الصليبيون في بلاد الشام*
تأليف مصعب حمادي نجم الزيدي
احتلت دراسة الحروب الصليبية أهمية كبيرة في العالم الغربي منذ إندلاع شرارة هذه الحروب إثر إطلاق البابا ايربان الثاني دعوته من دير كليرمونت وحتى الوقت الحاضر، ولم يعدم الأوروبيون عصراً لم يلمع فيه مؤرخ يتوقف ليتصدى لقص حوادث هذه المأساة البشرية التي أبدع في وصفها المؤرخ البريطاني الشهير ستيفن رنسيمان (بأنها مثاليات لوثتها القسوة والجشع)، فكان لكل جيل تصوراته عنها ولكل أمة من أمم الغرب ودورها ومفاهيمها التي رسمت هذا الدور.
ومن المفارقة أن العرب والمسلمين ممن تحملوا عبء هذا الجشع والإحتلال والقسوة الأوروبية، وممن استفزت فيهم هذه الحروب روح الجهاد الإسلامية النقية وقدموا الأنموذج على بناء المجتمع الجهادي، وقدموا التضحيات النفيسة سواء على سوح دورليوم وأنطاكيا أو على أرض فلسطين والقدس أو في دمياط والإسكندرية والفسطاط والمنصورة، وقدموا مآثر على مستوى الحكام والعلماء وعلى مستوى الشعب على حد سواء.
إلا أن تلك التجربة الإسلامية الهائلة ما تزال حتى اليوم على الرغم من جهود محدودة هنا وهناك ما تزال تفتقر لمن يعطيها من علمه وجهده وعمره، لأجل ذلك كله جاء هذا الكتاب من تأليف للباحث الدكتور مصعب حمادي الزيدي، ليكون إضافة مميزة وعلامة تؤشر له وتؤشر للكتابة التاريخية العربية المعاصرة عن هذا الموضوع.
وتأتي قيمة هذا الكتاب في تناوله بحوثاً منشورة لكنها في الحقيقة موزعة في العديد من المجلات الأكاديمية وتفصل بينها سنوات وبعضها الآخر في طريقه إلى النشر، ولذلك عكف الكثير من الباحثين وخاصة في الجامعات الأوروبية ومن حذا حذوهم في الجامعات العربية والإسلامية على جمع شتات ما أنتجوه من بحوث ودراسات متفرقة في كتاب واحد مما يسهل العثور عليها والإطلاع على محتوياته والإفادة منه.
حيث ضم الكتاب تسعة بحوث متنوعة دونت على مدى عشر سنوات وقد تم نشرها في مجلات علمية عراقية، وعلى الرغم من أنها تتناول مواضيع متفرقة ولكن يجمع بينها رباط واحد متين هو أنها جميعاً تعالج جوانب عدة في عصر الحروب الصليبية.
وعليه، فقد تم تقسيم الكتاب إلى ثلاثة فصول فضلاً عن مقدمة وخاتمة، جاء الفصل الأول بعنوان (نماذج من أنماط الحياة الصليبية في المشرق، أما الفصل الثاني محمل عنوان (البعد الإستراتيجي للعمارة العسكرية الصليبية)، أما الفصل الثالث فعنون (التنظيمات العسكرية الصليبية في المشرق والقوى المساندة لها).
**********************************************
*https://www.abjjad.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق