الدكتور شاكر مصطفى سليم كاتبا مسرحيا
ا. د. ابراهيم العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
ومن محاسن الصدف ، اننا اكتشفنا بأن استاذ الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع الاستاذ الدكتور شاكر مصطفى سليم ، كان ، يكتب المسرحيات والروايات التمثيلية كما كانت تسمى وهو طالب في متوسطة العمارة للبنين سنة 1935 ....شاكر مصطفى سليم الكاتب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بكتاباته في الخمسينات والستينات من القرن الماضي والموسومة :"مذكرات قومي متآمر " والتي كانت تنشر في الصحف والمجلات وتثير جدلا كبيرا ، عثر الصديق الاستاذ جعفر الزاملي على رواية تمثيلية له بعنوان :"الطيش القاتل "طبعت في العمارة وفي مطبعة "الهادي " سنة 1935 وقد ارسلها لي فوجدت انها جديرة بالدراسة وأدعو اخي الاستاذ الدكتور علي الربيعي في جامعة بابل لدراستها ضمن دراساته واهتمامه بالبواكير الاولى للمسرح العراقي الحديث وبالروايات المسرحية العراقية .
جاء على غلاف الرواية أنها : "رواية عراقية تمثيلية تأليف الطالب شاكر مصطفى سليم أحد طلاب العمارة ، طبعت على نفقة سعادة متصرف لواء العمارة الهمام عبد الحميد بك عبد المجيد ،مثلها المؤلف لاول مرة على مسرح متوسطة العمارة ،فلاقت من الجمهور العماري الاستحسان العظيم والاعجاب والتقدير " وأتبع هذا الكلام بعبارة :"حقوق الطبع محفوظة للمؤلف - طبعت بمطبعة الهادي في العمارة " .
وثمة اهداء من مؤلف الرواية جاء فيه : "أقدم روايتي هذه الى أستاذي الفاضل موسى بك الشماع مدير المدرسة المتوسطة ، لما اعهده فيه من روح التشجيع والاخذ بيد القائمين بالمشاريع والاعمال الصالحة ، ولانه يحب التمثيل ويشجع الممثلين ." وفي نهاية الاهداء عبارة :"متوسطة العمارة في 16 كانون الاول 1935 ..المؤلف شاكر مصطفى سليم " .
وقد قدم للرواية الاستاذ محمد جواد آل طلال مدرس اللغة العربية في متوسطة العمارة وبعنوان :"كلمة تقريظ " قال :"اطلعت على رواية :(الطيش القاتل ) للشاب الاديب شاكر مصطفى سليم فألفيتها رواية جليلة القدر عظيمة الفائدة ذات مغزى مفيد وعظة بالغة .ولئن كانت قيمة الرواية المسرحية منوطة بأثرها في النفوس ووقعها في القلوب فرواية (الطيش القاتل ) في طليعة الروايات المسرحية المؤثرة وهي خير ما يعرضه الممثل على مسرح التمثيل لارشاد الشباب ومكافحة طيشه القاتل " .
يقينا ان معالجة طيش الشباب الذي كثيرا ما يؤدي بصاحبه الى التهلكة قضية اجتماعية وتربوية ، ومعنى هذا ان توجهات المرحوم الاستاذ الدكتور شاكر مصطفى سليم كانت في ذات الاتجاه الذي برز فيه فيما بعد وقد خدمه هذا التوجه حينما تخصص في علم الانثروبولوجيا أي علم الانسان وكتب اطروحته الشهيرة :"الجبايش " ولربما كانت الصراعات السياسية التي عاشها العراق في الخمسينات من القرن الماضي بين القوميين والشيوعيين والتي لم يستفد منها احد بل واضرت بالبلد هي احدى اسباب قلة الاهتمام بإنتاج هذا الاكاديمي وعالم الانثروبولوجيا العراقي الكبير .وقد تفصح الايام مستقبلا عن انتاجات ابداعية اخرى له رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم .
الموصل 11-1-2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق