دور العرض السينمائية وشباك التذاكر والجمهور
- ابراهيم العلاف
وانا ، ومجايلي من مواليد ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 نعرف ما كانت تمثله دور السينما ، وحجم الجمهور الذي كان يرتادها . ولازلت اتذكر ان ازدحاما كان يحصل امام ابواب السينمات في بغداد او الموصل او البصرة او كركوك او الناصرية خاصة اذا كان الفيلم معروفا من خلال مخرجه أو قصته أو ممثليه .
وكم شاهدنا معارك بين من يريد ان يحجز له تذكرة للدخول الى السينما قبل غيره . ولازلت اتذكر ايضا في الخمسينات والستينات ومابعدها كيف ان دورا جديدة للعرض السينمائي فتحت عندنا في الموصل وفي بغداد وفي البصرة وغيرها من المدن العراقية والعربية .
كنت اسمع عبارة ( شباك التذاكر) ، وأقرأها فيما يصلنا من المجلات العربية كمجلة ( الكواكب) و(المصور ) و(الموعد) و(آخر ساعة ) ...كانوا يقولون ان شباك التذاكر هو الحكم هو مقياس الفيلم والمعيار الذي نحكم فيه على الافلام .
وكانت سينمات الموصل مثلا والموصل مدينتي ، تتفنن في جلب أفضل الافلام الاميركية والفرنسية والايطالية والهندية والعربية . كنا نعرف الممثلين واحدا واحدا ونتقصى اخبارهم من خلال مايصلنا من صحف ومجلات . هذا كريكوري بك ، وهذا بيرت لانكستر وهذا كيرك دوكلاس وهذا اسماعيل ياسين وهذا رشدي اباظة وهذا محمود المليجي وهذا شامي كابور وهذا مارسليو ماسترياني وهذا جوني ويسمولر .
ايام الزمن الجميل كان لدور العرض السينمائي مكانة .. لم يكن ثمة تلفزيون ولم يكن ثمة انترنت ، والان توارت دور السينما الا في بعض ( المولات) الراقية ، ولم نعد نسمع اهتماما بالافلام وعروضها انا شخصيا افتقدت دور السينما وافتقدت الجلوس فيها والعادات التي كنا نقوم بها اقصد (الاتيكيت) في الدخول الى الصالة ، والجلوس في المكان المحدد لي من خلال تذكرة الدخول ولكل زمان دولة وسينمات .
الصورة التي ترافق هذه السطور من الموقع التالي ورابطه :https://www.pinterest.com/ هي لجمع من الناس وهم يقفون أمام دار عرض سينمائية في مدينة بيروت سنة 1946 لمشاهدة فيلم ( حبيب العمر ) تمثيل فريد الاطرش وسامية جمال .
فيلم (حبيب العمر) لو عدنا الى (انسكلوبيديا ويكيبيديا) ، نعرف انه فيلم رومانسي مخرجه المخرج المصري الكبير هنري بركات ، وهو من كتب القصة والسيناريو ايضا ، ومعه بديع خيري ،ومدة عرض الفيلم ( 120) دقيقة . حبيب العمر فيلم تم إنتاجه سنة 1947، وهو من بطولة فريد الأطرش و سامية جمال و إسماعيل ياسين، و هو أول فيلم يقوم بإنتاجه فريد الأطرش. وفي الفيلم غنى فريد الاطرش بعض اغانيه ومن تلحينه ومن ذلك اغنية (توكلنا على الله ) كلمات الشاعر الكبير بيرم التونسي واغنية ( قوليلى إيه) من كلمات يوسف بدروس واغنيتي (احبابنا ياعين ) و(يهون عليك) من كلمات بيرم التونسي واغنية ( يا من بنادي) كلمات أمين صدقي واغنية ( يا زهرة في خيالي ) كلمات صالح جودت واغنية ( حبيب العمر ) كلمات مأمون الشناوي .
طبعا هذا الفيلم عرض في معظم المدن العربية ومنها الموصل ونال الاقبال نفسه الذي ناله في بيروت ، وهكذا كانت دور العرض السينمائية في هاتيك الايام هي من وسائل التسلية الجميلة ؛ ولمشاهدتها طقوس منها كما قلت ارتداء الملابس الجميلة الانيقة ، والتزود بالجرزات (المكسرات) والدخول الى السينما بكل هدوء والجلوس والالتزام بالاداب العامة واحترام من يجلس الى جانبك وقد تسمع في اوقات الاستراحة نداء الباعة باعة الكوكاكولا والببسي كولا أو أن المشاهد يخرج في وقت الاستراحة عند عرض الفيلم الى كافتيريا دار العرض ففيها ما يحتاجه او ما يرغب في شراءه وخاصة من السيكائر والمرطبات وحتى الساوندويتشات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق