قصة "العبخانة " أول محطة كهرباء في بغداد
ابراهيم العلاف
سألني أحد طلبة الدراسات العليا ولااتذكر لعلها طالبة تكتب او يكتب عن( تاريخ الكهرباء في العراق ) عن تاريخ اول محطة كهرباء في بغداد واقول الان ان (محطة العبخانة ) من اقدم المحطات التي تأسست في بغداد لتوليد الكهرباء مطلع القرن العشرين وقد احيلت على التقاعد سنة 1965 كما اشار الى ذلك تحقيق نشر في مجلة "وعي العمال " البغدادية العدد الصادر في 30 ايلول -سبتمبر 1972 وزودني به صديقي الاستاذ جعفر الزاملي مشكورا .. و( محطة العبخانة القديمة ) كانت من نوع (دي .سي ) اي التيار المستمر وقوتها لاتتجاوز ال110 فولت وقد كف العالم عن استعمالها وتركها واستبدلها بالمحطات الحديثة من نوع (أي .سي ) اي التيار المتناوب وقوته 220 فولت .ومن طريف ما روي من ذكريات عن هذه المحطة اقصد محطة العبخانة ماقاله المرحوم الحاج سبهان محسن وهو احد عمال هذه المحطة الذي روى كيف ان ماء النزيزة قد غمر مبنى المحطة سنة 1927 فقام العمال برفعها الى ارتفاع مترين وبذلك تمكنوا من انقاذها كما وضعوا الواح على بعضها لتصبح مكاتبهم اعلى من مستوى المياه .
لقد ظلت بغداد تنير نفسها بالفوانيس الزيتية حتى بداية العشرينات وسرعان ما تفتحت ازاهير الدفلى وتوهجت طرقاتها ودورها بالنور عندما تأسست محطة العبخانة العتيدة والتي ظلت تصارع الزمن حتى سنة 1965 عندما احالها اهلوها على التقاعد بدعوى ان قوتها 110 فولت وليس 220 فولت ....وكم كان حزنها وهي تتوقف عن العمل وهاهي تحكي قصتها مع الانسان عديم الوفاء الذي سرعان ما تخلى عنها وتركها انقاضا بعد ان كانت رميما واستبدلها بمحطات عصرية تنسجم مع تطلعات العراقيين في اقامة صناعة حديثة ومادرى هذا الانسان العراقي ان الغزاة البغاة الاميركان كانوا لمحطاتهم العصرية بالمرصاد وتعهدوا بإعادة العراقيين الى عصر ما قبل الصناعة لمجرد انهم نهضوا وأصروا على النهوض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق