الجمعة، 10 يوليو 2020

بليبل أغا .......... من رجالات المقاومة العراقية في عهد الاحتلال البريطاني

                                                                                                بليبل اغا 

بليبل أغا .......... من رجالات المقاومة العراقية في عهد الاحتلال البريطاني

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
سألني الاخ علاء جاجان العبار الاحمدي قبل قليل في الخاص عن ( بليبل أغا ) وأقول انه أحد المجاهدين الذين تحملوا عبء مسؤولية المقاومة ضد الاحتلال البريطاني للموصل ابان ثورة العشرين 1920 وما قبلها وما بعدها . وقلت له ان الصديق المرحوم الاستاذ الدكتور قحطان احمد عبوش سليمان الحمداني في كتابه عن "ثورة تلعفر 1920 " الذي اصدره سنة 1969 ، قد نشر صورته وتحدث عنه في صفحات متفرقة ، وقال انه كان يقوم بالغارات على مواقع الانكليز العسكرية وخاصة في الطريق بين الموصل والشرقاط وفي موضع الكسك على طريق تلعفر -الموصل بمسافة 33 كيلومترا عن تلعفر وكانت الغارة التي تعرف بواقعة الكسك في حزيران 1920 مشهورة حيث التقت بالقرب من الكسك قوة من المجاهدين يبلغ عددهم 70 خيالا بقيادة بليبل اغا وابنه يونس مع سرية خيالة انكليزية مصادفة فاشتبكت معها قوة بليبل اغا واضطرها الى الفرار بعد ان قتلوا 6 جنود وضابط واهلكوا خمسة خيول واستشهد من قوة بليبل يوسف الاحمد من الجرجرية .
وكان بليبل اغا رئيس فرقة البو بيدر من عشيرة البو حمد قد وقف ضد الاحتلال البريطاني منذ اول يوم دخل فيه الانكليز الموصل سنة 1918 وكان هناك تعاون واتصالات بين بيبل اغا والشيخ عجيل الياور وكان بليبل الذي يسكن في قرية بزونة من قرى حمام العليل قد تلقى رسالة من الضابط جميل المدفعي قائد عسكر الشريف حسين حملها ضابط اسمه عبد الصمد وكان مضمون هذه الرسالة التي بعثت نسخ منها الى الشيخ عجيل الياور والشيخ مسلط الملحم انهم سيقاوم الانكليز ويرجى الاستعداد للثورة عليهم والتهيؤ وقد تحمس بليبل اغا ودعا جميع المسلحين من ابناء عشيرته للاستعداد والزحف لطرد الانكليز وكان ذلك في 5 حزيران سنة 1920 .وبعد فشل التحركات الثورية هرب بليبل اغا الى تركيا وبقي فيها وكان معه ولده يونس وضنك الهوى ومرعي الحسن الحميد ومحمود هيناوي .
وفي الوثائق البريطانية ، ومنها البلاغ البريطاني الذي نشرته جريدة العراق (البغدادية ) في العدد 125 في 27 تشرين الاول 1920 الصادر من ديوان المندوب السامي البريطاني والمؤرخ في 25 تشرين الاول 1920 ان هجوما من 100 مقاتل وقع على القوات البريطانية جنوب الموصل وعلى بعد 20 ميلا منها وقد قتل اربعة من المهاجمين و"رجال الفريق الهاجم هم من عصابة البليبل وبعد الهجوم اغاروا على مركبة كان فيها شريف افندي الفاروقي العمري من اهالي الموصل فقتل " .
ويشير المؤرخ الاميركي فيليب ويلارد آيرلاند في كتابه :"العراق :دراسة في تطوره السياسي " الى هذه الحادثة ويقول ان الدعاية الكمالية التركية كانت تعمل عملها في الموصل وان غزوت المهاجمين على طريق الموصل -الشرقاط مستمرة وان حدها الاقصى بلغ بهجوم قبيلة البو حمد يوم 24 تشرين الاول على الطريق المذكور وقتل الوطني المعروف مندوب الشريف حسين شريف مكة محمد شريف الفاروقي ويقول المؤرخ المرحوم عبد المنعم الغلامي انه التقى بليبل اغا بعد عشر سنوات من حادث مقتل الفاروقي العمري عندما قدم للمحاكمة ووضع نفسه امام القضاء في الموصل بعد ان عاد من تركيا سنة 1938 وقال له ان لاعلاقة له بمقتل شريف الفاروقي العمري وقال للغلامي :" والله يا اخوي ما آني قاتل شريف " ولاعلاقة لي بقتله والذين اتهموني هم قتلوه ويقصد الانكليز هم من تخلص من الفاروقي العمري وكانوا غير مرتاحين من تحركاته .
كان بليبل اغا صديقا للوالي العثماني سليمان نظيف والي الموصل 1914 واحيانا يرافقه في سفراته الخاصة في عربته ... مات ودفن في مقبرة محلة النبي شيت في الموصل سنة 1942 وعمره اذ ذاك 120 سنة وكان اسودا طويل القامة صلب العود ، فارسا شجاعا أختير ليكون شيخا على البو حمد منذ اواخر العهد العثماني واعقب ولدا واحدا اسمه يونس وقد كان يقيم في نصيبين بتركيا ولانعلم عنه الان
شيئا وبليبل اغا هو بلال أغا عبدالله كليب سعيد موسى الفضلي سويش بيدر حمد جاسم حمد مشهد حازم كطبه العبيدي وقد صدر الامر ببراءة بليبل اغا من تهمة قتل محمد شريف العمري الفاروقي واستغرقت المحاكمة ثلاث سنوات .
تلك هي قصة بليبل اغا هذا الرجل الذي دافع عن اهله وظل صامدا حتى توفاه الله .
___________________
*نشرت المقال سنة 2015 وهو متوفر على النت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...