الخميس، 19 نوفمبر 2015

الرئيس العراقي الاسبق عبد السلام محمد عارف يتفقد القطعات العسكرية في قمة جبل سيفين 1965  بقلم :الاستاذ محسن حسين جواد

في الصورة الرئيس العراقي الاسبق عبد السلام محمد عارف في الطائرة يقرأ الصحف وقبالته اللواء محسن حسين الحبيب وزير الدفاع 1965 


الرئيس العراقي الاسبق عبد السلام محمد عارف يتفقد القطعات العسكرية في قمة جبل سيفين 1965 
بقلم :الاستاذ محسن حسين جواد 

كل الانظمة التي تعاقبت على العراق الحديث دخلت في معارك مع الاكراد الذين يحملون السلاح مطالبين بحقوق بدات من حقوق ثقافية الى الحكم الذاتي الى حلم الدولة الكردية.
معارك وحروب والالاف من العراقيين من الجانبين يذهبون ضحايا لتلك الحروب ولا تبدو نهاية لذلك حتى ولو استقل الاكراد واقاموا دولة كردية فان من المتوقع ان تشتد المعارك وتكون دموية اكثر واكثر من اجل الحدود والنفط وكركوك وغير ذلك.
هذه الصورة للرئيس عبد السلام عارف وكان عائدا من جولة تفقدية للقطعات العسكرية عام 1965 يقرا الصحف مسرورا بما كان يظنه النصر النهائي والى جانبه وزير الدفاع اللواء محسن حسين الحبيب.
قبل ان يصعد للطائرة من كركوك كما اذكر اتصل هاتفيا بوكالة الانباء العراقية (واع) حيث كنت أعمل. كان منزعجا للغاية وقال لي ساغلق وكالتكم هذه؟ حاولت ان افهم فسألته عن سبب انزعاجه فقال انتم اذعتم خبرا عن هجوم قام به ثوار فيتنام على احد المطارات. انتم بهذه الاخبار تنبهون العصاة ان يفعلوا الشيء نفسه ويهاجمون المطار الذي انا الان فيه. اعتذرت للرئيس وقلت له لم يخطر ببالنا ان الاكراد يسمعون ذلك الخبر ويفعلون ما فعله الفيتناميون.
وللتوضيح ان الوكالة في ذلك الزمان ومنذ تأسيسها عام 1959 تعد كل نشرات الاخبار للاذاعة وتسلم النشرة مطبوعة للمذيعين دون تدخل من ادارة الاذاعة استنادا الى قرار من مجلس الوزراء بان تكون الاخبار مركزية وتصدر فقط من الوكالة.
ولما عاد الرئيس بسلام الى بغداد نسى التهديد بغلق الوكالة محتفلا بما انجزه الجيش في المعارك اضافة الى الخلافات بينه وبين التكتلات القومية.
وللتاريخ اذكر ان عبد السلام عارف حاول التوصل الى حل شامل للقضية الكردية سلميا وعقد سلسلة من الاجتماعات مع القادة الاكراد.
وفي شباط 1964 اصدر بيانا لوقف جميع العمليات العسكرية والشروع باجراءات لمنح الاكراد حقوقهم الثقافية. حيث اتفق عارف مع عدد من القادة الاكراد سياسيين وعسكريين وبضمنهم القائد الكردي الملا مصطفى البارزاني على حل شامل للقضية الكردية فتمخضت المفاوضات عن اعلان اتفاق عام 1964 يتضمن منح الاكراد الحقوق الثقافية والاسهام في الحكم وانجازات اخرى الا ان التيار الانفصالي في الحركة الكردية حال دون اتمام كل الانجازات فاستمرت الدولة باجراءاتها بمنح الحقوق للاكراد بمعزل عن بارزاني للحد الذي وصل للاقتتال المسلح بين الطرفين.
واستمرت المعارك كما كانت في العهد الملكي وفي عهد عبد الكريم قاسم وفي عهدالرئيس عبد السلام ثم في عهد اخيه عبد الرحمن عارف وفي عهد البعث برئاسة صدام حسين. 
ورغم الهدوء الحالي بعد الغزو الامريكي لكن الوضع غير مطمن بعد التراشق بالتصريحات التي قد تتحول الى معارك في اي وقت لا سامح الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...