العلاقات الاولية والعلاقات الثانوية
قبل خمسين سنة كان الاستاذ الدكتور حاتم الكعبي يدرسنا علم الاجتماع في جامعة بغداد وكان الموضوع عن (العائلة ) فقال ان العلاقات عندنا في الشرق والعراق من ضمنه علاقات اولية والعلاقات في الغرب وهو درس هناك ثانوية وقال انها ثانوية لانها تتم بالواسطة بينما عندنا تتم وجها لوجه .فالرجل معروف من هو ومن ابوه ومن امه ومن اي اسرة وهكذا ونحن نهتم بذلك ونبحث عن الاصل والفصل والموقف ولايمكن لاحدنا ان يفرط بأمه ويلقيها مثلا في دار المسنين في حين في الغرب رجل لم ير امه منذ زمن يسلم عليها من بعيد او انها تسكن قريبة منها ويكتفي كلاهما ب(هلو ) .كنا ونحن تلاميذ نستغرب هذا ونستنكر ونقول كيف يكون هذا ....اليوم صرنا مثلهم متباعدين نهنيء بعضنا البعض بالرسائل القصيرة ونعلق في الفيسبوك بكلمة واحدة ونحن اصدقاء منذ سنين لكن واحدا لايعرف الاخر وهناك اقارب لم ارهم منذ عشر سنين مع ان بيني وبينهم امتار ....اذا صرنا مثل الغرب لانعرف بعضنا ولانجلس مع بعضنا ولاعلاقة لاحدنا بالاخر وصار احدنا ينفر من صديقه وهكذا البتعاد والاعتكاف صار منهجنا .كيف يرحمنا الله انا اقول اننا نظلم انفسنا تركنا قيمنا ومبادئنا وابتعدنا عن الروح في العلاقة الانانية هي السائدة والغيرة وحدث ولاحرج عن بيئة المثقفين انها موبوءة ومخجلة وصار الاسلم ان لاتعرف احدا ولاتجعل احد يعرفك وقد يسأل احد لماذا؟ والجواب ان العلاقات اليوم اصبحت زائفة وغير حقيقية متعبة مملة واصبح لسان حالنا يقول ( ياراحتي في وحدتي **كل البلا من عشرتي .............ابراهيم العلاف9-5-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق