الأحد، 5 يوليو 2020

وجها لوجه :فائق بطي وطارق ابراهيم شريف وحديث عن الصحافة العراقية


وجها لوجه :فائق بطي وطارق ابراهيم شريف وحديث عن الصحافة العراقية

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل

في العدد 34 من مجلة (الصحفي ) الاربيلية الصادر في كانون الاول –ديسمبر سنة 2007 حاور الاستاذ طارق ابراهيم شريف الصحفي المخضرم الدكتور فائق   بطي (71سنة ) وقبل ان يتوفاه الله .والدكتور فائق هو ابن الصحفي العراقي الرائد الاستاذ روفائيل بطي صاحب جريدة (البلاد ) البغدادية العريقة .الف الدكتور فائق بطي ومنذ سنة 1962 عددا من الكتب منها :( الصحافة العراقية ..ميلادها وتطورها ) و(صحافة العراق ..تاريخها وكفاح اجيالها ) و(صحافة الاحزاب ) و( صحافة تموز وتطور العراق السياسي )  و(أعلام في صحافة العراق ) و(الموسوعة الصحفية العراقية ) و(الصحافة العراقية في المنفى ) و(الصحافة الكردية في العراق ) .
قال عنه شيخ الصحفيين العراقيين الاستاذ حسن العلوي :" انه ولد  وترعرع في احضان مطبعة ومن احبار واوراق تلك المطبعة شارك في صنع اكثر من جريدة في العراق " .عمل رئيسا لتحرير جريدة (البلاد ) البغدادية وفي جريدة (طريق الشعب ) وفي (التآخي ) وفي لندن اصدر جريدة (عراق الغد ) بين سنتي 1984-1985 كما اصدر في لندن ايضا جريدة (رسالة العراق ) واستمرت  من 1994 حتى احتلال العراق في نيسان 2003 .
يعتبر الصحافة رسالة وحرفة ويدعو الى ان تكون الصحافة العراقية مواكبة لتطورات العصر وقال ان الصحافة العراقية بحاجة الى الكثير والكثير من مستلزمات العمل الصحفي والاعلامي الصحيح وان تكون جريئة وشجاعة في قول الحقيقة خاصة وان تاريخ الصحافة العراقية منذ صدور (زوراء ) في بغداد يوم 25 حزيران –يونيو 1869 كانت الممر الوحيد الذي سلكه المثقفون العراقيون ورجال السياسة للتعبير عن افكارهم كدعاة ومحرضين ضد الاحتلال البريطاني والرجعية والتخلف وفي سبيل حرية وكرامة الوطن والمواطن .
قيم جريدة (التآخي ) التي عمل فيها في عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي وابتداءا من يوم منحها الامتياز للصدور ببغداد  في 20 آذار – مارس سنة 1967 وقال ان صالح اليوسفي كان رئيس تحريرها المسؤول ومعه المهندس شوكت عقراوي والمحامي نجيب بابان ومحمد سعيد الجاف والعميد المتقاعد عبد الله سعيد حيث كان قانون المطبوعات انذاك يشترط بأن يكون عدد اصحاب الامتياز خمسة اشخاص من حملة الشهادة الجامعية .
واضاف ان (التآخي ) استقطبت منذ صدور عددها الاول حتى احتجابها في ايار –مايو سنة 1968 كثيراا من الاقلام وخاصة اقلام المعارضة للسلطة وفي دعواتها لاطلاق الحريات الدمقراطية وقد نجح الاستاذ صالح اليوسفي في جعلها واسطة لتمتين اواصر التضامن الكفاحي بين العرب والاكراد وتعزيز الاخوة بينهما منذ عقود وعقود .
وبعد صدور بيان 11 اذار –مارس سنة 1970 بين حزبي البعث والدمقراطي الكردستاني عاودت (التآخي ) الصدور وكان صاحب الامتياز حبيب محمد كريم سكرتير عام الحزب الدمقراطي الكردستاني ورئيس تحريرها على عبد الله ثم تولى دارا توفيق  عضو اللجنة المركزية للحزب رئاسة تحريرها بعد تعيين علي عبد الله محافظا للسليمانية .
قال الدكتور فائق بطي انه عندما عمل في (التآخي ) كان ديدنه ان تكون الجريدة بالفعل لسان كل العراقيين وقد التحق بها صحفيون كبارا واصبحت الجريدة الاولى في العراق من حيث المادة والتصميم وصارت توزع في اليوم (22) الف نسخة يوما كمبيعات وهو رقم قياسي بالنسبة الى الصحافة العراقية .
عن ابرز كتاب العمود في العراق قال انهم بعد ثورة 14 تموز 1958 كانوا عبد الجبار وهبي في عموده بجريدة اتحاد الشعب وشمران الياسري في عموده بجريدة البلاد ورشدي العامل في عموده بجريدة التاخي وجليل العطية في عموده (حكايات جهين) وسلام خياط في عمودها (في سطور ) ويوسف الصائغ في عموده (افكار بصوت عال ) بمجلة (الف باء ) وابراهيم الحريري في عموده بجريدة (طريق الشعب ) .وفي العهد الملكي وفي جريدة (البلاد )  كان ممن يكتبون العمود الدكتورة سلوى زكو والاستاذ امجد حسين والدكتور فائق بطي والدكتور عبد الواحد لؤلؤة والاستاذ صالح سلمان والاستاذ عبد اللطيف حبيب .
وامتدح الصحفي عبد المنعم الجادر صاحب جريدة (كل شيء ) الاسبوعية التي صدرت في عقد الستينات من القرن الماضي وقال انها كانت من انجح الجرائد الاسبوعية واوسعها انتشارا وكان اخراجها متميزا معززا بصور عديدة وعناوين جذابة وعن الصور في الصحف العراقية قال ان الصحف العراقية في العهد الملكي 1921-1958 كانت تفتقر الى الصور الدالة في اخبارها لضعف وبدائية التحرير ولاسباب مادية وكانت كل الصحف تشترك في ذلك وكان المصور (ارشاك ) هو المصور  العراقي الوحيد الذي لم يبخل على الصحفيين بصوره .كما عرفت الصحافة العراقية التصوير الصحفي بعد ثورة 14 تموز 1958 ومن ابرز الصحفيين الذين كانوا يزودون الصحف بصورهم التي يلتقطونها (انتران ) و(حازم باك ) و( الياس جموعة ) .
اما ابرز المخبرين في الصحافة العراقية  أي الذين يزودون الصحافة بالاخبار في كافة مناحيها ؛ فكانوا محمد حامد وعبد المنعم الجادر ومحمود الجندي وقاسم محمد فخري وهاشم النعيمي وسعيد الربيعي وغازي العياش .
قال الاستاذ  فائق بطي انه اهتم بتاريخ الصحافة العراقية لانه وعندما اراد الدراسة الاكاديمية  والحصول على الدكتوراه من جامعة القاهرة والحصول على الدكتوراه لم  يجد سوى العدد القليل من المصادر لذلك انصرف لتدوين بعض الجوانب في هذا التاريخ الثر .واضاف انه يعشق الصحافة وان الصحافة اخذت منه عمره لكنها اعطته عشقه للمهنة وتقديسه لرسالتها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...