الثورة العربية الكبرى 1916-2016
ابراهيم العلاف
ها وتمر 100 سنة على قيام الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين شريف مكة بالتحالف مع الانكليز والثورة ضد الدولة العثمانية التي كانت تحكم البلدان العربية منذ 400 سنة .هل حققت الثورة اهدافها ؟ ما الذي جناه الشريف حسين ؟ كيف كان الموقف البريطاني من الثورة ؟ .
وبدون الدخول في التفاصيل ونحن نعيش هذه الايام حيث ان كل الدول القطرية التي اسسها الانكليز بعد الحرب العالمية الاولى 1914-1918 تنهار وتتفكك بعد ان فشلت في تحقيق هدف الانسان العربي في الحرية والاستقلال والعيش الكريم .ها ونحن نعرف كيف ان الشريف اخطأ في التحالف مع الانكليز الذين نفوه وطردوه الى قبرص الى ان مات مهموما محزونا ...ها نحن نرى الدول القطرية التي تقاسمها الانكليز والفرنسيين بموجب اتفاقية سايكس -بيكو 1916 ووضعوها تحت نظام الوصاية -الانتداب ثم جاؤوا بعملاءهم ليحكموها ها ونحن نعرف ان بريطانيا وعدت اليهود بوطن قومي في فلسطين وحققوا ما وعدوا به اية ثورة ؟واي استقلال ؟واية رفاهية حققتها هذه الانظمة الفاشلة ؟ لاشيء ..لاشيء !!.
بيدي الان وانا اعيد قراءة ما كتب عن "الثورة العربية الكبرى " التي اطلق رصاصتها الشريف حسين في 9 شعبان 1916 بالتاريخ الميلادي كتاب الاستاذ أسعد داغر :" مذكراتي على هامش القضية العربية " طبعة دار القاهرة للطباعة ...واسعد داغر واحد من الذين اسهموا في القضية العربية عرف الالوف من المجاهدين الذين رووا بدمائهم الزكية اقدس بقاع العرب في الحجاز والعراق ومصر وفلسطين وسوريا هكذا يقول في مقدمة كتابه عرف رجال العرب كبارا وصغارا مدنيين وعسكريين ملوكا ورؤساء قادة وامراء وصادق الكثيرين منهم وكان دائما مستودع اسرارهم لهذا اراد ان يعرض للقراء وهذا الكلام يعود الى ال50 سنة الماضية يعرض للقراء ما شاهده وسمعه ..كان يعرف رجالا يتزلفون للمستعمرين ويرمون انفسهم تحت اقدام الاجانب وكان يرى اناسا يفاخرون بالانتساب الى عناصر اخرى غير العرب وهم عرب وكانت ثمة دعاية للقضية العربية منها اتخاذ القضية العربية اساسا لكل عمل ولكل فكرة وتوحيد الشعور العربي وتعزيزه ونبذ سياسة الخوف والتذرع بالشجاعة في كل ماهو حق والتسلح بكل ما يمكن من اسباب القوة المادية والادبية وبذل كل التضحيات لجعل اقامة المستعمر مستحيلة في البلاد.
ولكن ما الذي حدث لقد عجز العرب بعد ان ثاروا عجزوا عن تدارك السلاح الذي كان ينقصهم وعن خلق الصداقات اللازمة لهم فما ذلك الا لان العالم الغربي كله كان ضدهم ولايزال يكيد لهم ويبث الالغام في طريقهم يقول الاستاذ اسعد داغر وهو محق في ما يقول :" لقد علمتنا التجارب انه ليس في السياسة صديق او عدو بل هناك مصالح توضع موضع المساومة وقوة تفرض ارادتها وقد دفعنا ثروات بلادنا وكثيرا من كرامتنا ثمنا لصداقات كنا نسعى اليها ولكنها افلتت من يدنا وضاع الثمن علينا " وكانت الثورة العربية الكبرى مثالا صادقا لذلك .اكتفي بهذا القدر واللبيب بالاشارة يفهم واقول فقط خاب من اعتمد على الغرب على اميركا وحلفائها ولابد من الاعتماد على الله والنفس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق