الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

الاستاذ علي حيدر سليمان  بقلم ا.د. ابراهيم العلاف










                                  صورة الاستاذ علي حيدر سليمان عندما كان وزيرا للاقتصاد سنة 1954 


الاستاذ علي حيدر سليمان 
بقلم : ا.د. ابراهيم العلاف
قبل ايام وصلتني رسالة من حفيدته تقول ان مذكراته ستخرج الى النور فمن هو الاستاذ علي حيدر سليمان والذي للاسف لم احصل على صورة جيدة له ...كنت قد كتبت عنه عندما كان في الموصل تلميذا في المدرسة الابتدائية وطالبا في ثانوية الموصل في العشرينات عضوا في جمعية النهضة المدرسية التي خلدها الشاعر الكبير معروف الرصافي بقصيدة جميلة وكانت جمعية وطنية في حقيقتها وتشير الوثائق المتداولة ان الاستاذ علي حيدر سليمان كان على صلة ببعض رموز الموصل الوطنيين والعروبيين ومنهم مثلا ابراهيم عطار باشي وثابت عبد النور  ثم اشرت مرة الى انه من مؤسسي جماعة الاهالي اليسارية في الثلاثينات في بغداد وكان كثيرا ما يكتب المقالات في جريدتها جريدة "الاهالي " وكلها تبشر كما قال الاستاذ حميد المطبعي في "موسوعة علماء واعلام العراق " بجيل جديد من الشباب المتنور والتقدمي .
علي حيدر سليمان عراقي كردي من مواليد راوندوز سنة 1905 ولااعرف متى توفي واين ؟  وسوف اسأل  حفيدته ان شاء الله لكن اقول ان الاستاذ علي حيدر سليمان سياسي كبير ومثقف يشهد له بالتميز وقد درس في الجامعة الاميركية في بيروت 1924-1930 وحصل على شهادة البكالوريوس منها .في بيروت كان عضواً ناشطا بالجمعية السرية للطلبة العراقيين التي شكلها عبد الفتاح ابراهيم ومحمد حديد، وعبد الله بكر، وشيت نعمان وجميل توما، ونوري روفائيل كان ابرزهم علي حيدر سليمان لنشاطاته وحضوره المتميز فيها . 
يذكر الاستاذ فؤاد حسين الوكيل  في كتابه "جماعة الاهالي" بان: علي حيدر سليمان، الذي ترأس الجمعية العراقية ونادي النشيء العراقي، بعد عبد الفتاح ابرهيم  كان يدرس  التاريخ بصفته موضوعا رئيسا، والاقتصاد والعلوم السياسية بصفتهما موضوعين مساعدين، كما انه قام بالفترة الاخيرة من دراسته ببعض البحوث التي كانت تعوض عن الدروس المقررة، فقدم لاستاذ السياسة البروفيسور (ريجاد) بحثاً من الادارة البلدية، ولاستاذ التاريخ البرفسور (هنكي) بحثاً عن القومية، ولكونه الاول خلال سنين دراسته الجامعية فقد اختير ليمثل الجامعة  الاميركية في حلقة دراسية للشؤون الدولية في سويسرا، عندما كان في المرحلة الدراسية الرابعة والاخيرة، وهناك قدم بحثا عن القضية الفلسطينية، وبعض الاحداث التي كانت تجري في فلسطين يومذاك، واعطى دوراً كبيراً في اغناء المناقشات التي دارت حولها.
 عاد الى العراق حيث انضم السلك الدبلوماسي سنة 1937 بعد فترة قضاها في مدرسا في المدرسة الثانوية ودار المعلمين، كما اخذ يلقي بعض المحاضرات على طلاب المدرسة الحربية ومدرستي الكرخ والتفيض، ولتأثره بمجموعة من الاتجاهات الفكرية، التي قرأ عنها في بيروت، فإن الكتاب المدرسي الذي ألفه بعنوان :" تاريخ الحضارة الاوربية) اثار عليه ثائرة المسؤولين، الذين اعتبروه ذا نزعة ثورية، فنقلوا كاتبه من التعليم الى التفتيش المدرسي، الى ان خشيتهم منه زادت هذه المرة اكثر، لينقلوه من جديد الى ديوان المعارف ليعمل مديراً للامتحانات والنشر والترجمة. 
وبسبب موقفه من ثورة 1941  الوطنية  التحررية انهيت خدماته لكنه ظل يمارس العمل السياسي .
يقول الاستاذ شهاب احمد الحميد :"اندمج علي حيدر سليمان بعد عودته من بيروت بالحركة الشبابية "جماعة بغداد" الذي كان في مقدمتهم حسين جميل وعبد القادر اسماعيل البستاني وفائق السامرائي ويونس السبعاوي وعزيز شريف وجميل عبد الوهاب وخليل كنه، ومحمد حديد حيث كان له باع طويل في مناصرة حرية الرأي والفكر من خلال (نادي النشر في بيروت) اذ كان هو وزملائه قد استأجروا غرفة في فندق (سؤل) خارج الحرم الجامعي ليكون عملهم مطابقا للقوانين الفرنسية في بيروت لكي يمارسوا احتجاجاتهم لمناصرتهم لاضراب النصولي والتضامن مع اخوتهم الطلبة في بغداد في عام 1927" .
 بقول الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم "عندما رجعت من امريكا، وجدت علي حيدر سليمان، وتحدثت معه، فوجدته ميالا لفكرة انشاء وطن للاكراد، فقلت له: نحن نعمل للفكر الاوسع بلا اقليمية فضحك قائلا: بان ابوه كردي من راوندوز" وهكذا كان علي حيدر سليمان مناضلاً من اجل الدفاع عن قضية الشعب الكردي في اطار تحرير العراق من براثن الاستعمار البريطاني العدو القومي لشعوب المنطقة باسرها، وبهذا فقد وضع قضية الشعب الكردي في الخندق المعادي للاستعمار، واخذ يعمل بجد وثبات من اجل التحرر من ثالوث : التخلف - والجوع - والمرض) والاستنارة بمنجزات القرن العشرين.
 وقف  الاستاذ علي حيدر سليمان في الرهط الاول من رواد الحركة الوطنية العراقية  بقيادة  جعفر الجلبي ابو التمن.كما لعب علي حيدر سليمان دوراً كبيراً في النضالات الجماهيرية ببغداد التي ادت الى توحيد الحركة الوطنية العراقية، من خلال اضراب بغداد للرسوم البلدية في15/تموز/1931 او من خلال اسهاماته الفعلية  في تحرير جريدة الاهالي التي صدر عددها الاول بتاريخ 1932/1/2 الى جانب كونه عضوا اصيلا في هيئة ادارة  جمعية السعي لمكافحة الامية في العراق التي تاسست سنة 1933 .
استوزر عدة مرات منها انه اصبح وزيرا للشؤون الاجتماعية 1948 ووزيرا للمواصلات 1949 ووزيرا للاقتصاد 1954 .كما انتخب نائبا في البرلمان منذ سنة 1948 لثلاث دورات متتالية .عمل سفيرا للعراق في بون وكانت انذاك عاصمة لالمانيا الاتحادية 1957 وفي واشنطن 1959 وعندما كان في بون رحب بالعقيد الركن عبد السلام محمد عارف القائد الثاني لثورة 14 تموز 1958 وسلمه مسؤولية السفارة في بون بعد خلافه مع القائد الاول للثورة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم اثر خلاف بينهما . 
من مؤلفاته :
1. تاريخ المدنية الاوربية  1932
2. تاريخ اوربا الحديثة 1937
3.ترجم كتاب "هل للانسان مستقبل ؟" للفيلسوف البريطاني برتراند رسل وصدر الكتاب سنة 1985 .
كتب عنه الاستاذ شهاب أحمد الحميد في جريدة "الجريدة " فقال انه"رحمه الله " كرس حياته لوحدة العراق منذ ثلاثينات القرن العشرين، كان مناضلاً فذاً من اجل العراق والقضية الكردية، مثلما كان مجاهداً من اجل القضية الفلسطينية، ومناصراً لقضايا التحرر في الوطن العربي، وداعياً مقداماً من أجل الاصلاح والبناء الديمقراطي بشجاعة واقتدار.
وادناه صورة تاريخية نادرة للزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة في العراق 1958-1963 وهو يستقبل السياسي العراقي الكردي اليساري الاستاذ علي حيدر سليمان .كان من جماعة الاهالي واصبح وزيرا عدة مرات في العهد الملكي كما كان سفيرا للعراق في بون -المانيا الغربية بعد ثورة 14 تموز 1958 واغلب الظن انه يحدث الزعيم عن تسليمه السفارة للعقيد الركن عبد السلام محمد عارف اثر تعيينه سفيرا في بون بعد خلافه مع الزعيم بعد فترة قصيرة من نجاح الثورة .............ابراهيم العلاف

هناك تعليق واحد:

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....