الرحمة لصديقي وزميلي الاستاذ حسام قاسم العبيدي ا.د. ابراهيم خليل العلاف

الرحمة لصديقي وزميلي الاستاذ حسام قاسم العبيدي 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف 
استاذ متمرس -جامعة الموصل 
منذ نصف قرن ، كنا أنا والصديق الاستاذ حسام قاسم العبيدي طلابا في كلية التربية –جامعة بغداد كان هو في قسم اللغة العربية ، وكنتُ في قسم التاريخ .. ومن حسن الحظ ضمتنا مع بعض الزملاء - ومنهم الاساتذة حسين محمد البكر وغانم محمد علي الحسيني وخالد عبد صالح - غرفة واحدة في دار الطلبة في الباب المعظم لذلك كانت علاقتنا ، ونحن موصليون ومن مدينة واحدة هي : الموصل علاقات صداقة ، واخوة وثيقة .. وبعد التخرج عدنا واستمرت علاقتنا حتى وفاته (رحمه الله ) .
الاستاذ حسام قاسم العبيدي انسان وديع ، ومرب فاضل ، ومدرس لغة عربية من الطراز الاول .كنا نتمازح معه وهو يتمازح معنا حول الزواج واذا به يتزوج قبلنا .. قبل كل زملاءه ، ثم يتزوج مرة أخرى . ما كنت أملك غير صورة معه ونحن نتاول فطورنا في مطعم دار الطلبة في شهر رمضان المبارك واخرى ونحن ندرس في قاعة المطالعة انا وهو والاخ الاستاذ خالد عبد مصطفى .وقد نشرت ُ الصورة في مدونتي .
وقبل أيام راسلني شقيقه الاستاذ هادي من البصرة ويعمل في شركة نفط الجنوب وقلت له اريد صورة الصديق الاستاذ ( أبو ريم ) واقصد شقيقه الاستاذ حسام فأرسلها لي وكنت اروم الكتابة عنه منذ زمن وقد رأيت الاخ الاستاذ اللواء المتقاعد وليد النقيب يذكره في موسوعته :"نقباء الموصل " ويقول انه أسهم في تصحيح بعض الاجزاء من الناحية اللغوية .
قال لي شقيقه الاستاذ هادي ان أحد اقاربه ذكر له ان اسمي كان من بين الاسماء التي كان يرددها الاستاذ حسام في لحظاته الاخيره قبل ان يودع الحياة.
ويقينا أن عددا كبيرا من طلابه ، وزملاءه، ومحبيه يذكرونه وقد كان مدرسا للغة العربية متميزا . كما عمل في الاشراف التربوي .
حسام بن قاسم بن توفيق العبيدي بن حسن العبيدي بن ابراهيم العبيدي بن عبيد الله بن حافظ خليل البصير النقيب بن علي غياث الدين ويرتقي نسبه الى نقيب النقباء الحسن ركن الدين من مواليد الموصل -قضاء عقرة حيث كان والده موظفا في دائرة البريد هناك سنة 1942 .. أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية فيها وسافر الى بغداد ليدخل قسم اللغة العربية بكلية التربية -جامعة – بغداد وتخرج فيها سنة 1968 .
وبعد تخرجه عاد الى الموصل وعمل مدرسا في ثانوية القوش للبنين كما درس في متوسطة الضواحي والاعدادية الشرقية واعدادية الزهور وقد اصبح لفترة مديرا لها .
أوفد الى الكويت معارا للتدريس قبل سنة 1990 ، وعاد الى العراق ، ولم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى الم به مرض وتوفي سنة 2006 .من اولاده : وسام وسنان وسيف ومن اخوانه هادي وصباح .
كما قلت ، فالاستاذ حسام العبيدي مرب فاضل ، واستاذ متمكن من تخصصه :اللغة العربية وفوق هذا كان انسان محبا للاخرين متواضعا نبيلا رحمه الله وجزاه خيرا على ما قام به من تربية اجيال واجيال وزرع فيهم حب لغتهم القومية وحرصهم على الحفاظ عليها .