وللشوارب حكاياتها
- ابراهيم العلاف
واقول لكم انني كنت معجبا بتمثيل وشكل الفنان المصري الكبير يوسف شعبان 1931-2021 رحمة الله عليه .
كنت احسه فنانا ملتزما ، منضبطا ، متميزا ، مثقفا وهو طبعا كذلك رأيت له الكثير من الافلام السينمائية ، والمسلسلات التلفزيونية ولاادري لماذا اخترت ان اضع صورته الى جانب هذا الكلام ، وانا اتحدث عن الشوارب والشوارب كما تعلمنا ونشأنا (عنوان الرجولة ) ورمزها ، وكثير من الممثلين والعلماء والمفكرين وحتى السياسيين ابقوا شواربهم وهي عندنا في الشرق غير ما عندهم في الغرب .
وفي الحديث النبوي الشريف (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى) .وفي امثالنا الموصلية الكثير مما قيل عن الشوارب ونقله الاخ الاستاذ عامر سالم حساني في كراسه ((اعضاء الجسم واجزاءه في الكنايات والامثال العامية الموصلية ) 2002 فالشوارب هي مما ينبت من الشعر على الشفة ، شفة الرجل بوجه الخصوص وهناك امثال منها :
1. شعغاي بشاربك -كناية عن الامانة
2. يقص من الشارب ويخلي على اللحي - كناية عمن يداري أمره بالقص والتدبير
3. خذا من هل الشارب - كناية عن التعهد بانجاز العمل
4. شويغبو(شارباه) تعلق زلمة (رجل) اي ان مظهره يوهم من يراه بقوته وهو خلاف ذلك
5. مد ايدك على شاربك - اي تعهد لي بانجاز وعدك
6. ماتطول شارب -وتقال في كل عمل فيه نقيصة فلا يمكن الفخر به
7. اشيل من الدقن ويحط على الشارب - اي يصلح شيئا بافساد غيره .
وكثيرا ما كان المرحوم العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة وتسمى محكمة الشعب ومحكمة المهداوي يردد عبارة ( ياحلوين الشوارب وين ها النية ) امام المتهمين وهم في قفص الاتهام .
ورحم الله الاخ والصديق الاستاذ احمد سامي الجلبي رئيس تحرير جريدة (فتى العراق) الموصلية توفي سنة 2009 عندما القى علينا في جمعية الشبان المسلمين محاضرة رائعة عن تاريخ الشوارب وانواعها وقصاتها وموقعها في التراث والواقع .
الان للشوارب انواع ، فهناك شوارب هتلر ، وهناك شوارب ستالين وهناك شوارب الممثل يوسف شعبان وهناك شوارب كلارك غيبل Clark Gable الممثل الامريكي الشهير 1901 - 1960 والذي سبق ان حصل على جائزة أوسكار سنة 1934وهناك وهناك .
وثمة جمعيات في العالم للمهتمين بالشوارب كما ان هناك (كروبات ) ومواقع الكترونية لأهل الشوارب . والحلاقون يهتمون ويتفننون بقص الشوارب وتعديلها وهناك مسابقات في العالم وخاصة في تركيا لمن هم يمتلكون ( أطول شارب في العالم) ، ولااعلم فيما اذا كانت هناك شوارب قد دخلت مقياس غينتس .
وقد تابعت تحقيقات في بعض الصحف العربية حول فيما اذا كانت الشوارب لاتزال مقياسا للرجولة ورأيت ان هناك مقالات عن (الشوارب اليسارية والشوارب الاسلامية ، والشوارب القومية ) ، وعلى صفحة اتحاد نوادي اللحى والشوارب على الإنترنت قرأت ان في المانيا اليوم (موضة اطلاق الشوارب) وهناك من يتحدث عن الشارب الانكليزي والشارب يسمى في بعض البلدان (الشنب ) وهناك الكوسة او الاملس الذي لاينبت الشعر لافي وجهه ولا في شواربه ودعا البعض الى اعادة الشوارب الى وجوه الرجال وهناك من تحدث عن ان أحلى الشوارب ما كان مفتولا .. واجمل اللحى ما كانت كثة ، ويمتد الحديث عن الشوارب وتطول القصة والامر لايقتصر علينا نحن العرب او الترك او التركمان او الكاكائيين الذين يحرمون حلق الشوارب بل الامر ايضا يتعلق بالروس والالمان والانكليز وابناء جمهوريات اسيا الوسطى وايطاليا والقوقاز وفي التراث العربي ان الام تفخر بولدها الصغير وتردد امامه :"بكره يمر الوقت وتصير رجال وتكون لطوال الشوارب سندها وابني عليك امال وامال وامال" . اكتفي بهذا القدر وللقصة بقية .
الموصل 28-5-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق