يوسف ذنون 1931-2020
.....رائد الخط العربي في العراق والوطن العربي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
منذ اكثر من نصف قرن ، والاستاذ يوسف ذنون (رحمة الله) عليه .. صديقي ، وأخي وكثيرا ما كان يزورني
عندما كنت رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية أو مديرا لمركز الدراسات التركية –
الاقليمية – جامعة الموصل .ومن قبل ذلك كنت ازوره في داره القديمة وفي داره
الجديدة وفي مركزه ، وظلت علاقتي به وثيقة حتى وفاته .
كتبت عنه في حياته ، وهو يعرف ذلك وكنا نتهاتف باستمرار ، ولي عنه اكثر من مقال
وكتبت عن مؤلفاته ، وكتبت عن الكتب التي صدرت عنه وكنت دائما اقول انني لست من
الذين يذهبون إلى أن الرواد والعلماء والمبدعين يذكرون بعد رحيلهم ، وإنما مع
الذين يكرمون هؤلاء في حياتهم. وكثيرا ما أشدد على ذلك ، وأقول لأصحابي إن مما
يؤسف له أن الناس – وخاصة في بلدي العراق – تعرض عن النوابغ حال كونهم معاصرين لهم
، فإذا ماتوا تعرف حينئذ أقدارهم وتطلب
آثارهم .المبدع عندما يرى الناس في حياته وهي تذكره وتشيد بانجازاته يزداد رغبة في
تقديم الجديد والمفيد ،ويشعر بان ثمة من يتابعه ويريد منه أن يقدم شيئا .
وفي احد مقالاتي عنه وهو
منشور في شبكة المعلومات العالمية –
الانترنت قلت : حسنا فعل الاخ الأستاذ
فوزي سالم عفيفي عندما اصدر كتابه الرائع عن " أمير الخط العربي يوسف ذنون
" في حلة قشيبة وإخراج جميل .فعن ( الدار العربية للموسوعات) صدر الكتاب وطبع. فالكتاب –بحق –لايؤرخ لحياة
الأستاذ يوسف ذنون بقدر ما يؤرخ لمرحلة مهمة من مراحل تطور ( حركة الخط العربي في
العراق) بصورة خاصة وفي البلاد العربية
والإسلامية بصورة عامة .
يوسف ذنون من مواليد الموصل سنة 1931..مرب ، وخطاط ،وباحث، وكاتب لايشق له غبار.. ساح وجال في معظم الدول العربية . أنجز مشاريع مهمة على صعيد إصدار طبعات أنيقة للقران الكريم، وكتاباته عل جدران مساجد العراق والوطن العربي أكثر من أن تحصى ،وكلما دخلنا مسجدا أو جامعا طالعتنا في أواخر الخطوط تواقيعه "يوسف " برقة وجمال .
يوسف ذنون من مواليد الموصل سنة 1931..مرب ، وخطاط ،وباحث، وكاتب لايشق له غبار.. ساح وجال في معظم الدول العربية . أنجز مشاريع مهمة على صعيد إصدار طبعات أنيقة للقران الكريم، وكتاباته عل جدران مساجد العراق والوطن العربي أكثر من أن تحصى ،وكلما دخلنا مسجدا أو جامعا طالعتنا في أواخر الخطوط تواقيعه "يوسف " برقة وجمال .
والان وبعد وفاته ، كان لابد ان اتابع ما كتب عنه ، وصدر وقد حرصت
على ان افيد مما كتب عنه، أو ممن حاوره
وممن حاوره الاخ الاستاذ ناصر الخالدي وقد نشر الحوار في جريدة (الانباء )
الكويتية عدد الأربعاء 8 مايو-
أيار سنة 2013 .
والشيء الجميل في هذا الحوار انه أي الاستاذ يوسف
ذنون تحدث عن نفسه . ومما
قاله بالحرف الواحد : "ولدت في مدينة
الموصل سنة 1931 في منطقة باب الجديد، وقد درست القرآن الكريم
عند (الملا) أي في الكُتاب، والحقيقة أن
هذا الأمر أفادني كثيرا، ومن بعد ذلك دخلت المدرسة الابتدائية في مدرسة ابن الأثير
للأحداث، واستمر ذلك حتى الصف الثالث الابتدائي ، ثم بعد ذلك نقلت إلى مدرسة باب
البيض للبنين ثم انتقلت للمتوسطة الغربية ، وبعدها الإعدادية المركزية، وقد استفدت
خلال دراستي إلى جانب أنني تعلمت الكثير من العلوم، واستطعت صقل مواهبي، وفي سنة 1950م تخرجت لأدخل بعدها ( دار المعلمين) لرغبتي في دخول هذا الميدان لأنني أؤمن بأن
للعلم مكانة ، وأن الأمة لا يمكن أن تنهض دون أن تهتم بالعلم والتعليم، وعينت
معلما في قرية (المحلبية) التابعة لقضاء الموصل" .
اعود
الى كتاب الاستاذ فوزي عفيفي لأقول ان في الكتاب، ترجمة للفنان المبدع يوسف ذنون
بقلمه ..انه يوسف ذنون عبد الله ألنعيمي ..درس في الموصل وعمل معلما ومسؤولا عن
الخط العربي في مركز النشاط المدرسي هناك. وعندما أحال نفسه على التقاعد في الأول
من تشرين الثاني – نوفمبر سنة 1981 .. كان مشرفا تربويا اختصاصيا في شؤون الخط
والتربية الفنية ، وبعد تقاعده تفرغ للخط واشتغل خبيرا للمخطوطات في العراق .
تتلمذ على يد الخطاط التركي الكبير حامد الامدي ، ونال الإجازة منه ويقول الاستاذ يوسف ذنون عن هذه المرحلة من حياته وعلاقته بالخط العربي :" الإجازة الأولى التي حصلت عليها من الخطاط التركي حامد الآمدي ، لم تكن نهاية المشوار بل كانت بداية الانطلاقة" . وعندما سأله المحاور عن كيفية تطوير هوايته في مجال الخط ووصوله الى الابداع فيه قال :" كان التميز من خلال الاعتماد على طريقة خاصة بدأت بها مشواري، وهي رسم الحروف بقلمين ثم تلوينها، وهذه البداية المتواضعة جعلتني أمام خيارين : إما أن أعتني بها لتكبر وإما أن أتجاهلها لتموت، فقررت الاهتمام بها ولذلك سرعان ما وجدتني أسعى إلى وسيلة التثقيف الذاتي في كل الأنماط، فنمت لدي النواحي الأدبية والتاريخية والفنية واستطعت أن ألمّ بحصيلة جميلة من هذه النواحي، وهذا الأمر ساعدني كثيرا فيما بعد لأن الثقافة بوابة من خلالها يستطيع الإنسان أن يدخل على كل المجتمعات وأن يتواصل مع العالم بشكل مباشر" .
تتلمذ على يد الخطاط التركي الكبير حامد الامدي ، ونال الإجازة منه ويقول الاستاذ يوسف ذنون عن هذه المرحلة من حياته وعلاقته بالخط العربي :" الإجازة الأولى التي حصلت عليها من الخطاط التركي حامد الآمدي ، لم تكن نهاية المشوار بل كانت بداية الانطلاقة" . وعندما سأله المحاور عن كيفية تطوير هوايته في مجال الخط ووصوله الى الابداع فيه قال :" كان التميز من خلال الاعتماد على طريقة خاصة بدأت بها مشواري، وهي رسم الحروف بقلمين ثم تلوينها، وهذه البداية المتواضعة جعلتني أمام خيارين : إما أن أعتني بها لتكبر وإما أن أتجاهلها لتموت، فقررت الاهتمام بها ولذلك سرعان ما وجدتني أسعى إلى وسيلة التثقيف الذاتي في كل الأنماط، فنمت لدي النواحي الأدبية والتاريخية والفنية واستطعت أن ألمّ بحصيلة جميلة من هذه النواحي، وهذا الأمر ساعدني كثيرا فيما بعد لأن الثقافة بوابة من خلالها يستطيع الإنسان أن يدخل على كل المجتمعات وأن يتواصل مع العالم بشكل مباشر" .
ويتوسع
في سرد قصة حصوله على الاجازة من الاستاذ حامد الامدي فيقول : " سعيت لمعرفة
المستوى الذي حققته في الخط العربي فسافرت إلى مصر لعلّي أشارك في امتحانات مدارس
تحسين الخطوط وكان ذلك سنة 1963م، ولكنني واجهت بعض المعوقات من بينها لزوم الدوام
هناك ، والامتحان بعد ذلك، وهذا يتعارض مع وظيفتي كمعلم. لم تنجح محاولاتي الكثيرة
فقررت الذهاب إلى تركيا وذلك لوجود بعض الخطاطين من البقية الباقية من العهد
العثماني إلى ذلك الوقت، وكان على رأسهم الخطاط المبدع حامد الآمدي رحمه الله،
فعرضت عليه نماذج من خطوطي الشخصية ، فأعجب بها لأنني لم أقلد أي لوحة من كتابات
غيري من السابقين ، بل كانت كتاباتي من بنات أفكاري. ومع هذا فقد خضت اختبارات عديدة منها أن الخطاط الرائع حامد
الآمدي طلب مني أن أكتب أمامه ليتأكد من إمكانياتي الحقيقية ، فكنت أكتب بسلاسة ، وبسرعة
الكتابة الاعتيادية، والمعروف عندهم آنذاك أن الخط يكتب ببطء شديد ، ولذلك قال لي :
" أنت تستحق الإجازة" . ولم أكن قد أعددت لوحة للإجازة فأخذ، رحمه الله،
واحدة من لوحاتي التي قدمتها بين يديه ، وكان في أسفلها فراغ بسيط فكتب لي فيها
إجازته لي بالخط وكانت تلك هي الإجازة الأولى" .ويضيف ليقول :" و بعد
الحصول على الإجازة الأولى تتابعت مراجعاتي للخطاط حامد الآمدي في اسطنبول لاكتساب
خبرات اكبر منه .. وفي سنة 1969م منحني ما أسميه تقديرا منه ، وما يعد بمنزلة
إجازة ثانية لي يشيد فيها بتميزي بالخطوط المختلفة التي كنت أجيدها كلها تقريبا
" .
ارتبط الاستاذ يوسف ذنون بعلاقات طيبة مع خطاطين كبار
منهم هاشم البغدادي، ومحمد إبراهيم
الاسكندراني ، ومحمد حسني المصري، ، ومحمد بدوي الدبراني الدمشقي ،ونجم الدين
اوقياي التركي ، وأبو بكر الساسي الليبي ، واحمد ضياء الدين المدني السعودي ، وعبد
الحميد اسكندر الجزائري وغيرهم .
كانت للاستاذ يوسف ذنون خبرة جمة في الآثار الإسلامية والعمائر الدينية ويرجع إليه طلبة الدراسات العليا للاستشارة والاستفادة .كما انه عالم في تحديد اتجاه القبلة ،وقد حاضر في جامعة الموصل وفي أقسام الآثار واللغة العربية .وله دراسات في المخطوطات ونشر دراسات وبحوث في التراث الموصلي والعربي والإسلامي والعالمي، وشارك في تأسيس جمعيات للتراث العربي والخط العربي وترأس بعضها وخاصة في الموصل .وقد أقام معرض كثيرة للخط في داخل العراق وخارجه .كما أقام دورات تدريبية للطلبة في الخط على مدى 40 عاما .قد نال العيد من التقديرات والجوائز التكريمية .له من الأبناء والبنات 14 كلهم ناجحون في حياتهم ومنهم من هو أستاذ في كلية الهندسة وهو الدكتور عمار الفخري ومنهم من هو ضابط في القوات المسلحة أو موظف في الحكومة .
كانت للاستاذ يوسف ذنون خبرة جمة في الآثار الإسلامية والعمائر الدينية ويرجع إليه طلبة الدراسات العليا للاستشارة والاستفادة .كما انه عالم في تحديد اتجاه القبلة ،وقد حاضر في جامعة الموصل وفي أقسام الآثار واللغة العربية .وله دراسات في المخطوطات ونشر دراسات وبحوث في التراث الموصلي والعربي والإسلامي والعالمي، وشارك في تأسيس جمعيات للتراث العربي والخط العربي وترأس بعضها وخاصة في الموصل .وقد أقام معرض كثيرة للخط في داخل العراق وخارجه .كما أقام دورات تدريبية للطلبة في الخط على مدى 40 عاما .قد نال العيد من التقديرات والجوائز التكريمية .له من الأبناء والبنات 14 كلهم ناجحون في حياتهم ومنهم من هو أستاذ في كلية الهندسة وهو الدكتور عمار الفخري ومنهم من هو ضابط في القوات المسلحة أو موظف في الحكومة .
اطلق عليه محبوه (أمير
الخط العربي ) وسأله محاوره عن رأيه في
هذا اللقب فأجاب بالتالي :" في الواقع هذا اللقب أفتخر به كثيرا، فهو شهادة
أعتز بها، وقد أطلقه عليّ مجموعة من الخطاطين العرب كتقدير من جانبهم للجهود التي
بذلتها في خدمة الخط العربي ومحاولة استمرار الاهتمام بهذا الفن .. وعن نشاطاته واهتماماته الاخرى قال :" لقد
تفرغت على مدى سبع سنوات للتدريس والقراءة، وهذه القراءة جعلت مني متفرغا ، ومهتما
بالفنون والآثار والتاريخ فسلكت سبل البحث للوصول إلى تطوير إمكانياتي من خلال
الاهتمام الجاد وجعلت كل أنشطتي في الخط والثقافة ولعل عملي في التدريس ساعدني على
ذلك لأنه لم يتعارض مع ميولي في الخط" .
وعن سفراته قال :" سافرت إلى شتى المدن العراقية ، وكذلك إلى البلاد العربية المجاورة إلا أن رحلتي إلى تركيا سنة 1957م كان لها أثر كبير في نجاحي في عالم الخط لأنني تعرفت خلالها على الخطوط بأرقى مستوياتها وتعرفت كذلك على وسائل تعلمها بالكراريس، وهكذا ينبغي أن نرحل من أجل العلم والتعلم فلا يمكن أن تنجح إذا لم تبذل جهدا لأن النجاح عزيز" .
وعن سفراته قال :" سافرت إلى شتى المدن العراقية ، وكذلك إلى البلاد العربية المجاورة إلا أن رحلتي إلى تركيا سنة 1957م كان لها أثر كبير في نجاحي في عالم الخط لأنني تعرفت خلالها على الخطوط بأرقى مستوياتها وتعرفت كذلك على وسائل تعلمها بالكراريس، وهكذا ينبغي أن نرحل من أجل العلم والتعلم فلا يمكن أن تنجح إذا لم تبذل جهدا لأن النجاح عزيز" .
وعن
مدى استفادته من سفره المتكرر الى تركيا قال :" عندما عدت من تركيا نجحت في جلب بعض الكراريس
لمشاهير الخطاطين العثمانيين الكبار من أمثال محمد عزت ، وأخيه الحافظ تحسين،
فكانت هذه الكراريس هي مدرستي الأولى في تعلم الخط، وكذلك بعد أن زرت المتاحف وبعض
الخطاطين هناك تعرفت على أدوات الكتابة ومواد الخط، فتهيأت لي أسباب مرحلة جديدة
من رسم الحروف إلى خطها بواسطة أدوات ومواد الخط ، وساعدني أيضا في هذا الأمر ظهور
خطاط اسمه (زهيرالخطاط الموصلي ) ، كان
يرسم الحروف بألوان جذابة، وقد اشتهر في مدينة الموصل آنذاك، فحرصت على أن أتعلم بشكل جيد".
نقطة مهمة أثارها المحاور وهي تفيدنا في معرفة أية مدرسة في الخط التزم بها الاستاذ يوسف ذنون .. يجيب :" لقد سلكت مساري بشكل خاص في التعلم من هذه الكراريس التي أخذتها من تركيا، وبعد فترة من الزمن وجدت نفسي قد حققتُ مستوى لم أجده عند خطاطي المدينة فواصلت المسيرة ، وحققت نتائج جيدة في الخط وهذه الخطوة أعطتني حافزا معنويا حتى أواصل مسيرتي في عالم الخط " .
ولم يكن الاستاذ يوسف ذنون يتكسب من خلال ممارسته الخط ، ونراه يقول في هذا :" شخصيا لم أحاول السير في الاتجاه التجاري في الخط، ولكنني قمت وعلى فترات بكتابة بعض اللافتات المتعلقة بالنواحي الوطنية وكذلك بعض اللافتات لبعض المقربين، فكانت إحدى الوسائل التي عرفت المجتمع الموصلي علي ولا شك أن الخطاط يجب ان يكون له دور في خدمة مجتمعه" .
وعن تجربته في عالم التدريس يقول :" كانت البداية عندما افتتح (معهد المعلمين في الموصل) وتحديدا سنة 1962م فتم إدخال مادة الخط العربي كمادة أساسية فيه فنا وتدريسا مع المواد الفنية الأخرى تدريسا وطرائق ، وكذلك الوسائل السمعية والبصرية آنذاك بالإضافة إلى الأعمال اليدوية التي تم تعييني فيها في ذلك الوقت في مديرية المعارف (التربية) وطبعا بما أنني امتلك مهارات متعددة من خلال بعض التجارب التي خضتها في بغداد ، فقد وقع الاختيار علي لتدريس هذه المادة في المعهد" . ويضيف قائلا :" في المعهد استفدت من الدراسات التي قمت بها فيما سبق عن فن الخط، فوضعت له طرقا جديدة ومبسطة لتعليمه فكانت النتائج مبهرة بحيث أصبح جميع الطلاب مهتمين بالخط فضلا عن ظهور خطاطين جيدين منهم، وكذلك قمت في المعهد بإجراء نشاطات بعد الدوام اليومي " .
وليوسف ذنون لوحات خطية جميلة لاتعد ولاتحصى، وكثير منها تزين أركانا جميلة في منزل أو قاعة عامة أو جامع أو كنيسة . وديدنه الرئيس : " ان ينتشر الخط ويعرض لا أن يحبس ويمنع الناس منه " وفلسفته هي قول الإمام علي عليه السلام : "الخط الجميل يزيد الحق وضوحا " . كما انه يذهب إلى " ان الجملة المكتوبة هي التي تملي اختيار الخط المناسب " .ويقول : لم أسلك في الخط مسلكاً تجارياً.. وعلى الخطاط أن يساهم بشكل إيجابي في مجتمعه ويقول : " أحببت
نقطة مهمة أثارها المحاور وهي تفيدنا في معرفة أية مدرسة في الخط التزم بها الاستاذ يوسف ذنون .. يجيب :" لقد سلكت مساري بشكل خاص في التعلم من هذه الكراريس التي أخذتها من تركيا، وبعد فترة من الزمن وجدت نفسي قد حققتُ مستوى لم أجده عند خطاطي المدينة فواصلت المسيرة ، وحققت نتائج جيدة في الخط وهذه الخطوة أعطتني حافزا معنويا حتى أواصل مسيرتي في عالم الخط " .
ولم يكن الاستاذ يوسف ذنون يتكسب من خلال ممارسته الخط ، ونراه يقول في هذا :" شخصيا لم أحاول السير في الاتجاه التجاري في الخط، ولكنني قمت وعلى فترات بكتابة بعض اللافتات المتعلقة بالنواحي الوطنية وكذلك بعض اللافتات لبعض المقربين، فكانت إحدى الوسائل التي عرفت المجتمع الموصلي علي ولا شك أن الخطاط يجب ان يكون له دور في خدمة مجتمعه" .
وعن تجربته في عالم التدريس يقول :" كانت البداية عندما افتتح (معهد المعلمين في الموصل) وتحديدا سنة 1962م فتم إدخال مادة الخط العربي كمادة أساسية فيه فنا وتدريسا مع المواد الفنية الأخرى تدريسا وطرائق ، وكذلك الوسائل السمعية والبصرية آنذاك بالإضافة إلى الأعمال اليدوية التي تم تعييني فيها في ذلك الوقت في مديرية المعارف (التربية) وطبعا بما أنني امتلك مهارات متعددة من خلال بعض التجارب التي خضتها في بغداد ، فقد وقع الاختيار علي لتدريس هذه المادة في المعهد" . ويضيف قائلا :" في المعهد استفدت من الدراسات التي قمت بها فيما سبق عن فن الخط، فوضعت له طرقا جديدة ومبسطة لتعليمه فكانت النتائج مبهرة بحيث أصبح جميع الطلاب مهتمين بالخط فضلا عن ظهور خطاطين جيدين منهم، وكذلك قمت في المعهد بإجراء نشاطات بعد الدوام اليومي " .
وليوسف ذنون لوحات خطية جميلة لاتعد ولاتحصى، وكثير منها تزين أركانا جميلة في منزل أو قاعة عامة أو جامع أو كنيسة . وديدنه الرئيس : " ان ينتشر الخط ويعرض لا أن يحبس ويمنع الناس منه " وفلسفته هي قول الإمام علي عليه السلام : "الخط الجميل يزيد الحق وضوحا " . كما انه يذهب إلى " ان الجملة المكتوبة هي التي تملي اختيار الخط المناسب " .ويقول : لم أسلك في الخط مسلكاً تجارياً.. وعلى الخطاط أن يساهم بشكل إيجابي في مجتمعه ويقول : " أحببت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق