الولايات المتحدة الاميركية واثيوبيا
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
الاخت السيدة اسماء عبد الفتاح صحفية من مصر الحبيبة تُحضر للدكتوراه وعنوان اطروحتها :"السياسة الخارجية الامريكية تجاه أثيوبيا من 1956-1979" وقد جرى الحديث بيني وبينها حول اطروحتها وأمس وبينما كنت اتصفح بعض الكتب في مكتبتي الشخصية عثرت على كتاب سبق ان اقتنيته سنة 1975 بعنوان :"الحبشة حان وقت التسويات " تأليف سيد احمد خليفة صدر عن مؤسسة الوحدة للنشر والتوزيع في الكويت .
والحبشة هي اثيوبيا كما تسمى اليوم الكتاب يقع في ثلاثة ابواب مع مقدمة وعنوان المقدمة :هذه القارة الغامضة وفي الباب الاول ثمة مواضيع هي : الحبشة :من بؤر النزاع -الاستمرار في لعبة الشعارات - امبراطورية بالباطل والاكراه ..قبل ان نحكي المظالم -يكرهون كلمة الحبشة لماذا ؟ قومية وليست قبيلة -الصومال الغربي المحتل -بريطانيا تكافئ الحبشة -الدناكل وفي الباب الثاني نجد الموضوعات التالية : يوميات انقلاب ا200 يوم -خلفاء هيلا سيلاسي - رسائل اغاثة من الرئيس الاميركي جيرالد فورد -ووثيقة اخرى - هذا هو النمط الاسرائيلي - لم يمسوا بؤر الصراع -وفي الباب الثالث نقرأ عن ارتيريا -دستور ارتيري -نحو اتحاد بين ارتيريا والحبشة - الكفاح المسلح ومعارك اسمرا -الاسباب والنتائج .الذي يهم الاخت اسماء عبد الفتاح الصفحات من 61-67 التي تتعلق بالوثيقة الاميركية وهي مذكرة 26 يونيو -حزيران 1975 بتقديم قرض المبيعات العسكرية للخارج -اثيوبيا بفائدة منخفضة -قرار رئاسي رقم 75 -24 مذكرة الى سكرتير الدولة للشؤون الخارجية -البيت الابيض واشنطن 26 يونيو 1975 ونص المرسوم على :استنادا الى السلطة المخولة لي بموجب قسم 23 من القانون الخاص بالمبيعات العسكرية للخارج اصادق على تقديم مبلغ 25 مليون دولار لاثيوبيا للسنة المالية 1975 بفائدة قدرها 5% وذلك وفقا لمقتضيات المصلحة القومية للولايات المتحدة .ويطلب اليك ان تباشر بإبلاغ هذه المصادقة الى الكونغرس بالنيابة عني بالاضافة الى التبرير المرفق بها لهذا الغرض وينشر هذا المرسوم في سجل الاتحاد التوقيع جيرالد ر. فورد ..
وثمة وثيقة ثانية مؤرخة في 30 يونية -حزيران 1975 تتعلق بتزويد الحكومة الاثيوبية بطائرات ف -5 للفصل الثاني من القسم الثاني من قانون المساعدات الخارجية للعام 1961 .
والوثيقة الثالثة وهي تتبع لجنة الشؤون الافريقية --مارس -اذار 1975 تتعلق ب"جلسة استماع في الكونغرس الاميركي -تقرير حول اثيوبيا 13-5-1975 والتي عقدت اولى جلساتها حول اثيوبيا بناء على طلب قدمته الحكومة الاثيوبية لشراء اسلحة من الولايات المتحدة لمكافحة ما تعبر انه جماعة من المتمردين في محافظة ارتيريا التي ضمت الى اثيوبيا في نظام فدرالي عام 1952 طبقا لقرار اتخذته الامم المتحدة ..ويعلق مؤلف الكتاب على الوثائق هذه بالقول :"ان متابعة سير الاوضاع وتطورها في افريقيا عموما وفي القرن الافريقي بوجه خاص تعطي وحدها التفسير لدواعي التغيير الذي حدث في اثيوبيا والذي ضحت فيه القوى الاستعمارية بالنظام الامبراطوري والذي ظل يقدم خدماته الكبيرة لاستراتيجية الغرب حتى شاخ واصبحت الضرورات السياسية في المنطقة تحتم البحث عن بديل يتوافق مع التطو الذي حدث ويحدث كل يوم في المنطقة بأسرها .
المؤلف حتى يجيب عن الاسئلة المتعلقة بالتغيير الذي شهدته بعد انهيار نظام هيلا سيلاسي يورد نص تقريرأعدته لجنة رسمية اثيوبية ترأسها احد مفكري المجلس العسكري الاثيوبي الحاكم وتم اقراره ويختم المؤلف كتابه بالقول :" ان الولايات المتحدة الاميركية( ومعها طبعا اسرائيل ) تجد في اثيوبيا الحصن الاقوى والابقى من غيره بل والاهم بالنسبة للبحر الاحمر والمحيط الهندي لكي تكيف الاوضاع فيها على نحو يتحقق لها معه البقاء والاستمرار ولو تحت شعارات الاشتراكية والتقدمية ..!! " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق