الحكايات الشعبية الموصلية للاستاذ أزهر العبيدي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
بين يدي الان كتاب الصديق الاستاذ ازهر العبيدي الباحث ، والكاتب الموصلي والموسوم : "الحكايات الشعبية الموصلية باللهجتين الفصحى والعامية "، ويقع في جزئين وطبع على نفقة الباحث في دار ابن الاثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل وصدر سنة 2011 . والكتاب بحق محاولة جادة لتوثيق الحكايات الشعبية الموصلية بعد عقود من محاولة المرحوم الاستاذ احمد علي الصوفي (1897- 1982) الذي وثق حكايات الموصل الشعبية في كتابه الذي اصدره سنة 1962 .
يقول استاذنا الدكتور عمر الطالب رحمه الله وهو ايضا ممن له باع في جمع حكايات الموصل الشعبية والكتابة عنها :" تبدأ الحكاية الشعبية في الموصل بداية تقليدية، يقول الراوي (كان يا ما كان على الله والتكلان) او (كان يا ما كان الله ينصر السلطان) او (اكو ما اكو.. يا عاشقين النبي صلوا عليه) ويواصل الراوي حكايته بقوله (كان اكو فرد واحد). وتبرز في الحكاية الشعبية في الموصل ظاهرتان: التعميم والتجهيل. حيث تتجنب الحكاية اعطاء حدود معينة للزمان والمكان اللذين يلعبان دوراً مهماً في الحكاية. وكل هذه البدايات واشباهها يحاول ان يلغي الوجود الزمني للحكاية .. وللنهاية اهمية خاصة، فهي التي تقدم العظة او الحكمة او الهدف التعليمي النهائي للحكاية، من حيث المضمون.. كما ترتبط ارتباطاً اساسياً بالبداية، فهي التي تحل العقد الصعبة وسلسلة الاهوال التي تقابلها الشخصية منذ بداية الحكاية، والتفاؤل سمة اساسية فيها، ومعظم الحكايات في الموصل تنتهي نهايات سعيدة وتكون غالباً الزواج او جمع الشمل، وهي تعويض عن الحياة الصعبة التي عاشها الموصليون خلال عصور التاريخ المختلفة " .
وكما اشار الاستاذ ازهر العبيدي في مقدمة الجزء الاول من كتابه ان الحكايات الشعبية فن جميل من فنون الادب الشعبي ، وهي تعود الى المراحل الاولى لنشأة الانسان . ولكل الشعوب حكايات تعكس اخلاقها ومعتقداتها وثقافاتها ونفسيتها وحتى اوضاعها الاجتماعية . ومن الطريف ان بعض حكايات الشعوب تتشابه .. وقد اشار المؤلف انه وجد تشابها بين حكايات الموصل الشعبية وحكايات دمشق وحسنا فعل المؤلف عندما حافظ على اللهجة التي رويت بها الحكايات المقتنصة من صدور امهاتنا وجداتنا ويعد هذا الكتاب اضافة نوعية لما هو متوفر في مكتباتنا عن الحكايات الشعبية التي تحتاج الى التحليل والدرس والتقييم ... ويقينا ان صديقنا الدكتور علي العبيدي وهو متخصص بالادب الشعبي قادر على ان يكشف لنا مضامين واشكال هذه الحكايات الطريفة المليئة بالحكم والمعاني والعبر والدروس الانسانية .
مما ينبغي ذكره ان الاخ الاستاذ ازهر العبيدي ، لم يبخل على القراء فوضع صورا واشكالا زينت الكتاب . كما انه طلب من التشكيلي الموصلي الصديق الاستاذ احمد توحلة لتصميم غلاف كتابه فكان تصميما رائعا مستوحى من تراث مدينتنا المعطاء والعميق .كما ان المؤلف ادخل على الحكايات العامية مفردات ومصطلحات إضافية مما يحفظه هو في ذاكرته . فضلا عن وضعه جداول لغوية مهمة ومن المؤكد ان هذا الكتاب -الكنز ، ستظهر قيمته بعد سنوات طويلا تندثر فيها بعض مفردات الحياة المعاصرة وتستجد مفردات جديدة تلاءم العصر في المستقبل وعندئذ سيبحث القارئ عن الكتاب الذي ربما يصبح نادرا كالكبريت الاحمر .
بدر البدور -الطير الابيض- حسين النمنم والدامية -الكوكوختي - بنت السلطان - العقل والمال - ست الستوت وعنبر المستوت - العجوز والشيطان - الصبي الشاطر -البنات الخرساوات - الفقير والليرة -صراع الثعالب - هو الكركجي يعرف شغلو - ام خغم الابغا - بلبل هزار - مهنة الزوج - الضيف الثقيل -جنكر جنكر دوس - بنت السلطان- الابله والبادنجان المطلقات السبع - ابن الملك والبنات الثلاث - العصفور والشوكة - زوجة ملا نصر الدين -حديدان مع الدامية - جنجل ورباب- زمزم القبور -القملة والبرغوث وحكايات اخرى يضمها الكتاب بجزئيه .جهد طيب ومحاولة جادة يشكر عليها الاستاذ ازهر العبيدي وبارك الله به والى مزيد من التألق خدمة للتراث الشعبي الموصلي .
بقي ان نقول ان المؤلف الاستاذ ازهر سعد الله العبيدي من مواليد الموصل سنة 1946 ..تخرج من الكلية العسكرية سنة 1966 ودخل كلية الاركان وتخرج فيها سنة 1978 وهو خريج كلية الدفاع الوطني في جامعة البكر العسكرية 1989 وهو قائد عسكري معروف في الجيش العراقي السابق وله اهتماماته البحثية والتاريخية والتراثية اصدر كتبا عديدة منها :"الموصل ايام زمان " و" امارة العبيد الحميرية " و"اسماء والقاب موصلية " و" جادة باب لكش " و" موسوعة الموصل التراثية " و"الموصل في القرن العشرين " و" الموصل عبر التاريخ " وله كتاب ضمنه مذكراته وبأربع اجزاء لايزال في انتظار الطبع هذا فضلا عن كم من المقالات والدراسات والبحوث وله نشاط على مواقع الانترنت وفي الفيسبوك وهو عضو في اتحاد كتاب الانترنت العراقيين .اسهم في ندوات ومؤتمرات علمية داخل العراق وخارجه وقد تيسرت لنا انا وهو حضور مؤتمر تاريخ تركمانستان في عشق اباد العاصمة التركمانستانية قبل سنوات وكان نعم الصديق ونعم الرفيق رفيق الدرب والسفر والحياة تحياتي له وتمنياتي له بالعمر المديد والتألق الدائم .
نسخة من هذا الكتاب استاذ عن روح والديك .. أقرأ كثيرا لكن لماذا عندما أشاركة بمشاركة لا تنشرها أنا من الموصل الأيسر أستاذ متقاعد ومترجم مر على موقعي كروبي في الفيس Iraqi Translators to all
ردحذف