على تقديم فنون صحفية خالصة تتوفر فيها الاشتراطات العلمية الصحيحة
. 3- الاهتمام بالجوانب الاخراجية، عبر تبني مدارس الاخراج الصحـفي الحـديثة، واعتماد اسـاليب التصميم الطباعي المتقدمة ، اضافة الى الاستعانة بادوات النشر الالكتروني
. 4- تحرير الصحافة الحزبية من حزبـيتها الضيقـة، وفتح المجال من خلال صفحـاتها للمصادر الاخبـارية المتنوعة، وللرأي الآخر، سعيا الى توسع قاعدة المشاركة السياسية، والعمل على تحقيق الاستقطاب الشعبي الواسـع، الذي لابد منه لتفعيل دور الاحزاب كمؤسسات سياسية مهمة في توجيه المجتمع وقيادته.
______________________________________________
*مجلة الباحث الاعلامي 2007 والرابط :http://www.comc.uobaghdad.edu.iq/…/Scientific_Rese…/re/3.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق