الاستاذ الدكتور مجيد خدوري
استذكار
للبروفيسور الموصلي مجيد خدوري
ا.د. ابراهيم
خليل العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس – جامعة الموصل
اولا ، لابد لي أن
أنوه بقيمة هذه المبادرة ، وهذا الاستذكار لمؤرخ وباحث موصلي عراقي عربي عالمي فذ ، قدم الكثير للكتابة التاريخية ، وللتحليل
السياسي طيلة أكثر من نصف قرن انه المرحوم الاستاذ الدكتور مجيد خدوري ، وكم أنا
فرح وسعيد بأن تخصص هذه الحلقة لاستذكاره ، وقد سعدت كثيرا عندما اتصل بي الاخ
الدكتور ادمون غريب ، وهو يعرف اهتماماتي
وما كتبته عن هذا الرجل العلمي الكبير الذي أضاف الكثير الى المكتبة التاريخية
العالمية ، وخاصة في متابعاته لجوانب من تاريخ العراق المعاصر ، ومنذ الثلاثينات
من القرن الماضي القرن العشرين .
مجيد خدوري
مواطني وابن مدينتي مدينة الموصل الرجل العراقي الذي أعطى لبلده ما لم يعطه غيره
ومع انه غادر العراق في اواخر الحرب العالمية الثانية الى الولايات المتحدة
الاميركية لشغل دبلوماسي يتعلق ببلده الا أن العراق ، وحتى أن توفاه الله في 25 كانون
الثاني – يناير 2007 ، ظل في حدقات عينيه .
ومما كان يفرحني
انه وعندما كان يزور العراق لإتمام جمع المعلومات والالتقاء بصناع الحدث كنت
التقيه سواء في بغداد أو الموصل ، وكنت احس انه رغم كونه بعيدا بجسده عن العراق
الا أن العراق كان يعيش بدمه ...لهجته الموصلية التي كان يتحدث بها ، ومعرفته بما يدور معرفة دقيقة ، وسعيه من أجل
ان يفسر ما كان يجري في العراق لم يكن لها مثيل ...يعرف بما يجري ويتحدث بكل علمية
، وموضوعية ووطنية . ومما كان يسعدني انه
يحلل ما يجري ويربط الاحداث بطريقة فريدة تعلمت منه ان يستخدم مخرجات علوم النفس
والاجتماع والاقتصاد في تفسير تاريخ العراق الحديث وحتى تفسير احداث الوطن العربي وخاصة
في مصر وليبيا والبحرين وخير مثل على ما
اقوله تفسير ماجرى يوم 14 تموز- يوليو سنة 1958 من ثورة بأن ماحدث هو نتيجة صراع
بين الجيل القديم والجيل الجديد الجيل القديم جيل نوري السعيد الذي جثم على صدر
العراقيين أربعة عقود وجيل الشباب من مواليد ما بعد الحرب العظمى .
ألف عن العراق
المستقل والف عن العراق الجمهوري والف عن العراق الاشتراكي والف عن الانتدابات ، وحرب
الخليج ، والف عن الشريعة والقانون والاسلام والف وكتب الكثير مما يعد اليوم من
المصادر الاصيلة .
كان يحرص على ان
يزور الموصل .. واسرته اسرة خدوري اسرة
سريانية موصلية أرثوذكسية عريقة سكنت فيما
يسمى في الموصل بمحلة حوش الخان وبالضبط في حوش البيعة والبيعة الكنيسة وفي هذا
الحوش كانت ثمة كنائس تاريخية تعود الى الايام الاولى لظهور المسيحية .
في اقدم مؤسسة
علمية عراقية في بغداد هي ( دار المعلمين العالية ) ، والتي تأسست سنة 1923 درس
ونال الليسانس في الاجتماعيات أي التاريخ والجغرافية وتخرج سنة 1928 وذهب الى
الجامعة الاميركية ببيروت واكمل دراسته سنة 1932 ثم سافر الى الولايات المتحدة
ودخل جامعة شيكاغو وحصل على شهادة الدكتوراه
سنة 1938 عن اطروحته الموسومة:
(الانتدابات في عصبة الأمم). ثم عاد بعدها إلى العراق ليعمل مدرساً لمادة ( تاريخ
الشرق الأدنى الحديث) في نفس الدار التي
سبق ان حصل فيها على الليسانس واقصد دار المعلمين العالية .
وخلال السنة
الدراسية 1947-1948، عمل أستاذاً زائراً في جامعة أنديانا . وبين سنتي 1949و1980 استقر في جامعة جونز هوبكنز
.. كما تولى إدارة ( مركز دراسات الشرق الأوسط) فيها خلال الفترة من 1960و 1980 وقد زار
القاهرة، وعمل أستاذاً في الجامعة الأمير كية فيها بين كانون الأول 1972 وكانون
الثاني 1973. كما زار بغداد وألقى محاضرات سنة 1976. وفي آذار 1976 زار جامعة البصرة وألقى فيها محاضرات في تاريخ
العراق المعاصر.
أسهم مجيد خدوري
في نشاطات علمية ودبلوماسية، ففي سنة 1945 عمل في وزارة الخارجية العراقية، وكان
عضواً في الوفد العراقي الى مؤتمر الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو سنة 1945 ، وعضواً
في عدة لجان في وزارة التربية العراقية، وخاصة بين سنتي 1939و1947. وقد كان له دور
في تأسيس الجامعة في ليبيا وشغل منصب رئاسة الجامعة هناك سنة 1957 وحينما ذهب إلى
الولايات المتحدة، اختير كمستشار في بعض نشاطات وزارة الخارجية الأميركية، خاصة
بعد أن أصبح مواطناً أميركيا سنة 1954.
اهتم مجيد خدوري بتاريخ العراق المعاصر، وبدأ بإصدار سلسلة من هذه الكتب ، وأولها كتاب صغير لا تتجاوز صفحاته أل (72) صفحة من القطع المتوسط بعنوان: (أسباب الاحتلال البريطاني في العراق) وقد طبعه في مطبعة الشعب بالموصل سنة 1933. والكتاب بالأصل عبارة عن دراسة حاز فيها خدوري على جائزة (هوردبلس) الأولى في مباحث المباراة العلمية للسنة الدراسية 1930-1931 في الجامعة الأمير كية ببيروت. وفي سنة 1935 أصدر كتاب (تحرر العراق من الانتداب) ولم تكن التجربة العملية تنقص مجيد خدوري، ذلك ان وزارة الخارجية العراقية هيأت له هذه الفرصة حينما استدعته ، ووضعت بين يديه ما لديها من وثائق لأعداد ما يسمى بـ (الكتاب الأبيض) الذي كان من المؤمل صدوره في أيار 1941 ليعالج (التطورات التي أدت الى الاعتداء البريطاني الغاشم في أيار سنة 1941).وقد قام المرحوم الاستاذ عبد الرزاق الحسني باصدار الكتاب الابيض ودون ان يعرف ان ما كتبه هو الاستاذ الدكتور مجيد خدوري .
اهتم مجيد خدوري بتاريخ العراق المعاصر، وبدأ بإصدار سلسلة من هذه الكتب ، وأولها كتاب صغير لا تتجاوز صفحاته أل (72) صفحة من القطع المتوسط بعنوان: (أسباب الاحتلال البريطاني في العراق) وقد طبعه في مطبعة الشعب بالموصل سنة 1933. والكتاب بالأصل عبارة عن دراسة حاز فيها خدوري على جائزة (هوردبلس) الأولى في مباحث المباراة العلمية للسنة الدراسية 1930-1931 في الجامعة الأمير كية ببيروت. وفي سنة 1935 أصدر كتاب (تحرر العراق من الانتداب) ولم تكن التجربة العملية تنقص مجيد خدوري، ذلك ان وزارة الخارجية العراقية هيأت له هذه الفرصة حينما استدعته ، ووضعت بين يديه ما لديها من وثائق لأعداد ما يسمى بـ (الكتاب الأبيض) الذي كان من المؤمل صدوره في أيار 1941 ليعالج (التطورات التي أدت الى الاعتداء البريطاني الغاشم في أيار سنة 1941).وقد قام المرحوم الاستاذ عبد الرزاق الحسني باصدار الكتاب الابيض ودون ان يعرف ان ما كتبه هو الاستاذ الدكتور مجيد خدوري .
وفي سنة 1946 أصدر كتابه (نظام الحكم في العراق)
وفي سنة 1951 نشر كتابه (العراق المستقل: دراسة في السياسة العراقية منذ 1932). ثم
نقح وأعيد طبعه ثانية في مطبعة جامعة أكسفورد سنة 1960 وبعنوان (العراق المستقل:
دراسة في السياسة العراقية منذ 1932 حتى 1958). وفي سنة 1969 نشر كتابه (العراق
الجمهوري: دراسة في السياسة العراقية منذ ثورة 1958) وبعد ذلك بعشر سنوات نشر
كتابه (العراق الاشتراكي: دراسة في السياسة العراقية منذ 1968).
ويعد كتابه الذي
ألفه مع الاخ الاستاذ الدكتور ادمون غريب
بعنوان ( حرب في العراق ) سنة 1991 من أحدث إصداراته
نالت قضايا الوطن العربي ، وتطور الاتجاهات السياسية فيه، ودور قادته في السياسة الكثير من اهتمامات مجيد خدوري. ذلك أنه يعد من المؤرخين العراقيين الرواد الذين كتبوا بحوثاً ودراسات في التاريخ العربي المعاصر. ففي سنة 1934 نشر في الموصل كتابه (المسألة السورية). وفي سنة 1939 خطط لنشر كتابه: عن (قضية الاسكندرونة) وتأخر طبعه حتى سنة 1953 وفي سنة 1963 أصدر كتابه: (ليبيا الحديثة: دراسة في التطور السياسي) . ووضع خدوري كتابين مهمين أولهما يتناول الاتجاهات السياسية في العالم العربي وثانيهما يدرس (أدوار القادة في السياسة العربية) وقد انطلق في تأليفه هذين الكتابين من أجواء النقاش والجدل الذي كان يدور بين المثقفين العرب حول فلسفة الإصلاح السياسي، في الوقت الذي كان فيه الزعماء والقادة العرب يسعون الى التوفيق بين الأيديولوجيات المتصارعة والتقاليد العربية الإسلامية . ويعد كتاب (حرب الخليج) الذي أصدره سنة 1988 آخر إصداراته حيث لقي هذا الكتاب صدى واسعاً بين القراء وبهذا الكتاب بلغ مجموع مؤلفاته باللغة الإنكليزية 15 كتاباً فضلاً عن عشرة كتب صدرت باللغة العربية أثناء وجوده في العراق.
ولخدوري اهتمامات واسعة أخرى بمسائل الشريعة الإسلامية ، والقانون الدولي وله في هذا المجال كتب عديدة منها كتابه (قانون الحرب والسلام في الإسلام) ونشر في لندن سنة 1941 وكتابه المفهوم الإسلامي للعدالة ونشر سنة 1984.
ولم يقف إنتاج خدوري عند حدود الكتب، وإنما له بحوث كثيرة نشرت في مجلات عراقية وعربية ودولية ويمكن القول ان اولى بحوثه ظهرت في مجلة المجلة الموصلية التي صدرت سنة 1938 وقد دارت بعض هذه البحوث حول (النظم القيصرية الحديثة) و (الصلات الدبلوماطيقية بين هارون الرشيد وشارلمان). كما ان له مساجلات عديدة على صفحات مجلة المجلة، مع زميله المؤرخ الموصلي (سعيد الديوه جي) والتي تعكس حيوية هذين المؤرخين الموصليين وحرصهما على تقديم الحقيقة التاريخية إلى قراء هما . ومن بحوثه التي نشرها في مجلات عالمية: (مشروع الهلال الخصيب: دراسة في العلاقات الداخلية العربية 1951) و (ضباط الجيش ودورهم في سياسة الشرق الأوسط) 1955، وقد أسهم مع مؤرخين آخرين في إصدار وتحرير بعض الكتب ومن ذلك بحثه عن (دور الجيش في السياسة العراقية) ضمن كتاب س. ن فشر (الجيش في الشرق الأوسط). كما كتب خدوري عدداً من المواد في دائرة المعارف البريطانية ودائرة المعارف الإسلامية ودائرة معارف الدين وقاموس العصور الوسطى ودائرة معارف القانون الدولي ودارت هذه المواد حول (الجهاد) (حلف بغداد) (الهدنة) (المصلحة) (القانون الدولي الإسلامي) (الموصل) (ملكية الأراضي في الإسلام) (الشافعي).
نالت قضايا الوطن العربي ، وتطور الاتجاهات السياسية فيه، ودور قادته في السياسة الكثير من اهتمامات مجيد خدوري. ذلك أنه يعد من المؤرخين العراقيين الرواد الذين كتبوا بحوثاً ودراسات في التاريخ العربي المعاصر. ففي سنة 1934 نشر في الموصل كتابه (المسألة السورية). وفي سنة 1939 خطط لنشر كتابه: عن (قضية الاسكندرونة) وتأخر طبعه حتى سنة 1953 وفي سنة 1963 أصدر كتابه: (ليبيا الحديثة: دراسة في التطور السياسي) . ووضع خدوري كتابين مهمين أولهما يتناول الاتجاهات السياسية في العالم العربي وثانيهما يدرس (أدوار القادة في السياسة العربية) وقد انطلق في تأليفه هذين الكتابين من أجواء النقاش والجدل الذي كان يدور بين المثقفين العرب حول فلسفة الإصلاح السياسي، في الوقت الذي كان فيه الزعماء والقادة العرب يسعون الى التوفيق بين الأيديولوجيات المتصارعة والتقاليد العربية الإسلامية . ويعد كتاب (حرب الخليج) الذي أصدره سنة 1988 آخر إصداراته حيث لقي هذا الكتاب صدى واسعاً بين القراء وبهذا الكتاب بلغ مجموع مؤلفاته باللغة الإنكليزية 15 كتاباً فضلاً عن عشرة كتب صدرت باللغة العربية أثناء وجوده في العراق.
ولخدوري اهتمامات واسعة أخرى بمسائل الشريعة الإسلامية ، والقانون الدولي وله في هذا المجال كتب عديدة منها كتابه (قانون الحرب والسلام في الإسلام) ونشر في لندن سنة 1941 وكتابه المفهوم الإسلامي للعدالة ونشر سنة 1984.
ولم يقف إنتاج خدوري عند حدود الكتب، وإنما له بحوث كثيرة نشرت في مجلات عراقية وعربية ودولية ويمكن القول ان اولى بحوثه ظهرت في مجلة المجلة الموصلية التي صدرت سنة 1938 وقد دارت بعض هذه البحوث حول (النظم القيصرية الحديثة) و (الصلات الدبلوماطيقية بين هارون الرشيد وشارلمان). كما ان له مساجلات عديدة على صفحات مجلة المجلة، مع زميله المؤرخ الموصلي (سعيد الديوه جي) والتي تعكس حيوية هذين المؤرخين الموصليين وحرصهما على تقديم الحقيقة التاريخية إلى قراء هما . ومن بحوثه التي نشرها في مجلات عالمية: (مشروع الهلال الخصيب: دراسة في العلاقات الداخلية العربية 1951) و (ضباط الجيش ودورهم في سياسة الشرق الأوسط) 1955، وقد أسهم مع مؤرخين آخرين في إصدار وتحرير بعض الكتب ومن ذلك بحثه عن (دور الجيش في السياسة العراقية) ضمن كتاب س. ن فشر (الجيش في الشرق الأوسط). كما كتب خدوري عدداً من المواد في دائرة المعارف البريطانية ودائرة المعارف الإسلامية ودائرة معارف الدين وقاموس العصور الوسطى ودائرة معارف القانون الدولي ودارت هذه المواد حول (الجهاد) (حلف بغداد) (الهدنة) (المصلحة) (القانون الدولي الإسلامي) (الموصل) (ملكية الأراضي في الإسلام) (الشافعي).
ان خدوري يجهد
نفسه من خلال كتبه وبحوثه في التحري عن المقاييس الموضوعية للقيم والتأثير
(مثالية)، ويحاول بعد ذلك ان يطبق مقاييس كمية (واقعية) ويميل الى المدرسة
التعددية في التفسير التاريخي. ويهتم خدوري بما يسمى بـ(التاريخ الجديد)، وهو الذي
يراد منه ان يعالج التطورات الاجتماعية والحضارية والسياسية والاقتصادية. ويرى
خدوري انه لا توجد فواصل بين التاريخ والسياسة والاجتماع ويقول أنها تقسيمات
اصطنعها العلماء لغرض تسهيل الدراسة.. وان الحياة، تتشابك أحداثها وتعقدها، ولا
يمكن ان تفسر بعامل واحد. ويعتمد خدوري في تأليف كتبه على مبدأ أجراء المقابلات
الشخصية مع الذين كان لهم دور في الأحداث السياسية، لا بقصد التدقيق في ما هو
منشور أو معروف، وإنما التحقيق في سجلات تتحدث عنها. ومجيد خدوري كان خلال نصف
القرن الماضي، مساهماً جاداً في دراسة الشرق الأوسط الحديث. ولذلك احتلت كتاباته
عن الشريعة الإسلامية، والفكر العربي، والشخصيات العربية، والعراق المعاصر، مكانة
متقدمة خلال هذه الفترة.
وبالرغم من ان كتاباته، تعود إلى أوقات مختلفة وأنها كتبت في أماكن عديدة، إلا أن هناك (وحدة طبيعية) تجمع هذه الكتابات، فهي تتناول التاريخ العربي، والشريعة الإسلامية، ونظريات الحكم، او العلاقة بين مؤسسات الدولة، والعلاقات الدولية والتاريخ الفكري للعرب وأثره في تاريخهم السياسي .
ويعد خدوري نفسه عنصراً موازناً بين وجهتي النظر العربية والغربية، فلقد وجد في الغرب أفكار ووسائل تؤثر في حضارته العربية الإسلامية وهو في هذا لا يختلف عن زملائه وخاصة من أبناء جيله الذين درسوا في الجامعة الأمير كية ببيروت وتأثروا بأجواء الوعي القومي العربي التي سادت فيها خلال الثلاثينات والأربعينات من القرن الحالي. ومن هنا فان خدوري شأن هؤلاء، أظهر حماساً للاتجاه القومي العربي وعمل من اجل هذا الاتجاه سواء في بيروت أو في بغداد عندما أصبح عضواً في جمعيات قومية ذات واجهة ثقافية مثل نادي القلم البغدادي . وقد قاده هذا إلى أن يصبح معارضاً للانتداب البريطاني على العراق وكان اهتمامه بمسائل القانون الدولي، والمؤسسات الدستورية، والمجتمع السياسي، يتأنى من معارضته تلك ولرغبته الجامحة في فهم هذه الموضوعات ومعرفة إبعادها وسبل إنقاذ بلده من وهدة الخضوع لبريطانيا. ولهذا فإن مجيد خدوري يبدو في نظر بعض النقاد أنه كان في كتبه (معلماً) أكثر مما كان (كاتباً) .
وبالرغم من ان كتاباته، تعود إلى أوقات مختلفة وأنها كتبت في أماكن عديدة، إلا أن هناك (وحدة طبيعية) تجمع هذه الكتابات، فهي تتناول التاريخ العربي، والشريعة الإسلامية، ونظريات الحكم، او العلاقة بين مؤسسات الدولة، والعلاقات الدولية والتاريخ الفكري للعرب وأثره في تاريخهم السياسي .
ويعد خدوري نفسه عنصراً موازناً بين وجهتي النظر العربية والغربية، فلقد وجد في الغرب أفكار ووسائل تؤثر في حضارته العربية الإسلامية وهو في هذا لا يختلف عن زملائه وخاصة من أبناء جيله الذين درسوا في الجامعة الأمير كية ببيروت وتأثروا بأجواء الوعي القومي العربي التي سادت فيها خلال الثلاثينات والأربعينات من القرن الحالي. ومن هنا فان خدوري شأن هؤلاء، أظهر حماساً للاتجاه القومي العربي وعمل من اجل هذا الاتجاه سواء في بيروت أو في بغداد عندما أصبح عضواً في جمعيات قومية ذات واجهة ثقافية مثل نادي القلم البغدادي . وقد قاده هذا إلى أن يصبح معارضاً للانتداب البريطاني على العراق وكان اهتمامه بمسائل القانون الدولي، والمؤسسات الدستورية، والمجتمع السياسي، يتأنى من معارضته تلك ولرغبته الجامحة في فهم هذه الموضوعات ومعرفة إبعادها وسبل إنقاذ بلده من وهدة الخضوع لبريطانيا. ولهذا فإن مجيد خدوري يبدو في نظر بعض النقاد أنه كان في كتبه (معلماً) أكثر مما كان (كاتباً) .
ومهما يكن من امر
فإن الدكتور مجيد خدوري قد خدم بلده وأمته بطريقة تجعله يحتل موضع تقدير وإعجاب
الكثير من مواطنيه. توفي الدكتور مجيد خدوري رحمة الله عليه وجزاه خيرا في يوم 25
كانون الثاني - يناير سنة 2007 تاركا ارثا علميا منشورا ، وغير منشور يذكرنا به
ويجعلنا نؤكد بأنه حي معنا .
وأملي في ان تجد أوراقه
وذكرياته التي حدثني عنها صهره الدكتور ادموند غريب والتي تعد بالآلاف ، طريقها الى النشر قريبا ان شاء الله .شكرا لاصغائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق