الشاعر جبار الكواز وبستان قريش
ابراهيم العلاف
الشاعر جبار الكواز شاعر عراقي كبير ، وهو رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في بابل-الحلة . أسهم في مهرجان المربد الاخير الذي انعقد في البصرة مؤخرا ، والقى قصيدته الرائعة :"بستان قريش " يوم 8 كانون الثاني -يناير 2016 .و"بستان قريش " يقول الجاحظ انه وصف أطلق على العراق : الحديقة الخلفية للجزيرة العربية .. أرض السواد .. أرض الخير والبركة في كل عصور الدولة العربية الاسلامية .قصيدة :"بستان قريش " تؤرخ للعراق ، وتوثق أحداثه أمس واليوم.
ابراهيم العلاف
الشاعر جبار الكواز شاعر عراقي كبير ، وهو رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في بابل-الحلة . أسهم في مهرجان المربد الاخير الذي انعقد في البصرة مؤخرا ، والقى قصيدته الرائعة :"بستان قريش " يوم 8 كانون الثاني -يناير 2016 .و"بستان قريش " يقول الجاحظ انه وصف أطلق على العراق : الحديقة الخلفية للجزيرة العربية .. أرض السواد .. أرض الخير والبركة في كل عصور الدولة العربية الاسلامية .قصيدة :"بستان قريش " تؤرخ للعراق ، وتوثق أحداثه أمس واليوم.
واستطيع ان اقول ان الاستاذ جبار الكواز كتب التاريخ الاسلامي للعراق شعرا. ولكن اية كتابة ؟ كتب التاريخ بحزن ، وألم ، وحسرة وهو يرى التاريخ كما يقول المؤرخ الايطالي بنيتو كروتشه كله تاريخ معاصر .
بأسلوب الحكاية روى الاستاذ جبار الكواز تاريخ بلده مفتتحا قصيدته بالعبارة الاثيرة عند رواة الحكايات الشعبية :" كان ياماكان وعلى الله التكلان "...في صدر القصيدة يقول :
لا أشجارها التي اثكلتها
السيوف
ولا ثمارها
وهي تتقمص جماجم
الفوضى
ولا أفقها الاسود المخضر
يسطر برهانه في سجل
الاعشاب
كان يا ما كان
ثم راح يصف ما حل ببلده حروب ، وحصار ، وغزو اميركي بغيض، وقتل واغتيال ، وطائفية ، ومحاصصة ، وتدمير ، وافلاس وضياع للدور ، والهيبة هؤلاء الهؤلاء الذين :
أسقطوا القابهم في الازقة
والبسوا في خضم خيلائهم
أجساد الرمال للصبايا
وتقاسموا الطنافس نكاية بقصر
الامارة
بستان قريش مازالت تعج بالفوضى ، والضياع ، واليتم .
ومن جاء بهم الاحتلال لازالوا يوقدون غلهم في النخيل :
وأوقدوا غلهم في النخيل
وبلا اسماء
أوالقاب
أوكنى
ونكاية بعماتنا
أولموا حقائبهم مطارات
ومخادعهم اشلاء ضحايا
وأنين بلادْ
وكان يا ما كان
أين مضى الخلان ? !
لقد مسحت سحابة بالسيف
من دفاتر
السجون
وظلّت البستان في ظمأ مجنون
وكان يا ما كان
هؤﻻء
الهؤﻻء
الذين يخرجون من حلمي
وهم يخدعون أنفسهم بأقنعة المعصية
والغفران معا
كيف اقنعهم بالمكوث ؟!
وهم يزوّرون احلامي باﻻغاني
ويتسترون بالخوف نكاية بالفرح
وبالماضي نكاية بالغد
وبحروف العلة نكاية بالمعلقات
كيف أحصيهم ؟ !
وهم يختصرون أحلامي بالظن
ويوسعون لومي باﻻنتظار
ويؤطرون حلما لي
لا يقفون عليه
ولا يبتسمون
ويغادرونه باكرا
قبل أوان النوم
وفي ختام القصيدة يتساءل الشاعر عن من اعطى لهؤلاء السراق ، الحق في ان يغتصبوا العراق ، ويدمروه ، ويفلسوه ، وينشروا الرعب والنزاع بين اهله ويقول :
هؤﻻء الهؤﻻء
من علمهم سرقة الاحلام؟!
وتزوير بصمات الروح في الزوايا؟!
أين هم الان؟!
اين انا؟ !
وأين انتِ يا بستان؟!
وكان يا ما كان.
بأسلوب الحكاية روى الاستاذ جبار الكواز تاريخ بلده مفتتحا قصيدته بالعبارة الاثيرة عند رواة الحكايات الشعبية :" كان ياماكان وعلى الله التكلان "...في صدر القصيدة يقول :
لا أشجارها التي اثكلتها
السيوف
ولا ثمارها
وهي تتقمص جماجم
الفوضى
ولا أفقها الاسود المخضر
يسطر برهانه في سجل
الاعشاب
كان يا ما كان
ثم راح يصف ما حل ببلده حروب ، وحصار ، وغزو اميركي بغيض، وقتل واغتيال ، وطائفية ، ومحاصصة ، وتدمير ، وافلاس وضياع للدور ، والهيبة هؤلاء الهؤلاء الذين :
أسقطوا القابهم في الازقة
والبسوا في خضم خيلائهم
أجساد الرمال للصبايا
وتقاسموا الطنافس نكاية بقصر
الامارة
بستان قريش مازالت تعج بالفوضى ، والضياع ، واليتم .
ومن جاء بهم الاحتلال لازالوا يوقدون غلهم في النخيل :
وأوقدوا غلهم في النخيل
وبلا اسماء
أوالقاب
أوكنى
ونكاية بعماتنا
أولموا حقائبهم مطارات
ومخادعهم اشلاء ضحايا
وأنين بلادْ
وكان يا ما كان
أين مضى الخلان ? !
لقد مسحت سحابة بالسيف
من دفاتر
السجون
وظلّت البستان في ظمأ مجنون
وكان يا ما كان
هؤﻻء
الهؤﻻء
الذين يخرجون من حلمي
وهم يخدعون أنفسهم بأقنعة المعصية
والغفران معا
كيف اقنعهم بالمكوث ؟!
وهم يزوّرون احلامي باﻻغاني
ويتسترون بالخوف نكاية بالفرح
وبالماضي نكاية بالغد
وبحروف العلة نكاية بالمعلقات
كيف أحصيهم ؟ !
وهم يختصرون أحلامي بالظن
ويوسعون لومي باﻻنتظار
ويؤطرون حلما لي
لا يقفون عليه
ولا يبتسمون
ويغادرونه باكرا
قبل أوان النوم
وفي ختام القصيدة يتساءل الشاعر عن من اعطى لهؤلاء السراق ، الحق في ان يغتصبوا العراق ، ويدمروه ، ويفلسوه ، وينشروا الرعب والنزاع بين اهله ويقول :
هؤﻻء الهؤﻻء
من علمهم سرقة الاحلام؟!
وتزوير بصمات الروح في الزوايا؟!
أين هم الان؟!
اين انا؟ !
وأين انتِ يا بستان؟!
وكان يا ما كان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق