الأحد، 24 يناير 2016

العراق المعاصر في كتابات المؤرخين العراقيين الاكاديميين ا.د.ابراهيم خليل العلاف





العراق المعاصر في كتابات المؤرخين العراقيين الاكاديميين
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
وابتداء اقول انني اقصد ب" العراق المعاصر " الفترة التي تبتدأ بثورة 1920 الكبرى في العراق بإعتبارها بداية للتاريخ المعاصر ، ولان ثمة تحولات كبيرة عاشها العراق بعد اندلاع هذه الثورة وفي مقدمتها تأسيس الدولة العراقية الحديثة .
اما " المؤرخون الاكاديميون " ،  فأقصد بهم اولئك الذن حازوا على شهادات في التاريخ تؤهلهم للكتابة في التاريخ مع احترامي وتقديري للمؤرخين الهواة وغير المحترفين والذين لايحملون شهادات في التاريخية فكتاباتهم مهمة ، وفيها الكثير مما يحتاجه المؤرخ الاكاديمي .
ان المؤرخين الاكاديميين العراقيين يتمثلون بالذين حصلوا على الشهادات الاكاديمية في التاريخ من الجامعات الغربية والعربية والعراقية .ويقينا انه في حالة عدم وجود جامعة في العراق قبل سنة 1958 فإن هناك من توجه الى الدول الغربية والعربية ومن ثم الدول الاشتراكية للحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه واستطيع ان اعدد بضعة اجيال من المؤرخين منذ  الاربعينات  من القرن الماضي وحتى يومنا هذا يشكلون "المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة " ويدخل ضمنهم المتخصصين بالتاريخ القديم والتاريخ الاسلامي .
يعتبر استاذنا الدكتور زكي صالح 1908-1986  الرائد الاول في الدراسات التاريخية التي تناولت التاريخ المعاصر بل هو المؤسس الحقيقي للمدرسة التاريخية التي عرفت برصانتها ودقتها وجديتها وحياديتها وموضوعيتها .تشرفت بالتتلمذ على يديه حينما كنت طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية في الستينات من القرن الماضي .حصل على الدكتوراه سنة 1941 عن اطروحته الموسومة :"منشأ النفوذ البريطاني في بلاد مابين النهرين " وبإشراف المؤرخ الكبير البروفيسور كارلتون هيز  (1882- 1964 ) الاستاذ في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الاميركية وصاحب المؤلفات الشهيرة في التاريخ الاوربي الحديث .ومنذ تخرجه وحتى تقاعده انجز الدكتور زكي صالح كتب وبحوث ودراسات مهمة في تاريخ العراق المعاصر لعل من ابرزها كتابه الشهير :" مقدمة في دراسة العراق المعاصر " الذي اصدره سنة 1953 وكتابه :"بريطانيا والعراق حتى عام 1914 وهو دراسة في التاريخ الدولي والتوسع الاستعماري " وصدر سنة 1968 وكتابه :"موجز تاريخ العراق " 1949 .
ومن المؤرخين الاكاديميين العراقيين الرواد ايضا  الاستاذ الدكتور مجيد خدوري1908-2007  الذي نال شهادة الدكتوراه من جامعة شيكاغو سنة 1938 وكان عنوان اطروحته :"الانتدابات في عصبة الامم " لكنه قضى أغلب سنوات عمه في الولايات المتحدة الاميركية وحتى وفاته هناك  في  تأليف الكتب  عن العراق المستقل ،والعراق الجمهوري ، والعراق الاشتراكي ، وعن حرب الخليج ومن قبل ذلك عن تحرر العراق من الانتداب،  ونظام الحكم في العراق .
ويعتبر الاستاذ الدكتور فاضل حسين 1914-1989 والذي حصل على الدكتوراه من جامعة انديانا في الولايات المتحدة الاميركية سنة 1952 عن اطروحته الموسومة :" مشكلة الموصل :دراسة في الدبلوماسية البريطانية والتركية والعراقية وفي الرأي العام "  وبإشراف البروفيسور ف.لي . بنز . من الاساتذة الرواد الاوائل الذين تخصصوا بشكل مباشر بتاريخ العراق المعاصر فبعد تخرجه وعودته الى العراق  وعمله في دار المعلمين العالية –كلية التربية فيما بعد وفي كلية الاداب –جامعة بغداد أنجز كتبا  مهمة في تاريخ العراق المعاصر منها  :"تاريخ الحزب الوطني الديموقراطي 1946-1958 " 1963 و"تاريخ الفكر السياسي في العراق المعاصر "1984 و"سقوط النظام الملكي في العراق " 1974 و"مشكلة شط العرب "1975 .فضلا عن بحوث مهمة ذات قيمة علمية كبيرة تتناول جوانب من تاريخ العراق المعاصر .
ومن المؤرخين الرواد ايضا الاستاذ الدكتور عبد القادر أحمد اليوسف 1921-1993 والذي درس في الولايات المتحدة الاميركية وحصل على الدكتوراه من جامعة شيكاغو سنة 1954 عن اطروحته الموسومة :"دراسة في الحركة الليبرالية العراقية 1908 -1924 " وقبلها نال الماجستير من الجامعة ذاتها سنة 1952 عن :" ثورة 1920 في العراق " .
اما الاستاذ الدكتور محمود علي الداؤود فقد حصل على الماجستيرمن جامعة جونز –هوبكنز في الولايات المتحدة الاميركية سنة 1954 وعنوان رسالته :"عوامل ثورة 1920 في العراق " .اما اطروحته للدكتوراه فقدمها الى مدرسة الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة لندن سنة 1957 وكان عنوانها :" العلاقات البريطانية مع الخليج العربي خلال الفترة 1890-1902 "  والعراق جزء من الخليج العربي .  ومنذ تخرجه وتعيينه في قسم التاريخ بكلية الاداب –جامعة بغداد وحتى كتابة هذه السطور  17-1-2016 وهو يغذ السير في تعزيز الدراسات التاريخية العراقية والعربية من حلال كتبه ومقالاته واسهاماته في الندوات والمؤتمرات العلمية ومعظمها يدور حول دور العراق في الخليج العربي .
وفي الستينات  والسبعينات من القرن الماضي اتجه عدد من الشباب العراقيين للدرسة في الجامعات المصرية وفي جامعات الاتحاد السوفيتي السابق وعادوا وهم يحملون شهادات الماجستير والدكتوراه نذكر  من الذين تخرجوا  في الجامعات المصرية الاستاذ الدكتور فاروق صالح العمر  الذي كتب عن " الاحزاب السياسية في العراق1921-1932 "  رسالة ماجستير واطروحة دكتوراه عن :" المعاهدات العراقية –البريطانية واثرها في السياسة الداخلية 1922-1948 " والاستاذ فيصل الارحيم والاستاذ الدكتور مصطفى عبد القادر النجار والاستاذ الدكتور عبد الرزاق مطلك الفهد   الذي كتب رسالته للماجستير في جامعة القاهرة  سنة 1970 بعنوان :" تاريخ الاحزاب السياسية في العراق 1946-1958 " واطروحته للدكتوراه من الجامعة ذاتها بعنوان :"تاريخ الحركة العمالية في العراق 1922-1958 " والاستاذ الدكتور عبدر الامير هادي العكام (الحركة الوطنية في العراق 1921-1933 " والاستاذ عبد التواب أحمد سعيد  الذي كتب رسالته للماجستير في جامعة عين شمس سنة 1978 بعنوان :" العراق والقضية الفلسطينية 1936- 1947 " .والاستاذ الدكتور خلدون ناجي معروف (الاقلية اليهودية في العراق  بين سنتي 1921-1952 )  والدكتور محمد حسين الزبيدي الذي كتب عن :"ثورة 14 تموز 1958 " ، والدكتور عباس ياسر الزيدي الذي كتب في جامعة عين شمس اطروحته للدكتوراه عن "  تاريخ الصحافة العراقية منذ نشأتها حتى سنة 1936 ) والدكتور حسين هادي الشلاه الذي كتب رسالته للماجستير في جامعة عين شمس بمصر عن " طالب النقيب ودوره في تاريخ العراق الحديث " والدكتور رياض رشيد ناجي الحيدري الذي كتب رسالته للماجستير في جامعة عين شمس 1973 بعنوان : " الاثوريون في العراق " ثم طبعت في كتاب يحمل العنوان ذاته في القاهرة (مطبعة الجبلاوي 1977 ) . وقد كتب المؤرخ المصري الكبير الاستاذ الدكتور احمد عبد الرحيم مصطفى مقدمة  الكتاب بإعتباره مشرفا على الرسالة .
ومن الجامعات السوفيتية الاستاذ الدكتور كمال مظهر احمد والاستاذ الدكتور احمد عثمان ابو بكر(حركة التحرر للشعب الكردي في العراق )  والاستاذ الدكتور هاشم صالح التكريتي والاستاذ الدكتور كاووس قفطان .
كما تخرج عدد من العراقيين في الجامعات البريطانية  في سنوات ما بعد الثمانينات  من القرن الماضي  منهم الاستاذ الدكتور مظفر عبد الله الامين  والاستاذ الدكتور سيار كوكب الجميل .وفي الجامعات الفرنسية تخرج عدد آخر من المختصين بتاريخ العراق المعاصر منهم الاستاذ الدكتور غانم محمد الحفو الذي كتب رسالته للماجستيرفي جامعة ببواتيه بفرنسا  سنة 1979 بعنوان :" المعارضة السياسية العراقية المتمثلة بحركات عشائر الفرات الاوسط 1934-1936 " واطروحته للدكتوراه من الجامعة ذاتها عن :" العراق في مواجهة الحرب العالمية الثانية " .  
وبعد افتتاح الدراسات العليا في التاريخ الحديث في كلية الاداب بجامعة بغداد في مطلع السبعينات  من القرن الماضي انضم الى هذه الدراسات نخبة من  الباحثين ونالوا الماجستير ومن ثم الدكتوراه  ومن اوائل الدفعات الاستاذ الدكتور محمد مظفر الادهمي  الذي كتب  اول رسالة ماجستير في التاريخ الحديث في العراق 1972 عن "المجلس التأسيسي "  والاستاذ صفاء عبد الوهاب المبارك الذي كتب  رسالة ماجستير سنة 1973 عن :"انقلاب سنة 1936 في العراق ..ممهداته واحداثه ونتائجه " والاستاذ الدكتور صادق محمد السوداني الذي كتب رسالته للماجستير عن :"العلاقات العراقية –السعودية 1920-1931 :دراسة في العلاقات السياسية "  والاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي  الذي كتب رسالتيه للماجستير والدكتوراه عن :" التطورات السياسية في العراق 1921-1941 " والدكتوراه عن :"التطورات والاتجاهات السياسية في العراق 1941-1958 " والاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الذي كتب رسالته للماجستير عن :"ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922 " واطروحته للدكتوراه عن :"تطور السياسة التعليمية في العراق 1914-1932 "  والاستاذ الدكتور لطفي جعفر فرج  الذي كتب رسالته للماجستير عن :"عبد المحسن السعدون " واطروحته للدكتوره عن :"الملك غازي " والاستاذ الدكتور عماد احمد الجواهري الذي كتب رسالته للماجستير عن :"مشكلة الاراضي في العراق 1914-1932 " واطروحته للدكتوراه عن :"الاصلاح الزراعي "  والاستاذة الدكتورة رجاء حسين حسني الخطاب التي كتبت عن : "العراق بين 1921-1927 دراسة في تطور العلاقات العراقية –البريطانية " وعن  :" تأسيس الجيش العراقي وتطور دوره السياسي  1921-1941 " والاستاذ الدكتور نوري عبد الحميد العاني  الذي كتب عن "التاريخ السياسي للنفط في العراق " والاستاذ الدكتور سامي عبد الحافظ القيسي الذي كتب رسالة ماجستير عن " ياسين الهاشمي ودوره في السياسة العراقية بين عامي 1922-1936 "  والاستاذ عبد الرزاق عبد الدراجي الذي كتب رسالته للماجستير عن "جعفر ابو التمن "  والاستاذ الدكتور عباس عطية جبار الذي كتب رسالته للماجستير عن  :" العراق والقضية الفلسطينية 1932-1941 "  والاستاذة الدكتورة سعاد رؤوف شير التي كتبت عن نوري السعيد  .
وعلى يد من تخرج في السبعينات من القرن الماضي درس جيل آخر من المؤرخين نذكر منهم الاستاذ الدكتور عبد المناف شكر النداوي  الذي كتب عن العلاقات العراقية –السوفيتية والاستاذ الدكتور اسماعيل نوري مسير الربيعي  الذي كتب " عن الفكر السياسي في العراق خلال فترة مابين الحربين " والاستاذ الدكتور عبد الرزاق احمد النصيري الذي كتب عن المجددين في الفكر السياسي العراقي المعاصر ومن قبل ذلك كتب رسالته للماجستير عن " نوري السعيد ودوره في السياسة العراقية حتى عام 1932" .والاستاذ الدكتور خالد حسن جمعة  الذي كتب عن "حزب الجبهة الشعبية المتحدة في العراق 1951 وعن  " الوحدة العربية في مناهج ومواقف الاحزاب العراقية 1921-1958 ،  والاستاذ الدكتور تقي البلداوي الذي كتب عن  كامل الجادرجي والحزب الوطني الديموقراطي ، ومحمد حديد وتاريخ الحزب الوطني التقدمي  والاستاذ الدكتور صالح خضير  الذي كتب عن القناصل والدبلوماسيين البريطانيين في العراق  .
المؤرخون الاكاديميون العراقيون ومنذ الاربعينات  من القرن الماضي كتبوا في موضوعات مختلفة  وميادين عديدة  تخص تاريخ العراق المعاصر بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ، وكتبوا عن العلاقات الخارجية وسياسات العراق الخارجية تجاه الدول العربية ودول الجوار الاقليمي والدول الاخرى .كما كتبوا عن بعض الشخصيات الرئيسة في العراق والمشاكل التي واجهها العراق من قبيل مشكلة الموصل ومشكلة شط العرب ومشكلة الاثوريين ومشكلة الاكراد .وكتبوا في تاريخ الاحزاب السياسية والحركة العمالية وكتبوا عن السياسة التعليمية والسياسة الزراعية وتاريخ ملاك الاراضي ومشكلة الاراضي كما كتبوا عن التاريخ السياسي للنفط  وكتبوا عن العشائر والسياسة والتاريخ الاقتصادي والفكر السياسي والوحدة العربية والليبرالية في العراق وتأسيس الجيش وتطور دوره الوطني والموقف من فلسطين وقضايا التحرر في المغرب العربي والخليج العربي .
وفي كل ما كتبوه التزموا بالمنهج العلمي التاريخي الصارم وطبقوه في دراساتهم وخاصة من حيث جمع المادة والتنصيص والتهميش والتحليل والوصول الى استنتاجات محددة اعتمادا على الوثائق المنشورة وغير المنشورة فضلا عن الاوراق الشخصية والمذكرات والكتب والمقابلات والصحف والمجلات ومقارنتها بعضها بالبعض الآخر .
وثمة اجيال اخرى  لاحقة من المؤرخين تخرجت في الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي وما بعد ذلك   تعمل اليوم على رفد الدراسات التاريخية العراقية المعاصرة بالكتب والدراسات ، سوف نأتي على دراستها ودراسات انجازاتها في الكتابة التاريخية عن العراق المعاصر إن شاء .


هناك تعليق واحد:

  1. تحياتي و مودتي دكتور - لكنك لم تشير الى دور المؤرخات العراقيات في الكتابات التاريخية باستثناء الدكتورة رجاء الخطاب - الدكتورة عالية سوسة لم تشير البها و غيرهم من المؤرخات الاكاديمين العراقيات فماهو السبب؟؟

    ردحذف

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...