ناحية
زمار في محافظة نينوى
ا.د.
ابراهيم خليل العلاف
استاذ
التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وناحية
زمار التي تقع شمال غرب مدينة الموصل لها
تاريخ .. وهي اليوم زمار القديمة وزمار الجديدة ...زمار القديمة التي غرقت بعد
انشاء سد الموصل الكبير وبنيت مكانها مدينة زمار الجديدة . وناحية زمار والتي تضم
قرى عديدة تابعة من الناحية الادارية لقضاء تلعفر وقيمتها سترايجية وجاء ذلك بسبب
موقعها كعقدة مواصلات بين الحدود مع الجمهورية العربية السورية ومحافظة نينوى .
واذا
نظرنا الى خارطة محافظة نينوى ووقفنا عند
ناحية زمار لوجدنا ان مدينة زاخو في اقليم كردستان تحدها من الشمال الشرقي ومن الجنوب الغربي مدينة
سنجار . أما مدينة تلعفر فتقع الى الجنوب
من مدينة زمار وتحدها من الشمال ربيعة والحدود
العراقية – السورية .
نهر دجلة يفصل بينها وبين
اراضي محافظة دهوك في اقليم كردستان العراق .
وناحية زمار تتكون من (82
) قرية منها (55) قرية عربية و(20) قرية
جرجرية و(7 ) قرى كردية
الوضع الاقتصادي لناحية زمار يشير الى ان الزراعة هي العمود
الفقري فأراضي ناحية زمار بين منطقتين: منطقة مضمونة الأمطار تحت خط مطري (450
ملم) فما فوق، والمنطقة شبه مضمونة الأمطار (350-450 ملم)، والمعدل السنوي للأمطار
الساقطة خلال السنوات السابقة .
واهالي ناحية زمار بمركز
الناحية والقرى التابعة لها يمارسون الزاعة ابا عن جد فمنطقتهم زراعية واراضيهم
صالحة للزراعة وينعكس هذا في حجم ما هو متوفر من الالات الزراعية كمائن الحراثة
والحصاد حتى ان من كتب مادة زمار في انسكلوبيديا ويكابيديا يقول ان عدد ما كان يمتلكه مزارعو زمار من حاصدات فقط سنة 1999
يصل الى (130 ) حاصدة واحصائية شعبة الزراعة في زمار والتي ترجع الى سنة 1999 تؤكد
ان هذه الحاصدات من احدث الحاصدات الزراعية في العالم حيث يحرض المزارعون هناك الى
استيراد حاصدات حديثة جدا من قبيل انواع جون
دير ولافيردا وكلاس وفو كسن .
ويقينا ان استخدام
الحاصدات الحديثة يحتاج الى تدريب وللاسف هذا التدريب غير متوفر مما يؤدي الى عطل
في هذه الحاصدات وهذا كله يؤدي الى خسران كميات لابأس بها من الحاصل الزراعي
السنوي .
الذي اريد ان اقوله واؤكد
عليه أن مساحة المنطقة الزراعية 415144 دونم منها 264607 دونم صالحة للزراعة والاراضي
اما ديمية واما سيحية فالاراضي الديمية تبلغ مساحتها 259457دونما والاروائية أو السيحية تبلغ مساحتها 5150 دونم، والاراضي الديمية نفسها
تقسم إلى: اراضً مضمونة الأمطار وتبلغ
مساحتها 18815 دونم والاخرى شبة مضمونة الأمطار
وهناك أراضِ غير صالحة للزراعة وتبلغ مساحتها 150537 دونم وكما هو معروف فإن الدونم العراقي يعادل 2500 مترا مربعا .
مدينة زمار تعد اليوم من
المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان العراق وحصل هذا
بعدالاحتلال الاميركي للعراق في 9 من نيسان سنة 2003 ودخول قوات البشمركة الكردية
اليها .
لكن قوات البيشمركة انسحبت
في تشرين الاول 2017 وسلمت مواقعها للفرقة 15 من الجيش العراقي التي تسلمت الملف
الامني .
كانت زمار ، كما تشير
الصحفية رنا إزريق في مقالة لها عن زمار ،
تحمل اسما قديما هو (ضويج ) كناية على صغرها وفي زمار خرائب اثرية تسمى أوناس
اكرام بمعنى ان اهلها كرماء .
وليس ثمة احصائيات دقيقة
عن عدد سكانها الا ان هناك من يقول ان عدد سكانها هو (50000 ) خمسون الف نسمة وبعد
سنة 2003 ضمت لها اداريا قرى كانت تابعة لناحية ربيعة .
وزمار قريبة من عين زالة
وفيها حقلي نفط وهي حقول عين زالة الشهيرة وهذه الحقول النفطية اكسبت زمار اهمية
اقتصادية وسياسية فوق اهميتها الستراتيجية .
حقول زمار النفطية تقع على
المثلث العراقي - السوري – التركي والحقليين
النفطيين هما حقل عين زالة وحقل بطمة وكلاهما ومعهما حقل اخر يقعان ضن المنطقة
النفطية التي تضم ثلاثة حقول تنتج ما يقدر ب(20 ) الف برميل نفط يوميا .
من اوائل الذين كتبوا عن
زمار في العراق شيخنا السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه الموسوم ( العراق قديما
وحديثا ) سنة 1947 .كتب عنها بضعة اسطر وقال : " ان زمار ناحية تابعة لقضاء تلعفر وانها اي زمار
تتألف من ثلاثين قرية يبلغ سكانها زهاء 8000 نسمة وتقع معظم اراضي الناحية على
ساحل نهر دجلة الايمن وتقطن الناحية قبائل الجرجرية وجحيش والجبور والميران وموسى
رشي والحسينات والجرجرية جماعة من الكورد لهم لغة خاصة وتبعد زمار عن تلعفر 33
كيلومترا " .. انتهى كلام المؤرخ
السيد عبد الرزاق الحسني والذي كتبه في سنة
1947 .
وفي مصدر آخر ايضا وجدت
" ان ناحية زمار من حيث التكوين
الاجتماعي تضم عشائر جرجرية والجبور والبو متيوت والجحيش والهسنيان والشرابيين
والشرفيين والميران كوجران وموسى رشي " .
في ناحية زمار مدارس
ابتدائية ومتوسطة وثانوية وفيها مستوصفات ومراكز صحية ودوائر حكومية ومراكز للشرطة
وهناك طرق تربط زمار بما يجاورها ومنها الموصل ودهوك وربيعة وسحيلة .
كما ان في زمار دور سبق ان
انشأتها الحكومة تسمى بيوت دوميز .
وبعد التحرير من سيطرة عناصر داعش 2017 تم تأهيل عدد من المدارس في ناحية زمار
منها العلا – المفري – بيعة الرضوان – زمار – الحكنة .وجاء ذلك في اطار الجهود
التي بذلتها المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى لإعادة الحياة التربوية
والتعليمية في المناطق المحررة .
”.
ومن الطريف ان مدينة زمار
القديمة التي غمرتها مياه سد الموصل عادت للظهر بعد انحسار المياه اثر ملء الاتراك
لسد اليصو .وقد نقلت مواقع التواصل
الاجتماعي صورا لزمار القديمة في 9 تموز سنة 2018 بعد ان انحسرت عنها المياه فظهرت
زمار التي اخلاها اهلها سنة 1985 والانتقال الى مدينة زمار الجديدة وبأوامر
حكومية حتى لايتعرضوا للغرق حين ملء السد
سد الموصل وتجدون الى جانب هذا الكلام اجزاءَ من مدينة زمار القديمة التي غمرتها
المياه مياه بحيرة سد الموصل ثم انحسرت
عنها .
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق