موسى كاظم عثمان آل شاكر 1895-1980 .. من
بناة الدولة العراقية الحديثة
ا.د.ابراهيم العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
كثيرون هم من بنوا الدولة العراقية الحديثة
...قسمٌ منهم القيتْ الاضواء عليهم والقسم الآخر لم ينل ما يستحقه من إهتمام لذلك
لابد من السعي لكشف الغموض عن أدوار من كان له دور .
وكما هو معروف فأن عددا ممن تولى ادارة
العراق بعد الحرب العالمية الاولى وتشكيل الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 كان
ضابطا في الجيش العثماني ومن هؤلاء المرحوم الاستاذ موسى كاظم عثمان افندي آل شاكر
وهو من عائلة بغدادية عريقة ومعروفة وإسمه (موسى كاظم ) مركب ولد سنة 1895، واكمل
دراسته والتحق بالمدرسة العسكرية ببغداد ثم في الكلية الحربية بإستانبول وتخرج
ضابطا شارك في الحرب العالمية الاولى وبعد تشكيل الدولة العراقية التحق بالعمل
الاداري وتقلد مناصب عديدة منها مدير تحريرات في متصرفية لواء العمارة وبعد ذلك في
لواء بغداد .
وقد التحق بكلية الحقوق ببغداد ونال شهادتها ،
ومارس المحاماة لفترة من الزمن . وفي سنة 1945 نقل من لواء الديوانية حيث كان يعمل
الى التفتيش الاداري في بغداد ، لكنه اختير في سنة 1950 ليكون متصرفا للواء
العمارة وفي الحقيقة فإن الاستاذ موسى كاظم آل شاكر عمل متصرفا (محافظا ) لعدد من
الالوية منها النجف وديالى والناصرية . وكان
آخر منصب تولاه هو منصب مدير الاوقاف وقد احيل على التقاعد .
نال وسام الرافدين من الملك فيصل الثاني ملك
العراق الاسبق 1953-1958 تقديرا لنزاهته
واخلاصه في جهوده في خدمة البلاد .
كان الاستاذ موسى كاظم عثمان آل شاكر متزوجا
من إبنة عمه خديجة خاتون ابنة عبد الرزاق
افندي ورزق منها ببنت واحدة اسماها سعاد وله خمسة أولاد هم سعد وسمير وثامر
والدكتور غسان والدكتور عبد الرزاق .
وقد عرف الاستاذ موسى كاظم عثمان آل
شاكر بالاستقامة والنزاهة وطيبة النفس .. وكان
لايحب الشهرة الكاذبة بل يؤكد على العمل
والفعل الحقيقي وقد خدم الناس أجل خدمة ويبدو ان ذلك نفعه فبعد ثورة 14 تموز 1958
مارس المحاماة ودون ان يضع أحد أية عراقيل في طريقه .
حدثني عنه حفيده الصديق الاستاذ أسامة
سعد موسى كاظم آل شاكر (2015 ) فقال :" أنه لم يتفرغ سوى سنتين او ثلاث لمهنة المحاماة، ولست
اذكر من حياتي القصيرة معه سوى تعليمي للصلاة وقراءة القران وتوفي وانا في عمر
الثالثة عشر ، وكان بمثابة الاب لي بعد وفاة والدي في عمر الخامسة ، ولقد ورثتُ
عنه حبه للقراءة والمطالعة حيث قال لم يشبهني أحد من اولادي في حبي للكتب والقراءة
، وقال عنه عمي انه لم تذكر عنه الصحافة الا القليل مع انه كان عنده انواط واوسمة
كثيرة منها وسام الرافدين من الدرجة الاولى اخذه من الملك فيصل الثاني . ومن
اصحابه الذين اتذكر انهم كانوا يزورونه شاكر حسن ال سعيد" .
توفي سنة 1980 رحمه الله ، وجزاه خيرا على ما قدم لبلده وأمته
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق