باب مسجد النبي دانيال في محلة باب المسجد بمدينة الموصل - العراق
مسجد التبي دانيال في الاسكندرية بجمهورية مصر العربية
حجر دانيال في مسجد النبي دانيال في الموصل
اعمار مسجد النبي دانيال في الموصل
مسجد النبي دانيال في كركوك
مقام النبي دانيال في سوسة بجمهورية ايران الاسلامية
قصة مسجد النبي
دانيال في الموصل
ا.د .ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ويسمى جامع النبي دانيال ، ويسمى مسجد النبي دانيال ويسمى مرقد النبي
دانيال ايضا ، وهناك في الاسكندرية بمصر
مرقد للنبي دانيال وهناك في كركوك جامع للنبي دانيال في القلعة وفي مدينة سوسة
بايران مقام بأسم مقام النبي دانيال . والمرقد الذي في الموصل للنبي دانيال عليه
السلام قديم ، واثري . وثمة حكايات ، وروايات كثيرة عن وجود قبر للنبي دانيال فيه
.ومسجد النبي دانيال يقع في زقاق ضيق في محلة باب المسجد قريب من حضيرة السادة وقد فجرته
عناصر داعش خلال سيطرتها على الموصل بين سنتي 2014-2017 ، والان مديرية اوقاف
الموصل تعيد اعماره وسبق ان عمر سنة 1981 . وفي المرقد قبر ، وبئر وللأسف فقد سبق
ان غمرته المياه ، والمرقد والمسجد مهم حاله حال مرقد النبي يونس عليه السلام ، ومرقد
النبي شيت عليه السلام ، ومرقد النبي جرجيس عليه السلام وهو كما قال مدير اوقاف
الموصل ابو بكر كنعان مثبت رسميا في دوائر التسجيل العقاري ، وبلدية الموصل بأسم
جامع النبي دانيال ويحتوي على مسجد ، وقبتين ومنارة فضلا عن محراب جميل ، ومصلى ، واقواس
، واعمدة يرجع طراز عمارتها الى عهد سيطرة المغول على الموصل 1260 ميلادية . وقد
قرأت لأحد الاخوان ، وفي صفحته وهو
الاستاذ غانم ابو يمان ورابط الصفحة :
https://web.facebook.com/ghanem.aboeaman/posts/840374076303193
مايفيد ان النبى دانيال عليه السلام هو ممن تم اسرهم ونقلهم الى بابل في
السبي البابلي في الزمن الذي بعد داود ، وقبل زكريا و يحيى عليهم السلام، وكان في
الوقت الذي قدم فيه ( نبو خذنصر) إلى بيت
القدس وسبى منها الكثير وقيل انه دانيال اسر مع من اسر .وعندما تم أسر دانيال
ونقله إلى بلاد ما بين النهرين في بابل هو ورجال من بني إسرائيل كان اهل ذلك
الزمان يتسلون بمشاهدة الاسرى يصارعون الاسود فيحفرون حفرا كبيرة ويضعون فيها رجلا
من الاسرى و يطلقون عليه اسدين او نمرين - ليأكلانه .
وهذا ما لم يحدث مع دانيال اذ انهم عندما وضعوه في
الحفرة اطلقوا عليه الاسود فقام الاسدين باللعب معه ، و التمسح به و كأنما يطلبان
العفو منه .
وعندما حاولوا اعادة الكرة ، حدث الامر نفسه ، فعلموا ان هذا الرجل مقدس وانه نبي و اكرموه و
قدسوه وعندما توفي كان يستمطرون به بإخراج جسده الى العراء فتمطر السماء ببركته.
في مرقد النبي دانيال في الموصل سرداب قديم بدرج يقع في اسفله قبر
يقال بانه للنبي دانيال دفن فيه خلال بقاء بني اسرائيل عندما جلبهم الاشوريون الى
نينوى بعد حروب معهم ، وولد وعاش ومات العديد من الانبياء في نينوى منهم دانيال .
بعد ظهور مشكلة المياه الجوفية بسبب سد الموصل، بدأ السرداب ينضح ماء في داخله خاصة بمواسم الربيع وهذه
القصة حصلت قبل بضعة سنوات اي قبل دخول
داعش ، ورواها لي احد الثقات ولا اريد ذكر اسمه حسب طلبه وهو ضمن متابعيي على
الصفحة ويقرأ الان ما اكتبه .ويضيف : في ذلك الوقت ذهب فريق
للمعاينة ومحاولة وقف النضح المائي ولا اعرف عائديتهم الى جهة هل هي البلدية ام
الاثار ام جهة اخرى !!وبعد اجراء الكشف وكتابة
التقرير تجرأ احد رجال الفريق وطلب من جماعته كشف غطاء القبر الحجري ، وبعد تردد
وعدم موافقة اقتنعوا وكشفوا الغطاء فظهر جسد رجل طوله تقريبا ثلاثة امتار ونصف ذو
بشرة بيضاء وخصلات شعر طويلة مائلة للشقرة ويرتدي ملابس منسوجة من الليف والعجيب
انه كان كهيئة النائم بلا تجاعيد ولا تفسخ حتى ان الجميع اصابهم الرعب خوفا من
انتقام الهي يصيبهم لتدنيس حرمة الجثمان لانهم علموا ان اجساد الانبياء محفوظة لا تأكلها
الارض ولا تبلى فأعادوا الغطاء وخرجوا واغلق السرداب نهائيا
.
بعد دخول داعش قاموا بتدمير المكان ، وازالته
تماما والمعتقد انه تمت سرقة الجثمان ايضا في عملية ليلية لان المنطقة شعبية
والحركة مستمرة فيها تماما كما حصل في جامع النبي يونس " . انتهى ويبدو ان
هذه القصة متداولة بين الناس والله اعلم .
في كتابه (مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة
الموصل ) ، وقف نيقولا سيوفي ، والذي حققه
ونشره شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي ، عند (مسجد النبي دانيال) ، وقال انه فوق باب
المصلى كانت ثمة كتابات تقول :" انما تطوع بعمارة هذا المسجد ابتغاء لوجه الله
تعالى معروف بن ابراهيم السليمان سنة 1229 هجرية -1882 ميلادية .وفوق باب حضرة
النبي دانيال ابيات شعر من نظم الشاعرعبد الله افندي باشعالم العمري وهي :
شمخت سعودك فوق هام الفرقد **
يامن توحد بالعلا والسؤدد
لما الوزارة قد تخاذل رأيها **
جللا رفعت منارها بتسدد
فالدولة العظمى ازلت عناءها **
واقمت اعوجها عقيب تأود
وكذاك شمل الملك بدد جمعه **
فجمعت شارده بعزم تخلد
وكذا الخوارج اذ تمادت دفعة **
فأبدتهم مستأصلا بمهند
ابدعت اثارا
تعاظم وصفها ** تبقى
مدى الدنيا بقاء مخلد
لك في تجدد دانيال فضيلة **
لقد اجتهدت به اجتهاد مجدد
انشأته فأتيت فيه مؤرخا : **
بعمارة الملك (الاقر ) محمد
سنة 1258 هجرية وبحساب الجمل او التاريخ الشعري
أرخ لتجديد المسجد و1258 هجرية تقابل سنة 1843 ميلادية .
يعلق شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي على ماكتبه
القنصل الفرنسي في الموصل وهو عربي دمشقي، أقصد نيقولا
سيوفي في كتابه مار الذكر فيقول عن مسجد النبي دانيال ان المؤرخ الموصلي محمد امين
العمري في كتابه (منهل الاولياء ومشرب الاصفياء من سادات الموصل الحدباء ) ذهب الى
ان مسجد النبي دانيال بالأصل كان مدرسة دينية لأحد العلماء المعلومين الذين كان
العلم يؤخذ عنهم ، وانه كان يسمى (باب المسألات ) أي المكان الذي كان يقصد للسؤال
ممن فيه من العلماء وهناك من سماه ( باب
المسهلات ) .وقد بقي (خربة ) عدة قرون حتى قيض الله له معروف بن ابراهيم السليمان
فبنى فيه مسجدا للصلاة .وفي القرن الثالث عشر الهجري أي التاسع عشر الميلادي اعلم
احد سكان المحلة والي الموصل محمد اينجه باشا بيرقدار ( 1834-1843 )
، بأنه رأى النبي دانيال في المنام
يعلمه بوجود قبره في هذا المسجد ، فأمر الوالي ان يحفروا في المكان التي عينها فلم
يعثروا على معالم قبر ،واستمروا في الحفر فوجدوا حجرا قالو انها شاهد قبر النبي
دانيال فبنوا سقفا فوق السرداب ووضعوا صندوقا فوقه وبنوا قبة فوق الصندوق وامر
الوالي محمد اينجه باشا بيرقدار بتجديد المصلى وبنى فيه مدرسة ولم يزل هذا المسجد
تقام به الصلوات الخمسة بالجماعة " انتهى كلام المؤرخ سعيد الديوه جي . وثمة
تأكيد ان القبر يقع ضمن محلة جامع جمشيد وجمشيد ابا الاباريق مدفون في جامع يعرف
باسم جامع جمشيد واقدم ذكر لجامع جمشيد يعود الى سنة 968 هجرية أي 1561 ميلادية .
ومن
الجميل ان قناة الموصلية الفضائية والاخ الاستاذ زياد الصميدعي الاعلامي المعروف
والاخ الاستاذ الدكتور احمد قاسم الجمعة الآثاري المتخصص بالعمارة العربية
والاسلامية يتابعان عملية اعادة ترميم الجامع جامع النبي دانيال في الموصل كما في
اليوتيوب التالي :https://www.youtube.com/watch?v=ffEKcLz5Qy0
في
مخطوطة (الانتصار للأولياء الاخيار ) ليوسف بن الملا عبد الجليل الكردي الموصلي (توفي
1241 هجرية
1825 ميلادية ) وقد علمت بأن الاستاذ احمد
فريد المزيدي قد حققه ونشرته دار الكتب العلمية ببيروت ، حديث
عن مسجد النبي دانيال ، وفيه ان المسجد قديم من بناء المتقدمين ، والان (في مطلع
القرن التاسع عشر) ، مهجور لا يصلى فيه يسميه العامة (باب المسهلات ) لتسهيل
الامور المتعسرة ويقول الاستاذ سعيد الديوه جي ، وهو من حقق ايضا كتاب (منهل
الاولياء ) مار الذكر ان باب المسهلات محرف عن (باب المسألات ) كما ذكر المؤلف رحمة الله عليه ولعله كان مدرسة
او دار علم يقصدها الناس في الامور التي يصعب عليهم حلها . ويقول محمد امين العمري
:"ان العوام كانوا يزورون هذا الباب ويقولون انه كانت هناك مدرسة لبعض
العلماء الصالحين كان تأتيه الناس للسؤال وكشف المعضلات فلابأس بزيارته " .
وفي
كتاب (منية الادباء في تاريخ الموصل الحدباء ) للمؤرخ الموصلي ياسين العمري من
مؤرخي القرن التاسع عشر اشارة الى النبي دانيال عليه السلام وانه بين هود وصالح
وان الله سبحانه وتعالى اوحى له ان يحفر نهرين وهما دجلة والفرات ، وان الملائكة
عاونته في حفر النهرين ، وقيل ان قبر النبي دانيال عليه السلام في العراق ووجده
المسلمون ايام الفتوحات وفي عهد خلافة عمر
بن الخطاب رضي الله عنه ، ولما وجدوه اخرجوه وقد كفنه وصلى عليه ابي موسى الاشعري
ودفنه " .ولم يقل لنا المؤرخ ياسين العمري اين وجدوه واين دفن .
تلك
قصة النبي دانيال ، ومرقده ، ومسجده وجامعه في الموصل ، رويتها لكم وهي على اية
حال عرضة للتدقيق والتحقيق والنقد التاريخي ؛ لكن ما يهمني قوله ان الناس في
الموصل لاتزال حتى لحظة كتابة هذه السطور، تجله، وتقدره ، وتجعله بين الانبياء والصالحين .
*الموصل 11-5-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق