الخميس، 19 نوفمبر 2015

بشير مصطفى 1920-1976 شاعر موصلي ابراهيم العلاف





بشير مصطفى 1920-1976 شاعر موصلي
ابراهيم العلاف
بشير مصطفى شاعر موصلي شيوعي يسميه الناس (بشير قريع ) لانه يفتقد في رأسه الى الشعر ..مع انه شاعر كبير طوله 190 سم معلم متقاعد نزيل السجون والمعتقلات منذ ايام الحكم الملكي وحتى الستينات مدح الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 ثم عاد ليذمه ويصفه بالمجنون . 
كان يكتب في جريدة "الشبيبة " الموصلية 1959 .. وفي صحف الحزب الشيوعي .. انا لا أتوافق معه بسبب موقفه السلبي من القوميين العرب والناصريين لكنني أشهد بأنه ذو قلم وشاعر .
ولد في مدينة الموصل سنة 1920 ، وتخرج من دار المعلمين الابتدائية سنة 1928 ، وعين معلما في دهوك ثم أعيد الى الموصل ليصبح معلما في المدرسة القحطانية . توفي في بغداد سنة 1976 ودفن من قبل أمانة العاصمة بإعتباره فقيرا وغير معروف ..
له صديق هو الاستاذ رشيد محمد مصطفى العمادي معلم من اهل العمادية مواليد 1938 تعرف عليه في السجن في سجن الموصل وكان محكوما لاسباب سياسية في 3-12-1956 من قبل المجلس العرفي العسكري في كركوك وقد حفظ كل قصائد بشير مصطفى وعرف الكثير عن حياته وهما في السجن ومما قام به انه جمع ماحفظه من شعر الشاعر بشير مصطفى واصدره في كتاب بعنوان :"دولة الضفادع "طبعه سنة 2006 وارسل لي نسخة منه وهو ديوان الاستاذ بشير مصطفى كما قال عنه .
امضى الاستاذ رشيد العمادي مع بشير مصطفى سنتان في السجن سنة 1963 ، وقال انه كان يحدثه عن انه لم يتزوج وكان له أخت وحيدة ماتت ومات اولادها وله اخ مات ايضا وان والداه قد ماتا وظل يعيش وحيدا فريدا .قال انه كان يتمنى ان يتزوج .كانت حياته قاسية وقاسية جدا .
في هذا الديوان الصغير الذي لاتتجاوز صفحاته ال97 صفحة وجدنا له قصائد طويلة وقصيرة ويقينا ان الديوان هذا لايضم كل قصائد الشاعر بشير مصطفى فأن اعرف له قصائد اخرى من خلال بحث كتبه عنه الدكتور ذو النون الاطرقجي ونشره .
هذه صورته الى جانب هذه السطور عندما كان شابا وفي رأسه شعر كثيف لكن شعره سقط كله ولربما بسبب ما لاقاه من كبد ومعاناة في حياته .في الديوان قصيدة طويلة بعنوان :"دولة " واخرى بعنوان :"مأساة " وثالثة بعنوان :" عودة الى التعليم " وهكذا تترى القصائد ومنها :" حياتي في القرية " و"سنة اخرى " و"رمية من غير رام " و"في السجن " و" مواكب النور " و"مولد الرسول " و"بدء المأساة "و"عود على بدء "و"تأبين معروف الرصافي " و" ابا الخطاب يقصد محي الدين ابو الخطاب الصحفي الموصلي المعروف وصاحب جريدة "الاديب " و"ام العباءة " و"يوسف الصائغ " و"في زمن الاغتيالات " .
يمدح الشاعر بشير مصطفى الزعيم عبد الكريم قاسم فيقول في قصيدته :"مواكب النور " :
عبد الكريم اليك الشعب متجه يرنوا *****لفيضك فأسمطر له السحبا 
وضمدِ الجرح بالاقدام منتصفا ***** لكل ثكلى بكت أبنائها النجبا 
(لاتقطعن ذنب الافعى وتتركها ) ***** إن كنت شهما فأتبع رأسها الذنبا 
ثم عاد ليذم الزعيم عبد الكريم قاسم بسبب مهاجمته الشيوعيين وجرائمهم في الموصل وكركوك فيقول :
خبا نور بغداد وانتَ المسبب ***** لانك مجنون وبالنار تلعبُ
فلا كان تموز ولاكان قاسم *****ولانهض الشعب المهيض المعذبُ
من قصائده قوله :
مواكب النور إن ركضا وإن خببا *****لابد بالغة في سيرها الاربا 
فلا المشانق تثني من عزيمتها ***** ولاالسجون ولاالجلاد ماضربا 
قالها سنة 1959 
وفي قصيدته :"حياتي في القرية "وكان معلما يقول واصفا الصف الدراسي :
خمسون طفلا حشروا في غرفة 
لم تتسع لمثل هذي الكثره
فإقترن إزدحامهم بالفوضى 
اذ لم يعد بينهم من يرضى
ولم أجد حلا لهذا الامر ِ
فإرتبكت حالي وعيل صبري 
وفي قصيدته :"في الغرفة " يقول في مطلعها :
كنت امضي الوقت بالقراءه
في غرفة قليلة الاضاءه 
وفي قصيدته :"بدء المأساة " يلوم نفسه على تعاطيه السياسة ويذكر كيف تبنى الفكر اليساري بعد ان اطلع على مجلة "المجلة " الموصلية 1938 فيقول :
كنتُ قبيل الحرب في التعليم ِ
يشار لي بقوة التفهيم ِ
وكنت ُفي بعد عن السياسة 
والبعد عنها منتهى الكياسة 
فنارها اشوى من الجحيم
وطعمها أقسى من الحميم
حتى إذا شب لهيب الحرب
وامتدت النار لكل صوب 
وانقسم العالم في صفين 
وضج بالشؤم غراب البين
تهافت الناس على الاخبار 
واصطدم النابه بالحمار ِ
وحمي الجدال والنقاش
وخاضه المدير والفراش 
هذا يود لو يجي هتلر
لعله ان جاء سوف يثأر 
وذاك يرجو النصر للحليفة ِ
لغاية في نفسه او خيفة 
واشترك الجميع في النزاع
وساهموا في ذلك الصراع 
وظهر الساسة بالالوف 
من كل غر ساذج سخيف
ثم ارتأي الفهرر ضرب الروسِ ِ
يسقيهم من تلكم الكؤس 
ولم اكن اعرف في دروسي 
عنهم سوى قوم من المجوس
لكنني قد كان لي صديق 
عرفت بعد انه رفيق
كان له في فنه هواية 
فصرت ُفيه معجبا للغاية 
اقرأ ما ينشره بلهفة 
من قصص لم الق فيها كلفة 
وكان في عهدته مجلة قد
ايدت موقف تلك الملة 
وزعمت في نصرها انتصارا 
لكل شعب عانى الاستعمارا
لما قرأت رأيها الجديدا 
رأيت فيها موقفا فريدا 
فنهضت غريزة استطلاعي 
تستكنه الاسرار والدواعي 
وغصت في بحر من الابحاث
منقبا عن ذلك الميراث
فصادف البحث هوى في نفسي
كأنما ليلى التقت بقيس
فقد نشأت معدما فقيرا
وقد فقدت والدي صغيرا 
وذقت طعم اليتم والحرمان
وعشت في بؤس وفي هوان
اخي قضى العمر بكدح مضن 
والام والاخت بنسج القطن
وكاهم يريد لي وظيفة 
مهما تكن قيمتها طفيفة 
فحرك البحث دفين الالم 
ورحت اسعى خلفه في نهم 
فطرت في جو من الاحلام 
ارنو الى مستقبل بسام
لاجور فيه لافروقا جُمه
موفورة خيراته للامه
يقدر الانسان حق قدره
على اساس خيره وشره
وما قصدت خدمة لاجنبي
بل إن حب العدل صار مذهبي
لكنني سرعان ما أضطهدتُ
وللقرى من بلدتي نقلتُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...