مصير المشاريع السياسية - الاقتصادية في الشرق الاوسط
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
أي مشروع سياسي - اقتصادي ، لايمكن ان ينجح ، الا اذا كان موافقا لثوابت الجغرافية وحقائق التاريخ .وفي تاريخنا العربي المعاصر عدد كبير من المشاريع الاتحادية والوحدوية ، وكلها فشلت لأنها كانت (ارتجالية ) وفيها من الاهداف البعيدة عن ثوابت الجغرافية وحقائق التاريخ واذكر من هذه المشاريع : (مشروع الهلال الخصيب) 1942 الذي طرحه نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي السابق و(مشروع سوريا الكبرى) الذي طرحه الامير عبد الله بن الحسين 1941وتأسيس (جامعة الدول العربية) 1945 و(الجمهورية العربية المتحدة) 1958و( الاتحاد العربي الهاشمي ) و(ميثاق 17 نيسان 1963) و(مشاريع الرئيس الليبي السابق العقيد معمر القذافي الكثيرة ) و(مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) 1981 ومشروع شمعون بيريس (الشرق الاوسط الجديد ) و( مشروع الشرق الاوسط الكبير ) 2004 الذي أطلقته إدارة الرئيس الأمريكي الاسبق جورج دبليو بوش على منطقة واسعة تضم كامل البلدان العربية فضلا عن تركيا، إسرائيل، إيران، أفغانستان وباكستان.
واليوم يُطرح (مشروع الشرق الاوسط الاخضر ) الذي طرحته المملكة العربية السعودية .
المشاريع السياسية والاقتصادية لكي تنجح وتكتسب شرعية واهمية حقيقية
يجب أولا ان تنطلق من رغبة حقيقية مخلصة ، وبعد دراسة الجدوى الاقتصادية لهكذا مشاريع ، وان تكون متوافقة مع رغبات الشعوب ، وان تكون ملبية لثوابت الجغرافية وحقائق التاريخ وان لاترتبط بالمحاور الاقليمية والدولية وان لاتكون عدوانية ، والا فالفشل والاهمال سيكون مصيرها فضلا عن ازدراء الشعوب لها لانها سوف لن تلبي الا طموحات الحكام وتحقق مآربهم .
هذا فضلا عن ان هذه المشاريع يجب ان لاتنطلق لتكون ذات طابع تكتلي تحالفي وضمن محاور اقليمية ودولية فمثل هذه المشاريع سيكون مصيرها الفشل الذريع وهي ليست في هكذا حال الا مضيعة للوقت والمال والجهد وسوف لن تكون الا فرقعة اعلامية سرعان ما تخبو .
اقول للقادة العرب ، ومن ورائهم ومن معهم ان يدرسوا تجربة (الاتحاد الاوربي) ؛ فهي تجربة ناجحة وعملية ومفيدة للدول المنخرطة فيه وتلامس احتياجات الشعوب ومتطلباتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق