العقيد الطيار حفظي عزيز وقصة تشكيل أول قوة جوية عراقية
ابراهيم العلاف
في جريدة "العراق " البغدادية ، وفي عددها المرقم 2518 الصادر في 12 مايس -ايار -مايو سنة 1984 ، وضمن صفحة "تراث ومعاصرة " التي كان يحررها الصديق الاستاذ ابراهيم احمد القيسى قصة طريفة تتعلق بأخبار الطيارين العراقيين الرواد وتشكيل القوة الجوية العراقية من خلال قصة العقيد الطيار حفظي عزيز ، وكان عمره سنة 1984 ( 76 ) سنة ..والصورة المرفقة الاولى له التقطها سنة 1927 ، والصورة الثانية لقصاصة الجريدة التي وفرها لي الصديق العزيز الاستاذ جعفر الزاملي ولنبدأ رواية القصة من سنة 1908 حين ولد (حفظي عزيز) في المحمودية ، وبدأ يتعلم القرآن الكريم على يد الملا جبار الاعرج ، ودرس الابتدائية في طويريج (الهندية ) .قرأ اعلانا عن قبول طلاب يتدربون ليكونوا طيارين في نواة للقوة الجوية العراقية فتقدم 12 طالبا وبعد اجراء الفحص الذي قام به ضباط انكليز نجح اثنان فقط هما : حفظي عزيز وقاسم البازركان وعند الالتحاق وجد حفظي عزيز نفسه لوحده إذ فضل قاسم البازركان ان يكون طبيبا فإنسحب .
انضم الى حفظي عزيز بعد ذلك ، بشير صدقي يعقوب أحد كتاب وزارة المالية وسافر الاثنان الى انكلترا بسيارة فورد (تنتة أبو اللوكية ) ووصلا (كلية كرانويل للقوة الجوية البريطانية ) حيث مركز الدراسة والتدريب والتحق بهما كل من :
1.محمد علي جواد
2. ناطق الطائي
3.موسى عي
4. ناصر حسين الجنابي
وبعد عام من الدراسة أعيد بشر صدقي يعقوب، الى بغداد . وبعد سنة أعيد ناصر حسين الجنابي ، فظل فقط اربعة طلال عراقيين وهم حفظي عزيز ومحمد علي جواد (بالمناسبة هو ابن عمة الزعيم عبد الكريم قاسم ) وناطق الطائي وموسى علي وقد واصلوا الدراسة والتدريب على الطيران العسكري .
وبعد التخرج من كلية كرانويل سنة 1930 عادوا الى العراق وكل واحد يقود طائرته وفي مقدمتهم حفظي عزيز .
يتحدث العقيد الطيار حفظي عزيز وهو المعروف بأناقته وحيويته وبحبه لوطنه ، لمحرر الجريدة عن تلك الايام الجميلة فيقول : ان الطيار ناطق الطائي كان يملأ سماء بغداد بصوته وهو يعلن عبر مكبرة الصوت عن وصول (البعثة العراقية للقوة الجوية ) وقد دهش الناس لهذا الصوت ، وكان يُسمع بوضوح وسعدت بغداد انذاك بأبنائها البررة .ويقول ان البعثة قطعت المسافة في طريق العودة من انكلترا الى بغداد ب( 14 ) يوما وكانت الطائرات من نوع (جيسي موث ) وهي طائرة بسيطة سعر الواحدة منها في ذلك الزمان 500 دينار عراقي وكان معهما طائرة أخرى هدية للملك فيصل الاول من نوع (بولي موث ) .
كرم الملك فيصل الاول 1921-1933 ) الطيارين الرواد وكانوا هم نواة القوة الجوية العراقية التي كان يشهد لها بالتفوق والسمو والتي حلها المحتلون البغاة الاميركان بعد احتلالهم العراق في 9 نيسان 2003 للاسف الشديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق