الدكتور متي عقراوي 1901 -1982 أول رئيس لجامعة بغداد
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
من التربويين العراقيين الرواد .كان له دور فاعل في تأسيس الكيان التربوي وخاصة الجامعي في العراق . كما كان له دور في الحركة العربية في بدايات النهضة الفكرية الحديثة في العراق مطلع القرن العشرين .عمل أستاذا للتربية ومديرا للتربية ،وعميدا لدار المعلمين العالية .. وقد أسهم إسهاما كبيرا في تأسيس جامعة بغداد، وعين أول رئيس لها للمدة من 5 تشرين الأول سنة 1957 ولغاية 1 من آب سنة 1958 . لم يكن الرجل بعيدا عن النشاطات الثقافية والاجتماعية في العراق والعالم وله نشاطات في هذا المجال . وقمين بنا أن نقف قليلا عند سيرته ليعرفه أبناءنا وأحفادنا ويفخروا بما قدمه وأنجزه .
ولد متي يوسف حنا عقراوي في الموصل سنة 1901 ، وفيها أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ومنذ صباه تعلم الفرنسية في إحدى المدارس الدينية الكنسية ، وقرا وطالع فيها .سافر إلى بيروت ودخل إعدادية الجامعة الأميركية سنة 1920 وتخرج فيها ، وعهد إليه بإلقاء الخطاب ألوداعي في حفل التخرج .تخرج في كلية الآداب والعلوم من الجامعة ذاتها حاصلا على بكالوريوس في التربية سنة 1925 . التحق بكلية المعلمين في الولايات المتحدة الأميركية بين سنتي 1925-1926 ودرس التربية ..وفي سنة 1934 حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية .
كتب عنه الأستاذ الدكتور عمر الطالب في موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين .فقال بأنه عاد إلى العراق وعين مدرسا للتربية في دار المعلمين الابتدائية .
عمل في منظمة اليونسكو مدة تسع سنوات إلى سنة 1957 حين أصبح رئيسا لجامعة بغداد 1957-1958 وبعد إعفاءه من منصب رئيس جامعة بغداد بعد وقوع ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق ،عاد للعمل في منظمة اليونسكو فأصبح ممثلها في الأمم المتحدة 1959-1961. عمل في الجامعة الأميركية ببيروت خلال السنوات 1963-1971 وبعدها أحيل على التقاعد ليتفرغ للعمل البحثي .
نال خلال حياته العديد من الأوسمة والتكريمات ،منها - على سبيل المثال- حصوله على وسام الرافدين سنة 1953 ،وعلى وسام الخدمة الممتازة من كلية المعلمين في الولايات المتحدة الأميركية سنة 1960 ،وعلى وسام الاستحقاق" درجة فارس" من الحكومة اللبنانية 1970 .
في سنة 1955 استدعي الأستاذ الدكتور متي عقراوي مع الأستاذ الدكتور إسماعيل القباني لدراسة واقع التعليم في الكويت ووضع المقترحات لتطويره وقد أنجزا تقريرا مهما نشر بعنوان : " تقرير عن التعليم في الكويت " صدر في اليوم السادس عشر من آذار سنة 1955 . ويعد من التقارير المتميزة التي ارتكز عليها البنيان التعليمي في دولة الكويت فيما بعد .كما انه يعد من المصادر المهمة في كتابة تاريخ التعليم الوطني في الكويت ومن حسن الحظ أنني امتلك نسخة من هذا التقرير في مكتبتي الشخصية .
من مؤلفاته:
1-التربية في الشرق الأوسط (بالإنكليزية ) مشاركة مع الدكتور أمير بقطر)1950.
2-مشروع التعليم الإجباري في العراق 1937.
3- العراق الحديث (بالإنكليزية) ، وقد ترجمه إلى العربية بالتعاون مع الدكتور مجيد خدوري 1936
4-مذكرات في التاريخ العربي القديم 1927.
5-مبادئ القراءة العربية بأسلوب الجملة والقصة ،1935.
6 -الديمقراطية والتربية وهو مقدمة في فلسفة التربية لجون ديوي ترجمه بالاشتراك مع الأستاذ زكريا ميخائيل ،وأصدرته لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة سنة 1954 .
كما أن له بحوثا منشورة في مجلات عديدة وله كتب بالفرنسية والانكليزية والألمانية.
انغمس الدكتور متي عقراوي في نشاطات ثقافية وتربوية عامة ، فلقد أصبح سكرتيراً (لجمعية الثقافة العربية)سنة 1931 .كما كان عضواً في نادي القلم العراقي الذي تأسس سنة 1934.وفي سنة 1946 اختير عضوا عاملا في المجمع العلمي العراقي وقد كان من الذين عملوا من اجل تأسيس مطبعة خاصة بالمجمع منذ وقت مبكر من تأسيسه في نهاية الحرب العالمية الأولى ،وكان إلى جانبه في اللجنة التي تشكلت للنظر في تأسيس المطبعة الأستاذ محمد بهجت الأثري والأستاذ الدكتور جواد علي .
عين في مناصب عديدة خلال حياته العملية أبرزها :
1.مدرس التربية في دار المعلمين الابتدائية
2.مدير دار المعلمين الابتدائية
3.مدير التعليم الابتدائي
4.مدير معارف منطقة كركوك
5.مدير معارف منطقة الحلة
6.عميد دار المعلمين العالية في بغداد .
7 .عمل في منظمة اليونسكو مدة تسع سنوات إلى سنة 1957 .
8.أسس جامعة بغداد 1957-1958وكان أول رئيس لها
9.عاد إلى اليونسكو فأصبح ممثلها في الأمم المتحدة 1959-1961
10. ثم عمل في الجامعة الأميركية ببيروت 1963-1971
أحيل على التقاعد، وتفرغ للعمل البحثي فترة من الزمن .. توفي في مثل هذا اليوم 31 ايار - مايس سنة 1982 رحمه الله وجزاه خيرا على ما قدم لوطنه وأمته وللإنسانية جمعاء .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها التالي :
والمقال منشور ايضا في الحوار المتمدن والرابط :https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=229393
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق