الدكتور جعفر عباس حميدي المؤرخ الحصيف الثبت
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
جعفر عباس حميدي استاذ التاريخ الحديث والمعاصر المتمرس في جامعة
بغداد ، الصديق العزيز ، والزميل الكريم ..
زميل العمر ، والدراسة ، والمهنة. تحية له ، وتمنياتي بالبركة والخير والتألق الدائم
....الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي مؤرخ عراقي حصيف ، وممثل متميز وأمين للمدرسة
التاريخية العراقية المعاصرة المعروفة برصانتها ، وتمسكها بالمنهج العلمي التاريخي
الصارم ، وتأكيدها على العودة الى الاصول ، والوثائق ، والمستندات الرسمية الصحيحة
.وفوق ذلك ؛ فكتاباته تتميز بالعلمية ، والموضوعية ، والدقة .
وقد خدم تخصصه : تاريخ العراق المعاصر أجل خدمة .
ولا اعتقد ان ثمة من يخالفني في هذا .
اشتركت ُمعه في مشاريع مشتركة منها :كتابنا في " تاريخ العراق المعاصر " ، فعرفته مؤرخا امينا ، شجاعا صادقا ، ذو مروءة منصفا درس تاريخ العراق المعاصر منذ سنة 1921 وحتى سنة 1968 وذلك في سلسة من الكتب منها كتابه :"التطورات السياسية ف العراق 1941 -1953 "وكتابه :"التطورات والاتجاهات السياسية الداخلية في العراق 1953-1958 " وكتابه "تاريخ العراق المعاصر 1921-1968 ".
قيمه المؤرخ السوري الكبير المرحوم الاستاذ الدكتور نور الدين حاطوم فقال : إنني وجدت في كتابات الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي تفسيرا لبعض حوادث العراق المعاصرة ما وجدتها ابدا في أي كتاب آخر ...فالدكتور جعفر ، إستطاع بجهده ، وحسن تأنيه ان يتغلب على كثير من المشاكل ، وهو يؤرخ للعراق المعاصر ، ويعالج بعض الاحداث بروح المؤرخ ، وبشيء من الحذر المرغوب ، وبما امكن جمعه من مصادر ومادة علمية وان يخلص الى ما امكن استخلاصه من تفسير .
اشتركت ُمعه في مشاريع مشتركة منها :كتابنا في " تاريخ العراق المعاصر " ، فعرفته مؤرخا امينا ، شجاعا صادقا ، ذو مروءة منصفا درس تاريخ العراق المعاصر منذ سنة 1921 وحتى سنة 1968 وذلك في سلسة من الكتب منها كتابه :"التطورات السياسية ف العراق 1941 -1953 "وكتابه :"التطورات والاتجاهات السياسية الداخلية في العراق 1953-1958 " وكتابه "تاريخ العراق المعاصر 1921-1968 ".
قيمه المؤرخ السوري الكبير المرحوم الاستاذ الدكتور نور الدين حاطوم فقال : إنني وجدت في كتابات الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي تفسيرا لبعض حوادث العراق المعاصرة ما وجدتها ابدا في أي كتاب آخر ...فالدكتور جعفر ، إستطاع بجهده ، وحسن تأنيه ان يتغلب على كثير من المشاكل ، وهو يؤرخ للعراق المعاصر ، ويعالج بعض الاحداث بروح المؤرخ ، وبشيء من الحذر المرغوب ، وبما امكن جمعه من مصادر ومادة علمية وان يخلص الى ما امكن استخلاصه من تفسير .
الدكتور جعفر عباس حميدي في كتابته لتاريخ العراق
المعاصر حذر ، ويقظ ، ودقيق ، وحريص . لايطلق الكلام على عواهنه ، ولايستخدم أي مصطلح ، أو مفهوم من المفاهيم إلا إذا وجد ان هناك ما
يدعمها من الاحداث التاريخية .ويمكن ان اشير الى انه تحفظ على استخدام وإطلاق مفهوم ( الثورة ) على أحداث في تاريخ
العراق المعاصر اطلق عليها مسمى ( ثورة ) وكان
يقول ان (الثورة ) تعني التغيير الجذري الشامل في البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . وكثيرا
من الاحداث التي وقعت في تاريخ العراق المعاصر لاتستحق ان يطلق عليها ثورة لانها
لم تحدث تغييرا جذريا ، ولم تكن متوافقة مع سير حركة التاريخ وكانت اشبه بالانقلاب
وتغيير الوجوه واعتقد انه فقط يستثني (ثورة 14 تموز 1958 ) والتي احدثت التغيير
الجذري في تاريخ العراق المعاصر .
يقول ان
المرحوم السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه (تاريخ الوزارات العراقية ) وضع (الثورة
) عنوانا لاحداث صغيرة احدى عشرة مرة منها على سبيل المثال ثورة السماوة الاولى
والثانية ، وثورة سوق الشيوخ ، وثورة بني ركاب ، وثورة الاكرع وغيرها .
ثم يبني
على اساس هذا ما قيل عن ثورة 8
شباط 1963 ، فما حدث يوم 8 شباط سنة 1963 لم يكن ثورة وانما انقلابا وهكذا .
يعطي الدكتور جعفر عباس حميدي للمذكرات الشخصية
أهمية الا انه يتعامل معها بحذر شديد ، ويقارن بين ما يرد فيها وما حصل عليه من
مصادر ووثائق ويحاول اعادة تشكيل الحدث ويقدمه في صورته الكاملة قدر الامكان ، وهو
مطلع نشط على ما يصدر من جديد في عالم الكتب والمذكرات والدراسات والبحوث في حقل
تخصصه وهو تاريخ العراق المعاصر .
ومع ان رسالته للماجستير تعرضت للقرنصة من مدع
انه حصل على الدكتوراه وهو (اسماعيل ياغي ) الا انه ظل هادئا وواثقا من ان تلك
القرنصة ستكون وبالا على صاحبها الذي نشرها في العراق وبكل وقاحة وقد التقيت به في
جامعة الملك سعود بالرياض – لسعودية ...كان يعمل هناك وهو فلسطيني ، وكنت يومها أعمل
رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية بجامعة الموصل 1980-1995 فقال لي انه يرغب في ان
يعمل في جامعة الموصل بعد انتهاء عقده في جامعة الملك سعود فقلت له كيف يمكننا ان نتعامل مع سارق، فسكت ولم ينبس ببنت شفة .
كان الدكتور جعفر عباس حميدي ولايزال يرى ان
تاريخ العراق المعاصر ليس جزرا منفصلة ، بل هو تاريخ متواصل ومستمر وحلقاته
الواحدة تكمل الاخرى .
لم يكن يؤرخ للسلطة ، بل يؤرخ للناس للشعب
للجماهير ..كان يلاحق سير الحركة الوطنية العراقية من خلال احزابها ومطالبها في
تحقيق الحكم الدمقراطي ...طبعا كان يكتب مصطلح اليموقراطية وكذلك افعل انا مثلما
كان يكتبها استاذنا استاذي واستاذه الدكتور فاضل حسين يكتها هكذا (الدمقراطية ) .
كان ولايزال مؤرخا منصفا شجاعا امينا لايخاف لومة
لائم ولا يقول الا الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة ، وكانت عباراته مثل عبارات استاذه
قصيرة ، وواضحة ، وبليغة .
ومع انه يعطي للوثائق الرسمية ، ووثائق الاحزاب
السياسية اهتماما كبيرا الا انه يعمل على مقارنتها بغيرها من المصادر المتداولة، ويعرف ان الوثيقة قد تعبر عن رأي موظف او سفير
وقد لاتمثل رأي الدولة او الحكومة . ولم ينس الصحف كان يراها مصدرا مهما من
المصادر التاريخية ، وخاصة في الحصول على التعليقات ووجهات النظر حول هذا الحدث او
ذاك .
اسمح لنفسي اليوم ، ونحن نكرم هذا المؤرخ الثبت
ان اذيع سرا مضت عليه سنوات طويلة وهو ان الدكتور جعفر عباس حميدي من اوائل المؤرخين العراقيين الشباب الذين عملوا لفترة طويلة
في نبش الوثائق العراقية الرسمية وخاصة وثائق وزارة الدفاع ووثائق وزارة
الداخلية ووثائق البلاط الملكي ووثائق
وزارة الخارجية ووثائق الامن العامة وبخاصة وثائق مديرية أمن بغداد ووثائق الحركة
الوطنية المتمثلة في بيانات الاحزاب ونشراتها المختلفة ولا ابالغ اذا قلت انه اطلع
على اغلب ما صدر منها وفي دوائر مختلفة وتحت عناوين لاتمت الى مواضيعها بصلة .
كان يتعامل مع تلك الوثائق بحرفية شديدة ، وبنظر
فاحصة دقيقة وفيما يتعلق بوثائق الحركة الوطنية العراقية فقد اطلع عليها وواجه
مشاكل وعقبات كثيرة بسبب ذلك خاصة ، وانها كانت موجودة في ملفات كثيرة تقدر بالعشرات
وعمد الى موازنتها وهي المدونة بروح وطنية جياشة وبإسلوب يستهدف إظهار معايب
النظام الملكي لشحذ روح المقاومة له لدى الجماهير ..عمد الى موازنتها بما تيسر له
من مصادر ووثائق اخرى .
للاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي اعمال كثيرة في
تاريخ العراق المعاصر ، واغلبها وثائقية لكن مما جلب انتباهي الكتاب الوثائقي
الضخم الذي صدر عن ( مؤسسة بيت الحكمة ) ببغداد سنة 2002 ، وضم قرابة (1000 ) صفحة
وحمل عنوان : ( التطورات السياسية في مصر
في وثائق الممثليات العراقية في القاهرة 1930-1942 ) .
هذا العمل الكبير ، القيم فيه إضافة نوعية
للمكتبة التاريخية العراقية والمكتبة التاريخية المصرية وللمكتبة التاريخية عموما ،
وفيه يؤرخ للعلاقات العراقية – المصرية وللشؤون المصرية في فترة مهمة من التاريخ
المعاصر وكانت اول وثيقة للقنصلية العراقية في القاهرة متوفرة في ملفات (دار الكتب
والوثائق ) العراقية تحمل الرقم (47 ) ومؤرخة في 3ن كانون الثاني –يناير سنة 1929
وتتحدث الوثيقة عن تقديم القنصل العام لأوراق إعتماده الى وزير الخارجية المصرية
وعن كيفية تعيين موعد له لمقابلة الملك فؤاد وحديث الملك فؤاد الاول مع القنصل عن
العلاقات العراقية –المصرية وطلب نقل تحياته للملك فيصل الاول ملك العراق .وقد قدم
للوثائق بمقدمة تعريفية غاية في الدقة وبعنوان (مقدمة تعريفية بالتطورات السياسية
في مصر في ضوء وثائق الممثليات العراقية
1930-1942 ) .
اتمنى لأخي الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي
العمر المديد والعافية والتوفيق خدمة للمدرسة التاريخية العراقية المعاصرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق