الاثنين، 3 مايو 2021

الاستكان والبيالة


 الاستكان والبيالة

والعراقيون شعب يحب الشاي مثل الانكليز ،ومثل الاتراك وهم يميزون بين الشاي الثقيل (زنكين) والشاي الخفيف ويميلون مثل الانكليز الى الشاي الثقيل strong . وما الذ ان يشرب الانسان الشاي في الجايخانة والجايخانة تعني مكان شرب الشاي وخانة تعني باللغة التركية مكان . وفي الجايخانة طقوس جميلة معروفة وادوات كثيرة تستعمل في الجايخانة من قبيل الاوجاغ اي الموقد والكتلي والسماور لغلي الماء والاستكان والطبق والملعقة -الخاشوكة ويقدم الشاي باحترافية كبيرة من قبل عامل متخصص يستطيع ان يحمل اكثر من استكان وطبق اي صحن للشاي بيد واحدة .
ما يهمني اليوم ان اتحدث عن ادوات شرب الشاي وهي الاستكان والبيالة واقول واعتمادا على كتاب الدكتور داؤد الجلبي الكاتب والطبيب والباحث التراثي في كتابه (كلمات فارسية مستعملة في عامية الموصل وفي انحاء العراق تليها كلمات كردية وهندية ) وصدر سنة 1960 ان (الاستكان ) كلمة فارسية (دوستكان ) ومعناها في الاصل (على محبة فلان ) او (على شرف فلان ) وتقال لترك احد الشاربين نوبة شربه لاحبابه والكأس الملأى التي تركها والاستكان اليوم (كأس او قدح صغير يشرب بها الشاي) .
وهناك (البيالة ) وحسبما جاء في بعض المواقع ومنها الموقع التالي ورابطه :https://www.wikiwand.com
فان البيالة هي (فنجان) شاي زجاجي بمقبض أو بدون يستخدم في الدول العربية لشرب الشاي والفنجان يقول الدكتور داؤد الجلبي كلمة فارسية اصلها (بنكان) اي الطاس او الكوب او الاناء الصغير الذي تشرب به القهوة وحتى الدواء وغيرهما .
واصل كلمة (بيالة) وحسبما جاء ايضا في بعض المواقع ومنها الموقع التالي ورابطه :https://www.wikiwand.com ، هي من الفارسية (پیاله ) المأخوذة بالأصل من اليونانية φιαλ ، بمعنى زجاجة مع أن العرب في مصادرهم القديمة كانوا قد عربوها بلفظ فيالجة.أما كلمة استكان أو استكانة فأصلها من اللغة الروسية Стакан بمعنى قدح زجاجي أو زجاجة. وسبب انتشار اللفظ الروسي في العراق هو لأنه كان يسوق مع السماور الروسي أيضاً حين دخلا معاً البلدان العربية من روسيا إلى العراق عن طريق تركيا.ولربما اخذ الفرس من الروس لفظ الاستكان او الاستكانة . وكما هو معروف فالشعوب تأخذ من بعضها البعض وتؤثر وتتأثر ويظهر ذلك واضحا في اللغة .وتنتشر كلمة البيالة في دول الخليج العربي كما هي كانت مستعملة عندنا في الموصل قبل اكثر من خمسين سنة واستبدلت بالاستكان او الاستكانة .
والصورة من مقهى الشعب في السليمانية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...