الأربعاء، 12 مايو 2021

سماكة الموصل ا.د. ابراهيم خليل العلاف


 


سماكة الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وانا اتحدث مع الاخ والصديق المهندس الكيماوي الاستاذ خالد علي محمد رسول الموصلي ، وقفنا عند اسماك الموصل وقلت له ان الموصل واهالي محافظة نينوى وخاصة ممن تقع بلداتهم وقراهم وقصباتهم على انهار دجلة والزاب الاعلى والخازر والخابور والهيزل والخوصر اعتادوا على صيد الاسماك وبيعه في اسواق السمك التي عرفتها الموصل وخاصة في سوق السمك بمحلة الميدان وفي سوق النبي يونس ومنذ سنين بعيدة وحتى يومنا هذا .
ولدينا في الموصل عدة أُسر تحمل لقب السماك ، والذي جاء من أحتراف اجداد وابناء هذه الاسر صيد وبيع الاسماك وظهرت من هذه الاسر شخصيات خدمت العراق في جوانب كثيرة .
وعندما انشئ سد الموصل الكبير في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، وصارت له بحيرته الواسعة انتعشت حرفة صيد الاسماك وتربيتها وبيعها مع ان هناك الكثير من القوانين التي تحرم صيد الاسماك في مواسم محددة .
ومنذ العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي وما بعد ذلك انتعش فن صيد الاسماك في الزابين ونهر دجلة وكثر في الموصل كما جاء ذلك في الدليل الرسمي العراقي لسنة 1936 وعلى الاغلب السمك البني وابو سويف والجري والبز والشبوط .
كان نهر دجلة الخالد الذي يمر في مدينة الموصل ومحلة الميدان والشهوان يزخر بأنواع كثيرة من الاسماك وكان أهل المحلتين يزاولون مهنة وهواية صيد الاسماك ،وكان الناس يأتون من مناطق أخرى للصيد ايضا .
واهم الاسماك التي توجد في الموصل :
أولا: البز وهو من افضل واكبر انواع الاسماك ويصل طوله إلى مترين وأكثر .
ثانيا: الگطان وهو من الأسماك الجيدة التي يصل طولها إلى أكثر من متر ولونها فضي.
ثالثا: الشصان وهو يشبه الگطان من حيث الشكل والحجم ولكنه يختلف باللون حيث أن لون سمك الشصان ذهبي.
رابعا: الشبوط أو (الحمراوي) كما يسميه اهل الموصل ويمتاز بطعمه اللذيذ وهو النوع المفضل من العراقيين ويصل طوله إلى أكثر من متر.
خامسا : البرعان وهو يشبه الشبوط من ناحية الشكل ولكن حجمه أصغر.
سادسا : ابو سويد أو ابو سويف نوع من السمك يشبه الشصان ، ولكنه مرقط بنقط سوداء منتشرة على جسمه.
سابعا: البني وهو سمك يمتاز بشكله المميز ولونه المائل إلى الأحمر ووزنه الذي قد يصل عشرة كغم.
ثامنا: سمك العثري ويمتاز بحجمه المتوسط الذي لا يتجاوز 40سم.
تاسعا: القشاش وهو سمك يعيش قريب من سطح الماء وطول السمكة لايتجاوز 30سم.
عاشرا : الدنبكايات وهي اسماك صغيرة عريضة قليلا طولها لايتحاوز 20 سم.
أحد عشر: التقيات وهي أصغر الأسماك في دجلة وطولها لايتجاوز 15سم.
اثنا عشر : ابو خريزة وهو من الأسماك الصغيرة وجلدها له حراشف خشنة.
ثلاثة عشر: سمك الجري وهو سمك مفضل عند الكثير من الموصليين ويصل طول السمكة احيانا اكثر من متر.
أربعة عشر: نوع من السمك اسمه المرمريج أو سمك الثعبان ويصل طوله إلى أكثر من متر وهو أيضا مفضل عند الموصليين.
ويتحدث سماكة الميدان اليوم عن الانواع التي يصيدونها في نهر دجلة ومنها السمتي والكذيبي والبني والحمراوي والكطان والشخاط الناعم ، ويقولون ان افضل وقت لصيد الاسماك هو الفجر والمغرب لان الاسماك تخرج وتبحث عن طعام . وكما هو معروف ان الصيد يكون في ما يسميه اهل الموصل (الصفاري والربيع ) والصيد في الشتاء قليل ويقول عدد ممن يبيع السمك ان سوق السمك في الموصل اليوم يزخر بأنواع من الاسماك التي تأتي من داقوق وحديثة ومن التاجي فضلا عن اسماك الموصل .
أما طرق صيد الاسماك في الموصل فهي كثيرة منها عن طريق الشباك . والشباك على نوعين : الشباك الطويلة وهذه تربط بالزورق تحملها قطع من الفلين من الاعلى ومن الاسفل قطع من الرصاص وتعلق بها الأسماك .والنوع الثاني من الشباك هو الذي يرميه الصياد وهو واقف على جرف الماء وتكون بشكل دائري قطرها من خمسة إلى ستة أمتار وتنزل هذه الشبكة بسرعة إلى قاع النهر لوجود اثقال من الرصاص فيها.
وهناك الصيد بالخيط النايلون ، ويكون بعدة أقطار وحسب نوع السمك المراد صيده. والطريقة الثالثة هي الصيد بالزهر وهو نوع من السموم النباتية التي تعالج وتخلط مع طعوم الأسماك فتخرج الأسماك بعد تناولها إلى السطح ويتم الإمساك بها.
وللاسف هناك طرق محرمة للصيد الجائر يستخدمها بعض الصيادين ، وهي الصيد بالمفرقعات والتي تسمى ب(البمبة ) . كما ان من المحرمات ايضا الصيد بالكهرباء ويتم عن طريق تيار عالي الفولتية إلى منطقة تواجد السمك فيقتلها فورا .
وفي منتجعات الغابات اليوم وفي اماكن اخرى في الموصل محلات لبيع السمك المسكوف والتي تلاقي اقبالا شديدا من محبي ومتذوقي الاسماك .
كل هذه الأسماك كانت موجودة بكثرة في نهر دجلة قبل إنشاء سد الموصل الكبير سنة 1985 الا انها اختفت تماما أو قلت بسبب هبوط درجات حرارة الماء إلى أدنى المستويات، بحيث أصبح الجو غير ملائم لحياتها . وقد تحتاج الى سنوات كثيرة للتكيف والعيش في هذه الظروف من جديد.
في كتاب ( حكاية محلة الميدان ) والذي الفه الاخ والصديق الاستاذ محمد سامي احمد جقماقجي وصدر في الموصل سنة 2019 معلومات عن سوق السمك وعن ال السماك ومنهم سعيد بن جاسم السماك وهو والد صديقنا عالم الجغرافية الكبير الاستاذ محمد ازهر السماك .كان سعيد جاسم السماك النعيمي صاحب اول علوة اسماك في الموصل ، هو وابراهيم الحيو ، واسماعيل شريفة في بداية سوق الميدان ثم اعقبهم فيها داؤد يعقوب السماك وهناك السماك جاسم محمد ججو وجاسم محمد العلو ، وصفاء مرعي حسن العلو الشهواني ، ومحمود الممد السماك وغيرهم مما لايسمح لنا الوقت لذكر اسمائهم .
وعندما نتحدث عن علوة بيع الاسماك الرئيسية في الميدان لابد ان نشير الى من كان لديه دكان لقلي وبيع السمك في مدخل سوق الحدادين وهو عدنان السماك الذي ترون صورته الى جانب هذا الكلام .
هذا جانب من تاريخ الاسماك والسماكة في الموصل رويته لكم وقد اعود ثانية الى الموضوع في حلقة اخرى ان شاء الله .
*الصورة للفنان الفوتوغرافي الرئد الاستاذ نور الدين حسين وهي لسوق السماكين في الميدان بالموصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...